الرئيسية / الآراء والمقالات / لواء/مستشار مامون هارون رشيد يكتب : رئيس اوكرانيا يجهل التاريخ والسياسة

لواء/مستشار مامون هارون رشيد يكتب : رئيس اوكرانيا يجهل التاريخ والسياسة

لواء/ مستشار مأمون هارون رشيد متخصص في الشؤون الاستراتجية والامنية
لواء/ مستشار مأمون هارون رشيد
متخصص في الشؤون الاستراتجية والامنية
 
رئيس اوكرانيا يجهل التاريخ والسياسة

لواء/مستشار

مامون هارون رشيد

 
ببدو الرئيس الاوكراني زيلينسكي لم يقرأ التاريخ , أو أنة قاريء غير جيد.
 
كما يبدو أنة لايعرف شيء في السياسة أو عنها , أو أنة لايزال غر في عالم السياسة على أقل تقدير , هذا ليس مستبعد ولا مفاجيء على ممثل فاشل وجد نفسة صدفة في سدة حكم في دولة وضعتها الجغرافيا في موقع يحتاج لمن يكوم في قيادتها أن يتحلى بكثير من الحكمة والحنكة والخبرة , بالاضافة الى أن يكون قارئنا جيدا للتاريخ , واستفاد من تجارب من سبقوة سواء في بلادة أو في العالم , مع مقدرة على تقدير دقيق لوضع بلادة, وقرأة جيدة للوضع الدولي وصراعات القوى الكبرى وكيف يستطيع أن ينأى ببلادة من الانخراط في احلاف وتكتلات قد تقحم بلادة في صراعات ستكون هى الخاسر الوحيد من هذة الصراعات .
 
أقحم هذا المهرج بلادة في صراع لا ناقة لها فيها ولاجمل , ستكون اكرانيا هى الخاسر الاكبر من نتائج هذا الصراع , وذلك خدمة للولايات المتحدة الامريكية التي تخوض صراعا من اجل بقاء النظام العالمي الحالي الذي يضمن بقائها كسيدة للعالم , وبقاء نظام القطب الواحد الذي تقودة , في الوقت الذي بدأت تفقد فية زعامتها للعالم نتيجة صحوة التنين الصيني والدب الروسي ومزاحمتهما للعم سام في زعامة العالم , لقد ورطت الولايات المتحدة الرئيس الأوكراني بزج بلادة في صراع الفيلة الذي لن يدمر الاحديقتها , أن اغراء حاكم كيف بما سيعود علي بلادة من فوائد في حال انضمامها لحلف الناتو والاتحاد الاوروبي اغرى حاكم كيف فوقع في المصيدة , لم يدرك الرئيس الاوكرني الجاهل للتاريخ والمستحدث في السياسة , لم يدرك ان ذلك خط احمر لن تسمح بة موسكو وخاصة في هذة اللحظة التاريخية التي استعاد فيها الدب الروسي عافيتة وكان ينتظر أي فرصة لاثبات عودتة وحضورة كلاعب ومقرر في سياسة العالم , وينهي بذلك سياسة القطب الواحد الذي تفرد ت بة الولايات المتحدة ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق , ولينتقم لكرامته الوطنية ويعيد لروسيا احترامها وأمجادها , لم يقرأهذا المهرج خطورة اللحظة على بلادة حتى لو مجرد فكرت في خطوة الانضمام للنيتو أو الاتحاد الاوروبي .
 
في العام 1962وحين كانت الحرب الباردة على اشدها بين حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة , وحلف وارسو بقيادة الاتحاد السوفيتي , قامت الولايات المتحدة بنشر صواريخها النووية في كل من ايطاليا وتركيا , استفز ذلك الاتحاد السوفيتي , واعتبر ذلك تهديدا لامنة القومي من قبل الناتو والولايات المتحدة , فقام وعلى أثر ذلك بنشر صواريخه في كوبا , فجن جنون الولايات المتحدة التي أعتبرت ذلك تهديدا خطيرا لامنها القومي , وهددت باحتلال كوبا , كان العالم على شفى حرب عالمية ثالثة لولا نجاح الوساطة التي قادها الامين العام للام المتحدة يوثانت وأفضت لاتفاق قام الاتحاد السوفيتي بموجبة بسحب صواريخه من كوبا مقابل سحب الولايات المتحدة صوريخها من تركيا والتعهد بعدم عزو كوبا
 
كان هذا مثلا ودرسا من عشرات الدروس التي يخبرنا بها التاريخ , والتي تفيد أن الامبراطوريات والدول الكبري لا تسمح بأي تغير قد يهدد أمنها الوطني ويسمح لاعدائها بأي تغير في موازين القوى القائمة يحدث تفوق لاعدائها , لم يتعظ الرئيس الاوكراني بمثل هذة الامثلة , لقد كان لدية الفرصة ان ينتهج سياسة الحياد وينأى ببلادة عن أي مخاطر قد تفرضها عليه صراع الكبار فوقع في المصيدة , وها هى الولايات المتحدة والغرب يرفض التدخل عسكريا لاتقاذ اكرانيا وهذا كان متوقها , وذلك بعد ان اجتاحتها روسيا لمنعها من الاستمرار في سياستها العدائية ضدها , والتي اعتبرتها روسيا انها تمثل تهديدا مباشرا لامنها القومي من خلال وضع قوات الناتو وصواريخة على حدودها مباشرة , لقد أخطأ الرئيس الاوكراني في انتهاج سياستة الاستفزازية لروسيا , كان علية أن يتعظ مما حدث للقرم وأن ينتهج سياسة أكثر حكمة وعقلانية تراعي مصالح بلادة أولا وأخيرا , لن تحصد أوكرانيا من هذة الحرب الا الدمار والخراب , ولن تنتهي الحرب بدون أن يحقق بوتين أهدافة , فهو لن يعود بدون تحقيق أهدافة حتى لو استمرت الحرب أعواما , يحلم من يعتقد أن بوتين سيسمح بأن ينتصر الغرب على روسيا في هذة اللحظة التاريخية , وواهم ايضا من يعتقد أن بوتين لم يدرس كافة الاحتمالات وأنة استعد لكل المفاجئات والاحتمالات , واتخذ كل الاجراءات لمواجهة ما قد يذهب اليه الغرب , وحدها اوكرانيا وشعبها من سيدفع الثمن , نتيجة رعونة حكامه واستفزازهم للدب الروسي الذي كان قد بدأ يتململ بعد طول ثبات ليأخذ مكانة الحقيقي في النظام الدولي الحالي .

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

كاتب ومحلل سياسي 

دكتوراة في القانون العام جامعة محمد الخامس المغرب 
محاضر في جامعة الأزهر - فلسطين

إبراد إبراهيم ابراش يكتب : الانتصار الذي تسعى له حركة حماس

الكاتب إبراهيم ابراش الانتصار الذي تسعى له حركة حماس بعد أن ساعدت حركة حماس إسرائيل، …