الصباح الفلسطينية
مقالات مشابهة
بالقلم العريض ….**
مؤسسات المجتمع المدني في القدس بلا حراك ….
بقلم : صلاح الزحيكه
القدس
## بالامس كنت في انتظار باص العيسويه بالقرب من المحكمة المركزية ،وإذ بأربعة فتيات اجنبيات في عمر العشرين يوزعون على الناس ورقة صغيرة بيضاء بحجم كفة اليد تطلب من الناس الوقوف والتضامن مع عائلة صب لبن المهددة بالطرد من منزلها في البلدة القديمة من قبل جمعيات استيطانية تحاول الاستيلاء على منزلهم مستندة إلى قرار قضاة مستوطنين ايضا مؤيدين
للجمعيات الاستيطانيه…..!
وعلى ظهر الصفحة ذاتها خطت بالقلم وكتبت عبارة باللغة الإنجليزية ” * أوقفوا طرد عائلة صب لبن من منزلها ” * .
اخذت النسوة والرجال الذين وزعت عليهم هذه الورقة بقراءتها ، وقامت احداهن بتصويرها وإرسالها عبر الواتس اب لاحد من العائلة او مجموعة لا أدري……
زيلت الورقة بتوقيع احد مراكز حقوق الإنسان في القدس الغربية .
سألت احدى الفتيات مالذي دفعكن إلى توزيع هذه الورقة …!؟ هل انتن موظفات وتتلقين أجرا مقابل ذلك …!؟
ردت علي أخرى وقالت لا .. إحدانا كتبت التص باللغة الإنجليزية وقامت بترجمته عبر قاموس جوجل للعربية ، وقامت إحدانا بطباعة المنشور ، ونحن الان نوزعه …
هكذا بكل بساطة ولكن بروح تطوعية وثابة وقناعة ايضا تامة قامت تلك الفتيات وربما غيرهن اخريات بذلك العمل …
هكذا يتم صناعة الوعي وهكذا يتم تشكيل راي عام مؤيد بضرورة وقف طرد وتهجير عائلة من منزلها .
استوقفني حديث مع احد الدبلوماسيين العاملين في احدى القنصليات ” العاملة في رام الله قبل مدة بقوله يؤسفني ان اقول ان معظم مؤسسات مجتمعكم المدني تحولوا إلى متسولين وامتهنوها مهنة دون أي فعل لهم يذكر على الأرض ، وظللت اصغي له وأنا ساهم بالتفكير ،حيث اضاف ان احد رؤساء مؤسسة غير حكومية قال لاحد القناصل إن في رقبتي عدد لا بأس به من عائلات العاملين في مؤسستي … من أين لي ان اطعمهم ….!!؟ .
للاسف هذه هي الحقيقة المره، والذي اوصلهم واوصلنا إلى هذه الحالة هو سياسات الدول المانحة اذ اغدقت الكثير من الأموال على هذه المؤسسات قبل عقدين من الزمن حتى أصابها التخمة ولم تقدم اي خدمات تذكر او يكون لها تأثير ملموس او محسوس في صناعة وعي اوبلورة راي عام لقضية بعينها ….!
ولم يكن هم معظم هذه المؤسسات بل ان شغلها الشاغل هو إظهار الفساد داخل إدارات السلطة المختلفة والذي لاانفيه ،
حتى أصبحت هي غارقة بالفساد الا من رحم ربي …!
لحديثي تتمة …..!
القدس في السابع من شهر تموز يوليو ٢٠٢٣ *
