الرئيسية / الآراء والمقالات / د. حنا عيسى يكتب : ما الذي يمكن أن يقوم به الفلسطينيون لمواجهة صفقة القرن بثوبها الجديد بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة؟

د. حنا عيسى يكتب : ما الذي يمكن أن يقوم به الفلسطينيون لمواجهة صفقة القرن بثوبها الجديد بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة؟

الدكتور حنا عيسى، الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات
الدكتور حنا عيسى، الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات

ما الذي يمكن أن يقوم به الفلسطينيون لمواجهة صفقة القرن بثوبها الجديد بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة؟

(أ.د. حنا عيسى)
” لا يستطيع أحد ركوب ظهرك الا إذا كنت منحنيا”
“السياسة هي القدرة على التنبؤ بما سيحدث غدا والاسبوع المقبل والشهر المقبل والعام المقبل، والقدرة بعد ذلك على شرح سبب عدم حدوث ذلك… لإننا اكتشفنا أن السلام بأي ثمن لا يكون سلاما بالمرة”
الفرص السياسية الحالية تشكل رافعة وعامل مشجع للاعبين الرئيسيين يمكنهم استغلالها في حشد الجماهير وإدامة العمل الجماعي المستمر، وهو هدف أساسي لاي حركة سياسية أو اجتماعية، وإذا أردنا تطبيق هذه القاعدة على الواقع الحالي في فلسطين، وفي ظل الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة على الاراضي الفلسطينية المحتلة فان تفعيل المسار القانوني والدبلوماسي الدوليين والحراك الشعبي السلمي من شأنه أن يوجه اتهامات لإسرائيل لارتكابها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بسبب ما نفذته وتنفذه سلطات الاحتلال بطائراتها الحربية ومدفعياتها وجنودها من جرائم ومجازر بحق الالاف من المدنيين وفي مقدمتهم الأطفال والنساء والشيوخ .. وعليه، فاذا بات طريق المفاوضات لوحده طريق شبه مسدود، لا بدّ من تفعيل أدوات أخرى على المستوى العربي أو الجماهيري، بما فيها دعم الصمود وإعادة الوحدة الفلسطينية واستثمار المشاعر الإيجابية لحركة التضامن الدولية، لاسيما ما يجري من انتهاكات جسيمة في كافة الاراضي الفلسطينية المحتلة .وأخيرا، فالسياسة ليست لعبة النوايا الحسنة أو المبادئ السامية فحسب ، إذ ليس بالضرورة أن ينتصر صاحب المبدأ، إنها أشبه بلعبة الشطرنج يتدخّل فيها عامل الذكاء والاستعداد والإلمام الجيد بقواعد اللعبة، وهي أبعد ما تكون عن لعبة النرد، حيث يتمتم اللاعب يا رب ويرمي النرد راجياً تحقيق الفوز.
 
 
 

“هناك من يناضلون من أجل الحرية وهناك من يطالبون بتحسين شروط العبودية”

(عندما تكون في السجن تكون لك أمنية واحدة: الحرية وعندما تمرض في السجن لا تفكر بالحرية وانما بالصحة. الصحة إذن تسبق الحرية. لماذا؟ لأن ،أولئك الذين هم مع الحرية وضد التحريض هم الناس الذين يريدون المطر لا الرعد… إذن ، لا تتعجب من عصفور يهرب وانت تقترب منه وفي يدك طعام له فالطيور عكس بعض البشر تؤمن بأن الحرية أغلى من الخبز..!وهذا يذكرني بما قاله نزار قباني ،في حارتنا ثمة ديك عدواني ، فاشيستي ، نازي الأفكار ، سرق السلطة بالدبابة ، ألقى القبض على الحرية والأحرار ، ألغى وطناً ، ألغى شعباً ، ألغى لغة ، ألغى أحداث التاريخ ، وألغى ميلاد الأطفال ، وألغى أسماء الأزهار..لهذا السبب أو ذاك ، الحقيقة انني لم اتعلم الحرية من كتب ماركس وانما تعلمتها من الفقر..نعم ، انني أؤمن بحقي في الحرية، وحق بلادي في الحياة، وهذا الايمان اقوى من كل سلاح).
 
 
 
 
 

العنصرية سياسة تقوم على الإقصاء والتهميش والتمييز

 
 
العنصرية هو الاعتقاد بأن هناك فروقا وعناصر موروثة بطبائع الناس أو قدراتهم وعزوها لانتمائهم لجماعة أو لعرق ما بغض النظر عن كيفية تعريف مفهوم العرق – وبالتالي تبرير معاملة الأفراد المنتمين لهذه الجماعة بشكل مختلف اجتماعيا وقانونيا.
 
كما يستخدم المصطلح للإشارة إلى الممارسات التي يتم من خلالها معاملة مجموعة معينة من البشر بشكل مختلف ويتم تبرير هذا التمييز بالمعاملة باللجوء إلى التعميمات المبنية على الصور النمطية وباللجوء إلى تلفيقات علمية، وهي كل شعور بالتفوق أو سلوك أو ممارسة أو سياسة تقوم على الإقصاء والتهميش والتمييز بين البشر على أساس اللون أو الانتماء القومي أو العرقي.
 
بالرغم من أن التمييز العنصري يستند في كثير من الأحوال إلى فروق جسمانية بين المجموعات المختلفة، ولكن قد يتم التمييز عنصريا ضد أي شخص على أسس إثنية أو ثقافية، دون أن يكون لديه صفات جسمانية. كما قد تتخذ العنصرية شكلاً أكثر تعقيداً من خلال العنصرية الخفية التي تظهر بصورة غير واعية لدى الأشخاص الذين يعلنون التزامهم بقيم التسامح والمساواة.
 
بحسب إعلان الأمم المتحدة، فإنه لا فرق بين التمييز العنصري والتمييز الإثني أو العرقي، وهناك بعض الدلائل على أن تعريف العنصرية تغير عبر الزمن، وأن التعريفات الأولى للعنصرية اشتملت على اعتقاد بسيط بأن البشر مقسمون إلى أعراق منفصلة. ويرفض جل علماء الأحياء، وأخصائيو علم الإنسان وعلم الاجتماع هذا التقسيم مفضلين تقسيمات أخرى أكثر تحديدا أو خاضعة لمعايير يمكن إثباتها بالتجربة، مثل التقسيم الجغرافي، الإثنية، أو ماضي فيه قدر وافر من زيجات الأقارب.
 
أسس العنصرية
 
لون البشرة، وهذا ما يعانيه السود في جنوب أفريقيا مثلاً عند إقامتهم في أحد بلدان البيض.
القومية
اللغة
الثّقافات
العادات
المعتقدات
الطبقات الاجتماعيّة، إذ يتسلط الأغنياء على الفقراء، ويحقرونهم ويسلبون ممتلكاتهم ويتحكمون بقوت يومهم.
 
وترتبط العنصريّة بعدة مصطلحات تشترك معها في الدلالة، منها:
 
العرق والإثنية: فالعرق يكون التمييز فيه حسب الاختلافات الفيزيقية، ففيه أقليات محرومة ومضطهدة بالنسبة للجماعات المهيمنة، أما الإثنيّة فالعنصرية فيها تكون حسب الثقافات والممارسات الاجتماعية.
التمييز العنصري: وهو يعني السلوك الفعلي في الميل تجاه جماعة أخرى.
أسباب العنصرية
الاستعمار: يعد الاستعمار سبباً اجتماعياً وإيديولوجياً وسياسياً لنشأة العنصرية، فالاستعمار يبغي تسلط شعبٍ أو بلدٍ على شعبٍ أو بلدٍ آخر ، فقد تمكن الأوربيون في القرون (من 16 حتى 20) فَرض سيطرتهم على أجزاء كبيرة من آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.
 
أسباباً اجتماعية وإيديولوجية واقتصادية: كمثل وضع البِيْضِ في الولايات المتحدة، منذ القرن (17حتى القرن 19)، كثيراً من السود تحت نير الاسترقاق الذي كان سبباً رئيساً في قيام الحرب الأهلية الأمريكية (1861 ـ 1865). ومع أن تحرير الرق تمّ في القرن 19 فقد استمر العزل الاجتماعي والتمييز العنصري ضد السود في معظم القرن العشرين.
 
تشجيع كثير من الفئات المطحونة اجتماعياً واقتصادياً على التمرد والثورة وعلى سن قوانين لمقاومة العنصرية وتأكيد المساواة، وذلك في المجتمعات التي تمارس فيها العنصرية.
 
أمثلة
 
كانت من أولى الأعمال العنصرية ولأكثرها انتشارا هي تجارة الرقيق التي كانت تمارس عادة ضد الأفارقة السود، كما توجد امثلة معاصرة للعنصرية مثل:
 
العزل العنصري ضد الأفارقة السود.
الحركة الصهيونية ضد السكان العرب في فلسطين.
الحركة العنصرية ضد اليابانيين في أمريكا خلال الحرب العالمية.
حركة معاداة السامية ضد اليهود في أوروبا عموما وفي ألمانيا النازية.
العنصرية في الامبراطورية العثمانية وتركيا الحديثة ضد الطوائف المسيحية ادت إلى حدوث مذابح الأرمن والمذابح الاشورية ومذابح اليونانيون وبوغروم إسطنبول، وكذلك ضد العرب في بدايات القرن العشرين.
العنصرية ضد الشرق أوسطيين والمسلمين في أمريكا والغرب بعد أحداث 11 سبتمبر.
 
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
ويعد (الإعلان العالمي لحقوق الإنسان) الذي أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 10/12/1948 المرجع الرئيس لمكافحة العنصرية والتمييز العنصري ، فهذا الإعلان يضع المبادئ الرئيسة للحقوق المهنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والحريات الفردية ، وإن تلته مواثيق دولية أخرى (عهود) تتعلق بالحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية للشعوب ، وينص الإعلان على أن كل الناس يولدون أحراراً متساويين في الكرامة والحقوق ، وقد سبق الإسلام جميع هذه الوثائق الدولية ، فأحق للإنسان حقوقه ، وأقر لبني البشر حياة كريمة لا ظلم فيها ولا عنصرية ولا إجحاف.
 

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : نواقص القرار الاممي

نبض الحياة نواقص القرار الاممي عمر حلمي الغول بين مد وجزر على مدار 171 يوما …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *