ماذا يعني وجود مستوطنين فاشيين في حكومة نتنياهو السادسة؟
بقلم: د.هاني العقاد
يسارع نتنياهو لعقد اتفاقات خطيرة وعنصرية مع أحزاب كتلة اليمين الدينية الفاشية لتشكيل حكومة فاشية تطلق العنان للمستوطنين ليعربدوا في الأرض الفلسطينية المحتلة , يعتدوا على المواطنين ومنازلهم ويدنسوا المقدسات ويقيموا مئات البؤر الاستيطانية الجديدة بتخطيط محكم وما على الحكومة إلا أن تغطي تكاليف ذلك ,حكومة استيطان تتبني سياسة ضم أراضي الضفة الغربية وكل غور الأردن على طول الحدود الشرقية مع الأردن حتي يعزلوا الفلسطينيين تماما عن حدودهم مع الأردن ويقطعوا أي تواصل جغرافي بين الفلسطينيين والدول العربية , حكومة استيطان تقسم الأقصى مكانياً مع المسلمين يهيئ لإقامة هيكلهم المزعوم , حكومة تعمل على شرعنة كل البؤر الاستيطانية العشوائية وتصرف مليارات الشواقل على البني التحتية للمستوطنات بالضفة والقدس لربطها بشبكة طرق سريعة تقيد تنقل المواطنين الفلسطينيين وتحد من اتصالهم الجغرافي وأي إمكانية لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، حكومة نتنياهو السادسة لن تكون حكومة كباقي الحكومات السابقة لأنها قد تكون الحكومة الأخيرة لنتنياهو إذا ما منح المستوطنين وزعمائهم صلاحيات واسعة في الحكومة بوزارات أو بغير وزارات , وإذا ما امتلك المستوطنين الفاشيين اليوم بعض الوزارات السيادية والصغيرة فإنهم سيطالبون بنصف وزارت أي حكومة هم يكونوا جزأً منها.
بن غفير رئيس (عوتسيما يهوديت) سيكون في الحكومة السادسة وزيرا بعد الاتفاق مع الليكود الذي يقوده نتنياهو والذي يجنح لتنفيذ مخططات الضم والقضم للأراضي الفلسطينية ويجنح دائما لمزيد من التطرف ضد الفلسطينيين وحقوقهم السياسية وخاصة حق تقرير المصير.( ايتمار بن غفير ) عقد اتفاق ائتلافي مع نتنياهو لتسوية وشرعنة 65 بؤرة استيطانية عشوائية بهدف احكام الطوق علي المدن والقري الفلسطينية ومصادرة اكبر مساحة ممكنة من الأرض خلال 60 يوم من عمر الحكومة وقد قضي الاتفاق أيضا بتعديل قانون فك الارتباط المتعلق بالبؤر الاستيطانية ” حومش” بما يسمح بتواجد يهودي هناك للالتحاق بالمعهد التوراتي ويقضي الاتفاق أيضا إلى الإسراع في التخطيط وانشاء طرق التفافية لربط المستوطنات في الضفة وتوسيع شارع 60 الاستراتيجي الذي يربط كل المستوطنات من بيت لحم حتي النقب جنوبا .
(بتسلئيل سموتريتش) زعيم الصهيونية الدينية يطمح بتولي وزارة الحرب ويوصي بن غفير بذلك بقوة وقد رفض( سموترتش) عرضاً بتولي وزارة الخارجية ما يدلل انه مازال متمسك بمطالبه فيما يتعلق بحقيبة الحرب لأهداف تتعلق بالعقيدة الدموية لحزبه والعداء الكبير والكراهية للعرب الفلسطينيين , ما يعني ان تولي (سموتريتش )وزارة الحرب سيدخل المنطقة في حروب قد لا تنتهي وخاصة مع الفلسطينيين الذين يواجهوا الآن بكل ما يمتلكوا من قوة اشرس الهجمات الاحتلالية العسكرية بالضفة الغربية ولا اعتقد ان حكومة المستوطنين سوف تهدئ الأمر وتكف حرابها عن المدنيين الفلسطينيين وتوقف القتل والاعدامات الميدانية وما نتوقعه ان يسقط ضحايا كثر من الفلسطينيين الذين سيتأكدون ان حكومة المستوطنين هذه قضت علي أي أمل في الاستقرار والسلام الحقيقي بين الشعبين , حتي لو عارض الليكود منح (سموتريتش) وزارة الجيش واحتفظ بها نتنياهو لنفسه فان السيناريو المتوقع ان يستمر القتل والتصعيد بحق الفلسطينيين ويأخذ منحي يهدد المنطقة بأسرها.
قد لا تشكل حكومة المستوطنين خطراً على الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس وحدهم ولكن كل الفلسطينيين حتى من يقطنون الداخل المحتل ويملكون الجنسية الإسرائيلية باعتبار أن هذه الحكومة ستسعى لإقامة دولة يهودية خالصة القومية، لذلك قد تنفذ هذه الحكومة مخططات للتخلص من الفلسطينيين في النقب والمثلث والعديد من المناطق التي لم يندمج فيها الفلسطينيين حتى اللحظة في الحياة اليهودية كمرحلة أولى ، وفي مراحل أخرى سيتم تهجير من تبقي من الفلسطينيين هناك اما خارج دولتهم اليهودية أو إلى دول خارج فلسطين.