الرئيسية / الآراء والمقالات / محمد جبر الريفي يكتب : أخطار جسيمة تواجه المشروع الوطني

محمد جبر الريفي يكتب : أخطار جسيمة تواجه المشروع الوطني

محمد جبر الريفي

أخطار جسيمة تواجه المشروع الوطني
محمد جبر الريفي

النضال الوطني الفلسطيني محتاج الآن أكثر من أي وقت مضى إلى صياغة استراتيجية كفاحية جديدة تتناسب مع الأخطار التي تواجه المشروع الوطني وهي إخطار جسيمة ماحقة لأنها تأتي في ظرف عربي رسمي بائس حيث خطاب وحدة الصف والتضامن الذي حل بدلا من شعار وحدة الهدف ا قد اختفى هو الآخر من مفردات السياسة العربية بسبب ما يسود دول المنطقة من صراعات داخلية على خلفية طائفية معادية لوحدة الدولة الوطنية

اما الجماهير العربية فهي مشغولة بالهموم المعيشية الصعبة التي عجزت مشاريع التنمية القطرية على تحقيق حلولا وطنية لها. .إخطار يتعرض لها المشروع الوطني لم يعد اسلوب المفاوضات السياسية مع الجانب الإسرائيلي وحده مجديا لتحقيق أهدافه السياسية التحررية خاصة مع استمرار الانحياز الأمريكي السافر مع الكيان الصهيوني حتى بعد تولي بايدن كرئيس للولايات المتحدة بدلا من ترامب الرئيس السابق ترامب وهو ما جعل الدور السياسي الأمريكي غير مؤتمن في رعاية أي عملية للمفاوضات السياسية تهدف للتوصل إلى تسوية سياسية عادلة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي

كما أن تعليق الامال على دور أوروبي في عملية رعاية المفاوضات السياسية هو مضيعة للوقت لأن الاتحاد الأوروبي لا يملك التأثير المطلوب على الجانب الإسرائيلي ولكونه ايضا ليس لديه الرغبة في أن يطرح نفسه البديل عن الدور الأمريكي باستثناء فرنسا التي ترفع دائما منذ عهد المرحلة الديجولية لواء الاستقلالية عن سياسات واشنطن في الموقف من القضايا الدولية هكذا .

فان ما يحتاجه النضال الوطني الفلسطيني في ظل انسداد آفق التسوية السياسية وخطوات التطبيع خاصة في هذه المرحلة التي تتزاحم فيها المخططات والمشاريع السياسية التصفوية هو العمل على تسخين القضية الفلسطينية في المجتمع الدولي بعد أن أصبحت قضية سياسية ومعيشية مزمنة عمقها الانقسام السياسي و اعتادت عليها المؤسسات الدولية السياسية والإنسانية فالقضايا السياسة الساخنة هي دوما التي تجلب الاهتمام الدولي لوضع الحلول السلمية لها اما القضايا السياسية الباردة المزمنة فقد تبقى محل نزاع سياسي دائم لسنوات طويلة لكنها لا تشكل بؤرة توتر إقليمي تهدد السلم والأمن الدوليين كأزمة اقليم كشمير مثلا بين باكستان والهند وعمر هذه الأزمة كعمر القضية الفلسطينية التي بقت دون حل لها ..

تسخين القضية الوطنية الفلسطينية اضحت الآن مهمة كفاحية مشروعة في ظل بقاء الاحتلال في الضفة الغربية والانقسام السياسي في قطاع غزة وان هذه الحالة السياسية للوضع الفلسطيني تهدد المشروع الوطني بالتفكك لان استمراره لن يدفع الكيان الصهيوني بتقديم تنازلات سياسية للتوصل إلى تسوية نهائية .

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : كرة ثلج الحراك الطلابي

نبض الحياة كرة ثلج الحراك الطلابي عمر حلمي الغول ما بين المكارثية الأميركية ونازية نتنياهو …