جداريةٌ مرسومةٌ على جِدار الزمن ..!
د. عبدالرحيم جاموس
جداريةٌ مرسومةٌ ..
على الجِدار..
امعنتُ النظرَ اليها..
دَققتُ في تعابيرها..
تحملُ رمزيةً ..
خارقةٌ ، عابرةً..
عنصرَي المكانِ والزمان..
هي لوحةٌ ذات جمال أخاذٍ ..
باتت قديمة في نظرِ البعض ..
لكنها لازالت تتصدرُ الجدار ..
***
هي لاتكترثُ لعدد السنينِ الخمسين ..
قد مرت عليها وأكثر ..
الوانُها رغم الغبارِ..
لازالت زاهية..
تتضمنُ رؤيةً..
غير آبهةٍ بالزمن..
***
تحوي صورةَ شابٍ ..
لا يعرف الهَرم ..
يَمتشقُ السلاحَ..
يَتمترسُ بجانبِ صَخرةٍ..
يبدو خلفهُ جذرُ زيتونةٍ..
ضاربةٌ ..
جُذورها في القدم ..
***
اغصانُها تَنشرُ الظلَ..
والدفءَ في المكان..
تَقرأُ عليها عبارةً..
تُعيدُكَ أكثرَ من ..
نصفِ قرنٍ الى الوراء..
( مواليدُ العام ١٩٤٨م..
هم..
فدائيو العام ١٩٦٨م..)
***
لازال هذا التعبيرُ ..
راسخٌ في الوجدان ..
المشهدُ يَتَكررُ..
امامَ ناظريَ في كل لحظةٍ..
في كلِ يومٍ ، في كلِ عام ..
**
هذة اللوحةُ..
جِداريةٌ تَتَصدرُ جِدار الزمن .
رغم تراكم غبار السِنين عليها ..
لازالت تحتفظُ بالروحِ والمعنى ..
الرمزِ فيها والمعنى واضحان ..
تحملُ الأملَ المتجَدِد فينا..
فَيكون مواليد الآن ..
و كل عام ..
هم:
فدائيون بعدَ عشرين عام..
***
هكذا اقرأُ ، وتقرأُ ..
ماتعنيهِ هذة الجداريةُ..
اللوحةُ..
المثبتةُ على جدار الزمن …
رمزيةُ الإيحاءِ والتعبير..
تنقلُ الأمانةُ والوصيةَ..
من جيلٍ لِآخر..
جيلٌ جديدٌ ..
يتصدرُ المشهدَ دائماً ..
من الفداء والفدائيين ..
يولدُ ..
في كلِ عام جَديد ..
يحملُ الرايةَ..
**
جيلٌ مقاومٌ بعدَ جيل..
تستمرُ مسيرةُ شعبٍ ..
لا ينسى ولا يساوم ..
مسيرةُ ثورةٍ و فداء..
تستمرُ معها مسيرةُ العودةِ ..
مسيرةُ الثورةِ حتى النصر….!
د. عبد الرحيم جاموس
الرياض 19 حزيران 2022م
Pcommety@hotmail.com