الرئيسية / الآراء والمقالات / احمد صبري يكتب : ماذا يحدث فـي غزة سؤال وجواب فـي كتاب؟

احمد صبري يكتب : ماذا يحدث فـي غزة سؤال وجواب فـي كتاب؟

احمد صيري

ماذا يحدث فـي غزة سؤال وجواب فـي كتاب؟
أحمد صبري
لعلَّ ما يميِّز هذا الكتاب الَّذي احتوى على رؤى عددٍ من الكتَّاب والمفكِّرين والمحلِّلين في إجابتهم عن سؤال محدَّد هو: ماذا يحدث في غزَّة؟ حيث أجمعوا على أنَّ معركة غزَّة هي امتداد لمَسيرة شَعب أبيٍّ يقاوم الاحتلال الصهيوني بإرادة لا تقبل التراجع أو الانكسار، ومتمسِّك بأرضه، وثبات موقفه الَّذي لا يقبل المساومة، ويرنو لليوم الَّذي يُعلن فيه دَولته الحُرَّة المستقلَّة وعاصمتها القدس الشريف.
هذا الملف أو الكتاب وثَّق أكثر من (120) شهادة من فلسطين والأردن ومصر والمغرب ولبنان والكويت وليبيا وإريتريا والجزائر والبحرين والعراق ودوَل أخرى في محاولة لتوثيق رؤاهم حَوْلَ ما يحدُث في غزَّة كُلٌّ من زاويته وموقفه لتنوير الرأي العامِّ بشأن مشروعيَّة الشَّعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة ضدَّ العدوِّ الصهيوني ومشاريعه الاستيطانيَّة كما يروي لنَا الزميلان سليم النجَّار ووداد أبو شنب اللَّذان قدَّما هذا الملف بجزئه الأوَّل الَّذي صدر في العاصمة الأردنيَّة عمَّان قَبل أيَّام.
وفي معرض تقديمه لهذا الملف، يقول النجَّار: ما يحدُث في غزَّة هو رجع صدى لخمسة وسبعين عامًا من الأنين تحت نير مستعمِر (كرتوني زائف)، وهذا يستدعي استخلاص الدروس، والتَّمحيص والنِّقاش والجدال والنَّقد؛ لأنَّ الأشياء تحيا بالدَّرس وإعادة الفَهْم وتموت بالحفظ والتَّلقين.
وأجمع مَن وثِّقت شهاداتهم على أنَّ معركة طوفان الأقصى هي امتداد لنضال الشَّعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة رغم الدَّعم الأميركي ووحشيَّة جيش الاحتلال، إلَّا أنَّ إرادة القتال والتصميم على انتزاع الحقوق المشروعة لَنْ تتراجعَ أو تستكينَ، وما يؤكِّد هذا التصميم هو استبسال المقاومين في مواجهة الاحتلال رغم دخول العدوان الصهيوني على غزَّة شهره الرابع، وهو عدوان لَنْ يحققَ حتَّى الآن أهدافه المعلنة.
ويبقى السؤال المطروح والَّذي توقَّف عِنده مَن وثِّقت شهادته في هذا الملف: ماذا يحدُث في غزَّة؟ فيجيبون بأنَّ ما جرى هو زلزال ما زالت مفاعيله تتواصل على أكثر من صعيد تحكي قصَّة شَعب أبيٍّ اغتُصبت أرضه ومقدَّساته حان الوقت لتصحيحِ مسار هذه المعادلة الَّتي كانت على الدوام تميل لصالح العدوِّ ومشاريعه الَّتي التهَمَت الأرض، فكانت معركة طوفان الأقصى لتضعَ العالَم ـ وقَبل ذلك حكومة الاحتلال ـ أمام مشهد قلَّ نظيره في مَسيرة الصراع العربي ـ الصهيوني على مدى العقود الماضية.
هذا المشهد الجديد الَّذي توقفت عِنده شهادات مَن استُطلعت آراؤه في هذا الملف بدأ يتشكَّل لِيعلنَ للعالَم أجمع أنَّ فلسطين عربيَّة وقضيَّتها عادلة ومشروعة، وشَعبها يقاوم الاحتلال ويرفض مشاريعه الَّتي تبتلع كُلَّ فلسطين،
وأنَّ العدوان على غزَّة ليس حربًا عادلة أو أخلاقيَّة كما زعم (النتن ياهو). وإنَّما عدوان سافر وضع العالَم أمام مأساة شَعب يرفض التهويد والاحتلال متمسِّك بأرضه ومقدَّساته.
ومِثلما وضعت معركة طوفان الأقصى العالَم أمام مشهد جديد قلَبَ المعادلة وصحَّح مسارها فإنَّ المتحقِّق على الأرض يشير إلى أنَّ هذه المعركة ـ كما يراها المستطلَع رأيهم ـ بداية تمهِّد لمشهد جديد ترتفع على أديم فلسطين كُلِّ فلسطين أعلام النصر بانتصار المقاومة الفلسطينيَّة وهزيمة المشروع الصهيوني وداعميه.
أحمد صبري
كاتب عراقي

عن سليم النجار

شاهد أيضاً

عبد الرحيم جاموس 
عضو المجلس الوطني الفلسطيني

د عبد الرحيم جاموس يكتب : لاتبيعُوهُ مواقفَ من بعيد ..!

لاتبيعُوهُ مواقفَ من بعيد ..! نص بقلم د. عبدالرحيم جاموس  لا تبيعوهُ مواقفَ من بِعيد …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *