الرئيسية / الآراء والمقالات / علي ابو حبلة يكبت : خطاب الملك في البيت الأبيض رسم خارطة طريق

علي ابو حبلة يكبت : خطاب الملك في البيت الأبيض رسم خارطة طريق

رئيس تحرير افاق الفلسطينيه
رئيس تحرير افاق الفلسطينيه

خطاب الملك في البيت الأبيض رسم خارطة طريق

علي ابو حبلة 

شكل خطاب الملك عبد الله الثاني في البيت الأبيض مفاجأة بمحتواه ومضمونه وبنظرته الثاقبة وتحذيراته من تداعيات حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزه ، وكان خطابا مفاجئاً للسياسيين الأمريكيين لمدى ثبات الموقف الأردني تجاه القضية الفلسطينية وضرورة وقف الحرب على غزه.
وقد عبر عن حقيقة ما يجول في خاطر كل حر وشريف في الوطن العربي والعالم من خلال قوله: «للأسف، فإن إحدى أكثر الحروب تدميراً في التاريخ الحديث لا تزال مستمرة في غزة في هذه الأثناء، ومن شأن أي هجوم إسرائيلي على رفح أن يؤدي إلى كارثة إنسانية أخرى».
هذه الخطابات للملك عبد الله الثاني تتميز بالحنكة والقوة ودائماً ما تلقى آذانا صاغية على مستوى العالم، و قد أصبح خطاب الملك عبد الله الثاني الموضوع الأكثر تداولا ونقاشا عبر وسائل التواصل الاجتماعي في العالم، فقد عبر الكثير عن إعجابهم ودهشتهم من أسلوب الخطاب ومضمون ما تناوله الخطاب من شرح مفصل لتداعيات الحرب على غزه ، وتوضيحه لما يجري في قطاع غزة وأعداد الشهداء و الاعتداءات على سكان هذا القطاع ،حيث لقي هذا الخطاب إعجاب الكثير من السياسيين الأمريكيين بسبب طريقة خطابه المتقن، ورزانته ودبلوماسيته ومهاراته في إيصال المعلومة الحقيقة للمعنيين في العالم بشكل عام وأمريكا بشكلٍ خاص .
هناك إجماع من قبل المحللين والمتابعين للشأن الفلسطيني وتداعيات الحرب على غزه أن خطاب الملك وصف «بالتاريخي» فهو موجه للعالم الغربي والإعلام الدولي وقد تناول حجم الكارثة التي يعيشها قطاع غزة منوهاً إلى خطر التهجير المحتمل إلى خارج الضفة الغربية وقطاع غزة.
إن خطاب الملك عبد الله الثاني حرك الضمير العالمي و عمق الجرح الدولي، وأحرج أصحاب القرار في الولايات المتحدة الأمريكية، وعرّى الغطرسة والبربرية التي يقودها نتنياهو.
استفز خطاب الملك عبد الثاني في البيت الأبيض حكومة الحرب في الكيان الصهيوني وعده البعض عدائيا لما تتضمنه من قوة وجرأة وذا بعد وتأثير في الرأي العام الأمريكي ، مما دفع سياسيين وكتابا ومحللين إسرائيليين لشن غضبهم على خطاب الملك عبد الله الثاني عبر تحليلاتهم وعبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن أيقنوا قوة الخطاب ومدلولاته وتأثيره في الرأي العام الأمريكي وحجم المتفاعلين مع صدق حديث الملك، مما دفعهم للدفاع عن أنفسهم وعن مشروعية الحرب التي يشنوها وتتسم بالإبادة الجماعية وباتت مقولاتهم ودفاعهم لا يتسم بالمصداقية وسرد وتلفيق وادعاءات كاذبة.
خطاب الملك عبد الله الثاني رسم خارطة طريق لوقف الحرب ووقف فوري لإطلاق النار وتحريك للمسار السياسي فالكارثة الانسانيه في غزه فاقت كل حدود التصور وبحسب وصفه للحرب المستمرة في غزة رسمت صورة مؤلمة، مع ما يزيد من 100,000 ضحية بين شهيد وجريح ، غالبيتهم من النساء والأطفال. وشدد على ضرورة العمل من أجل وقف دائم لإطلاق النار على إلحاح الحالة، وحذر من استمرار الحرب وارتفاع الخسائر في الأرواح البشرية
وركز على أهمية ودور الأونروا الحاسم في ضمان إيصال المساعدات المستدامة إلى غزة من خلال جميع نقاط الدخول الممكنة. وأكد على أهمية دور وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وضمان تقديم المساعدات المالية لها.
وأعرب عن قلق من مخططات الحرب التي تهدف إلى التهجير القسري المحتمل للفلسطينيين خارج حدود غزة والضفة الغربية مما يحمل بعدا جيوسياسيا للأزمة. ويحمل في طياته حدوث المزيد من عدم الاستقرار في المنطقة.
رسم خارطة طريق وطالب بسرعة التحرك السياسي وتحريك المفاوضات وأعاد التأكيد على حل الدولتين وعلى الالتزام بالسلام طويل الأمد. وشدد على الحاجة إلى إطار دبلوماسي وسياسي يعالج الأسباب الجذرية للصراع. إن الدعوة إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة وقابلة للحياة إلى جانب إسرائيل هي نقطة محورية في السعي لتحقيق سلام دائم.
إن مضمون الخطاب يطالب المجتمع الدولي بالتعاون لمواجهة التحديات المتعددة الأوجه التي تفرضها أزمة غزة، مع لعب الرئيس بايدن دورا مركزيا في حشد الدعم العالمي للسلام.
خطاب الملك عبد الله الثاني هو بمثابة جرس إنذار وتحذير للمجتمع الدولي لضرورة الأخذ بالاعتبار للمخاوف الإنسانية وحرب الإبادة التي يتعرض لها أهل غزه وتتطلب تضافر كل الجهود لوقف الحرب ورفع الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية فورا ودون تلكؤ والعمل من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي شامل للصراع. ويؤكد المتابعون والمحللون للخطاب وقد تضمن التحذير من خطورة الوضع، والحاجة إلى بذل جهود سريعة وجماعية لرفع المعاناة عن الفلسطينيين وتمهيد الطريق لسلام مستدام وعادل في المنطقة.
ولم يخل مضمون الخطاب من التمسك بالوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس والتحذير من مخاطر أي تهديد يتهدد المسجد الأقصى والأماكن المقدسة وتداعيات ومخاطر ما يتهدد ذلك من أمن وسلامة المنطقة برمتها.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الرحيم جاموس 
عضو المجلس الوطني الفلسطيني

د عبد الرحيم جاموس يكتب : لاتبيعُوهُ مواقفَ من بعيد ..!

لاتبيعُوهُ مواقفَ من بعيد ..! نص بقلم د. عبدالرحيم جاموس  لا تبيعوهُ مواقفَ من بِعيد …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *