الرئيسية / الآراء والمقالات / د.محمد صالح الشنطي يكتب: بين انتهازية السذاجة السياسية المخادعة و فجور الخطاب الإعلامي المدمّر

د.محمد صالح الشنطي يكتب: بين انتهازية السذاجة السياسية المخادعة و فجور الخطاب الإعلامي المدمّر

محمد صالح الشنطي

بين انتهازية السذاجة السياسية المخادعة و فجور الخطاب الإعلامي المدمّر 

بقلم د.محمد صالح الشنطي

  حين يتم خلط الأوراق تضيع الحقائق – و نحن أمام عملية من هذا النوع منذ2007 عام حين انقلب الشقيق على شقيقه و برزت معادلة ( الإخوة الأعداء ) على يد حركة حماس في عملية أسمتها (الحسم العسكري) – حيث يتم التصرف بعشوائية و سذاجة و ارتجال.

  في العمليات الفدائية الأخيرة برزت روح المقاومة الحقيقية التي ضاقت ذرعاً بممارسات الاحتلال القمعيّة و انتهاك حرمة الأقصى (القبلة الأولى و مهوى الأفئدة) 

و لم تكن حماس فاعلة في هذه العمليات التي حاولت تبنّي بعضها و أوهمت الشعب بأنها وراءها ، فقامت بنشر فيديوهاتها القديمة المفبركة التي تقوم على القص و اللصق ؛ فضلا عن لجوئها إلى استخدام بعض الفيديوهات التي تعمل لصالح السلطة الوطنية و دمغها بمانشيتات تحاول من خلالها السخرية من أصحابها و التنكيل بهم عبر استئجار بعض الأصوات النسائية أو تجنيدها لوصم بعض رجالات لفتح و السلطة بأبشع التهم و الممارسات التي تنال من العرض و الشرف و الفساد المالي و الأخلاقي .

    و آخر محاولات الخلط ما قدمة قائد حماس في غزة أبو ابراهيم (السينوار) من خطاب حماسي ملتهب شرّق فيه و غرّب ، وخلط شعبان برمضان فكشف عما أوهم الناس فيه من قبل بأنه سرّ من الأسرار فملأ الدنيا و شغل الناس بالرقم ( 1111 ) فإذا به يزعم أنه يقصد عدد الصواريخ التي ستنطلق مع أوّل اشتباك مع العدو الإسرائيلي احتفاء بذكرى استشهاد قائد الثورة ( أبو عمار) الأمر الذي وسم خطابه بالوحدوي ، ما دفع بعض كوادر فتح إلى الإشادة به و استخفّهم حماسهم لقائدهم الكبير ، و هنا تتبادر إلى أذهاننا بعض الأسئلة لا تشكيكًا في هذا القائد ولا غمزا من جانبه ؛ ولكن التساؤل حق مشروع لاتثريب على صاحبه ؟

     أبو ابراهيم (السينوار) أسير محرر قضى سنوات طويلة في سجن الاحتلال وخرج ليتبوّأ مركزاً مرموقاً في قيادة كتائب عز الدين القسام ، ونال من الشهرة و البريق ما لم ينله أحد من الحرس القديم في حماس ، و السؤال هنا : لماذا يصول و يجول علناً في شوارع غزة و على منابرها الجماهرية و يجاهر بتحدّيه لإسرائيل دون أن تمسّه أجهزتها العسكرية التي تربّصت بزملائه من الأسرى المحررين و قتلت بعضاً منهم ، و لم تحاول قط أن تمسّه بسوء وهو يسير مكشوفاً في شوارع غزة التي تغطّي سماءها طائرات العدو؟ وهذا ليس تشكيكاً فيه ؛ و لكن نعتقد أنه استثمار لنهجه الذي ترى فيه سذاجة سياسية ربما تخدم أهدافها ؛ و رويدكم لا تكفّروني فهذا سؤال مشروع و مبرّر. لو قارنّا بين هذا الخطاب وخطابه بعد انتهاء معركة سيف القدس ماذا نلاحظ؟

أولا – اللهجة هي ذاتها لهجة المنتصر و المتحدي ، وكأن هناك تجيير لكل عمليات الضفة لصالح حماس ؛ وملء الفراغ الذي لم يفِ بملئه كما وعد حين زعم السنوار أن المعادلة قد انقلبت لصالح حماس ،و أنهم أصحاب الشرعيّة المقاومة بعد سيف القدس وهم أصحاب الحلّ و العقد، و التغطية على عدم الوفاء بمقولة (إن عدتم عدنا) والتراجع العملي لكل التهديدات السابقة عمليا للتنظير و حل لغز ( 1111 ) في لعبة الكلمات المتقاطعة ؟

     ثانيا – التذكير بأمجاد معركة سيف القدس المزعومة التي لم تسفر إلا عن دمار و خراب و زيادة في اقتحامات الأقصى وتحدٍّ لكل المشاعر و لم يتصدَّ لهم إلا أهل القدس الذين تعرضوا لتجيير صمودهم لصالح حماس عبر ترديد شعار (حط السيف قبال السيف) و الهتاف لأبي عبيدة الذي صنعوا منه بطلا هماما ، وهو مجرد ناطق باسم الكتائب.

ثالثا – الاستيلاء على مشاعر الناس عبر ترديد شعارات شعبوية ساذجة تتعلق بالشهيد أبو عمار ، وهنا أسأل:

هل يجوز منطقيّاً و عسكريًّا أن نخبر العدو بما ستقوم به المقاومة في أول اشتباك لنعطيه مبرر القيام بعملية استباقيّة تجهض كل المخططات بعد أن أصبحت مكشوفة أمام العدو ، يا للسذاجة و الضحك على الذقون . كما فعلو في المرة الأولى حين أعلنوا عن عزمهم على ضرب تل أبيب بالصواريخ في الثالثة عصراً إن لم تخنّي الذاكرة و حشدوا وسائل الإعلام لهذا الحدث و كأننا في مباراة كرة قدم ، و ليس في معركة ضروس و كأن العدو قد استسلم لحماس قضاءً و قدراً.

هذه سذاجة واستغفال ؛ بل لا تؤاخذوني إن قلت (استهبال)

     لو أخذت إسرائيل كلام السينوار مأخذ الجد لدّمرت غزة قبل أن تنطلق صواريخها ؛ ولو كانت تعتقد أن هذا التهديد حقيقي لاغتالت السينوار وهو على منبر الخطابة ؛ ولكنه تعرف يقيناً أن هذه لعبة إعلامية دعائية لا أكثر .

ماذا قدمت السينوار للأمة و لشعبه المغلوب على أمره المحاصر في القطاع حتى يصول و يجول ويستخدم لغة الجسد في حديثه بكامل طاقاتها الحركية وتعابير الوجه و قسماته ، و يجلدنا ساعة كاملة تكراراً لما سبق في أعقاب معركة القدس التي كان الانتصار الوحيد فيها عدم المساس بأي من قادة حماس لسبب بسيط هو أنهم بتصرفاتهم غير المدروسة يخدمون إسرائيل ثم أن أغلبهم بمنأى عن رصاص العدو موزعون بين تركيا وقطر :

     أقو ل للثلاثي القيادي في حماس : السينوار و االزهار و علي حماد الذين ملأوا الدنيا ضجيجاً بمزاعمهم و شعاراتهم : اتقوا الله في شعبكم وكفّوا عن ترديد الشعارات التي لا يستفيد منها غير العدو وضعوا أيديكم بأيدي إخوانكم لتخططوا بأناة و واقعية و موضوعية لمقاومة اليهود وليس للرد في الكنس اليهودية التي تجعلكم في مصاف الإرهابيين أمام العالم و دعو إخوانكم في الداخل الفلسطيني يدبرون شؤونهم و لا تعبثوا بمصائرهم و تورطوهم و تنكلوا بهم .

 وأقول للفصائل الفلسطينية في غزة كفّوا عن مجاملة حماس والاستجابة لانتهازية البعض في الانسياق وراء أوهام تعلمون علم اليقين زيفها ، ألم تستفيدوا م د روس وعبر لقنتكم إياها أحداث العقدين الماضيين؟! بقلم محمد صالح الشنطي 3/5/2022م

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الناصر شيخ العيد

عبدالناصر شيخ العيد يكتب : الفينو الأمريكى طعنه فى وجه الديمقراطية

الفينو الأمريكى طعنه فى وجه الديمقراطية بقلم عبدالناصر شيخ العيد لقد أصبح حق الفينو قمه …