يا جبل ما يهزك ريح !!!
يا جبل ما يهزك ريح !!! مقولة خالدة بخلود وحكمة وحنكة قائلها ,حيث كان يرددها الزعيم ياسر عرفات , بعد كل خروج من معسرة كانت تواجهه شعبنا وثورتنا المعاصرة في كثير من مراحل الزمان الذي كان يمر به شعبنا ,حيث كان يخرج شعبنا كالفينيق يتجدد في العزيمة والإرادة والقوة دون مبالاة بحجم التضحيات التي يقدمها على مذبح الحرية والنصر . ذهب القائد جسدا ولكن حنكة وحكمته وقيادته يشتاق شعبنا إلى أن تبقى فيه ولا تغادره ليتمكن من تخطي الصعاب ,وتحقيق أماله وأحلامه بالحرية والنصر ,نعم لقد كان يقولها الرئيس ياسر عرفات حينما تمر رياح عاتية على شعبنا كانت في الغالب تهدف إلى اقتلاعه أن تمكنت وأن لم تتمكن فليكن ردمه أو بعثرته ليكون التوهان وحالة الضياع والبعثرة هي السائدة وتتوزع القضية بين القبائل . وهنا لابد من ذكر بعض محطات الرياح العاتية التي عاشها شعبنا وثورتنا المعاصرة ولكن هذه المحطات في معظمها كانت تمنح ثورتنا وشعبنا القوة والعنفوان ,فمن أيلول الأسود إلى الحرب الأهلية في لبنان وكل محاولات إقحام شعبنا في تلك الحروب الخاسرة إلى تل الزعتر ,إلى حرب لبنان 1982م إلى حرب طرابلس والمخيمات ,فالانتفاضتين الأولى والثانية والحروب والاعتداءات الإسرائيلية على مدن الضفة الغربية والحربين على غزة كل تلك المراحل لم تزد الجبل إلا كبرياء وصمود لان كل تلك الاعتداءات والضربات كانت خارجية ومن أعداء خارجين عن الصف العربي والوطني في تلك المراحل ,لكن وللأسف اليوم لم الرياح تعد خارج بل أصبحت داخلية بامتياز ,فلم يعد الجبل كما كان سابقا رابضا نابضا بقلب واحد وعقل واحد وجهد واحد بل صار الوطن وطنين والهدف أهداف متناثرة ومتبعثرة حسب المرضع لبعض من يعتقدون بأنهم خيار لهذا الجبل الرابض ,نعم لقد أصبح الوطن جنوبيا شماليا ,وصار لكلن أحلام تتوافق مع رؤى في معظمها بعيدة عن طموحات شعبنا ,مع تصميم وإصرار البعض المتحكم بمصير هذا الشعب بقوة غاشمة مأجورة وفق أجندات مصبها خارجي ,فلم تعد للوطنية في أجندة هؤلاء مكان ,ولم تعد للقضية عندهم أهمية ألا كشعار من أجل المتاجرة فيه في السوق الداخلية والخارجية ,فلا ضير عن هؤلاء أن يصبح شعبنا من أصحاب الطوابير ولا ضير أن يصبح من أصحاب المزامير ,أو أن يتنفس من نفق في ظلام الليل مثل الخفافيش ,أو يكون بمظهر المضطهد والمكسور الجناح والضحية من أجل التسول على موائد المحسنين الراغبين بأن يكبروا ويعلوا ويصبحوا من أصحاب الشأن ولو على دماء وأشلاء الأبرياء ,أن حالة الانحطاط القيادي والحزبي التي تمر بها قضيتنا اليوم وكثير من شعوب امتنا العربية تدلل بأن قضايا الأمة وقضيتنا لا تحتل في أجندة هؤلاء إلا موقع الشعار ,لترويج لبقائهم يتحكمون في رقاب العباد . والسؤال :ماذا يعني الرفض للعودة إلى الشعب مرة ثانية للاحتكام إلى قرار الشعب؟ ماذا يعني الارتباط بأجندات خارجية لم تضع على سلم أولوياتها قضيتنا الوطنية منذ نشأتها منذ مائة عام إلى اليوم ؟ ماذا يعني التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية المستضيفة لشعبنا منذ سنوات ؟ ماذا تعني الهدنة ووقف النار مع العدو من طرف واحد مقابل الحفاظ على سلطة واهية عاجزة عن تحقيق أبسط متطلبات الحياة لشعبنا؟. ماذا تعني زيادة حالة البؤس والفقر والجوع ورفع شعارات جوفاء دون تحديد مكان وزمان وهدف الحالة الضبابية التي نعيشها ؟ ماذا تعني حالة الرفض لكل صوت ينادي بإنهاء حالة الانقسام والشرذمة التي تعيشها قضيتنا ,ومحاولة ربط كل المطالبين بإنهاء هذه الحالة بأنهم أعداء القضية ويعملون وفق أجندات لا وطنية ؟ ماذا تعني محاولة تغطية كل الأفعال الشيطانية بكساء عقائدي وكأن كل تلك التصرفات من وحي السماء لا يجوز لأحد أنقادها وفاعليها .والعمل على وصمهم بأنهم من أعداء الدين ؟ ماذا يعني التلاعب بحاجيات ومصالح وآهات الناس والعمل على استغلال التجمعات الإجبارية لترويج لبعض الأحزاب والشخصيات الخلافية في المجتمعات العربية والإسلامية ووصم كل رافضيهم بأعداء للعقيدة ؟ أسئلة كثيرة يطرحها المواطن العادي في الشارع والسيارة والمجالس العامة والخاصة رافضا كل أشكال مصادرة حقه في التعبير عن رؤيته الوطنية فيما يدور حوله من تناقضات ,متسائلا في أي الدروب نحن نسير والى أي تشتت سوف ترسي سفيتنا الوطنية في ظل الاستمرار في هذا الواقع ,المظلم وهل سيبقى من يقبضون على شعبنا في حالة المصادرة لحقوقه وطموحاته وإبقائها في محبس رؤيتهم الحزبية الضيقة إلى زمن طويل ,وما هو المخرج من هذه الحالة اللامية ,لكي يبقى الجبل رابضا قادرا على مواجهة التيارات المتصارعة حوله والراغبة في تشتية وشرذمته لكي ينهار ويكون قابل لكل الوضعيات التي يرغبها أعداء شعبنا وقضيتنا.؟؟؟ نبيل عبد الرؤوف البطراوي 10/8/2013
|