عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين
عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين
الرئيسية / الآراء والمقالات / د جمال ابو نحل يكتب : عِّيْدٌ، وشَهِّيدٌ، وخَيمةٌ، ودمَعةٌ، وشَمْعَة

د جمال ابو نحل يكتب : عِّيْدٌ، وشَهِّيدٌ، وخَيمةٌ، ودمَعةٌ، وشَمْعَة

عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين
عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين

عِّيْدٌ، وشَهِّيدٌ، وخَيمةٌ، ودمَعةٌ، وشَمْعَة

بأي حال عُدت يا عيد!؛ والقلوب مُنكسِّرة، وفلسطين، وغزة منكوبة، وقد فقدت أكثر من مائة ألف جريح وشهيد؛ ومفقود ذهبوا للعلياء من غير وداع!؛ فبعد مضي نصف عام على حرب الإبادة الجماعية الإجرامية الصهيونية النازية على قطاع غزة استشهد فيها من استُشهد، وجُرح فيها من جُرح، وأُسِّرْ، وأُعتُقِّل من اُعتُقل. وقصف المحتلين الأوغاد البيوت ودمروها فوق رؤوس ساكنيها، وكانت نتائج العدوان الصهيوني الوحشي على قطاع غزة كارثية ومأساوية؛ حيثُ تسببت في نكبة كبيرة، ومجاعة حقيقية لشعب غزة، وأدت لويلات وأهات، وصيحات، وصرخات، وللكثير الكثير من الثكالى، والأرامل، والمشردين، والنازحين، الذين يعيشون أوضاع إنسانية كارثية في الخيام، وتسببت الحرب بسفر ألاف من المُهاجرين خارج قطاع غزة؛ وضياع الأموال وقَتَل العلماء، ورحلة لجوء جديدة حلت على سكان غزة، كما حَشر الاحتلال المجرم الغاصب أغلب سكان غزة في مدينة رفح على الحدود الجنوبية مع مصر!. 

ولقد انتهك المحتلين الفاسدين الأنجاس المفسدين الأرض والعِرض، وتجاوزوا كل شيء؛ وتعرضن بعض النساء الحرائر العفيفات للاغتصاب من عصابة الجنود المرتزقة القتلة الأذناب الأنجاس المحتلين!؛ ودمرت المصانع والمزارع، والدور وتوقف صوت الأذان، ولم تقام الصلوات في المساجد جماعة، وكأنها قد أزفت الساعة واقتربت قيام القيامة!؛ كما توقفت المسيرة التعليمية بِرُمتِّها في غزة، ومُسحت عوائل بأكملها عن وجه الأرض وشُطبت من السجل المدني، وصار عندنا قوافل من النساء الأرامل، وألاف الأطفال الأيتام، وألاف البيوت، والمدارس والجامعات والمساجد، والمواقع الأثرية المُدمرة كُليًا بسبب قصف عصابة المحتلين الصهاينة المجرمين، وأصبح قطاع غزة كأنهُ أثرًا بعد عين، وكأن زلزال مُدمر ضرب غزة، وأزالها عن وجه الأرض؛ وكل ذلك يعتبر غيض من فيض، ولكن المصيبة والمؤلم حينما تجد من أبناء جلدتنا وهو في إيران من يُصرح ويقول: “لقد حققت المقاومة إنجازات غير مسبوقة”!؛ ومعلوم أن كرامة الميت بدفنهِ، وللأسف لم يستطيع أغلب الناس دفن الشهداء فمنهم بعدما قضى نحبه تحت بيته المقصوف بقى لعدة شهور دون أن يستطيع أحد دفنه، والبعض الأخر تحلل جثمانهُ، ومنهم من أكلت أجسادهم الطاهرة الكلاب الضالة، والقطط!؛ في وقت وقف العالم عاجز كالأعمى وكالأصم، والأبكم، ولم يحرك ساكنًا بشكل فعلى لوقف ألة حرب الإبادة الصهيونية التي فاقت النازية في الإجرام، والهمجية، والوحشية؛ وكأن الضمير العالمي الإنساني قد مات!. وأغلب قادة العالم الغربي يأكلون ويشربون، ويمرحون، وبالديمقراطية الزائفة يتغنون! وقد ذبحوا حمامة السلام، وشوهَا، وقطعوها ومزقوها إربًا، وأكلوها، تم شربوا دمها، أولئك هُم اللئام، وشرُ الأنام!؛ ولا تزال العصابات الإجرامية الصهيونية تهدد باجتياح الحصن الأخير الباقي في قطاع غزة مدينة رفح جنوب، والتي يتواجد فيها أكثر من مليون ونصف فلسطيني؛ يعيشون في ظروف مأساوية، وكارثية، ويفتك بهم القصف، والجوع، والمرض، والوباء الكبدي؛ ورغم كل ما سبق من كوارث، وبحر من الدماء، والحزن، والألم لكننا مؤمنون بالله وبالفرج القريب. ونحن على يقين بأنهُ لن يُغنِي حذرٌ مع قدر، وصدق الإمام الشافعي حينما قال: ” ومن نزلت بِساحتهِ المنايا فلا أرضٌ تقيهِ، ولا سماءُ”؛ ورغم كل الجراح النازفة لازال نرى بصيص أمل؛ رغم كل الألم؛ ولن يكون في ملك الله إلا ما أراد الله؛ “ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين”، فيا أهل فلسطين في غزة والضفة والقدس وكل مكان لكم الله؛ وها نحن على أعتاب العيد، ولكن لم يعد العيد لنا سعيد؛ وقد ذبحنا من الوريد إلى الوريد، وصارت البيت في غزة هو الخيمة، والعين تسيل منها ألف دمعة ودمعة، وراحت البهجة والفرحة، وراحت مع بيوتنا كل ما فيها من عبق الذكريات، وكل المُقتنيات؛ ولم يبقى من طيب العيش إلا مُرهُ؛ ولكن لن ينقطع حبل الرجاء والأمل فما عند الله خيرُ وأبقى، ولا نشك قيد أُنملة بأن الساعة أتيةٌ لا ريب فيها، وأن الله جل جلاله يمُهل ولا يُهمل ويؤخر الظالمين ليومٍ تشخص فيه الأبصار قال تعالى: ” وَلَا تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ غافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ ٱلظّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ ٱلْأَبْصارُ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ ۖ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ”. رحم الله الشهداء الأبرار، والشفاء العاجل للجرحى، والحرية للأسرى الأبطال، ونسأل الله عز وجل أن يربط على قلوب الأطفال الأيتام، والنساء الثكالى، والأرامل، ومن فقدوا الأهل والأقارب والأصحاب، والأحباب، والبيوت وكل شيء؛ فَصبرٌ جميل والله المستعان؛ وفي فلسطين، والقدس، وغزة: عِّيْدٌ، ومائة ألف شَهِّيدٌ، وألفُ ألف خَيمةٌ، وألفُ ألف دمَعةٌ، وشَمْعَة.

الباحث، والكاتب الصحفي، والمفكر العربي الإسلامي، والمحلل السياسي

الأديب الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر/ محمد عبد الله أبو نحل

عضو نقابة اتحاد كُتاب وأدباء مصر، رئيس المركز القومي لعلماء فلسـطين

الأستاذ، والمحاضر الجامعي غير المتفرغ/ غزة ــ فلسطين

رئيس الاتحاد العام للمثقفين، والأدباء العرب بفلسطين

dr.jamalnahel@gmail.com

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الرحيم جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
رئيس اللجنة الشعبية في الرياض

د عبد الرحيم جاموس يكتب : تأمُلات…!

تأمُلات…! باتت المدينةُ تحتَ حكمِ ثلاثِ قِديسات .. هّنَّ: القديسةُ اضطِهاد… القديسةُ تَزَّمت… القديسةًاشمِئزاز.. (يشعرُ …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *