الرئيسية / الآراء والمقالات / عاطف صالح المشهرواي يكتب : ما بين الفجور والخصام، وذوي الأخلاق الكريمة والإيمان

عاطف صالح المشهرواي يكتب : ما بين الفجور والخصام، وذوي الأخلاق الكريمة والإيمان

عاطف صالح المشهراوي

ما بين الفجور والخصام، وذوي الأخلاق الكريمة والإيمان

بقلم/ عاطف صالح المشهراوي

صحفي وكاتب إعلامي أكاديمي

لا من شك أن إسلامنا الحنيف نهى عن الكراهية والفجور والخصومة بين بني الإنسان، وجعلها علامة من علامات النفاق‏ والنذالة، حيث قال رسولنا قدوتنا صلى الله عليه وسلم: أربع من كنَّ فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خَصلةٌ منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها:

{إذا اؤتمن خان، وإذا حدَّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصَم فجر} .

ولقد سمّى الله في كتابه الكريم، الفجور في الخصومة لددا، حيث قال تعالي: {ومن الناس من يُعجِبك قوله في الحياة الدنيا ويُشهد الله علي ما في قلبه وهو ألد الخصام} .

وفي توضيح آخر لمعنى “الفجور في الخصومة” أن المنافق يُنسِب لشخص ذي أخلاق كريمة ما ليس فيه من صفاتٍ وأفعال، ويُلفق إليه الكراهية والسيئات جزافاً ورجماً بالغيب، أو حتى يختلقها من اللامكان .

ومن عواقب هذا الفعل الدنيء، التباغض والتحاسد وزيادة للفرقة، ثم الكِبر والعُجب، فالكِبر وإعجاب المرء بنفسه يؤديان إلى تجاوز الحد في البغضاء والخصومة، وإلى رد الحق وكراهية الناس ذوي الأخلاق الكريمة والتواضع والتربية الحميدة .

فالكِبر والكراهية والتباغض والفجور صفة مَن لا خلاق ولا تربية له، ولا ولاء له، فهؤلاء الأشخاص هم من ينسون المعروف والإحسان، ويتذكرون الإساءة والعدوان، ويتنكَّرون للجميل، ويَفجُرون في خصامهم وكيدهم للمسلمين والإسلام .

فالبعض من الأشخاص يعانون من الفجور والحقد والنذالة والقذارة، فلا يقدرون على النسيان ولا محاولة استنطاق صمتهم الماكر الذي يلفهم من كل جانب، فينهمر كرههم في الأعماق، ولا شيء يملكونه سوى وحدتهم مع أنفسهم الخبيثة الأمارة بالسوء ..

لكن الطيبون “أمثالكم أيها الأحبة” أهل الإيمان والتُّقى والإحسان، لا يعرفون الفجور والخصام، فهم ملزَمون عند الخصام بألا يَمُرَّ على أحدهم ثلاث ليال، فيعرض هذا، ويعرض هذا، وخيرهما من يبدأ بالسلام، وهم السعداء القادرون على النسيان، يشاركون الناس ومن حولهم فرحتهم في كل المناسبات والأفراح، يشاركونهم بالأمنيات والتمنيات الخالصة من قلوبهم النقية الناصعة فتكتسي جباههم بالبهجة والفرحة ليغسلوا قلوبهم بما مضى من أزمات ..

ومن الراجح أن كل من يطعن في أخيه الإنسان فهو مُفلس تماماً، ولا يملك في جعبته أي برهان يخاطب به الناس، وأخُص أولئك الحاقدين السفهاء الأنذال ذوي الأنفس الخبيثة والمريضة الأمارة بالسوء، الذين إذا خاصموا فجروا .

بقي لي القول أن ما يجري من أولئك المنافقين السفهاء والأنذال لهو خيرٌ لنا وإن زادت الشدة، فهي لحظة فارقة واختبار صادق لإماطة اللثام عن تلك المعادن البالية المستورة بثوب الدين، فهي عبارة عن معادن صدئة لن يطول بقاؤها .

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الرحيم جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
رئيس اللجنة الشعبية في الرياض

د عبد الرحيم جاموس يكتب : ثورة الطلاب العالمية فلسطين تنتصر

ثورة الطلاب العالمية فلسطين تنتصر… احتجاجات الطلاب : من جامعة كولمبيا في أمريكا إلى طلاب …