الصباح الفلسطينية
مقالات مشابهة
هل فعل المجتمع الدولي ما يكفى لوقف تدفق السلاح لجنين ؟
تحليل: سيث فيرنتزمان -صحيفة الجروزولوم بوست 5/7/ 2023
ترجمة: هالة أبو سليم – غزة
تريد إيران بناء البنية التحتية للإرهاب ببطء في شمال الضفة الغربية، وكما فعلت مع وكلائها وشركائها في العراق وسوريا ولبنان وغزة
ففي مارس، احتفلت إسرائيل بمرور عام على بدء عملية كسر الموجة في العام 2022
وأصبحت جنين مركز التهديدات ضد إسرائيل وقد نفذ أكثر من 50 هجومًا في المدينة في العام ونصف العام الماضيين.
وقال الجيش الإسرائيلي في ذلك الوقت إنه «خلال العام الماضي، شهدت إسرائيل تصاعدًا في الهجمات الإرهابية، مما أدى إلى مقتل 45 مدنيًا وأجنبيًا وأمنيًا إسرائيليًا»
بينما نفذت إسرائيل أيضًا عمليات في غزة، مثل الدرع والسهم، وفي أماكن أخرى، بما في ذلك استمرار حملة «الحرب بين الحروب» في المنطقة، فإن جنين تشكل تهديدًا دائمًا
مع انهيار جنين في حالة خروجها عن القانون وتزايد ظهور الجماعات الإرهابية والمسلحين في المدينة، كان هناك نقص في الاهتمام بهذه القضية من قبل البلدان التي تدعم السلطة الفلسطينية مما يعنيه هذا هو أنه لم يكن هناك قلق كافٍ بين العديد من الجهات الفاعلة وأصحاب المصلحة الذين يلعبون دورًا في الضفة الغربية.
فعدم الاستقرار في جنين هو جزء من نمط أوسع من عدم الاستقرار، تدعمه إيران، والذي يهدد لبنان والأردن والعراق والخليج كما تدفق السلاح لمخيم جنين يهدد الدعم الأمريكي للسلطة الوطنية الفلسطينية وهذا يعني أن التهديدات من جنين تقوض الدبلوماسية التي شهدت تكاملا إقليميا أوسع في العام الماضي.
حيث تشكل جنين تهديدًا في جزء كبير منه بسبب الأسلحة الغير قانونية التي تدفقت على المدينة ثم بدأت الجماعات الإرهابية في استخدام المتفجرات، مثل العبوات الناسفة، لاستهداف المركبات كما قاموا بإعداد صواريخ مرتجلة.
استمرت التهديدات المتزايدة حتى ديسمبر 2022 وحتى يناير يتضح وجود جبال من البنادق غير القانونية، وكثير منها به مشاهد وملحقات حديثة من الصور التي نشرتها الجماعات الإرهابية علانية على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي .
فقد لاحظ خبراء مثل جو تروزمان، محلل أبحاث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وجود الأسلحة بشكل متزايد في مخيم جنين كما البنية التحتية للإرهاب قد تصاعدت في الأونة الأخيرة وقد ذكر ذلك جو تروزمان صراحة و بعلانية عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول مدى خطورة هذا التهديد .
يُعد تهريب السلاح الى جنين جزء من خطة إيران لزعزعة الاستقرار في الضفة الغربية
وقد أشار خالد أبو طعمة في مقال نشرته صحيفة «بوست» مؤخراً إلى أن منظمة الجهاد الإسلامي الفلسطينية تقوم بتسليح جماعات تنتمي إلى فصيل فتح الحاكم في الضفة الغربية “كتائب شهداء الأقصى واستخدمت حركة الجهاد الإسلامي أيضا الأموال الإيرانية لشراء الأسلحة والنفوذ في الضفة الغربية.
خطط إيران للتسلل ببطء إلى الضفة الغربية:
فالسياق العام هنا لا يتعلق فقط بالخروج على القانون أو الافتقار إلى سيطرة السلطة الفلسطينية.
هناك عامل أكبر بكثير ينطوي على خطط إيران للتسلل ببطء إلى شمال الضفة الغربية، وكذلك عامل وعي البلدان الأخرى في المنطقة والمجتمع الدولي بهذا التهديد غالبًا ما يُنظر إلى اشتباكات جنين على أنها محلية ويتم الإبلاغ عنها بشكل عام على هذا النحو.
وهذا يعني أنه في حين أن جزءًا من المدينة مزين بالأسلحة، وبينما قام الجهاد الإسلامي الإيراني المدعوم من إيران وآخرون بتخزين الذخائر وبناء مراكز القيادة والسيطرة وصنع العبوات الناسفة، عندما تنفذ إسرائيل غارات. يكون التصدي للقوات الإسرائيلية بشكل عسكري حقا انها أسلحة بدائية مقارنه بالسلاح الذي تستخدمه إسرائيل لكن هذا لا يعنى الاستهانة بالأمر.
كما أن زيادة استخدام إسرائيل للأساليب المتقدمة، مثل استخدام الطائرات بدون طيار أو طائرات الهليكوبتر، التي أصبحت تحت الأضواء وهذا بسبب ان حركة الجهاد الإسلامي يُنظر إليه غالبًا على أنه مشكلة منعزلة، وليس جزءًا من البنية التحتية الإيرانية الأكبر في المنطقة.
ومع ذلك، فإن حقيقة أن المرشد الأعلى الإيراني عندما استضاف وفد بارز من حركة الجهاد الإسلامي في منتصف يونيو ما هي الا رسائل من إيران للعالم وبشكل علني وواضح وصريح، تسعى إيران علانية إلى إثارة التوتر في لبنان والضفة الغربية ونشاهد الشباب علانية يحملون البنادق ويتجولون بحرية وهم مدججين بالسلاح في انحاء المدن الفلسطينية
ومن المحتمل أن يلعب الافتقار إلى التركيز الإقليمي والدولي على هذه القضية دورًا في تأجيج الإرهابيين وهم يسعون إلى مزيد من النفوذ. والسيطرة على الضفة الغربية.
