الرئيسية / الآراء والمقالات / د. مروان محمد مشتهى يكتب : مقومات الذكاء الإجتماعي

د. مروان محمد مشتهى يكتب : مقومات الذكاء الإجتماعي

مروان محمد مشتهى

مقومات الذكاء الإجتماعي
د. مروان محمد مشتهى

تعددت النظريات التي تناولت موضوع الذكاء الإجتماعي ؛ ولكنها اتفقت جميعها أنها صفة عقلية موجودة بمقدار معين تختلف من شخص لأخر ،فهي بذلك محصلة لمجموعة من القدرات والمهارات والسلوكيات النفسية والإدراكية والعاطفية .

تجدر الإشارة أن للذكاء الاجتماعي القدرة على إدراك العلاقات الاجتماعية، وفهم سيكولوجية وطبيعة الأفراد وكيفية التفاعل معهم ،والتعرف على السلوك الحكيم الذي يمكننا من خلاله من نسج العلاقات الإنسانية داخل المجتمع.

مما لا شك فيه أن للذكاء التفاعلي أهمية قصوى في حياتنا ؛ فهو فن بحد ذاته، ويعتبر لباقة الحديث وفن التصرف في المواقف ، وحسن الإنصات لمشاكل الآخرين ، من أدواته الفعالة للتعامل الإيجابي بين أطياف المجتمع المختلفة .

عادة ما يتم اكتساب الذكاء الإجتماع ؛من خلال الخبرة ،والتجارب الحياتية، فليس شرطاً أن يكون الشخص على مستوى عالٍ من الذكاء العلمي؛ ويتمتع بنفس القدر بمكانة اجتماعية؛ وهذا ما يفسر كثيراً من الظواهر التي نلمسها يومياً لعلماء يتمتعون بالذكاء العلمي ولكنهم ليسو كذلك على المستوى الاجتماعي .

من هذا المنطلق ؛ولكي يكون الإنسان مقبولاً اجتماعياً يجب أن يعرف ذاته جيداً، فرحم الله امرءاً عرف قدر نفسه ، ومن ثم قدرته على ضبط انفعالاته، والمحافظة على توازنه النفسي والعاطفي ، وخفض التوتر إلى الحد الأدنى ،والتحكم بالعصبية المفرطة .

في هذا الإطار يجب امتلاك المهارات في كسب حب واحترام الناس ، ببعض السلوكيات الإيجابية التي تتمثل : التعاطف وحل مشكلات الغير ،ورحمة ونصرة الضعيف ،وتوقير العلماء وكبار السن ،وانزال الناس منازلهم، والإحسان للآخرين .

إن كفاءة التصرف في المواقف الاجتماعية لها النصيب الأكبر في التفاعل الاجتماعي الإيجابي ،من خلال القدرة على فهم الحالة النفسية والعصبية للمتحدث، ومراعاة مشاعره، وفهم وقراءة لغةالجسد، وانفعاله العاطفي، وفهم السلوك الاجتماعي والإدراكي للبيئة المحيطة به .

يستوقفني هنا سلوكيات سلبية في غاية الأهمية يجب مراعاتها عند الحديث والتفاعل مع من يحاورك الحديث، فلا تتحدث عن مالك وإنجازاتك الإقتصادية والمهنية، أمام من لا مال له ، أو بالكاد يملك قوت يومه ، أو أن تتمادى في الحديث عن مساندة والدك لك ووقوفه إلي جانبك ، أمام من فقد والده في سن مبكرة ، أو أن تتحدث عن أولادك وصفاتهم ونجاحاتهم عند من لا أولاد له، فلا تتحدث عن أمور يفتقدها من يحاورك، وإلا ستكن غبياً اجتماعياً .

إستناداً إلي ما سبق يجب تنمية ذكائنا الإجتماعي؛ من خلال توسيع مداركنا، وتطوير مهاراتنا ،والمحافظة على ابتسامتنا الدائمة؛ فلها وقع السحر على قلوب الآخرين،وأن نكون قريبين من الناس نشاركهم أفراحهم وأحزانهم و مشاكلهم .

من هذا المنطلق يجب قبول الناس كما هم وحسن الظن بهم ، والقدرة على الإنصات الجيد لهم ؛ فهو جزء من النجاح الإجتماعي ، والحوار الفعال معهم،من خلال التحكم بالإنفعالات الشخصية ، بل و امتصاص غضبهم؛ من خلال بعض فنون الأدب والإتكيت ولباقة الحديث المبني على حب الغير وفن التأثير بهم .

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : معضلات معبر رفح ودخول المساعدات

معضلات معبر رفح ودخول المساعدات بقلم : سري  القدوة الاثنين 18 آذار / مارس 2024. …

4 تعليقات

  1. ايمن الدريملي

    كلام غاية في الروعة

  2. كل الاحترام والتقدير