الصباح الفلسطينية
مقالات مشابهة
العملية الفدائية المصرية على الحدود كيف تردد صداها بوضوح فالقاهرة وطهران؟
ماهي تداعيات هذه العملية على مستقبل العلاقات الإسرائيلية المصرية؟
صحيفة يديعوت احرنوت -رأي : سميدار بيرى
ترجمة: هالة أبو سليم /غزة .
أن الحادث المميت الذى أودى بحياة ثلاثة من الجنود الإسرائيليين على يد احد جنود الجيش المصري المرابطين على الحدود (الشهيد محمد صلاح فالعشرينيات ) جاءت هذه العملية في توقيت حساس و دقيق للعلاقات الثنائية مابين إسرائيل و مصر و دول الشرق الأوسط بشكل عام
مما قيل في القاهرة بعد الهجوم، يمكننا أن نفهم الكثير عن تصور مصر لهذا الواقع، والأكثر من ذلك مما لم يُقال
أولاً، جاء إعلان المتحدث باسم قوات الأمن المصرية عن الهجوم بعد الظهر فقط، بعد ساعات من العملية.
لم يكن من قبيل الصدفة أن يمتنع المتحدث المصري عن الكشف عن اسم الضابط الذي تحول إلى قاتل وأصر على أنه حادث طارد فيه مهربي المخدرات الذين عبروا الحدود الإسرائيلية وتورطوا في معركة بالأسلحة النارية قتل فيها جندي إسرائيليات من ورود أنباء في وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وفقًا للرواية المصرية، بعد لحظات، قُتل جندي إسرائيلي ثالث، وقابل ضابط الأمن المصري مقتله في تبادل لإطلاق النار.
الحقيقة، بالطبع، بعيدة كل البعد عن ذلك، حيث لم يتم رؤية أو العثور على آثار لمهربي المخدرات في هذه الأحداث الشديدة.
ومن الجوانب المحيرة الأخرى، على أقل تقدير، أن بيان المتحدث الرسمي المصري تضمن الإعراب عن التعازي لأسر الضحايا وتمنى الشفاء العاجل للشخصين المصابين
من هم الضحايا الذين كان يشير إليهم ؟ من هم المصابون ؟ هل كان المتحدث ينوي أيضًا التعبير عن تعاطفه مع عائلة الضابط المصري ؟
في حالات مماثلة في الماضي، وكان هناك الكثير، ظهرت الأسماء الكاملة للخسائر الأجنبية بسرعة في وسائل الإعلام المصرية
تم استبدال الصمت في القصر الرئاسي بأصوات مستمرة على الشبكات الاجتماعية، في محاولة للترويج للادعاء بأن المهاجم كان من عناصر حماس متنكرا في زي ضابط أمن مصري. ولم يتسرع المسؤولون في مصر في إنكار ذلك، وظلوا صامتين
في وقت لاحق، جرت محاولات عبر وسائل التواصل الاجتماعي للقول بأن الجاني كان مهرب مخدرات مرتبط بحزب الله، ومرة أخرى، اختار الممثلون المصريون التزام الصمت.
ولم يظهر البيان المصري الغامض إلا بعد ورود تقارير في وسائل الإعلام العربية عن لجنة تحقيق مشتركة بين مصر وإسرائيل، والتي التزمت فقط بإجراء تحقيق مصري .
ومن الجانب الإسرائيلي، من ناحية أخرى، كان هناك اندفاع للتأكيد على أهمية التعاون بين قوات الأمن في البلاد وضرورة الحفاظ عليه، على الرغم من أن هذه ليست المرة الأولى التي يطلق فيها أفراد الأمن المصري النار على الإسرائيليين ويقتلونهم .
لا يخفى على أحد أن الطائرات والمروحيات الإسرائيلية غالبًا ما تُرى في سماء سيناء، بمعرفة المصريين وموافقتهم.
ومع ذلك، يأتي الهجوم الحالي في وقت أصبحت فيه الأنشطة المشتركة معقدة في مواجهة الاستعدادات المصرية للتعاون المحتمل مع إيران
ولم تحظ مبادرة طهران حتى الآن برد فعل إيجابي من القاهرة، ولكن من الواضح للجميع أن مصر، في هذا الوقت، غير مهتمة بتقديم أي جهود مشتركة إلى العالم مع قوات الأمن الإسرائيلية.
قد تشير زيارة جيل بايدن للقصر الرئاسي في القاهرة إلى أن مصر لم تتخذ قرارًا بشأن هذه المسألة بعد، لكن هناك مخاوف من أن شحنات الأموال من إيران والمملكة العربية السعودية ستبعد السيسي عن إسرائيل علاوة على كل هذا، يتم تصوير ضابط الشرطة المصري على أنه بطل على الشبكات الاجتماعية.
ستبذل إسرائيل قصارى جهدها للبقاء على اتصال بمصر، سواء في السياقات الأمنية أو في التعاون الاقتصادي، طالما أن مصر مهتمة
لن يكون الجهد الإيراني السعودي لجذب مصر إلى التحالف العسكري الجديد حبة سهلة الابتلاع لإسرائيل، خاصة بعد 50 عامًا حافظوا فيها على السلام، رغم أنه سلام بارد.
الخلاصة :
الترتيبات التي تحققت خلال حكم السيسي أعمق من تلك التي تحققت مع أسلافه، بما في ذلك في الأمور الأمنية، وقد حذر مسؤولون كبار في إسرائيل نظرائهم في القاهرة بالفعل من البرقيات الإيرانية الخطيرة.
قريباً، ستعمل كل من السفارتين الإسرائيلية والإيرانية في القاهرة بشكل متزامن، وفي القدس يجب أن تخطو بحذر مع مصر .
وهذه العلاقات حاسمة أيضا للأنشطة المشتركة ضد حماس في غزة وللتعاون بشأن القضايا المتصلة بالعالم العربي بأسره. يمثل هجوم السبت المروع، على خلفية دخول إيران إلى الصورة، تحديًا كبيرًا بشكل عام .
