الرئيسية / الآراء والمقالات / نادرة هاشم حامدة تكتب : “فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ”

نادرة هاشم حامدة تكتب : “فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ”

نادرة هاشم حامدة

“فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ”

أ. نادرة هاشم حامدة

قمة العقبة، تشهد على الأماكن أسماؤها، وتطبق على المصائر براهينها تؤكدها، في أحكام من السماء ماضية في البشر، فَصْلًا بينهم و قاضية ، “فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ” حيث قُحْمَةٌ ومهلكة، يلقون بأنفسهم فيها سراعا، دون رَوِيَّة إلى عقبة جهنم والعياذ بالله، تقودهم إليها شياطين ”  لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيم” ليتجدد بهم العهد الشيطاني، بمحاربة الهدى بكل شكل ولون، وفي كل طريق، فيتركون أطواق النجاة منها وراء ظهورهم، ويجتاحونها بكل قوة في تحد واضح لقول ربهم : ” فَكُّ رَقَبَةٍ “، فيشددون هم السلاسل على الرقاب، لتبقى أسيراتنا وأسرانا في سجون الإحتلال، هناك في عقبتهم الآن تجتاح جيادهم عقبة جهنم بقوة، فقد آتوا أعراضها، فأطبقوا علينا الحصار ،جوعا ومرضا، ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا ، ضاربين بعرض الحائط قول ربهم : ” أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ” ، بل هم الذين صنعوا فينا كل المسغبات، فلا أسير، ولا يتيم، ولا مسكين، ولا مقربة، ولا متربة، ولا مرحمة، منعت ضمائرهم عنا، فلهم عقبة جهنم من ربهم لا يُظْلَمُون، فبأيديهم أُطْبِقَ عليهم ظلمهم، ثم ها هو الزمان يعيد نفسه، في سخرية من الأقدار، في تبادل الأدوار، ليقف التاريخ على مشاهد فَيْصَلِّيه تدور رحاها في الإسلام، و في تكرار من الأسماء، وإن اختلفت علينا الأماكن، لتُفْرَض علينا قوة المقارنة، بين عقبة و عقبة، وبين بيعةو قمة، وإن كانت في حقيقتها ليس قمة، بل قمامة وخمة، ، إذ كانت بيعة العقبة الأولى، ثم الثانية سنة 622م، في منطقة مِنًى من أرض الحجاز آنذاك، وبين العقبة الحالية الآن، في سنة 2023م في منطقة الأردن من بلاد الشام، أي بعد قرابة أربعة عشر قرنا من الزمان، ومع ذلك يأخذك إتحاد المسمى إلى جهورية وضوح التناقضات، رغم وجود تشابه في الأحوال، وإن اختلفت العناصر الحية في القلوب وفي الأجناس، في الأهداف وفي الطموحات، لتتداعى على كل منهما الآمال والتطلعات، تخطيطا وتنفيذا، مع افتراق الغايات ،ففي بيعتي العقبة كان تعاهد الإيمان، على طاعة ونصرة الله ورسوله، وعلى إعلاء راية الإسلام، فَوُضِّعَت اللبنات الأولى في المدينة المنورة لأساسات الدولة الإسلامية، الدولة التي ملأت الدنيا عدلا ونورا، بعد أن نقلت المسلمين من مرحلة العبودية والاضطهاد في مكة إلى مرحلة القوة والسيادة، في كل مكان بمعية الرحمن، وأكرر فيا لسخرية الأقدار في قمة العقبة الآن، التي تلتقي من أجل أن ترمم بنيان دولة الاحتلال، وتدمر أي أذرع قوية للإسلام، فقد حُقَّت عليهم عقبة جهنم، ومن ورائهم لهم منا في صَمُودٍ وتحد وقوة وجهاد، بإذن الله كل العقبات*

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

هاني مصبح

هاني مصبح يكتب : الربع الثالث من الحرب علي قطاع غزة

الربع الثالث من الحرب علي قطاع غزة بقلم هاني مصبح الربع الثالث من الحرب والعالم …