"
اوعاد الدسوقي : علي الجزمة!
تابع الشعب المصري ردود الأفعال العالمية علي ثورة " 30 يونيو" و بطبيعة الحال
كان الاهتمام الأكبر بمعرفة ما هو رد الفعل الأمريكي؟ و ما بين التهويل و التهوين
جاء ت تصريحات بعض المسئولين التي اتسمت بـ الميوعة بسبب الانقسام في الرؤى بين
صقور البيت الأبيض و الكونجرس الأمريكي الذي تبني موقفا أكثر وضوحا حيث اعتبر أن ما
حدث في مصر لا يرتقي إلي مستوي الانقلاب العسكري , إنما هو انحياز من المؤسسة
العسكرية لرغبة ملايين المتظاهرين الذين نزلوا للشوارع بعد أن فشل " مرسي" في إقناع
المعارضة بقدرته علي قيادة الدولة, كما طالب أعضاء الكونجرس بالتحقيق مع " باراك
اوباما" متهمين إياه بعدم فهم طبيعة المصريين حسب وصف جريدة الـ " وشنطن بوست" مما
أدي إلي الفشل في التعامل مع معطيات الأحداث المصرية بـ الاعتماد علي جماعة ليست بـ
الكفاءة المطلوبة للحفاظ علي المصالح الأمريكية في المنطقة.
التصريحات المتضاربة أظهرت حالة التوتر و الذعر الشديد الذي أصاب الإدارة
الأمريكية بسبب الثورة التي عصفت بمشروع " الشرق الأوسط الجديد" حيث وجدوا أنفسهم
أمام ثورة صناعة مصرية خالصة لم تعبث بها أو تلوثها الأيادي الأمريكية ,هذه الثورة
البيضاء النقية تسببت في ضياع الحلم الذي بدأ التخطيط و الإعداد له منذ عهد جورج
بوش الأب الذي رصد بلايين الدولارات لتحقيق هذا المشروع وفي سبيل ذلك جند حكام و
اتخذ من أراضيهم قواعد عسكرية و احتل دول وفكك جيوش و دعم جماعات إرهابية متطرفة
لتكون شوكة في ظهر شعوب المنطقة.
لا شك أن خروج المصريين بهذا الشكل البديع قد أربك حسابات الأمريكان و التحرك
السريع للجيش و اتخاذ وزير الدفاع قرارا جريئا بـ الانحياز للإرادة الشعبية كان
بمثابة ضربه موجعة لهم , فقد أطاح الجيش المصري بـ أطماع أمريكا و بتر ذراعها القذر
في المنطقة المسمي بجماعة الإخوان. مصر المصانة المحفوظة بحول الله و قوته المذكورة
في كتابة العزيز مصنع الرجال خرج من بين جندها _الذين هم خير أجناد الأرض كما بشرنا
رسولنا الكريم عليه الصلاة السلام _ قامة وطنية مخلصه بحجم الفريق أول " عبد الفتاح
السيسي" الذي استطاع بـ ذكاء أن يحبط مخططهم ويعيدهم إلي نقطة الصفر.
لذا من الطبيعي أن يجن جنون القابعين في البيت الأبيض و يحاولون بكل السبل
الضغط علي القوات المسلحة مره و تهيج الرأي العام العالمي مرة أخري و تسخير قنواتهم
لنقل الأكاذيب و تداول الإشاعات لإقناع العالم إن ما حدث انقلابا عسكريا و من ثم
التلويح بقطع المعونة مهددين كذلك بإمكانية فرض حصارا اقتصاديا علي مصر إن لم يعد
مرسي ويسحب الجيش بيانه, هذه التهديدات السفالة بالقطع لا تخيفنا , و نحن أحرارا
فيما نقرر ولا سلطان لكم علينا , فمصر لن تمكن أحد من إدخالها إلي حظيرة السمع و
الطاعة ولا يمكن لأحد أن يجبر شعبها علي أن يحكمه من لا يريد , أما عن الترويج بأنه
انقلابا عسكري فهذا محض افتراء و لن نسمح لكم أن تستنزفونا في عملية الدفاع عن
إرادتنا الحرة في التغير و دعم الجيش لهذه الإرادة بعد أن جاءه أمر تكليف من الحشود
التي ملأت الميادين للحفاظ علي مصر و استعادة هيبتها و عودة دولة القانون , و
بالنسبة للحصار الاقتصادي فالمصري علي استعداد أن يعيش علي الخبز الجاف و الملح ولا
أن يذل أو يهان ,أما المعونة و المساعدات التي تستخدمونها كـ كارت تهديد كلا بعد
حين فـ لن نقول لكم إلا قول زعيمنا خالد الذكر" جمال عبد الناصر" المعونة علي
الجزمة!!
حفظ الله مصر و رد كيدهم إلي نحورهم
د. اوعاد الدسوقي
"