الرئيسية / الآراء والمقالات / عمر حلمي الغول يكتب : رمضان وحرب الإبادة

عمر حلمي الغول يكتب : رمضان وحرب الإبادة

عمر حلمي الغول

نبض الحياة

رمضان وحرب الإبادة

عمر حلمي الغول

هَّلْ علينا أمس الاثنين 11 مارس الحالي شهر الخير والبركة والتسامح والتكامل ووصل الرحم والسلام، شهر رمضان المبارك، الذي أُنزل فيه القرآن الكريمة على رسول الله محمد بن عبدالله، آخر النبيين والرسل ليتمم مكارم الاخلاق، وينشر الدين الإسلامي الحنيف قبل 1400 سنة في ارجاء الأرض؛ ورغم أن القرآن الكريم عمد الديانتين السابقتين عليه اليهودية والمسيحية، وعزز مصداقيتهما في أوساط البشرية، الا انه حورب من اتباع الديانتين، وشُّهر به وباتباعه وبرسول الله محمد حتى يوم الدنيا هذا، بيد انه تمكن من الانتشار بين الأمم والشعوب في القارات جميعها، وبات حقيقة دامغة وراسخة يؤمن به ما يزيد على الملياري مسلم.

ويحتل شهر رمضان الفضيل مكانة هامة في حياة المسلمين ومجموع بني الانسان، لما له من أهمية وقوة في ترسيخ معايير الاخلاق الحميدة، والايمان بالواحد الاحد، الله جل جلاله الذي لا شريك له. لذا التوقف امام حلوله في زمن حرب الإبادة الجماعية على الشعب العربي الفلسطيني، الذي اغلبيته العظمى تلهج وتؤمن بالدين الإسلامي ضرورة إنسانية. لا سيما وان الحرب الصهيو أميركية تستهدف إبادة الشعب الفلسطيني أو نفيه من ارض الرباط، وأقرب نقطة بين السماء والأرض وتصفية قضيته الوطنية لتعميم الظلام، ونشر الحروب والإرهاب والفتن الدينية، واستباحة حقوق الشعب صاحب الأرض والتاريخ والهوية السياسية والقانونية بكل الوسائل والانتهاكات الاجرامية المعادية للتعاليم الدينية السمحة والقوانين الوضعية وخاصة القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي.

ولا يتوقف امر الإبادة والأرض المحروقة على قطاع غزة، انما يستهدف أبناء الشعب الفلسطيني من مختلف الأديان في القدس العاصمة الفلسطينية الأبدية وعموم الضفة وفي الجليل والمثلث والنقب والمدن المختلطة وفي الشتات والمهاجر، وتقوم دولة التطهير العرقي النازية الإسرائيلية بتوسيع دائرة حرب الإبادة على التجمعات الفلسطينية كافة، وحرمان أبناء الشعب من أداء الصلاة في المسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لتأجيج نيران حرب الإبادة في العاصمة القدس وعموم الضفة الغربية، وتقوم قوات الجيش الإسرائيلي وقطعان المستعمرين يوميا بارتكاب المجازر الوحشية ضد أبناء الشعب من خلال الاقتحامات والاجتياحات للمدن والمخيمات والقرى الفلسطينية دون أي وازع قانوني او أخلاقي، وترتكب عمليات قتل واعتقال وتدمير وتخريب وهدم وتهجير لقرابة ال20 تجمعا بدويا في الاغوار الشمالية والجنوبية دون اية أسباب، وتواصل الإعلان عن بناء الاف الوحدات الاستيطانية في المستعمرات المقامة، وبناء مستعمرات جديدة لتعميق وتوسيع دائرة التهجير والترانسفير من الأرض الفلسطينية، والتغول على الاتفاقيات المبرمة بين منظمة التحرير الفلسطينية والدولة الإسرائيلية لتبديد ركائز عملية السلام الممكنة والمقبولة عالميا على أساس خيار حل الدولتين على حدود الرابع من يونيو 1967.

وتتعاظم ويلات وبشاعة وفظائع حرب الإبادة على القطاع منذ 158 يوما خلت، التي تجاوز عدد الشهداء والجرحى والمفقودين ال110 الاف انسان فلسطيني، وتدمير مئات الاف الوحدات السكنية، ومئات المدارس والجامعات والمعاهد والمساجد والكنائس والمتاحف والمراكز الثقافية وإخراج عشرات المستشفيات والمراكز الصحية، وقتل العشرات من الإعلاميين والعلماء والمفكرين والمثقفين والفنانين بمختلف مدارسهم وفرقهم.

ولم تتوقف حرب الإبادة الجماعية على الشعب العربي الفلسطيني على عمليات القصف البري والبحري والجوي بمختلف أنواع القنابل والقذائف والصواريخ، والتي فاق وزن الملقى منها على محافظات غزة على ال70 الف طن من المواد المتفجرة، انما لجأوا منذ فبراير الماضي لتوسيع دوامة الحرب لتحصد أرواح العشرات والمئات باستخدام أسلحة التجويع والامراض المعدية كوباء الكبد والمزمنة كالسرطان بصنوفه المتعددة ونشر الأوبئة والجفاف بسبب نقص المياه الصالحة للشرب، وحجب وتقنين المساعدات الإنسانية، وترفض إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة الأميركية وقف الحرب فورا. مع ان رئيس الإدارة الأميركية يدعي انه يرفض مضاعفة عمليات القتل ضد الأبرياء من النساء والأطفال الفلسطينيين. لكنه لم يتخذ اجراءً واحدا جديا لوقف الحرب، لا بل انه وادارته عطلوا وحالوا دون تمرير مشروع قرار اممي واحد في مجلس الامن لوقف حرب الإبادة الجماعية، ويقوم بالالتفاف على ذلك بالدعوة لهدن مؤقتة، او أخيرا المطالبة بوقف حرب الإبادة لستة أسابيع، وفي نفس الوقت، يعلن صراحة انه مع “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، ومع مواصلة تقديم السلاح والمال لمساعدتها في مواصلة حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني.

في الشهر الفضيل مطلوب من العالم اجمع حشد الجهود الأممية لوقف حرب الإبادة، ولي ذراع إسرائيل وسادتها في واشنطن لإلزامها بذلك دون أكاذيب الهدن المؤقتة، وبناء الميناء العائم ذات الأهداف الخبيثة والخطيرة، الذي يستهدف التهجير القسري، وبناء قاعدة عسكرية على سواحل غزة لنهب الثروات الفلسطينية من نفط وغاز وغيرها. وعلى الاشقاء العرب كل من موقعه وبشكل مشترك الارتقاء لمستوى المسؤولية باستخدام أوراق القوة المتوفرة بأيديهم لإنقاذ الشعب الفلسطيني من حرب التجويع والموت الأسود المعلن، فهل يستيقظ الاشقاء والعالم الحر وأنصار السلام ويوقفوا حرب الإبادة الهمجية والمسعورة والتي فاقت كل ما عرفه التاريخ من جرائم الإبادة النازية الألمانية والفاشية الإيطالية؟

oalghoul@gmail.com

a.a.alrhman@gmail.com

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : كرة ثلج الحراك الطلابي

نبض الحياة كرة ثلج الحراك الطلابي عمر حلمي الغول ما بين المكارثية الأميركية ونازية نتنياهو …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *