الرئيسية / متابعات اعلامية / لماذا تخشى الحكومة الاسترالية معارضة المؤتمر الوطني على اتفاقية AUKUS والاعتراف بالدولة الفلسطينية؟

لماذا تخشى الحكومة الاسترالية معارضة المؤتمر الوطني على اتفاقية AUKUS والاعتراف بالدولة الفلسطينية؟

لماذا تخشى الحكومة الاسترالية معارضة المؤتمر الوطني على اتفاقية AUKUS والاعتراف بالدولة الفلسطينية؟

بقلم البروفيسور ستيوارت ريس

خالد غنام

ترجمة خالد غنام

مداخلة المترجم:

في اتصالي الهاتفي مع البرفسور ستيوارت ريس أكد لي أن علينا أن نتكلم عن أهمية اعتراف الحكومة الاسترالية بالدولة الفلسطينية، وتشجيع المندوبين داخل المؤتمر الوطني لحزب العمال الاسترالي القادم (17-19 أغسطس) في مدينة بريسبان على طرح هذه القضية للمناقشة والتصويت عليها، هناك من يثرثر بأن المؤتمر لن يناقش هذا الموضوع، وأنه تم توجيه رسائل للمندوبين تدعوهم للحفاظ على الوحدة التنظيمية للحزب وعدم طرح قضايا خلافية؛ علماً أن المؤتمر الوطني هو أعلى سلطة حزبية وهو المخول بتحديد خطط عمل الحزب بالمرحلة القادمة وتكون ملزمة للحكومة الحالية. نحن نطالب المندوبين أن يناقشوا في المؤتمر الوطني كل القضايا الكبرى المحلية والدولية؛ فهم هناك لرسم السياسات واستحداث سياسات جديدة.

من الرائع أن تكون مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية مع الموافقة على اتفاقية AUKUS، هذا أمر هام جداً، لا يمكن تجاهل مقررات المؤتمرات العامة للحزب في أكبر ثلاث ولايات استرالية، نحن متفائلين وعلينا أن نشجع المندوبين على التحدث. بعض المندوبين قلقين بشأن مستقبلهم السياسي إذا ما ناقشوا قضايا خلافية وهذا هراء، نحن لا نقبل الاستبداد الفوقي والتخويف الإعلامي الذي يمارسه بعد الكوادر الحزبية العليا ويروج له الإعلام الصهيوني. إن موضوع الاعتراف بالدولة الفلسطينية أمر ممكن ولا يشكل أي خطورة على مستقبل أي سياسي، بل هو يتوافق مع مقررات عدد من المؤتمرات العامة للحزب على صعيد الولايات الكبرى.

وعندما سألت البروفيسور ستيوارت ريس لماذا يجهز لأنشطة مستقبلية (شهر سبتمبر) عن أهمية اعتراف الحكومة الاسترالية بالدولة الفلسطينية؟ قال لي: إن تبنى المؤتمر الوطني الاعتراف بالدولة الفلسطينية علينا التسويق لهذا القرار وتشجيع الحكومة على إعلانه بشكل رسمي، وإن لم يتبن المؤتمر الوطني قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية عليا أن نبدأ من جديد من أجل مناقشته في مجلس النواب ودفع المجلس لتبنيه والضغط على الحكومة لإعلانه. أنت مناضل مثابر وتعرف جيداُ أن شعاري لا تراجع لا استسلام سوف أبقى أدافع عن المبادئ التي أؤمن بها وأهمها أن اعتراف الحكومة الاسترالية بالدولة الفلسطينية سيدعم السلام في الشرق الأوسط.

نص المقال:

في محاولة يائسة لتقديم جبهة موحدة داخل حزب العمال في المؤتمر الوطني لحزب العمال الاسترالي القادم (17-19 أغسطس) في مدينة بريسبان، تتطلع حكومة أنتوني ألبانيزي إلى منع المندوبين من التصويت على مزايا تحالف AUKUS (اختصار للاتفاقية الأمنية الثلاثية بين استراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية)، والاعتراف بفلسطين كدولة. في مسألتين حاسمتين، يخشى أن يحدث اختلافات داخل حزب العمال. ستضيع فرصة النقاش المستنير. فاستمرار تماسك الحزب ضمن خط سياسي موحد يشكل أولوية عند الكوادر العليا. وأن يكون الهدف الأساسي للمؤتمر الوطني الحفاظ على هوية استراليا كدولة مستقلة تحترم حقوق الإنسان على المحك، إذن فلماذا تخشى النقاش؟

يجب أن يركز الجدل حول اتفاقية AUKUS، على الاعتراف بالحقيقة السياسية التي تؤكد أن حياة الأجيال الاسترالية القادمة وفهمهم للأمن يجب أن يكون من خلال التحالف مع الجيش الأمريكي. بالنسبة لفلسطين، يحتاج مندوبو حزب العمال الحاضرين في المؤتمر الوطني للحزب إلى فرصة لمعارضة تواطؤ استراليا على مدى عقود مع وحشية الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، ناهيك عن ممارستها المتمثلة في تجاهل عنف المستوطنين الإسرائيليين تجاه الفلسطينيين.

يجب معرفة أسباب تحدي أي تدفق محتمل للمناقشات قد يسبب شرخ داخل الحزب، ليس فقط بين المندوبين في المؤتمر الوطني لحزب العمال، بل بكافة الأطر الحزبية وحتى القاعدية.

إن احترام المبادئ الإنسانية المشتركة يتطلب الاهتمام بحقوق الإنسان للفلسطينيين. إنها مبادئ الإنسانية المشتركة، وليس فقط في استراليا، معرضة للخطر أيضًا في الافتراضات التي تم الترويج لها بكثافة بأن الصين هي عدونا، ومن ثم قامت اتفاقية AUKUS بشراء غواصات تعمل بالطاقة النووية باهظة الثمن بشكل فاحش لحماية المصالح الاقتصادية الأمريكية من خلال تسيير دوريات في السواحل الصينية.

كانت القوى التي تؤثر وتخيف الكوادر الحزبية العليا موجودة منذ سنوات، ولكن لماذا هي الآن؛ ستؤثر على جدول أعمال مؤتمر وطني في عام 2023؟

سجلت المناقشات في اجتماعات ولاية نيو ساوث ويلز رفض أعضاء حزب العمال لاتفاقية AUKUS، لكن المكتب السياسي لحزب العمال اعتبر هذا الرفض تهديدًا للوحدة التنظيمية للحزب، وهو ازدراء غير مرحب به لحلفاء الأقوياء (الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة البريطانية). في 30 يوليو، رفض المؤتمر العام حزب العمال في نيو ساوث ويلز التصويت على الاقتراحات المناهضة لاتفاقية AUKUS، وأعاد الأمر إلى الدوائر الانتخابية وطلب من مهندسي هذه الاقتراحات التفكير مرة أخرى وإعادة صياغة مقترحهم.

فإن خطة الإدارة الحزبية (المكتب السياسي) واضحة للتحضير لمؤتمر وطني غير مثير للجدل: إن أفضل مقترح لديهم: أن عدد أقل من المندوبين يعرفون تفاصيل ما سيحدث داخل المؤتمر. خصوصاً في تعزيز فهم الآثار المترتبة على اتفاقية AUKUS، يجب عدم تشجيع الاقتراحات وعدم عقد النقاشات. بدلاً من ذلك، عليهم الوثوق بنصائح الجنرالات الأمريكيين المتقاعدين وتقارير مراكز خبراء الأفكار والسياسات المزعومة والتي مقرها في مدينة كانبيرا والتي يتعذر الوصول إليها لغالبية المندوبين القادمين من ولايات أخرى.

بالنظر إلى أمن استراليا الوطني، ومن أجل الترويج لسياسة خطيرة: المراوغة في اتجاهات متناقضة للوصول إلى الحقيقة؛ أي على المندوب أن يظل جاهلاً خشية من تحوله إلى معارض لقرارات المكتب السياسي.

يعتقد قليلي الخبرة السياسية أن اتفاقية AUKUS أصبحت ترسم السياسة الخارجية الاسترالية منذ تم أن وقعت عليها حكومة حزب الأحرار السابقة بزعامة سكوت موريسون التي هندست تحالف الولايات المتحدة في المملكة المتحدة من خلال خداع الفرنسيين. لم يتم إجراء أي تدقيق أو مناقشة للاتفاقية، لا في مجلس النواب ولا في أي مستوى داخل أطر حزب العمال، لذا يجب أن تستمر ممارسة الإخفاء والسرية في المؤتمر الوطني؟

تستند التقارير الإعلامية والبحثية إلى أن تجنب حكومة حزب العمال لقرار الاعتراف بدولة فلسطينية وهو من نفس وتيرة التي تتجنب فيها الحكومة العمالية الإساءة إلى حلفاء أقوياء الأقوياء (الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة البريطانية)، كما حدث في المداولات التأسيسية حول اتفاقية AUKUS.

التخوف الجبان من تبعيات الاعتراف بالدولة الفلسطينية أمر بغيض ولكنه غريب أيضاً. ما يقرب من 140 دولة بما في ذلك الفاتيكان اعترفت بفلسطين كدولة. يذكّر ناصر المشني، رئيس شبكة الدفاع عن فلسطين الاسترالية (APAN)، الحكومة بأن استراليا اعترفت بإسرائيل منذ خمسة وسبعين عامًا، فما هي الشجاعة التي تتطلبها للاعتراف بدولة فلسطين الآن؟

تكمن الإجابة على هذا السؤال في سلوك اللوبي الصهيوني /اليهودي الذي لا يزال يعتقد أن لديه حقًا مفروغًا منه للتأثير على السياسات الاسترالية تجاه الفلسطينيين. يجادل السفير الإسرائيلي في استراليا بأنه لا ينبغي الاعتراف بفلسطين كدولة حتى يتم التوصل إلى اتفاق سلام نهائي وهو ما اعتبره هالة تضليلية ضخمة بالنظر إلى أن عملية السلام التي دامت عقودًا كانت مجرد مهزلة.

كما أن كولين روبنشتاين، مدير مجلس الشؤون اليهودية الاسترالي / الإسرائيلي (AIJAC) مازال حريصًا على الترويج لنفس الحجج؛ فهو لا يمكنه مقاومة تقديم المشورة لمؤتمر حزب العمال المرتقب بأن أي اقتراح للاعتراف بفلسطين كدولة سيكون بمثابة انتكاسة لعملية السلام. بالنظر إلى نفاق هذا الرجل، من المدهش أن أي عضو من حزب العمال يجب أن ينتبه إلى مثل هذا الضغط المتوقع، والمتحيز بشدة، وأهميته الذاتية عند شخصية مثل كولين روبنشتاين.

على أعضاء حزب العمال أن يتذكروا وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، الذي زعم أن الفلسطينيين غير موجودين، وليس لديهم تاريخ. ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير يدعم عنف المستوطنين بحرسه الوطني. إذا لم تحث هذه الأحداث على دعم الدولة الفلسطينية ، فقد يستجيب المؤتمر الوطني لحزب العمال الاسترالي القادم (17-19 أغسطس) في مدينة بريسبان على الأقل لتحذير الصحافي الإسرائيلي جدعون ليفي من أنه في مواجهة المذابح التي ترتكبها القوات الإسرائيلية والمذابح التي تشنها قطعان المستوطنين الهائجة، لا يُسمح للفلسطينيين حتى بالدفاع عن أنفسهم.

يجب أن يثير الوعي بالأحداث التي تحدث اليوم في إسرائيل / فلسطين أسئلة حول تكتيكات المؤتمر الوطني لحزب العمال، خصوصاً تلك المطالبة بتهدئة المناشدات المستمرة بشأن تلبية قيادة حزب العمال لتعهداتهم السابقة للاعتراف بالدولة فلسطين، ومع ذلك فإن اعتراف حزب العمال بفلسطين كدولة من شأنه أن يرفع معنويات الشعب المحاصر من قبل أكثر الحكومات اليمينية الإسرائيلية تطرفاُ وعنفاُ- في التاريخ الإسرائيلي.

يبدو أيضًا أن الخوف من المعارضة سيؤدي إلى محاولات لخنق النقاش حول السياسة الخارجية الخاصة باتفاقية AUKUS التي لا يمكن تحملها، ويبدو أنه من المحتمل أن يتم إفشالها من قبل الكونجرس الأمريكي، رغم أنه ليس لديه ما يقوله عن الحوارات من أجل السلام كطرق لتعزيز فرص الحياة السلمية على كوكب الأرض.

ولا ينبغي خنق مناقشة مثل هذه القضايا الخطيرة بحجة التصميم على إعطاء انطباع بالوحدة السياسية في مؤتمر وطني خط أحمر.

· البروفيسور ستيوارت ريس أكاديمي استرالي وناشط في مجال حقوق الإنسان ومؤلف لعدة أبحاث بالقضايا الدولية ومؤسس مؤسسة سدني للسلام وأستاذ فخري في مركز دراسات السلام والصراع بجامعة سدني بأستراليا

لقراءة المقال باللغة الإنجليزية على الرابط التالي

https://johnmenadue.com/why-does-the-australian-government-fear-dissent/

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

20240420_143456

استهداف مخيم نور شمس يندرج ضمن مخطط التهجير ويتطلب تدخل دولي لحماية المخيمات

استهداف مخيم نور شمس يندرج ضمن مخطط التهجير ويتطلب تدخل دولي لحماية المخيمات    المحامي …