الرئيسية / الآراء والمقالات / عزيز بن طارش يحيى سعدان يكتب : حـقــوق الإنسان فـي الإسلام

عزيز بن طارش يحيى سعدان يكتب : حـقــوق الإنسان فـي الإسلام

النقيب عزيز بن طارش سعدان شيخ قبلي الجوف برط العنان ذو محمد اليمن
النقيب عزيز بن طارش سعدان شيخ قبلي الجوف برط العنان ذو محمد اليمن

حـقــوق الإنسان فـي الإسلام

   بقلم /  عزيز بن طارش يحيى سعدان

حقوق الطبع محفوظة

لمؤسسة شباب جيل الوحدة الفكرية

الطبعة الأولى

1438هـ 2017م

مؤسسة شباب جيل الوحدة الفكرية

Youth Generation of Intellectual Unity Foundation

الجمهورية اليمنية – صنعاء

تلفون: 347828 01

  shababunity@gmail.com بريد الكتروني:

بسم الله الرحمن الرحيم

إهداء

إلى والدي الشيخ طارش بن يحيى سعدان رحمه الله الذي أضاء بذكراه كل بقاع اليمن وبكرمه وبجوده أشبع الجوعان وأروى العطشان وكان مناضلاً ضد الحكم الإمامي وضد الاستعمار المصري والذي شق طريقه في العراء في موكب النضال والتقدم كما هي ذكراه تسلسلت في النضال من عهد آباءه وازع وطارش ضد الاحتلال التركي لليمن فأهدي هذا الكتاب إلى روحه الطيبة لعل الله أن يقبلها في ميزان حسناته وحسنات كاتب هذه الأسطر.

المقدمة

إن حقوق الإنسان بين مدعي غال ومبغض قال إن حقوق الإنسان في العالم العربي والإسلامي لا ينبغي أن نطلق عليها في هذا العصر حقوق الإنسان وإنما هي في الحقيقة تشويه لحقوق الإنسان في هذه الدويلات العربية والإسلامية التي انتهكت العرض وانهشت في الجسد وجعلت أجساد الإنسان كالشبح الذي يطارد الأطفال ليلاً نهاراً فلا أدري كيف يتفوه القادة في هذا العالم والمسمين أنفسهم بقادة الإسلام بهذه الحقوق المصطنعة لهذا الإنسان الذي كرمه الله سبحانه وتعإلى ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) ولكن هذا الإنسان لا احترام له بين هذه الحقوق المصطنعة والتي خلقت وترعرعت في ظل الحكم الجبري الذي انتزع الخلافة وادعى إنه ملهم وأن الحكم صار إليه بحكم الآلهي وذلك في بداية تأسيس الدولة الأموية تحت مؤسسها معاوية بن أبي سفيان الذي كان أحد الطلقاء ذلك الإسم الذي نبع من منقذ البشرية ومحقق العدالة لكل شيء محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم. إن الحكم الإسلامي أُلغي في تلك الحقبة حتى يومنا هذا وأُلغيت حقوق الإنسان ومكارم الأخلاق ليس في الإسلام وإنما في البشرية جمعاء وهاهو يتحقق يوماً بعد يوم في عالمنا العربي والإسلامي الحكم الجبري أو الجبرية الذي هو مصطلح لكل من سبقونا في الكتابة في ذلك الحكم. ونحن الآن نوضح عن حقوق الإنسان التي أُنزلت في القرآن الذي هو القاعدة الأساسية والمنطلق الحقيقي لحقوق الإنسان ونحن نكتب عن حقوق الإنسان للأجيال من أجل أن تتضح لهم الحقيقة عن حكومة الكون التي جاء بها منقذ البشرية من الطغيان إلى العدل، ومن جور الأديان إلى سماحة الإسلام, إننا نتحدث عن مخلوق أوجده الله سبحانه وتعإلى وجعل من في الكون من باقي المخلوقات هي لحمايته وتحت خدمته ما أجمل الإسلام حينما يتحدث عن ذلك الحق الطبيعي الذي خلق الإنسان من أجله وترعرع من أجل حمايته من الحكام وجعل حدود تقام من أجل حمايته وحماية حقوقه، إنها هي حقيقةً حقوق الإنسان التي أنزل الله سبحانه وتعإلى الحقوق والقصاص من أجل هذا الإنسان حينما تقرر إقامة العدل ليس من أجل شيء إنما من أجل حماية الإنسان وهي حق من حقوقه. إن عقوبة من إنتهك حقوق الإنسان في الإسلام واضحة لأن من سعى في الأرض فساداً هو ينتهك حقوق الإنسان لقوله تعإلى ( يقتلوا أو يصلبوا ) والله سبحانه تعإلى أنزل العدل من أجل ماذا؟ إنه من أجل حماية الإنسان وقال الله في محكم كتابه ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) هذه الآية الموضحة أعلاه تدل دلالة على إن مكانة الإنسان في هذا الكون مكانة عظيمة وهذه الآيات الكريمة تدل دلالة واضحة بأنها من أجل الإنسان حتى الله سبحانه وتعإلى جعل إقامة الحدود لقوله تعإلى ( النفس بالنفس ) وقال سبحانه وتعإلى من اعتدى على هذا الإنسان ( من قتل نفساً بغير نفس ) وقوله تعإلى ( من قتل مؤمن متعمداً ) هذا منطلق لحقوق الإنسان من الواحد الأحد الفرد الصمد الذي خلق الكون وخلق البشر وأنزل أحكاما من عنده لحماية الإنسان والحفاظ على حقوقه وعلى نفسه وقال الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( لزوال الدنيا أهون من إراقة دم امرئ مسلم ) وقال صلى الله عليه وسلم فيمن لم يعتنق الإسلام ( من قتل ذمي كنت خصيمه يوم القيامة) هذه الآيات وهذه الأحاديث ليست فقط من أجل الإنسان المسلم وإنما من أجل الإنسانية جمعاء لان الحقوق تنطبق على غير المسلم الذي دخل في معاهده هو والمسلمين لقوله تعإلى ( إلا الذين بينكم وبينهم عهد ) ما أجمل الحياة وما أجمل الإنسان وهو يمشي في هذا الكوكب الفسيح يترعرع في العدل ويطمئن إليه كما أطمئن القبطي ومشى سيراً على الأقدام من مصر الكنانة إلى المدينة المنورة من أجل أن يأخذ حقه من شخص له مكانة في الإسلام وهو والي مصر وفاتحها والمعتدي على حقوق الإنسان هو ابنه. ما أجمل هذه القصة التي تُثلج الصدور وترفع الرؤوس لأنه جرى العدل فيها وأخذ ذلك الحق من ابن الأكرمين، إننا نعيش في قصص عن حقوق الإنسان في تلك الحقبة التي عاشها المسلمين سواء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أو في عهد خلفائه الراشدين. هنا نبدأ بالانطلاق نحو فضاء هائل لحقوق الإنسان المادية والمعنوية التي يرتاح لها ضمير كل إنسان على هذا الكوكب كوكب الإنسانية ما أجمل تلك الصفحات وتلك الآيات التي نرتلها كل يوم والتي أنزلت من أجل حماية حقوق الإنسان سواء في هذا الكوكب أو في الدار الآخرة. إن في معاني كل هذه الآيات تدل دلالة صادقة لحقوق الإنسان ولعل ما نبدأ به من الأمر الرباني على محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم حينما قال له الله سبحانه وتعإلى ( وشاورهم في الأمر ) هذا أمر ليس من أجل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس من أجل تلك الحقبة الماضية إنما هو من أجل حقوق الإنسان على مدى التاريخ. إن الأنبياء والرسل أُرسلوا من أجل حماية حقوق الإنسان وهذه العبادات التي أمرنا بها هي من أجل حماية الإنسان من عذاب في الدنيا وعذاب في الآخرة، إنها تدلنا إلى الخير وتدلنا إلى العدالة الربانية ليس من أجل شيء وإنما من أجل أن نعيش في هذا الكوكب دون أن تنتهك حقوقنا أو أعراضنا من بشر من الذين يدعون لحقوق التي منحوا بها من السماء وإنما في الحقيقة هم من أكذوبة القرن الواحد والعشرين ولعلنا إذ نتحدث الآن عن تلك الحقوق العمياء التي تأتينا من أناس لا يعرفون ما هي حقوق الإنسان وإنما يتغنوا بها ويتبجحوا بها فإن كانت عليهم فليست مطبقة وإن كانت لهم أو على غيرهم فهم من دعاتها لأنهم يعيشون في طغيان وفي فساد، فساد الأخلاق وفساد القيم وفساد حقوق الإنسان. هذه هي دعاويهم والدليل على ذلك ما يحدث الآن في فلسطين والضربات الجوية التي تقتل الأطفال في العالم العربي والإسلامي سواء بأيديهم أو أيدي عملائهم الذين يحكموا بأسمائهم وهم في الحقيقة مثل الذي يلبس حذاء وعند إنتهاء صلاحيتها يرمي بها الإنسان ولا يسأل عنه لأنه أصبحت من الماضي فهؤلاء الحكام في العالم العربي والإسلامي ينطبق عليهم ذلك المثل المذكور.

حقوق الإنسان في الإسلام

1. حقوق الإنسان في العدل.

إن حقوق الإنسان حقوق واجبه وليست مكتسبة وعلى الدولة المسلمة أن تحاسب وتراقب على من ولته رقاب الأمة واختارته لكي يعينها في تسيير شؤون الأمة حتى يقيموا العدل والأمن الذي لا يمكن أن تقوم الحياة بغيرهما وأن ذلك واجب ديني وأخلاقي أن تنهى وتحاسب كل مسئول فيما استغله والتاجر فيما إحتكره وأن تقيم العدل. وقال تعإلى (وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إلى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (188)). وحرم الإسلام الإحتكار لرفع الأسعار لقوله تعإلى : (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) ورسول البشرية ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ــ قال : (( من إحتكر طعاماً أربعين يوماً يريد به الغلاء فقد برئ من الله وبرئ الله منه )) حديث شريف . وقال : (( الجالب مرزوق والمحتكر ملعون )) . حديث شريف . ولكن هناك حقيقة وهي الفوارق التي لا يمكن أن تستقيم الحياة بغيرها وكل ما توجبه الشريعة الإسلامية أن يتساوى الناس في العدل ولا تكون الفوارق بينهم سبباً لإستغلال الأقوياء عمل الضعفاء أو لإغتصاب المالكين حق المحرومين أما الفوارق التي يكتسبها فضل الفاضل وجهد المجتهد وأمانة الأمين وهمة آلهمام فلا يزيلهما من الحياة الإنسانية إلا عدو لبني الإنسان والله جل شأنه يقول في ذلك 🙁 قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ” . ورسول البشرية يقول : (( إن أفضل الكسب كسب الرجل من يده وأن الله يحب العبد المحترف ويكره العبد البطال )) . حديث شريف .

وعلينا أن نذكر بحقوق الإنسان لأن الذكرى تحيي الضمير لدى المؤمن لقوله تعإلى : ” وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ” عن حكومة الكون التي هي صورة للحكومة المثالية في عقيدتنا الإسلامية لأنها تقوم على سنة وتجري على حُجة ويجب أن تقدم البلاغ قبل الحساب من قبل ممثلي الأمة الذين حمّلتهم الأمة الأمانة ومع أنه قد أوردت آيات قرآنية في القرآن الكريم التي لا تحصى ولا تعد ودلت على مواقع متعددة في مسألة الحكم العادل المنصف وهي مسألة أساسية وجوهرية في مسار العقيدة الإسلامية وهي ليست بالمسائل العريضة التي تحكى هنا وهناك وتضاف إلى غيرها من الدعاوي في المناسبات

قال تعإلى : (قَالَ رَبِّ احْكُم بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ) [الأنبياء : 112] .

قال تعإلى : (يَا دَاؤُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ آلهوَى ) [صـ : 26] .

قال تعإلى : (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إلى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ ) النساء : 58]

قال تعإلى : (فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) [يونس : 35]

إن الآيات الموضحة لعلها توقظ الضمير لدى الإنسان لأن العدل هو الذي ليس فيه مجاملة ولا وساطة ولا مراعاة لأحد فيه إلا وساطة تقوّم إعوجاج المسئولين عديمي الضمير الذين أحبوا الإستغلال والتكبر على أبناء الأمة فإن ذلك من باب النهي عن المنكر ولا ينكر ذلك إلا عديمي الضمير الذين يتشدقون ويقولون أن الشيخ أو القبيلة هي تعمل على تخلف الأمة وهي على العكس من ذلك فإن الإسلام يساوي بين الكبير والصغير والقوي والضعيف ويأمر أن يكون الناس سواسية أمام العدل والقضاء فمنذ أقرت دعوة الإسلام تعامل أبناء الأمة الإسلامية بهذه الحقوق والمبادئ الربانية والنبوية وفي عهداً من العهود المتقدمة في صدر الإسلام وكان في عهد الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم كان يمشي أي واحد من أبناء الأمة سيراً على الأقدام من بقاع الأرض الشاسعة إلى الحجاز من أجل إنصافه لأنه متأكد أنه سوف ينال حقه من ظالمه وحتى ولو كان لغريمه شأن وسبقه في الإسلام ورفع مقامه فالحق سوف ينآله منه ذلك هو العدل. أما نحن وفي هذا العصر الحديث وقرب مناطق العالم الإسلامي فلا يجد المظلوم حقوقه التي هي حقوق أساسية أُقرت من مدبر الكون جل شأنه. إن العدل هو أساساً كالبنيان عندما تشيد أي عمارة وتضرب أساساتها في أعماق الأرض من أجل أن تشيد البنيان في عنان السماء هو مثل العدل، والعدل أساساً حق من حقوق الإنسان التي لا تجب أن تقوم الحياة إلا بذلك الحق وهو حق مجبور ومأمور به وجب على الحاكمين في الأرض تنفيذه لأنه أمر رباني ولا يمكن أن تقوم الحياة بغيره فعند تطبيق ذلك فإن الإنسان يكون مطمئن وسعيد لأن حقوقه منفذة وفق العدل والبنيان المرصوص الذي يشيد فوقه البناء وهذا الحق الآلهي الذي أُمرنا به لا يمكن أن تستقيم الحياة بدونه وإلا فإنه سوف يكون فيها العديد من الأمراض والمنغصات للبشرية جمعاء. إن العدل هو أساس الحكم وأساس البنيان الصحيح في هذا الكون الذي أُمر به كل مسلم وكل كائن حي في هذا الكون وما توجبه المنظمات الدولية لا يساوي شيء عند الحقوق الربانية لأن ذلك أمر إلاهي وليس فيه إستنقاص لحقوق الإنسان. إن الإسلام حرم قتل المؤمن إلا بالحق لقوله تعإلى (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً ۚ وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إلىٰ أَهْلِهِ إِلَّا أَن يَصَّدَّقُوا ۚ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ ۖ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إلىٰ أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (92)) أن يكون خطاً غير متعمد القتل حتى لا تكون إهداراً لحياته إن حقوق الإنسان في الإسلام شيء عظيم وليس مثل حقوق الإنسان المغلوطة التي صنعت ورتبت من قبل البشرية ولم تتثبت في مجراها الصحيح أنهم ينادون بحقوق الإنسان وهم في الحقيقة يهدرونها في كل المجالات لماذا ينادوا بحقوق الإنسان وهم يصنعون سلاح لهدم كرامة الإنسان إنها لأنظمة قبيحة ليس لها وزن في ملكوت الإنسانية على وجه الأرض قاطبة إن الله وضع حقوق الإنسان وجعل حرمتها مثل حرمة الأرض لقول منقذ البشرية محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم(لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم) وقال عليه أفضل الصلاة والسلام ((لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق ولو أن أهل السماوات وأهل أرضه اشتركوا في دم مؤمن لأدخلهم الله النار)) فأين أفضل حرمة حقوق الإنسان في قوانين البشر أو حرمة الإنسان في حكم خالق البشر وخلاصة الأمر أن قتل المسلم بغير حق من كبائر الذنوب وأن حرمة دم المسلم أعظم عند الله عز وجل من هدم الكعبة المشرفة بل إن زوال الدنيا أهون عند الله من قتل المسلم بغير حق وقد قال الله سبحانه وتعإلى الذي يؤذي الإنسان ويفقده حياته أو جزء من أطرافه حتى تكون هناك عدالة لمن انتقص من أحد أطرافه فأوجب القصاص ممن يعتدي على الإنسان كعقوبة رادعة للمعتدي وتكون عبرة لمن يفكر في الاعتداء على الإنسان حيث قال الله تعإلى (كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ ۚ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45)) أي المتصدق الذي يعفي على من قام بذلك الأمر فتكون صدقة له و في آخر الآية الكريمة زجر وردع للذي لم يحكم بما أمر الله تعإلى ليس من أجل شيء وانما من أجل أن تصان حقوق الإنسان وحرمتها فلا يعتدى عليها ويسود العدل. أن الإسلام قد ضمن حقوق الإنسان المسلم وغير المسلم فليس هناك تفرقه بين بني البشر أما القوانين التي جات من طبيعة الإنسان فلا تحترم أي حق وإنما الإحترام وفق المصلحة الخاصة لهم بينما الإسلام حفظ كل الحقوق ووفر العدل والأمن والأمان لمن سكن تحت رعاية الدولة الإسلامية من غير المسلمين فلهم ما للمسلمين وحقوقهم مصانة فتعالوا لكي نرى عدل الإسلام وحفاظه على كرامة البشرية ولنتطرق إلى ما جراء بين يهودي وأمير المؤمنين علي رضي الله عنه الذي احتكم – وهو أمير المؤمنين آنذاك – هو ويهودي على درع أمير المؤمنين فوافق القاضي ولم يجبره على أخذه إلا بالحق أن ذلك المشهد لشي عظيم وحكم القاضي لليهودي لا نه لا يوجد برهان لأمير المؤمنين مما ادى إلى دخول ذلك اليهودي في الإسلام وإعترافه أن الدرع درع أمير المؤمنين رضي الله عنه. إن العقيدة الإسلامية هي عبرة لمن لديه الشك عن حقوق الإنسان في الإسلام.

2. حقوق الإنسان في الشورى.

    إن الشورى التي جاء بها منقذ البشرية من الظلمات إلى النور وقد ذاق الأمرين حتى تحققت الشورى لهذه الأمة بعد إن قامت أركان الإسلام الخمسة التي يعرفها كل مسلم ويمشي على ضوئها في جميع أموره لقد حُررت الأمة العربية والإسلامية من العبودية إلى نور الحياة والعدل والشورى والصدق والأمانة وقول الحق ولولا ذلك لما قام هذا الدين الذي أخرج الأمة من الظلمات إلى النور إن الإسلام نظم الحياة الشاملة فيما بين الإنسان وربه وعلاقة المجتمع والعلاقة بالعالم ونظم حياة المسلمين من الفرد والمجتمع إلى الدولة عبر الثقافة العقلية للمسلم والعقيدة الروحية للفرد والمجتمع. إن الشورى التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أُمر بها من قبل الرحمن الرحيم خالق الكون جلت قدرته وفي عهده صلى الله وعليه وعلى آله وسلم أُمر بمشاورة أمته وكان الأمر شورى بينهم في كل شأن من شؤون الحياة ما عدا التبليغ الذي خصه الله به ولو لا ذلك لم تكن الدعوة لهذا الدين وقد قال الله جل شأنه في توجيهه إلى نبيه الكريم ( وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ) [آل عمران : 159]. إن الشورى التي أمر بها نبي الرحمة في مشاورة أمته والتي كان يشاور بها صحابته رضي الله عنهم حتى قال أحد صحابته هل أمرت يا رسول الله بهذا الموقع من الله سبحانه وتعإلى أم هي الحرب والمكيدة؟ قال بل الحرب والمكيدة فغير رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الموقع استجابة إلى مشورة الصحابي وكذلك في بناء الخندق استجابة للشورى أثناء غزوة الأحزاب على المدينة. ولقد جعل الله سبحانه وتعإلى الشورى ملزمة على نبيه وأمره أن يعفوا عنهم وأن يأمرهم باللين ولا يغلظ عليهم بالقول ولا بالحديث وأمره أن يستغفر لهم وطالما كانت الشورى ملزمة على نبي الرحمة وأُمر بها فهي ملزمه في كل عصر من العصور ولنا في رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عبرة وعظه وكان ينزل عليه الوحي من عند رب العباد ويأمر لما يريد الله سبحانه وتعإلى ولكن الله غفور رحيم بعبادة أمر رسوله عليه أفضل السلام أن يعلم أمته طريقة الشورى في عهده حتى يدربهم على مبدأ الشورى وربَّى صحابته على مبدأ الشورى ومكارم الأخلاق وإقامة العدل وتنفيذ الحدود وإرساء دعائم الدولة المدنية الحديثة في المدينة المنورة وقال الله جل شأنه لأمة محمد في ذلك : ( وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ) ولما قُبض ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى الرفيق الأعلى ترك ولاية الأمر بعده لمن توليه الأمة على الخلافة وتبايعه , وقد تولاها من تولاها من الخلفاء الراشدين بالبيعة العامة ولم يتركها لأحدٍ بعده إلا لمن توليه الأمة . وقد كان يقول الخليفة أعينوني على ذلك بخير وإذا عصيت الله فلا طاعة لي عليكم أي في حالة خروجه عن مبادئ الإسلام التي علمهم بها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكانوا يخشون أن ما يصيب أي مخلوق على وجه الأرض أو دابة تعثرت في طريق يحاسبهم عليها الله وعند إكمال الرسالة وتبليغ الأمة الإسلامية قال محمد صلى الله عليه وسلم قولته المشهورة ( ألا هل بلغت قالوا : نعم. قال اللهم فاشهد فليبلغ الشاهد الغائب) وحين اختار له رب العالمين الإنتقال إلى الملاء الأعلى قبض روح نبيه الكريم إليه وترك الأمر شورى بينهم وقال جل شأنه في توجيه أمة محمد عليه الصلاة والسلام على لسان نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم عند الإستجابة لما أمر به تعإلى (وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (38)) وقوله الذي يشمل الفرد المسلم الذي آمن بكل ما جاء به الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام إيمانا صادقاً واستجاب لما أمر به وآمن إيمانا صادقاً لا ريب فيه وأقام الصلاة أقامه صادقه لا ريب فيها وشاور رفاقه رفاق الدرب والنضال والفداء من أبناء أمه الإسلام وآمر بالمعروف ونهى عن المنكر فذلك وجبت طاعته لقوله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59)) لقد جعل الله سبحانه وتعإلى طاعته وطاعة رسوله مثل طاعة ولي الأمر وكان أول ما جاء في الشورى على لسان ملكة اليمن الذي ذكرها الله سبحانه وتعإلى في القرآن الكريم وهي بلقيس التي شاورت في الملاء أي القادة وعظماء الحكم آنذاك حيث قال الله سبحانه وتعإلى واصفاً ذلك الحوار العظيم (قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ (32) قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ (33)) أن ذلك الحوار الذي جاء بين الملكة وكبار الأمراء قمة الشورى ولا مكان للطواغيت في هذا الكون أن الشورى ملزمه حتى بين الزوج وزوجته في أصغر شي إلى أكبر شي بينهم لقوله عز وجل (فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا ۗ) وقد تر ك الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولاية الأمر بعده لمن تولى الأمة الإسلامية من صحابته العظام وتولى الأمر بعده بالبيعة المطلقة وكانت أعظم شورى وأعظم حوار في تاريخ الأمة الإسلامية في سقيفة بني ساعده وكذلك تولى الخلفاء الراشدين ذلك الأمر بالشورى والبيعة المطلقة ولا أظن أن الصناديق في هذا العصر أصدق من تلك البيعة العادلة التي كانت في عهد الخلفاء ولكن ضاعت في عصر من العصور وغطت الأمة الإسلامية في الظلمات لعدم تمسكهم بالشورى والعدل والعزة والكرامة لهذه الأمة وقد ضاعت علينا في اليمن في القرن الثالث آلهجري عندما دخل آلهادي إلى اليمن وأسس دولة آلهادوية في صعده وظلت اليمن في حرب داخلية وإمام يعزل إمام وفي كل منطقة إمام وكذلك مدة ألف ومائتي عام وكانوا يعتبرون أبناء اليمن خداماً لهم وليس أحرارا ودخلت اليمن في الحكم الجبري وقد تحولت الأمة الإسلامية على الحكم الجبري منذ تولي معاوية ولبسه قميص عثمان وخروجه عن الخليفة الرابع ذلك الخروج الذي أصاب الأمة الإسلامية بنكسة ظلت تعاني منها الأمة الإسلامية خلال 14 قرناً ومازالت حتى يومنا هذا وهذا اعتداء على حقوق الإنسان في الإسلام لأنه يحكم بالجبرية المطلقة التي لم يأتي الإسلام بها وإنما هي صنيعة من صنع البشر الذين يعتبرون أنفسهم ملهمين من الله سبحانه وتعإلى وبأن الأمر صار لهم بأمر رباني لماذا؟ لأن لديهم علماء سلطان يفتون بما يريد السلطان ويتفنون في كتابة المعاني الإسلامية من أجل إرضاء السلطان وخروجاً عما أمر به نبي الرحمة، إن ذلك إعتداء على كرامة الإنسان الذي جاء بها معلم البشرية بأمر رباني لقوله تعإلى (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (107))

3. حقوق الإنسان في المال والمأكل والمشرب.

إن الإسلام يأمر الدولة الإسلامية أن تقوم بتوزيع المال العام بالعدل وفق روية إقتصادية إسلامية من أجل الوصول إلى الإقتصاد الإسلامي (“الترفيهي” هذه الكلمة مصطلح حديث وهي بالفعل مطابقة للإقتصاد الإسلامي) من أجل ان يؤدي الترفيه دوراً في تحقيق التوازن وخلق علاقة إجتماعية بالإضافة إلى تخفيف الضغوط اليومية على أبناء الأمة الإسلامية وإمتلاك القدرة على العطاء لإن سلامة العقل والصحّة البدنية عنصراً هاماً وأساسياً في الأحياء البشري. كما يتضمن الترفيه الربط بين سلامة الفعل ويكون العطاء بعقل سليم وإضفاء البهجة على حياة الفرد ليستطيع مواصلة مهامه بكفاءة وراحة والتحرر من ضغوطات الحياة اليومية في العمل والواجبات الإجتماعية، وهذا الأمر يحتاج إلى تنظيم وإدارة فعلى جميع أفراد الأسرة التكيف مع الأعباء والضغوط الملقاة على عاتق كلاً منهم والنظر إليها على أنها جزء من أدوارهم في الحياة، و تخفيف هذه الضغوط والتدريب على ترك هموم العمل على باب المكتب حتى لا تدخل آلهموم إلى منازلهم وتزداد الضغوط والأعباء فيعجز المرء عن إنجازها بكفاءة، وعدم التفكير في أكثر من موضوع في وقت واحد، فهذا يدخل في تنظيم التفكير مما يقلل الإحساس بالضغوط من أجل أن لا يتكون الإكتئاب عند الفرد. ومن أجل أن يعطي الفرد في الأمة الإسلامية عطاء ممتاز وينهض بأمته لابد من وجود الإقتصاد الترفيهي الإسلامي وفق المنهج الرباني وحتى تدور عجلة التنمية في المجتمع دورتها الطبيعية وحتى لا يكون دولة بين الأغنياء والفقراء لقوله تعإلى ( كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ ) وقال تعإلى ( وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ) ونهانا الإسلام عن الإسراف في المال وأمرنا بالإستقامة في التصرف بالمال لقوله تعإلى ( وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً)ولكن هناك حقيقة وهي الفوارق التي لا يمكن أن تستقيم الحياة بغيرها وكل ما توجبه الشريعة الإسلامية أن يتساوى الناس في العدل ولا تكون الفوارق بينهم سبباً لإستغلال الأقوياء عمل الضعفاء أو لإغتصاب المالكين حق المحرومين أما الفوارق التي يكتسبها فضل الفاضل وجهد المجتهد وأمانة الأمين وهمة آلهمام فلا يزيلهما من الحياة الإنسانية إلا عدو لبني الإنسان. إن الإقتصاد الإسلامي الترفيهي يحافظ على حرية الإنسان وعندما تسعى الدولة الإسلامية إلى تحقيق السعادة للمجتمع فبذلك ينال الفرد حقوقه الإنسانية ولابد أن تتوفر له كل متطلبات الحياة الكريمة في الملبس والمأكل والمشرب، وذلك لا يتوفر إلا بوجود إقتصاد إسلامي ترفيهي من خلال الموارد الحقيقية. والايدي التي تعمل على الموارد لابد ان تكون على خُلق الإسلام من أجل الضمانة في تحصيل الموارد المالية التي تخدم المجتمع لان ذلك مسؤولية جماعية في المراقبة والمحاسبة حتى نصل بالمجتمع إلى الإقتصاد الترفيهي، ومن أجل أن تتوفر للإنسان الفرصة لتطوير شخصيته وإبراز قدراته، وعندما نسعى إلى الإقتصاد الإسلامي الترفيهي فلابد أن نعطي للفرد الحرية الإقتصادية وفق المعايير الإسلامية في الإدارة التي تخصه فقط، إن على الدولة المسلمة أن تعطي أهمية لتحقيق التربية الأخلاقية للمجتمع من أجل خلق جيل متسلح بالعلم وتحقيق مجتمع صالح من أجل الرقي بالأمة الإسلامية إلى منافسة المجتمعات التي سبقتنا في التقدم بشعوبها وفهم العلاقة بين المجتمع على مستوى العالم. إن العالم قد خطى خطوات ممتازة نحو الإحترام لحقوق الفرد من الناحية الإقتصادية التي توفر للإنسان مكارم الأخلاق ونحن في الأمة العربية والإسلامية لازلنا متأخرين عن ركب الحضارة في التقدم والإزدهار ومن أجل خلق بيئة تنموية على الأمة الإسلامية خلق مظاهر البر والإحسان والعطف والرأفة وما إلى ذلك من مكارم الأخلق، فإن الإسلام لا يقتصر على السلطة التشريعية في إقامة العدالة الإقتصادية الترفيهية وإنما يستخدم قوة القانون في حال لم تنجح السلطة التشريعية ليقيم في أرض الله العدل وفق المنهج الرباني في الإقتصاد وكل جوانب الحياة. ان علم الإقتصاد هو العلم الاجتماعي الذي يبحث المشاكل الإقتصادية التي يتعرض لها الأفراد والمجتمع لان علاقتهم الاجتماعية مرتبطة إرتباط كامل بالأنشط الإقتصادية لأنها جزء أساسي للأفراد في ظل الموارد النادرة التي تتناقص المنفعة وتتزايد الحاجة للإقتصاد الإسلامي الترفيهي وعندما يكون العرض والطلب وفق الدخل القومي للمجتمع, إن الإقتصاد الإسلامي الترفيهي لا يمكن توفيره إلا في إطار منظومة متكاملة متماسك ومتناسق على مبادئ المذهب الإقتصادي الإسلامي الترفيهي من أجل تحقيق شرع الله ومصلحة المجتمع، إن التكافل حق مكفول في حقوق الإنسان في الأمة الإسلامية أو غيرها ومن واجب على كل مسلم أن يعمل ذلك في الأقربين من أهله أو غيرهم لأن ذلك حق مأمور في العقيدة الإسلامية ومكفول لكل إنسان الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام وهي فرضة من الله سبحانه وتعإلى فمن كان يؤمن بالإسلام وأركانه فالواجب دفعها إلى صندوق كفالة الفقراء والمساكين لأنه لا يجوز صرفها إلا في ما أمر الله سبحانه وتعإلى(۞ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60)) إن فضل الزكاة له أهميتها في الإسلام وهي ركن من الأركان الخمسة التي على كل مسلم أن يلتزم بها ولا يجوز صرفها إلا وفق ما أمر الله لأن ذلك أمر رباني لا يتدخل البشر فيه وإنما العمل على تنفيذه وإذا بحثنا في القرآن الكريم وجدنا الكثير من الآيات التي تحكي عن أهمية الزكاة وهذه الآيات توحي لمن له ضمير حي من أجل الإلتزام بها (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)) (وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ ۚ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ ۖ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156)) (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41))(فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ۗ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (11)) (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71)) (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (18)) إن هذه الآيات القرآنية في الزّكاة لا نها من أهمّ العبادات الماليّة في الإسلام، وهي حق مفروض من الله سبحانه وتعإلى وقال الله في مانع الزكاة والذي يبخل أو يتكاسل عن هذه الفريضة العظيمة وجزاهم عنده لأنهم منعوا أن يعطوا من مال الله الذي أعطاهم هذا المال بقوله تعإلى (مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (179) وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُم ۖ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ ۖ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (180)),إن الخمس فريضة من الله تعإلى وإن شاء الله سوف نركز على هذا لأن الكثيرون لا يؤدون الخمس حقه بينما هو فرض من الله سبحانه وتعإلى وحق من حقوق الإنسان لقوله(۞ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (41)) إن علينا أن نتدبر الآية الكريمة كيف المدلول لها وكيف الوصف لها لأنها تحكي عن شيء جلل وأمر من الله سبحانه(إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ) هنا السياق الحقيقي للآية القرآنية إن كنتم آمنتم بالله فإن الواجب أن تؤدوا هذا الحق وتصرفوه وفق ما نصت عليه الآية ولا يمكن أن تنقل لغير ذلك، وقد يتسأل الإنسان من الموارد له فنحدد في ذلك أن كل ما تنتجه الأرض يعتبر غنيمة ما عداء الزراعة والباقي هي غنيمة والواجب على الحكومة أن تؤدي ما تم تحصيله من المنتجات التي تتحصل من الأرض مثل البترول والغاز وضرائب والجمارك وووو إلخ وكل ما فرضه الإنسان بدون دليل قرآني أومن السنة فإن فيه الخمس ويسلم إلى صندوق لكفالة الفقراء من المسلمين والفقراء من آل البيت ونذكّر الذين لديهم غفلة عن هذا الأمر ونطرح عليهم لماذا منع الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن أهل بيته من الزكاة وحرمها عليهم من أجل بقاء الخمس يؤدي دوره وفق ما أمر به الله سبحانه وتعإلى وقل الله في قوله تعإلى (ذَٰلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23)) رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال ( إن هذه الصدقات إنما هي أوساخ الناس ، وإنها لا تحل لمحمد ولا آل محمد ) عن الحسن بن علي رضي الله عنه قال: أخذت تمرة من تمر الصدقة فتركتها في فمي فنزعها صلى الله عليه وعلى آله وسلم بلعابها وقال ( إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة ) وهذا قول الله سبحانه وتعإلى (مَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ ۚ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7))( أفاء الله عليه أنعم وأعطى من خيرات الأرض) وهل نحرم آل بيت الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهنالك نصوص صحيحة في ما أنعم على الأمة من خيارات الأرض التي من الضروري أن يكون فيها الخمس ماعدا ما تنتجه الأرض من الزراعة والباقي هي غنيمة من الله تم استخراجها من باطن الأرض وإذا قلنا مثل غيرنا إن الخمس إنتهى فهذا مخالف لأمر الله حسب نص الآية المذكورة أنفا وأمر رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي أخرج التمرة من فم الحسن رضي الله عنه ومن أين يأكل فقراء آل البيت والله قال فيهم (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ) هل نخالف هذه الآية ونترك قرابة الرسول ونحرمهم وهذه المؤدة لهم أن يأكل فقراء المسلمين وفقراء آل البيت يموتوا من الجوع أو نعطيهم من شيء محرم عليهم، إن التحريم من الرسول عليه أفضل الصلات والسلام على آل البيت في التنزيه لهم وهي عبرة في بقاء الخمس حتى قيام الساعة، وبقاء الخمس ليس تفضلا من أحد وإنما أمر من الله ولا يجوز الخروج عنه لأنه حق الفقراء والمساكين والخمس ليس مختص لآل البيت وحدهم وإنما لهم الكفاية لمن كان فقير منهم فقط, والامام الشافعي قال في آل البيت رضي الله عنهم (وقال الشافعي)

يا راكباً قف بالمُحصّب من منى * واهتف بساكن خِيفها والناهضِ

سَحَراً إذا فاض الحجيجُ إلى منى * فيضاً كما نَظم الفراتِ الفائضِ

إن كان رفضاً حبّ آل محمدٍ * فليشهد الثقلان أني رافضي (5)

وأشار الشافعي إلى نزول آية المودة في أهل البيت عليهم السلام بقوله : يا أهل بيت رسول الله حبكم فرضٌ من الله في القرآن أنزله (6),,,,,,,,,,,,,,,,,,

قال الإمام الشافعي رحمه الله تعإلى: آل محمد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ هم الذين حرمت عليهم الصدقة وعُوّضوا منها الخمس، وهم صليبة بني هاشم وبني المطلب .اهـ

وقد جعل الله من مال المسلم لغيره حتى يكون العدل الإقتصادي سائداً بين الأمة ويدور المال دورته الطبيعية بين الغني والفقير وتكون الرحمة بين الفقراء والأغنياء وجعل ذلك صدقه من المال حيث يكون للمسلم الفقير حق في مال المسلم الغني .. قال تعإلى في ذلك (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60)) وقال تعإلى(إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۚ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (30) وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31)) ان هذه الآية الكريمة تحكي أن الله متكفل برزق الأبناء على رزق الآباء، نحن نرزقهم وإياكم وفي سورة الأنعام قدم رزق الآباء على رزق الأبناء في قوله نحن نرزقكم وإياهم. إن الحياة الإجتماعية وإستقامتها وآثار العقيدة واقع الجماعة الإنسانية وشاهد على أن الحياة تتأثر بالعقيدة وأن العقيدة لا يمكن أن تعيش في معزل عن الحياة وقال تعإلى(هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15)) إن الله إستخلف الإنسان في الأرض ووهب له القوة والعلم والرزق الذي في جوف الأرض من معادن جامدة وبترول وغاز وذهب وجميع أنواع المعادن وغيرها إن في الأرض خير كثير وأعمق من ما نتصور، إن تكوين الأرض ذاتها شيء عجيب وكل زمن الله سبحانه وتعإلى سوف يمنح للناس رزقهم ويتفضل بتسخيره لهم وتيسير تناوله كما يمنح البشر القدرة على والإنتفاع بها (فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ).

4. حقوق الإنسان في الزوجة.

إن حقوق الإنسان في الزوجة هو حق مفروض في الإسلام والتي يجب أن تقوم الحياة بذلك من أجل أن يسكن إليها وتسكن إليه وتكون هنالك حياة سعيدة بين الزوجين وأوجب الله سبحانه وتعإلى الشورى فيما بينهم لقوله تعإلى (َإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا ۗ)) وهذا انطلاقاً فاعلاً في المجتمع وخلق بيئة تنموية صحية تنعم بخيرات هذا الكون دون أي منغصات التي تخلق المشاكل في أوساط المجتمع ومن أجل أن تدور الحياة دورتها الطبيعية لابد من سداد هذه الفجوة التي هي منبع العفة ومنبع العزة في هذا المجتمع. والله سبحانه وتعإلى أمر كل مسلم – كما هو الحال في باقي الديانات السماوية – بالزواج من أجل إستمرار النسل للجنس البشري وحتى الزواج له قواعد وقوانين وكلاً من الزوج والزوجة له حقوق كما عليه واجبات تجاه الشخص الآخر ولكي يكون هذا الزواج أساساً لتكوين مجتمع قوي متماسك يجب على كلا الزوجين الإلتزام بما أمرهم الله تعإلى في كتابه وما بينه لنا رسوله صلى الله عليه وسلم من أسس وقواعد ترتكز عليها الأسرة الصحية. وبالإلتزام بتلك الأسس والقواعد لا نكون فقط أرضينا الله سبحانه وتعإلى وأطعناه وأتبعنا سنة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام بل نكون أيضاً حققنا انتصاراً للإسلام بخلق ذلك المجتمع المسلم السوي القائم على تعاليم الدين الإسلامي والذي يعتبر قوة بحد ذاته لا يستطيع أحد المساس به أو إلحاق أي ضرر به ولشكلنا قوة عالمية وتمكنا من السيطرة ونشر الإسلام ورفع رايته في جميع أنحاء العالم كما كان الحال في عهد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم والخلفاء الراشدين حيث إنتشر الإسلام في جميع بقاع الأرض وكانت للمسلمين قوة عظمى وهيبة وكلمة في كل مكان. أما في وقتنا الحاضر فللأسف إنهار المجتمع الإسلامي بسبب التخاذل والبعد عما أمر الله سبحانه وتعإلى في التعامل بين الزوجين من حقوق وواجبات ومن أُلفة ومودة ورحمة وتراحم مما نتج عنه للأسف مجتمع ضعيف مهزوز ليس لديه قيم ولا مبادئ ولا أخلاق ولكن كل شخص يحاول الوصول على حساب الأشخاص الاخرين ولا يهمه غير مصلحته الشخصية ومكاسبه الخاصة غير عابئ بالمجتمع أو الإنسان أو أي شيء آخر ولا ينضر إلا من منضور ضيق وهو ما فيه مصلحته ومصالحه، مجتمع يحاول تقليد الغرب ليس فيما وصلوا إليه من تطور وعلم وتكنولوجيا وإنما في الأشياء السيئة اللاأخلاقية البعيدة عن تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، مجتمع مفكك ومنحل غير قادر على شيء سوى تنفيذ رغبات أعداء الإسلام وتفكيك الأمة أكثر والعبث هنا وهناك ونشر الفكر الغربي في عقول الشباب لزعزعت تعاليم ديننا والإبتعاد عنه أكثر وأكثر ليتمكنوا من السيطرة علينا والتحكم بنا وإستنزاف خيراتنا لمصلحتهم الخاصة. إن القرآن الكريم غني بالتعاريف بالحقوق الزوجية لكلا الطرفين وكذلك سنة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم نورد ذلك إجمالاً في النصوص القرآنية الآتية : (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ۚ وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّىٰ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ۖ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ ۖ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَىٰ (6) لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ۖ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ ۚ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ۚ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا (7))وقال تعإلى (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إلىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إلى اللَّيْلِ ۚ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187))وقال تعإلى (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ۖ فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ ۖ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189)) وقال تعإلى (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21))عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (دخلت هندُ بنتُ عتبةَ، امرأةُ أبي سفيانَ، على رسولِ اللهِ عليه الصّلاة والسّلام، فقالت: يا رسولَ اللهِ! إنَّ أبا سفيانَ رجلٌ شحيحٌ لا يُعطيني من النفقةِ ما يَكفيني ويَكفي بَنِيَّ، إلا ما أخذتُ من مآله بغيرِ علمِه فهل عليَّ في ذلك من جناحٍ؟ فقال رسولُ اللهِ عليه الصّلاة والسّلام: خذي من مآله بالمعروفِ، ما يكفيكِ ويكفي بَنِيكِ)، وعن جابر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبة حجة الوداع : (فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله وإستحللتم فروجهن بكلمة الله ، ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه ، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف).

5- حقوق الإنسان في الحياة.

أن الضمانات للحقوق والحريات الإنسانية لم تنص مثلما نصت عليها العقيدة الإسلامية التي جات من عند خالق هذا الكون الذي هو لطيف رحيم بعباده، لقد جاء محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأخرج الإنسان من عبادة الأوثان إلى عبادة الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يكن له ولد ولم يلد ولم يولد أن الحروب التي تخوضها أمريكا في هذا الكون والذي بلغت تكلفتها في بلد واحد إلى أكثر من ثلاثمائة مليار دولار أمريكي أليس بالأحرى أن تصرف هذه المبالغ على ملايين الفقراء في أنحاء العالم الذين يموتون جوعاً يومياً بالإضافة إلى ما أنفقته الدولة المشاركة في هذه الحروب التي هي ضد الإنسانية الذي يتغنون بالحفاظ على حريتها فأين الحرية وهناك المجازر والإبادة الجماعية التي ترتكب منهم وهم في إعتقادهم أنهم محرري الإنسان وكرامته وعزته وقد يقول القارئ الكريم أين ستجد حقوق الإنسان وفي أي عقيدة ستحفظ كرامته وسوف يجد ذلك في العقيدة الإسلامية التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. إن حقوق الإنسان في الإسلام كثيرة والله جل شانه جعل الإنسان خليفة في هذا الأرض لعمارتها وإقامة العدل على جميع المخلوقات في هذا الكون الذي جعله خليفة فيه ويكون عبداً له يقيم ما أمر به منه وأن يراعي بني البشر ولا يكون جباراً على ما أقامه الله عليهم والخليفة في هذا الكون الفسيح الذي أمدنا الله بالحواس جميعاً ولم تكن مع من خلق في هذه الأرض بل منحها للإنسان حتى يكون خليفة في هذا الكون الذي جعل الله كل ما فيه في خدمة الإنسان خليفته في هذا الأرض والله سبحانه وتعإلى قال (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ) وقال تعإلى (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (165)) أن الله لم يجعل الإنسان في الأرض ألا أن يقوم بعمارتها والعدل فيها وأعزه بهذا التكريم ولم يفرق جل شانه بين الإنسان للونه بل جعل بني الإنسان خلائف لهذا الكون الفسيح وأكرمه تكريماً حسناً وقال تعإلى (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70)) إن الله قد فضل الإنسان على كثير من خلقه وأمر بإقامة العدل بين بني الإنسان وجعل ذلك العدل على السلطان الذي يتولى الحكم في هذه الأمة وقال تعإلى (فَإِن جَاءُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ ۖ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئًا ۖ وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (42)) إن الحقوق تكون على ضوء المنهج الرباني ومن هنا ينطلق العدالة والمساواة, لأن المشرع أمر به الله وهو رب هذ الكون ومن فيه، إن التكليف الإيماني يمنع الظلم ويعيد الحق ويحمي ويصون للإنسان المال والعرض ويمكّن الإنسان أن يأخذ كل حقوقه، إن القصاص من القاتل حماية للإنسان لأن القاتل عليه أن يتحمل مسئولية لأنه إعتدى على حرمة الإنسان وعلى حق من حقوق الله لإن النفس هي ملك الله وليس لأحد غيره الإعتداء عليها ، لأن الذي يرغب في أن يقتل يمكنه أن يرتدع عندما يعرف أن هناك من سيقتص منه، إن الذي يدّعون بأن القصاص وحشية فلماذا عند الإعتداء على الإنسان وعندما يقتل أليست وحشية والله يشرع في قتل القاتل من أجل أن يحمي المجتمع لأنه لم يحترم حياة الآخرين، ومن أجل نحمي من الفوضوي في كل المجتمعات, وعندما يفكر إنه سوف يقتل سوف يفكر مليون مرة قبل أن يرتكب جريمة لقول الله تعإلى (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179)) ولولا القصاص لغرقت البشرية في الوحشية إن التشريعات التي تحمي البشرية وتكفل حقوق الإنسان يجب أن يفهمها أهل العقول الرشيدة في هذ الكون وإن التوازن في هذه الكون هو مسألة القصاص في الإسلام وهنالك توازن بين الدول المتسارعة فلولا الخوف ان تكون هنالك ردة فعل أشد لترى أن الاعتداء بشكل يومي والتجارب على الأسلحة أشد من ذلك ولكن القصاص بالمثل يكون رادع للجميع وفي هذا الإختلاف حياة لغيرها من الشعوب وإذا كان كل نظام من الأنظمه العالمية يحمل للآخر الحقد والكراهية والبغضاء ويريد أن يسيطر بنظامه لكنه يخشى قوة النظام الآخر، لهذا نجد في ذلك الخوف المتبادل حماية لحياة الآخرين، و بحياة الإنسان على الأرض وفق منهج الله, إن الخوف من العقوبة هو الذي يصنع التوازن بين الأفراد أيضا, إن الذي يجترئ على حقوق الناس يجترئ أيضا على حقوق الله، ومن أجل حماية حقوق الناس وحقوق الله لابد من تنفيذ العقوبات الربانية من أجل تحقق التوازن الإقتصادي في المجتمع والحياة الطبيعية للإنسان والحفاظ على حقوقه والحفظ على كرامته لقول الله تعإلى (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70)) إن كرامة الإنسان في الإسلام كرامة عظيمة وحقوقه مصانة, وقد جعل الإسلام الأمير أو الرئيس مسئولاً في أقامه الحدود بين رعاياه قال الرسول صلى الله علية وعلى آله وسلم ( كلكم راعي وكلكم مسولا عن رعيته فالإمام راعي ومسؤول عن رعيته ) وقال عليه افضل الصلاة والسلام عن الذي يغلق بابه عن الرعية حتى يقضي بينهم أو الذي يغشهم لقوله عليه الصلاة والسلام ( ما من أمام يغلق بابه دون ذوي الحاجة والخلة والمسكنة ألا أغلق الله أبواب السماء دون حاجته وخلته ومسكنته ) وفي رواية أخرى ( ما من عبد يسترعيه الله راعيته ثم يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته ألا حرم الله علية الجنة ) وقال العلماء أن الذي لم يأمر بما جاء من الله فقد خان الله ورسوله وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في تحريم الأموال المسلم بقوله علية السلام ( دمائكم وأموالكم وإعراضكم عليكم حرام ) ويقول ( كل المسلم علي المسلم حرام دمه ومآله وعرضه ) إن الإعتداء على بني البشر محرم في العقيدة الإسلامية وقد جعل الله سبحانه وتعإلى القصاص والديات لردع المعتدي فقال تعإلى (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93)) وقال تعإلى (وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا (33)) أن حقوق الإنسان في الإسلام لا تحصى لحرمه الإنسان وعظمته عند الله جل شانه لقد جعل الإسلام حتى للبيوت حرمه حتى لا يكون هناك تسلط من أحد على الضعفاء والمساكين من الأقوياء لقوله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَىٰ أَهْلِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27) فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّىٰ يُؤْذَنَ لَكُمْ ۖ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا ۖ هُوَ أَزْكَىٰ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (28)) إن الإسلام جعل حتى للبيوت حرمة من الحفاظ على حقوق الإنسان لأن البيوت من حرمات وحقوق الإنسان فلا ندري ماذا وضعت الدول العظمى لحقوق الإنسان فيها هل حفظت حقه في العيش بكرامة ولسوف نذكر على سبيل المثال ما يحدث من البنت التي زرعت في قلب الشرق الأوسط اسرائيل إن هذه الكلمة الإستعمارية الجديد على بلد العروبة والإسلام إن البيوت لتهدم والأطفال لتقتل والنساء ينتهكن والحقوق الأن تهان فاين حقوق الإنسان منكم وماذا حدث منكم الذين تدعون لحقوق الإنسان في سجن أبو غريب وسجن جوانتنامو، إن الإسلام منع التعذيب للإنسان لإن الله تعالى كرم الإنسان لقوله تعإلى(وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ) إن الإسلام حرم قتل المؤمن إلا بالحق لقوله تعإلى (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً ۚ وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إلىٰ أَهْلِهِ إِلَّا أَن يَصَّدَّقُوا ۚ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ ۖ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إلىٰ أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (92)) أن يكون خطاً غير متعمد القتل حتى لا تكون إهداراً لحياته إن حقوق الإنسان في الإسلام شيء عظيم وليس مثل حقوق الإنسان المغلوطة التي صنعت ورتبت من قبل البشرية ولم تثبت في مجراها الصحيح إنهم ينادون بحقوق الإنسان وهم في الحقيقة يهدرونها في كل المجالات لماذا ينادون بحقوق الإنسان وهم يصنعون سلاح لهدم كرامة الإنسان إنها لأنظمة قبيحة ليس لها وزن في ملكوت الإنسانية على وجه الأرض قاطبة. إن الله وضع حقوق الإنسان وجعل حرمتها مثل حرمة الأرض لقول منقذ البشرية محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم) وقال عليه أفضل الصلات والسلام (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق ولو أن أهل السماوات وأهل أرضه إشتركوا في دم مؤمن لأدخلهم الله النار) أيهما أفضل حرمة حقوق الإنسان في قوانين البشر أم حرمة الإنسان في حكم خالق البشر، وخلاصة الأمر أن قتل المسلم بغير حق من كبائر الذنوب وإن حرمة دم المسلم أعظم عند الله عز وجل من هدم الكعبة المشرفة بل إن زوال الدنيا أهون عند الله من قتل المسلم بغير حق وقد قال الله سبحانه وتعإلى الذي يؤذي الإنسان ويفقده حياته أو جزء من أطرافه حتى تكون هناك عدالة لمن إنتقص من أحد أطرافه فأوجب القصاص ممن يعتدي على الإنسان كعقوبة رادعة للمعتدي وتكون عبرة لمن يفكر في الإعتداء على الإنسان حيث قال الله تعإلى (كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ ۚ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45)) أي المتصدق الذي يعفي على من قام بذلك الأمر فتكون صدقة له و في اخر الآية الكريمة زجر وردع للذي لم يحكم بما أمر الله تعإلى ليس من أجل شيء وإنما من أجل أن تصان حقوق الإنسان وحرمتها فلا يُعتدى عليها. إن ذلك الحق من صنع خالق البشرية وليس للبشرية أي حق إلا أن يطبقوا ذلك دون أي مناقشة من أجل أن تصان حقوق البشرية، إن الإسلام قد منع عن المسلم الظلم وحرمه على البشرية حتى لا يعذب أحد من أجل إنتزاع شيء من الإنسان كما يعمل أثناء التحقيقات فالإسلام منع التعذيب أو الحبس أو الإيذاء بدون وجه حق وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه ومآله) أي لا يتركه للتعذيب وغير ذلك من النصوص التي تدل على عظمة النفس المعصومة وقد كفل الإسلام للذمي ذلك أيضاً وجاء ذلك عند فتح خيبر حيث صالح الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أهل خيبر من اليهود على حقن دمائهم وكتب كتاباً على نفسه لنصارى نجران جاء فيه ( أن لأهل نجران وحاشيتهم جوار الله وذمة محمد رسول الله على أموآلهم وأنفسهم وأرضهم وملتهم لا يغير أسقف على أسقفيهم ولا راهب على رهبانيتهم ) أن الإسلام قد ضمن حقوق الإنسان في جميع الأديان وليس هناك تفرقه بين بني البشر، أما القوانين التي جات من طبيعة الإنسان فلا تحترم أي حق وإنما الإحترام وفق المصلحة الخاصة لهم بينما الإسلام حفظ كل الحقوق ووفر الأمن والأمان لمن سكن تحت رعاية الدولة الإسلامية من غير المسلمين وله ما للمسلم من الحقوق ومن إحترام حقوق غير المسلمين فهي مصانة وتعالوا لكي نرى عدل الإسلام وحفاظه على كرامة البشرية عن ما جراء بين يهودي وأمير المؤمنين علي رضي الله عنه الذي إحتكم – وهو أمير المؤمنين أنذاك – هو ويهودي على درع أمير المؤمنين فوق القاضي ولم يجبره على أخذه إلا بالحق. إن ذلك المشهد لشيء عظيم وحكم القاضي لليهودي لأنه لا يوجد برهان لأمير المؤمنين مما أدى إلى إسلام ذلك اليهودي وإعترافه أن الدرع درع أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، إن العقيدة الإسلامية هي عبرة لمن لديه الشك في حقوق الإنسان في الإسلام، وإننا عندما نتصفح التاريخ نجد عدد من المواقف التي تعبر بصدق وشفافية مطلقة في نظام الحكم في الإسلام وندقق في حقوق الإنسان التي لها معاني كثيرة وكيف الإسلام حافظ على تلك الحقوق وحكم على كل معتدي على ذلك الحق ومع الإطمئنان للبشرية التي كانت تحت حكم الدولة الإسلامية وغيرها إن نداء تلك المرأة في دولة المعتصم التي إنتهكت حقوقها وهي خارج حدود دولته فما كان من المعتصم إلا أن أطلق الجيوش من أجل إنقاذها أخذ الحكم لها من ذلك المعتدي على الحق الإنساني، وكيف أخذ الحق للقبطي الذي وصل شاكياً بابن العاص، إن حقوق الإنسان لها شان عظيم في الشريعة الإسلامية ان حقوق الإنسان مقدسة فلا تمس إلا بحق وحكم يصدر من القضاء, ولقد حكم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه للقبطي الذي جاء يمشي على قدمة من مصر إلى الجزيرة العربية لأنه مطمئن إن الحق له وشكى ابن عمر بن العاص وهو الذي فتح مصر بالسيف وأقام أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب محاكمه علنية وقال( اضرب ابن الأكرمين ) وضربه وقال ( اضرب عمر في صلعته لأن ولده لم يتجرا على ذلك ألا بسلطان أبيه ) وقال الفتى القبطي لقد ضربت من ضربني وقال مقولته المشهورة التي لا تنسى عبر التاريخ وهي بمنتهى الطلاقة لحرية الإنسان على الأرض قاطبة إن ذلك قبل ألف وأربعمائة عام. إننا في الإسلام يجب ان نعلمهم كيف حقوق الإنسان في الإسلام الحقوق الصحيحة وليس المغلوطة التي من صنع الإنسان وتستخدم وقت الحاجة فقط إنه لشيء محزن ومخجل أمام البشرية عن تلك الحقوق المكذوبة ,إن الحاكم في الإسلام هو بمثابة أجير عند الأمة ومنفذ لأمر الله الذي نزل على معلم البشرية محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقط وحتى لا يكون متكبر في الأرض وإنما هو عبد مأمور في الأرض وقال امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه مقولته المشهورة من أجل أن لا تكون البشرية عبيد للإنسان بل عبيد للذي خلق هذا الكون إنها مقوله تكتب من ذهب في كل شبر من الأرض حتى تكون ذكرى للبشرية عن حقوق الإنسان في الإسلام ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ) وقد حرم الإسلام جميع الإنتهاكات للحرمات والإعراض حتى يكون العدل سائداً بين عباد الله وتكون الرحمة والإنسانية سائد بينهم وقد جعل الشورى هي السائدة فيما لم يكن فيه نص شرعي وإذا وجد النص فلا شورى فيه وجميع الدساتير في الدول الإسلامية يجب أن تعتمده من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى تضمن كل الحقوق والواجبات والتعليم والتكامل الإقتصادي والأمن ويكون الإنسان حراً طليقاً وفقاُ لحكم الإسلام دون أي مضايقات أو منغصات إلا في ما هو مخالف لما جاء به رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأمر به من الله العزيز الخبير جلت قدرته وأين حقوق الإنسان لدى المنادين بها في المجتمع الغربي لما حدث في السجون المتواجدة في إنحاء العالم وفي الحروب التي خاضها الأعداء على أبناء الأمة العربية والإسلامية بمختلف الأسلحة, ان ما حدث في محاكم التفتيش في الأندلس لشي يندى له جبين الإنسانية وما حدث في العصر الحديث في فلسطين وفي غزو العراق ووووو الخ أين المتحدثين بحقوق الإنسان وحقوق الطفل وحقوق المرأة، إنهم لا يعملون شيئاً بتلك القوانين التي يتعالوا بها ويتباهوا، إن البشرية سئمت منكم ومما تتشدقون به من إحترامكم للحقوق الإنسانية وأنتم المنتهكين لها في كل يوم إن هذه الآية القرآنية التي نزلت من الله تعإلى تحكي عن حقوق الإنسان وهي من آيات كثير تعبر عن المعتدين على حقوق الإنسان, قال تعإلى (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93)) إن علينا أن نتذكر في كل يوم ألف مرة هذه الآية لأن فيها خمسة أنواع من العذاب لمن ينتهك حقوق الإنسان, إنه من الكمال والحكمة من الله إن لا يخفى على الله مثقال ذرة في الأرض او السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا كان عالم بها, إن كل ما خلقه وشرعه فهو متضمن لغاية الحكمة، ومن علمه وحكمته أن أوجب على القاتل عدد من العذاب لأنه تسبب لإعدام نفس محرمة وأخرجها من الوجود, ومن هنا قامت الموازنة بين الحسنات والسيئات بمقتضي العقاب لكل منتهك لحقوق البشرية, فلا تتبع عرض الدنيا الفانية لقصر الحياة فيها فترتكب الإعتداء على الحق الإنساني فتغضب البشرية في الدنيا وتغضب الله وتتحمل عقابه في الاخرة وتذكّر ما لا ينبغي أن يفوتك من عند الله من الثواب الجزيل الباقي فما عند الله خير وأبقى، وفي هذا إشارة إلى أن العبد ينبغي له إذا رأى دواعي نفسه مائلة إلى حالة له فيها هوى وهي مضرة له وللإنسانية فعليه أن يَتذَكِّر ما أعد الله لمن نهى نفسه عن هواها، وقدَّم مرضاة الله على رضا نفسه، فإن في ذلك ترغيبًا للنفس في أمتثال أمر الله وإن شق ذلك عليها والآيات كثيرة في العدل بين بني البشر حتى يسود العدل والأمن والسلام بين البشرية وجعل الله حماية الأعراض مصانة وحقن دمائهم وإقامة الحدود حتى يكون هنالك ضمانه لدم الإنسان قال تعإلى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ۖ الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَىٰ بِالْأُنثَىٰ ۚ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ۗ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ ۗ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179)) إن التشريع الإسلامي دقيق ومحكم الحقوق التي تخص الإنسان, وعندما تنظر إلى الواجب فلا يمكن أن يكون هنالك واجب بغير حق ولا حق بغير واجب ، إن الإسلام يسمح لكل مسلم وغير مسلم بالعيش والتمتع في هذه الدنيا بكرامته.

6.حقوق الإنسان في المسكن.

عندما نبحث عن الإنسان وعن همومه ومشاكله فإن أكبر مشكله لدى هذا الإنسان هي أن يكون له مسكن يأويه مع عائلته حتى ينطلق من خلآله إلى عمل الخير والبناء في هذا الكون لإن الإهتمام بالإنسان هو الإهتمام بهذا الكون فالإنسان حو محور أساسي في البناء وفي الأمن وفي الشورى وفي العدل وكل ما توجبه الحياة على أن تكون الحكومة أو الدولة أو الرئيس أو الملك هي المهتمة الإهتمام الكبير بهذا الإنسان ومسكنه لأن المسكن هو جزء أساسي في حياته وبدونه سوف يكون عالة ووباء على المجتمع وفساداً في هذا الكون. إن من خلال المسكن وإحساس الإنسان أن لديه مكان يأوي إليه ويأمن على أسرته فيه سوف ينطلق إلى آفاق رحبة يتكون من خلآلها البناء من أجل الأجيال الناشئة والقادمة تكون قادرة على التأقلم في هذا الكون الفسيح. إن العدل في حقوق الإنسان ومن ضمنها المسكن هي جزء أساسي في تكوين شخصية الإنسان وحتى لا يحصل لديه الكأبة ويكون عالة على المجتمع وتتلقفه تنظيمات هي ضد الإنسانية وضد التقدم والإزدهار فالمسكن هو مأوى له ولأسرته وأولاده ولا ينبغي الإستخفاف بهذا الحق لأنه حق أساسي كفله له الإسلام وإذا أردنا بناء مجتمع سليم ويكون فيه جميع المقومات التي نحتاجها لبناء هذا الكون فلابد من إعطاء الإنسان جميع حقوقه التي أمرنا بها الله سبحانه وتعإلى وذكرها في كتابة واكدها رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته ومن أهم هذه الحقوق تأمين المسكن والله سبحانه وتعإلى قال في حرمة ذلك المسكن حتى لا يعتدى عليه ولا ينتهك عرضه في قوله تعإلى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَىٰ أَهْلِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27) فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّىٰ يُؤْذَنَ لَكُمْ ۖ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا ۖ هُوَ أَزْكَىٰ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (28)) إن إحترام البيوت هي سنة كونية حتى تكون هنالك لها حرمة ولها جورة ولها منعة من طغيان الإنسان وأمر سبحانه وتعإلى أن يدخلوا بإذن من أهلها إن اذنوا لهم مالم فلا يدخلوها إلا أن تكون هنالك أذون مسبقة لان المسكن له حرمته وحمايته حماية إسلامية ربانية هذا ونكتفي بهذه الأسطر القليلة والمعبرة عن ضرورة إمتلاك الإنسان المسكن وضرورة إحترامه.

7.حقوق الإنسان في التعليم وفي العمل.

إن التعليم جزء هام وأساسي في حقوق الإنسان وبدون العلم سوف يبقى الإنسان جاهلاً عن معارف الحياة الكونية، إن العلم يبني المجتمعات ويشيد البنيان وبه تستقر حياة البشرية في هذا الكون الفسيح الذي يجب على كل قادة العالم أن يدفعوا بعجلة التعليم من أجل أن يتعايش الجميع وإحترام حقوق الآخرين وبالعلم تذهب كل أنواع الجريمة سواء ضد البشر أو ضد التكنولوجيا. إن العلم يبني الإنسان ويرفع من هاماته وتستفيد كل المجتمعات من علمه وبالأخص إذا كان عالماً في الفيزياء أو الكيمياء أو الرياضيات أو في علم الفضاء أو في أي علم تنتفع به البشرية والجهل هو في حقيقته تدمير للبشرية وإنفاق مبالغ طائلة لإستئصال هذا الجهل المقيت الذي تنتشر من خلآله كل الأوبئة التي تدمر البشرية ونحن في هذا المجال نكتب على حق الإنسان في التعليم وقال تعإلى (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإنسان مِنْ عَلَقٍ (2) إقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإنسان مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)) لأنه حق مكتسب لكل البشرية لإن التعاون في التعليم معناه التعاون في البناء والتعاون في القضاء على الجهل والأمراض الفتاكة التي تحدث نتيجة ذلك. ولابد أن يكون العلم والتعليم مجاني في جميع مراحله حتى يقد الفقير والغني على التعلم بكل سهولة ولابد أن يكون هنالك تشجيع في منح دراسية في جميع التخصصات مجانيه والدعم ماليا ومعنويا وهنا لا نكتفي بالعلم وإنما هنالك شيء ضروري بعد التعليم وهو إيجاد العمل لذلك الإنسان المتعلم من أجل الإنتفاع به وبمكانته العلمية لخدمة البشرية وإن من واجب الدول أن تقدم الحلول العملية والسريعة والفعالة لكل جيل متعلم سواء في المجال الإقتصادي أو الصحي أو التربوي أو وووو إلخ وكذلك في مجال القطاع الخاص الذي يجب أن يستثمر تلك الأيدي العاملة والماهرة التي سوف تخدم رأس المال في المجال العام او المختلط وفق رويا وطنيه ذات بعد إستراتيجي يخدم الأمة العربية والإسلامية. إننا بحاجة إلى خدمة الإنسان وتنميته وصقل مهاراته العلمية والسياسية من أجل خلق جيل يتعامل وفق رؤية العصر الذي يسعى إلى العمل وفق التكنلوجيا التي هي لغة العصر الحديث وهذا الحق من إختصاصات الحكومات توفيره لأبنا الأمة العربية والإسلامية وآلهيات الدولية والمحلية الغير ربحية. إن الأرض هي المصدر الرئيسي للحياة والثروة للإنسان (وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ (19)) إن الأرض فيها ضخامة وفيها الخير والشر والآية الموضحة فيها سياق جميل في وصف الأرض وجعل لها حماية من أجل أن يعيش الإنسان وفق المنهج الرباني ومن أجل الإستثمار من قبل الإنسان, إن التضخيم جمع لهذه الأرض لأن فيها قوت الإنسان ومعيشته ورزقه وحياته فهذه الأرض الممدودة للنظر والخصبة والنبتة الموزونة من أجل العيشة التي جعلها الله للناس في هذه الأرض لإن فيها أرزاق كثيرة, إن هذه الأرزاق تصرف وفق المنهج الرباني وحيث يشاء وكما يريد وفي المكان الذي يريده من الأرض وهذا الأمر رباني في التوزيع وفق المكان الذي يريده وتتحكم فيه يد الخير والعطاء. ان الرزق الذي تنتجه الأرض هو ملك للناس كافة وليس لأحد دون أحد, إن الإنسان وجد لبناية الأرض وخلقه الله في أحسن تقويم لقوله تعالي (لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4)) إن العناية من الله بخلق هذا الإنسان ليكون خليفة في الأرض هنا نأتي إلى هذا الإنسان الضعيف في تكوينه ولكن هو قوي بعقله وتفكيره، إن على الإنسان أن يفكر بقدراته العقلية والتي وهبهُ إياها الله من أجل إخراج الإنسان من التبعية البشرية إلى التبعية الربانية، والله خلق الإنسان وأوجد له الأرض وجعل كل ما في الأرض والكون للإنسان وفي خدمته ولهذا يجب أن نفكر في قدرات الله وخلقه وما أوجد في هذ الكون للإنسان من أجل أن يبني قدراته الفكرية والسياسية والإقتصادية والعلمية. إن خيرات الأرض كثيرة وكل ما يتوجب على الإنسان أن يبدع في هذا الخير ويستخدمه لصالح البشرية وتنميتها ولابد أن تنطلق لأنها الأساس لبناء الإقتصاد وبدون التنمية وتهيئه الإنسان لا يمكن أن تكون هنالك حياة مستقرة للبشر وغيرهم إلا بعقول تستثمر في الخير وبناء الإنسان ومن أجل أن يحيي الأرض لقوله تعإلى (هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ (61)) إن البشرية التي تسكن في الأرض لابد ان تبني البنيان الصحيح الذي يكون فيه المنفعة للأمة, ووجود الإنسان هومن أجل الأعمار والإصلاح في الأرض ومن أجل التعايش السلمي وإذا وجد ذلك فالحياة الإقتصادية تدور دورتها الحقيقية وأعطوا لأنفسهم هذه الأرزاق التي يستمتعون بها في الأرض, إن إستخلاف الإنسان في الأرض ينبغي أن يتبع الله وحده بلا شريك وإتباع أمره وحده بلا منازع, والقضية الدينونة والحاكمية هي اتباع أمره وطاعة لأمره, إنها القضية الدائمة التي تدور عليها حركة الإنسان في التنمية, إن الوجود في هذا الكون والعيش فيه لابد له من الإستقرار والعمل على التنمية البشرية من أجل أن تنهض الأمة سياسيا وثقافيا وعلميا وإقتصاديا وتكون حرة من التبعية العلمية والفكرية والإكتفاء الذاتي في التكنولوجيا والعلوم وووو إلخ التي تنهض بالإقتصاد الإسلامي الترفيهي, إن الإيمان في الأنفس والقدرة فيما يحيط بالناس، وفيما يتعلق مباشرة بحياتهم ومعاشهم، وهذه الصفة لا يهمها إلا المؤمنين الذين آمنوا وعملوا الصالحات يستجيبون لدعوة ربهم، وهو يزيدهم من فضله. والكافرون لهم عذاب شديد إن فضل الله كثير وخيرات الأرض كثيرة لا ينقصها إلا العقل فكيف يستثمر هذ الخير الذي وهب الإنسان, ولكن هذا الرزق لعباد الله في الأرض فهو مقيد ومحدود لأن كل جيل له رزقه و يعلمه الله سبحانه وتعإلى ولو أن الله بسط الرزق كله الذي في الأرض لتجد أكثر الناس غير متقيد لأمر الله ويفسق في الأرض والله قال(وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ (27) وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ ۚ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (28))إننا عندما نسعى إلى تنمية قدرات الإنسان فلابد أن نربط التشريع بالعقيدة الإسلامية حتى يكون الإنسان يعمل في عمله وفق المنهج الرباني حتى لا يطغى عليه الشيطان لأن خدمة الأمة تتوجب مخافة الله والعطاء له الأجر الكبير لأنه يعمل من أجل النهوض بالأمة الإسلامية وتنمية قدرات الإنسان, ومن هنا يبيح الله للناس جميعاً أن يأكلوا مما رزقهم في الأرض حلالاً طيباً, إن الإباحة في الحلال والإمتناع عن المحظور الذي ينص عليه القرآن نصا, إن الله خلق ما في الأرض للإنسان للإستمتاع بطيبات الحياة وإستجابة للفطرة الإنسانية. إن التنمية البشرية هي التي تفتح الحواس والمشاعر والقلب على عجائب هذا الكون العجائب, إن الأسرار الكونية في الأرض أو السماء لا يمكن أن تُفتح إلا بالعلم لأن الإنسان الأن لازال يدور في المجهول وفي العلم القليل الذي وهبه الله به وعندما تنمو قدرات الإنسان وتبحث في العلوم للذي ووصلوا له الذين سبقوه في البحث هنا يجب للإنسان المسلم أن يفتح العقل من أجل البحث عن باقي العلوم وعند البحث من الضروري أن يفشل مرات عديدة ولكن في النهاية سوف يحصل على النتيجة التي تخدم البشرية وتخدم الإقتصاد الإسلامي الترفيهي وبدون البحث والعلم في المجالات كافة لا يمكن أن نصل إلى أي نتيجة, لقد حاول الملحدون طويلا أن يوهموا الناس أنهم في طريقهم إلى إنشاء الحياة – بلا حاجة إلى آله, نحن عندما نتجه إلى رفع الإقتصاد الإسلامي الترفيهي لابد لنا أن نوجد تنمية بشرية حقيقية وفق رؤيا صادقة للإنتاج والابداع لأنها الركيزة الهامة لبناء الأوطان وتقدمها, إن بناء الإنسان وتعزيز فكره من أجل العطاء, وتنمية العقل والعقل ينتج الكلمة البناءة من أجل التنمية الإجتماعية فهي خير وسيلة لقدرات الإنسان وتحمله بالقيم والمعايير السلوك سواء منطوقة أو مكتوبة، ولكن لابد من دراسة حقيقية لقدرات الإنسان على الحواس الثلاث الذي ذكرها الله في القرآن بقوله تعإلى (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36)) إننا عندما نوجه الشباب إلى الإتجاه الصحيح من أجل الإنتاج ولإنتفاع البلاد الإسلامية ومن أجل بنا جيل مسلم متحمل بنور العلم وحداثته لكي نتمكن أن نكون من الدول المنتجة لجميع ما تحتاجه البشرية من التكنولوجيا والطب ووو إلخ وهنا نوضح عن شخصيات الإنسان وأين سوف يكون منتج وفق المعايير الثلاثة والتي سوف يكون عملة مثمر وناجح ونوضح في ذلك الأتي:

(1) البصري

(2) السمعي

(3) الحسي(القلبي)

إن لكل شخص من الذي ذكرناه له إبداعه في المجال المحدد له فلبصري له مجال والسمعي له مجال والحسي(القلبي) له مجال فلا يمكن أن يعمل الحسي (القلبي) في مجال البصري وكذلك السمعي أو العكس وعلينا أن نحدد كيفية التعرف على هذه الميول للإنسان من أجل أن نبني تنمية بشرية حقيقية وعلينا أن نتعرف كيف نكتشف البصري وسمعي والحسي(القلبي) نبين الأتي:

(1) البصري

إن علينا أن نركز على كلماته وتخاطبه، فتجده يقول أتصور، من وجهت نظري، انا تصوري وهذا الشكل الذي تخاطبه البصري وتجد لديه سرعة في كلماته وسريع في نفسيته وعندما يسرع في الكلام لأنه يتخيل أن هنالك شريط يمر من أمام عيناه ونظره إلى الأعلى ويتخيل الأشياء الملونة والمزخرفة وعندما تضع كأس ماء في طرف الماسة أو الطاولة تجده يأخذه بسرعة خوفاً من أن ينسكب عليه وعندما يحدث شيء وتخبره عنه تجده يريد ان يذهب لكي يشاهده بعينه لأنه يتخيل أنه فيلم أمامه.

(2) الحسي(القلبي)

إن الإنسان الحسي(القلبي) تجده يقول أشعر بكذا أو أحس بكذا تجده يقول قلبي يقول كذا وتجده يتحدث بشي ويتوقعه لأنه إنسان حساس ومشاعره حساسة وتجده يبطئ في الكلام وبالأخص في الأشياء العلمية ولديه بطيء في التنفس وتجده بطيء في كلامه لأنه يستشعر بكلماته وعندما يسمع قراءة القرآن تجده يحس بخضوع لكلمات القرآن لأنها تشتغل الحواس الثلاث لديه ولكن تجد الحسي (القلب) هي التي تطغى عليه وعندما يسرد أحد قصة ذهنية تجده يتفاعل معها كونه يتخيلها وبالأخص إذا كانت تتعلق بالعنف فتجده يتحسس لنبرة الصوت المنخفضة فلا يرفعها يتكلم من قلبه بمشاعره وأحاسيسه والطبيعة الحسية موجودة في الجميع قد نجد من ليست له طبيعة سمعية أو بصرية ولكن من النادر أن نجد من ليس له طبيعة حسية, الإنسان الحسي عندما يتكلم يكون مستوى النظر أسفل من مستوى أذنيه.

 (3) السمعي

إن الإنسان الذي تكون الحاسة السمعية لديه هي الطاغية على باقي الحواس تجده يقول سمعت في معظم كلامه وتجدوه غير سريع في الكلام وفي التنفس كما إنه لا ينطق إلا بما سمع يقول سمعت في الأخبار كذا وعندما يتم تلاوة القرآن يميل إلى السمع ولا يريد أن يسمع شيء آخر وتجدوه يتلذذ لسماع ذلك أوأي شيء وفي أوقات كثيرة يضع يده خلف الأذن ويحلل كل ما يسمعه وفق قدراته السمعية ويغلب عليه يقول في تحليله سمعت ويميل برأسه إلى جهة الأذن، ويقرب أذنه، ويهمه مستوى الصوت ويهتم بنبرات الصوت عند التحدث.

أين المكان المناسب لكل إنسان وفق قدراته الثلاث؟

والأن علينا أن نحدد أين يبدع الإنسان وفق حواسه وقدراته العلمية لأن الحواس الثلاث يجب أن نركز عليها في التنمية البشرية ونحدد الإتجاهات لكل فرد من أفراد المجتمع من أجل الأبداع المعرفي والتنمية القدرات البشرية وفق رؤيا العصر ومتطلباته العلمية لأننا نريد الإنتاج من أجل الرفع بالأمة الإسلامية إلى مواكبة الأمم المتقدمة ولابد للامة أن تتحمل مسؤولياتها والاكتفاء الذاتي من القدرات البشرية التي ترفع بها إلى موكبه الحداثة في التكنلوجيا والعلوم الإقتصادية والسياسية وغيرها من التخصصات العلمية لأننا بحاجة إلى بناء الأوطان ونخرج من التبعية العمياء التي لم تحررنا فلازال الاستعمار الغير مباشر وسيفه فوق رقابنا من ذلك المستعمر الذي بدون رحمة في عصر العولمة ولأن علينا أن نحدد التخصص لكل قدرات الإنسان البصري+ السمعي+ الحسي(القلبي)

   (1) (البصري)

   من خلال وجهت نظري يجب أن يدعم في مجال الطب لأن الطبيب يجب أن لا يصرف علاج وفق ما يسمعه من المريض أو يحكم على المريض بحسة(القلبي) فلابد أن نتفحص المريض ويحيله إلى الأشعة أو المختبر من أجل أن يتأكد من مرضة بصريا وهنا يصرف له العلاج للداء الذي يعاني منه وهنالك عدد من الأخطاء الطبية في الإنسان نظرا لأن المعالج له سمعي أو حسي (قلبي) فمنهم من ينسى في بطن المريض عطبة أو شاشة أو مقص وغيرها من الأخطاء في التشخيص وصرف العلاج وبدل أن يأتي المريض من أجل أن يوجد له دواء نصرف له داء فوق ما يعاني لماذا؟ لأن تخصص ذلك الطبيب لم يكون وفق دراسة علمية من التخصص البصري. وفي المحاكم الشرعية بكل تخصصاتها لا يمكن أن يصدر حكما إلا بما نظر من الأدلة التي يقدمها المتخاصمين ولأيمكن أن يحكم بما سمع او بإحساسه(القلبي) وكذلك في الحسابات المالية +السكرتارية+ الأعمال الإدارية التي يتطلب بها البصري.

(2) (الحسي(القلبي)

إن الإنسان الحسي (القلبي) هو إنسان تشتغل عنده الحواس الثلاث وبعدها يبدأ يحلل ويستنتج ويتوقع وهذا الشخص يجب أن يتم تأهيله للمراكز الحساسة في البلد دبلوماسي وزير ومستشار وعالم في المجالات التكنلوجية والرياضيات وجميع الأبحاث العلمية بكل تخصصاتها.

(3) (السمعي)

إن الإنسان السمعي هو الذي تطغى عليه حاسة السمع على باقي الحواس ومكان تخصصه في الأمن السياسي، الامن القومي، الإستخبارات العسكرية، الإستطلاع على مواقع العدو ومساعد طبيب لأنه لا يجب أن يعمل شيء إلا ما قال له الطبيب فقط أو سمع به.

8.حقوق الإنسان في الصحة.

إن الصحة هي حق من حقوق الإنسان الأساسية والمهمة لأنه بحاجة إلى صحته ومكافحة الأوبئة والأمراض التي تصيب الإنسان وقد تؤدي إلى الوفاة وتدمير البشرية بتلك الأمراض الفتاكة وبالأخص المعدية منها وبهذا نحن بحاجة إلى إنسان سليم العقل والبدن من أجل التنمية المستدامة في كل بلدان العالم سواء العربي أو الإسلامي أو غيره لأننا نتصل بعدة قارات وبإمكان أي وباء أن ينتقل بكل سهولة إلى أي بلد من بلدان العالم. وبما أن الإنسان هو المحور الأساسي في التنمية فلابد من الإهتمام بصحته وبناء مستشفيات ومدن طبية مجهزة بأحدث المعدات والأجهزة تهتم بمعالجة الإنسان من أي أخطار مرضية قد تصيبه وبما أن الأبحاث قد أوجدت الحلول العلمية للقضاء على الكثير من الأمراض وإستئصآلها من هذا الإنسان الذي هو عمود الإقتصاد والسياسة في هذا الكون فإننا نهدف في هذا الكتيب إلى حقوق الإنسان في المجال الصحي الذي هو إهتمام كل المنظمات العاملة في مجال الصحة والتي لديها اهتمام بالإنسان وصحته وتطالب بكفالة ذلك الحق فإننا في هذا الكتيب نشد من أزرها ونقول أن ذلك حق أساسي لكل مخلوق على وجه الأرض في الصحة من أجل خلق بيئة صحية وعقل سليم من أجل الحفاظ على عطاء هذا الإنسان في كل المجالات لأن الأرض والإنسان مرتبطان إرتباطاً كبيراً ببعضهما البعض وكذلك الأبحاث في المجالات العلمية والتنموية والفضائية وغيرها من الأبحاث التي تخدم البشرية ومن أجل توفير ذلك لابد من توفير بيئة صحية تليق بهذا الإنسان الذي هو عمود الحياة في هذا الكون

9. حقوق الإنسان في الحرية.

  إن الحرية التي جاء بها نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم علينا أن نوضح للقاري الكريم أن الإسلام كفل لإفراد هذه الأمة العربية والإسلامية حقهم في الحرية والتعبير عن أرائيهم بكل حرية وأن يمارسوا جميع حقوقهم من الحريات وفقاً لقواعد الإسلام الذي يلزمهم بعدم التجاوز للحدود التي نهى عنها كما حرم الإسلام التجسس على أفراد الأمة العربية والإسلامية لان ذلك إنتهاك لحقوقهم التي كفلها لهم الإسلام والحرية المطلقة فيما لا يخالف العقيدة وإذا قامت أي دولة بتجسس على أفراد الأمة العربية والإسلامية فذلك تدخل في شؤون الحرية التي هي حق من حقوق أفراد الأمة وإذا قام أحد بالتجسس على حرية الفرد واجب على الدولة إنهاء ذلك مالم يكن مخالف لحقوق التي فرضها الإسلام على الفرد وقد نهانا الله سبحانه وتعإلى بقوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ (12)) أن ذلك التجسس أذا حدث على أفراد الأمة العربية والإسلامية فذلك ضرر ويدخلهم في نفاق بعضهم على بعض وقد يظلم شخص بسبب التجسس عليه وقد يحسب ظالماً لأسباب التجسس. إن حرية الفرد الفكرية والسياسية هي حرية مطلقة ومن عبر عن رأيه فلا يحاسب ولا يعاقب إلا ما كان مخالف للعقيدة الإسلامية أو إنتهاك حرمات بدون دليل مادي أو على من يمشي ويعيث في الأرض فساد لإن ذلك فيه ضرر على الأمة ويجب محاربته لقول الرسول صلى الله علية وسلم ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الأيمان ) فها نحن في هذا العصر الحديث واجب على من رأى منكراً فليكتب عنه عند الإقتناع به إن لم يجد وسيلة يراها غيرها حتى يلقى صداها ولا أظن أن ذلك تجسس وإنما نهي عن منكر إن حرية المجتمع المسلم وحرمات الأشخاص مصانة في العقيدة الإسلامية والقرآن يحيي الضمير من داخله حتى لا يتلوث بالظن السيئ وآلهواجس والشكوك وتفقد الأمة الطمأنينة التي لا يعكرها سوى القلق وما أجمل الحياة في مجتمع بريء من الظنون. إن الإسلام يعمل على تربية الضمائر والقلوب و يقيم مبدأ التعامل حول حقوق الإنسان من أجل أن نعيش في مجتمع نظيف، فلا يؤخذ الإنسان بظن، فلإسلام قدم نموذج في صيانة كرامة الإنسان وكفل حقوقهم وحرياتهم. ان البلاد الديمقراطية التي تتباها اليوم بحرية وصيانة حقوق الإنسان فلإسلام هتف به وذكره القرآن الكريم منذ أُنزل من الرب الرحيم الذي قام عليه المجتمع الإسلامي وتحقق في واقع الحياة اليومية من أجل الإنسان، إن المجتمع الإسلامي عندما يحكم وفق المنهج الرباني الذي ندعو له سوف يعيش الناس في آمان على أنفسهم وعلى بيوتهم وعلى أسرارهم وعلى عوراتهم، ولا يوجد أي مبر لإنتهاك حرمات الأنفس والبيوت والأسرار والعورات. إن الحرية للفرد هي الأساس في ظل الحكم الإسلامي والتي جاء بها نبي الرحمة صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعلينا أن نوضح للقاري الكريم المآسي التي وقعت في الأمة العربية والإسلامية وهي كثيرة من الذين يطالبون بحرية الفرد ونركز على شعب فلسطين الأكثر دموية والأكثر نضالاً في المنطقة وشعب فلسطين العزيز على قلوبنا وقلوب أبناء الأمة العربية والإسلامية والموجود على أرضها القدس الشريف الذي له قدسية في قلوبنا وقلوب أبناء الأمة العربية والإسلامية وهو ثالث الأماكن المقدسة في الإسلام، لقد ذاق الشعب الفلسطيني كل ألوان العذاب بجميع أشكآله وألوانه تحت براثن الإحتلال الإسرائيلي الذي سلم له البريطانيون تلك الأرض المقدسة ولكن أبناء الشعب الفلسطيني يناضلون ويقدمون كل التضحيات من الأربعينات وحتى يومنا هذا بكل الوسائل وهذا حق من حقوقهم وعلى الأمة الإسلامية حقّين في المناصرة لذلك الشعب الأبي الذي يريد وجميع المجتمعات الغربية الشرقية أن يمحوا هويته وقدسيته العربية الإسلامية ولكن صمود الشعب الفلسطيني القوي بإيمانه أبى أن يكون شبيهاً بالأندلس فدافع عن وطنه وعقيدته رغم الإحتلال وقذائف الأباتشي ومختلف الأسلحة التي تنهال على رؤوسهم والقنوات الإعلامية سواء المقروءة أو المسموعة تنشر جرائم الإحتلال وفضائحه ليلاً ونهاراً ولكن المجتمع الدولي الذي ينادي بحرية الفرد وحقوق الإنسان لم يحرك ساكناً والشعب الفلسطيني عرّى المنادين بحقوق الإنسان انهم لم يعملوا لذلك أي حساباً وكان أبناء ذلك الشعب عظيم في دينه وعقيدته ونضآله وكرامته وحدث ما لم تكن أمريكا وأوروبا والمجتمع الشرقي تعمل حسابه حيث إنتخب من يريده ونعتبر ذلك في نظرنا ثورة حدثت في المنطقة ونطلق على ذلك ثورة الحرية ولعل الله أن يمنهم من النصر في ذلك ولكن أمريكا وأوروبا قطعت المساعدات عن السلطة الفلسطينية يريدون أن يركعوا الشعب الفلسطيني لما يريدوا ويسعوا إليه وقد إعترفت الدول الغربية والشرقية أن نضال ذلك الشعب الأبي ضد البنت المدللة إسرائيل سوف تُهزم في المنطقة وقام الغرب والشرق بمحاربة ذلك الحدث مادياً وكأن الحياة والممات لهذا الشعب بأيديهم غير أن الحياة والممات بيد الله جل شأنه ومهما قاموا بالتودد لنا تودداً في ظاهرة الحب الحميم والرحمة ولكن في باطنه والعذاب والكراهية والعداء لنا أبناء الأمة العربية والإسلامية وذلك الحقد والعداء ليس وليد اليوم ولا وليد الأمس ولكنه عداء منذ بزوغ الإسلام في عهد محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقد حذرنا الله جل شأنه بقوله (وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ آلهدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120)) ولن يمحوا ذلك العداء إلا أن نكون كما وصفنا الله سبحانه بأن نتبع ملتهم إنهم يريدوا أن نكون ساذجين ولا عقيدة لنا ولا دين فهم سيرضون عنا عندما نصبح (عائشين ) كالحيوانات لا نفرق في شيء مثلهم وقال الله تعإلى فيهم (وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى ۖ وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ (111) ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ (112)) إن مفكريهم وكتابهم وزعماؤهم يخططون ليل ونهار من أجل أن يدمروا أبناء الأمة العربية والإسلامية وعندما لم يقدروا على المواجهة عمدوا إلى مختلف الأساليب, ولكن الله وصفنا بأحسن قول ونحن لنا الشرف أن نحمل هذ القول الكريم بقوله تعإلى (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ)وعلى كل مسلم أن يكون حذر من تعاملهم في كل الجوانب لأنهم في خداع مع المسلمين مُنذ نزول الوحي على منقذ البشرية محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولكن هنالك رجال صدقوا ما عاهد الله عليه منهم ووصفهم الله بقوله تعإلى(۞ لَيْسُوا سَوَاءً ۗ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَٰئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115))

10.حقوق الإنسان في الأمن.

        إن الأمن جزء أساسي في هذا الكون وهو حق من حقوق الإنسان وإن الأمة بحاجة إلى وجود الأمن والإستقرار حتى تدور عجلة التنمية دورتها الطبيعية وتنال الأمة كل حقوقها التي منحت من الله سبحانه وتعإلى لأن الأمن هو بحد ذاته مفتاح التنمية والنمو الإقتصادي والسياسي والعدل لا يمكن أن يتحقق إلا بوجود أمن وإستقرار داخل الأمة الإسلامية. إن أمن المجتمعات والطرقات والأحياء والقرى واجب على الحكومة سواء كانت فردية أو جمهورية أو ديمقراطية ويقوم عليه كل مكونات الحياة الأساسية وكان الخلفاء الراشدين يخافوا أن يتعثر أي كائن حي سواء إنسان أو حيوان في الطرقات ويخافون أن يحاسبهم الله عليها، وقد أخذوا الحقوق العامة التي كانت تحدث في ذلك الوقت المشرق بنور الحرية والأمن والإستقرار ولا يخافون إلا من الله وكان الحق يؤخذ من الأمير لمن ولوهم عليه وكذلك يؤخذ الحق للجندي من قائده ويخضعون للحقوق مثلهم مثل أي مواطن يعيش في هذا الكون ولعلنا إذ نذكر ذلك الحدث العظيم الذي حدث في وقت عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما أخذ الحق لقبطي جاء شاكياً إليه من أبن عمر بن العاص وكذلك خضع أمير المؤمنين علي رضي الله عنه إلى التحكيم فوق القاضي من أجل إعادة درعه من يهودي وجده لديه ولكنه لم يستطيع أن يعيده – على الرغم من كونه أمير المؤمنين – لعدم وجود دليل يثبت أنه ملكه فحكم القاضي لليهودي حتى كانت تلك القصة وغيرها من القصص سبباً في دخول معظم أبناء الأمة العربية والإسلامية في الإسلام. إن تلك الأحداث عظيمة لا يمكن أن تأتي إلا من عظماء ونحن نهدف لتوضيح ذلك من أجل إعادة الأمة إلى ما كانت عليه وتكون تلك الأحداث أُسس ومراجع لنا حتى نبني الأمن والاستقرار والحقوق والحريات على ضوئها.

إن الأمة لا يمكن أن تأمن على أموآلها وأعراضها إلا بإقامة الحدود وتطبيقها حتى يكف ضعيفي النفوس عن شرورهم وتدور الحركة دورتها الطبيعية دون أي منغصات أو شوائب داخل المجتمع العربي والإسلامي، وإذا فُقد الأمن في أي بلد ضاع الحق ووجد الباطل وإنتشر الفساد وكثر الفقر وإنفلت الأمن وإتجهت إلى كل الأعمال الغير الأخلاقية عدم الأمن أو لم تطبقوا العقوبات وفقاً لما أمر به الله ورسوله ـ صل الله عليه وسلم. والقرآن وسنة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ صريحتان بالعقوبات ولم يدع لأحد أن يشرع ذلك وقد وضحت كوضوح الشمس لمن يريد أن يكون على بصيرة من أمره ويذكره التاريخ بأحرف من نور نال الحسنة في الدنيا والآخرة والله جل شأنه قال (مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ ) .وقال تعإلى : إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ )وقال تعإلى (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : (( والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)) . صدق الله ورسوله ـ صلى الله عليه وسلم.

الخاتمة

إنه من المحزن جداً عندما نرى مؤسسات وجمعيات ودول تُنادي بحقوق الإنسان وتدّعي بأنها تدافع عنه وتحارب من أجل أن ينال حقوقه كافة من جميع النواحي ليتمكن من العيش حياة هنيئة وسعيدة ورغده على الرغم من أنهم غير صادقين فيما يدّعون وهي مجرد شعارات جوفاء كاذبة الغرض منها الوصول إلى أغراضهم في تلك البلدان التي يدّعون أنهم يجاهدون لحصول الإنسان فيها على كامل حقوقه والطامة الكبرى إننا كمسلمين نتغنى بما يدعون إليه ونساندهم ونحاول جاهدين بالمطالبة بتلك الحقوق ونحن فرحين بأن هناك من يساعدنا في الحصول على حقوقنا كاملة. إننا كمسلمين غفلنا أو تغافلنا عن حقيقة واضحة كالشمس وهي إن الله سبحانه وتعالي قد أنزل في كتابه الكريم وأيدّ ذلك بسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم جميع الحقوق والواجبات التي تجعل الإنسان يعيش في عزة وكرامة ورفاهية وسعادة أبدية وهي حقوق مفصلة واصح وأفضل وأدق من تلك الحقوق التي ينادي بها ذلك الإنسان والتي هي من صنعه ولا تتناسب في أكثرها مع طبيعتنا وديننا الإسلامي وهم ذلك يريدون إضعاف الأمة الإسلامية وإبعادها عن تعاليم الدين وعصيان الله سبحانه وتعإلى لكي لا تقوم للمسلمين ولا للإسلام قائمة ولا يستعيد مجده وعزته السابقة كما كانت أيام رسولنا الكريم ومن بعده الخلفاء الراشدين.

وكما يتضح للقارئ الكريم من خلال صفحات كتابنا القليلة والتي حاولنا أن نذكر أهم الحقوق في الإسلام ومقارنتها بما يدعوا إليه غير المسلمين فإن مالدينا أعظم وأفضل مما يدعون إليه ولو إننا التزمنا بشريعتنا الإسلامية وأتبعنا سنة نبي آلهدى محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما وصلنا إلى حالتنا هذه ولما أتحنى الفرصة لهؤلاء بالتغني والتشدق والاستعلاء والتفضل علينا بأقوآلهم وادعاءاتهم.

وفي الختام أتمنى أن أكون قد تمكنت من إيضاح اكبر قدر ممكن من الحقوق في الإسلام ومدى أهميتها في حياتنا ومدى تأثيرها على معيشتنا وعلاقاتنا ومكانتنا في هذا الكون.

ولا أدعي الكمال فالكمال لله جل شانه فليلتمس القراء الكرام مني العذر … فان أخطأت فهو من نفسي وان أصبت فهو توفيق من الله سبحانه وتعإلى.

الــفــهــــرس

الإهداء ……………………………………………… 3

المقدمة ……………………………………………… 4

حقوق الإنسان في العدل ………………………………. 8

حقوق الإنسان في الشورى ……………………………. 13

حقوق الإنسان في المأكل والمشرب …………………… 18

حقوق الإنسان في الزوجة ……………………………. 27

حقوق الإنسان في الحياة ……………………………… 30

حقوق الإنسان في المسكن ……………………………. 41

حقوق الإنسان في التعليم والعمل ……………………… 43

حقوق الإنسان في الصحة ……………………………. 52

حقوق الإنسان في الحرية ……………………………. 54

حقوق الإنسان في الأمن …………………………….. 58

الخاتمة ………………………………………….. 61

المدرسة اليمنية الالكترونية

                          رفيق الطالب اليمني

رابط الأيقونة في السوق بلاي: https://play.google.com/store/apps/details?id=com.shababschoolyemen

رابط المدرسة: http://school.shababunity.net/index.php

للتواصل : 777487747- 777774764 (الواتس)gmail.com @shababunity

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الرحيم جاموس 
عضو المجلس الوطني الفلسطيني

د عبد الرحيم جاموس يكتب : لاتبيعُوهُ مواقفَ من بعيد ..!

لاتبيعُوهُ مواقفَ من بعيد ..! نص بقلم د. عبدالرحيم جاموس  لا تبيعوهُ مواقفَ من بِعيد …