قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مخيم شعفاط شمال القدس المحتلة (تصوير: أ ف ب)
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مخيم شعفاط شمال القدس المحتلة (تصوير: أ ف ب)
الرئيسية / متابعات اعلامية / ما بين قمة شرم الشيخ وقمة العقبة اليوم ثمانية عشر عاما

ما بين قمة شرم الشيخ وقمة العقبة اليوم ثمانية عشر عاما

قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مخيم شعفاط شمال القدس المحتلة (تصوير: أ ف ب)
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مخيم شعفاط شمال القدس المحتلة (تمن الارشيف)

ما بين قمة شرم الشيخ وقمة العقبة اليوم ثمانية عشر عاما

رئيس تحرير افاق الفلسطينيه
رئيس تحرير افاق الفلسطينيه

إعداد وتقرير المحامي علي ابوحبله

ثمانية عشر عاما من تاريخ انعقاد قمة شرم وانعقاد قمة العقبة والقاسم المشترك بين القمتين ” الأمن ” دون أن تلوح في الأفق أي بوادر سياسيه ، حيث تعقد قمة العقبة بروح قمة الشيخ وبنفس الأهداف والغايات وبتبدل الأدوار من خطة دايتون الى خطة فينزل لتحقيق الأمن حسب الوصف الأمريكي الإسرائيلي وبالتوصيف العربي التوصل إلى خطة تقود للتهدئة قبل حلول شهر رمضان قد لا تكون “المقارنة” في مكانها . أجندة اجتماع شرم الشيخ كانت قد ناقشت “ما بعد الرئيس الشهيد ياسر عرفات” آنذاك ثم وقف الانتفاضة الثانية ، وعقب اجتماع شرم الشيخ ، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك ارئيل شارون ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس “ابومازن” كل على حدة خلال القمة الرباعية التي عقدت في شرم الشيخ وقفا متبادلا للعمليات العسكرية لأول مرة منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية قبل ما يقارب 23 عاما وفور اختتام القمة، التي شارك فيها آنذاك الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الاردني عبد الله الثاني، اعلن وزيرا الخارجية المصري احمد ابو الغيط والأردني هاني الملقي انه تقرر إعادة سفيري بلديهما إلى إسرائيل في غضون أسبوعين. واعلن الرئيس عباس في كلمته امام الجلسة العلنية للقمة “اتفقنا مع (رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل) شارون على وقف كافة أعمال العنف ضد الفلسطينيين والإسرائيليين اينما كانوا”.

وأضاف “ان الهدوء الذي ستشهده أراضينا ابتداء من اليوم هو بداية لحقبة جديدة للسلام والأمل”. وتابع “ما أعلناه اليوم إنما يمثل تنفيذا لأول بنود خارطة الطريق التي أسستها اللجنة الرباعية وهو أيضا خطوة أساسية هامة توفر فرصة جديدة كي تستعيد عملية السلام مسارها وزخمها وكي يستعيد الشعبان الفلسطيني والإسرائيلي الأمل والثقة في إمكانية تحقيق السلام”. ودعا الرئيس محمود عباس في تلك ألحقبه إسرائيل من دون أن يسميها إلى “تكريس التبادلية والإقلاع عن الخطوات أحادية الجانب” وشدد على ضرورة تطبيق خارطة الطريق. واعتبر ان “ما تم الاتفاق عليه في شرم الشيخ هو مجرد بداية لعملية جسر الهوة والخلافات بيننا” حول أمور عدة من بينها “المستوطنات والإفراج عن الأسرى والجدار”. وقال شارون امام القمة “اليوم إثناء لقائي مع عباس اتفقنا على ان يوقف الفلسطينيون جميع أعمال العنف ضد الإسرائيليين أينما كانوا وفي المقابل، ستوقف إسرائيل عملياتها العسكرية ضد الفلسطينيين في جميع المناطق”. وأضاف “نأمل اعتبارا من اليوم أن نبدأ مرحلة جديدة من الهدوء والأمل”.وأعلن إطلاق سراح “مئات الأسرى الفلسطينيين”.

وحرص الوفد الإسرائيلي في تلك ألحقبه على تأكيد أجواء الانفراج والثقة المتبادلة إذ سارع رعنان غيسين المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إلى الإعلان عن دعوة وجهها شارون إلى الرئيس عباس لزيارته في مزرعته في النقب (جنوب اسرائيل). وقال غيسين ان هذا اللقاء قد يتم “قريبا جدا” في” إسرائيل ” سواء في مزرعة شارون أو في مكان آخر مضيفا ان “اللقاء التالي بينهما سيتم في رام الله”. ولم يصدر أي بيان مشترك عن القمة. وكانت مصر تأمل في أن يصدر عن هذه الاجتماعات وثيقة مشتركة او إعلان ختامي يتضمن ما تم الاتفاق عليه بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلا أن هذه الرغبة اصطدمت برفض إسرائيلي، حسب مصادر مقربة من الوفد المصري. الفلسطينيون من جانبهم شددوا على أن هذه القمة هي نقطة “بداية” على طريق إحياء عملية السلام.، وأكدوا انه رغم الاتفاق على وقف متبادل للعمليات العسكرية فان المفاوضات ستستمر مع الإسرائيليين حول القضايا العالقة والمطالب الفلسطينية الملحة وخاصة مسألة الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية (8 الاف).

وفي هذا السياق أعلن وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني نبيل شعث في تلك ألحقبه انه تم الاتفاق على “وقف (إسرائيل لعمليات) اغتيال الكوادر الفلسطينية والمطاردين” . ورغم أن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لم يوقعا اتفاق سلام رسميا في القمة فان هذه البيانات اعتبرت خطوة للعودة إلى المفاوضات الخاصة بخطة خارطة الطريق التي ترعاها الولايات المتحدة والتي تقضي بإقامة دولة فلسطينية بجوار دولة إسرائيلية تنعم بالأمن.

هذه المعلومات أعادتنا للماضي لتؤكد مرة أخرى أننا ندور بحلقه مفرغه ومفزعه ومؤلمة مع الخطط الامريكيه وتنكر وتنصل الإسرائيليين من تعهداتهم ، خاصة وأن أجندة قمة العقبة الأمنية بحضور وفد إسرائيلي وآخر مصري مع مسئولين أمنيين من الأردن والسلطة، تعقبها سلسلة مشاورات مغلقة عبر القناة الأردنية ومن قراءة المشهد والحيثيات بحسب المحللين والمطلعين سيتم باستفاضة بحث “ما بعد الرئيس محمود عباس أطال الله في عمره ” والأهم طبعا الحيلولة دون “اندلاع انتفاضة ثالثة“ يقدر البعض أنها ستكون “مسلحة” وسيكون لها انعكاسات وتداعيات تطال الجميع ومع أن أهداف لقاء قمة العقبة لم تعلن رسميا.، لكنها تحمل أهداف وأبعاد متعددة التحليلات والتفاسير فهي بالنسبة للفلسطينيين والأردنيين تنحصر في “استعادة التهدئة ومنع الإجراءات الأحادية” وبالنسبة للإسرائيليين على الأرجح “تنشيط مشروع أمريكي أمني جديد” على غرار “دايتون” ويحمل اسم جنرال أمريكي جديد هو “اللواء فينزل”. وجود ممثلين للمخابرات المصرية يؤشر إلى صدقيه الرواية التي تتحدث عن “غطاء سياسي أمني أمريكي” عنوانه إنشاء “قوة خاصة مدربة ومؤهلة” تتبع أجهزة السلطة الجديد تماما هو أنها المرة الأولى التي يقبل فيها الأردن قسرا حسب مصادر رسمية وبعد ضغط عنيف من الإدارة الأمريكية “احتضان واستضافة” لقاء أمني خاص وبامتياز ومثير ويقترن بتوقعات تشير إلى أن الأردن يتراجع عن “تحفظاته” في السياق وبصدد “المشاركة” في مشروع “أمني جديد” لأول مرة تتجاوز فكرته “تأهيل وتدريب أجهزة الأمن الفلسطينية” وله صلة بـ”وضع أمني متعدد الاحتمالات” وقابل للانفجار في الضفة الغربية.

واضح من استضافة العقبة للقمه وحضور مصر أن العطاء أحيل على المنظومة الأمنية الخبيرة في كل من عمان والقاهرة باعتبارهما “كفيلان” يحوزان ثقة الطرف الإسرائيلي وإن بقيت المجازفات سياسيا وشعبويا في موقعها. لم يعرف بعد برنامج العمل المكثف والمفصل للقمة الأمنية التي قيل رسميا إن هدفها وقف الإجراءات الأحادية بمعنى “حماية الشعب الفلسطيني” لكن الهدف الأبعد والأعمق لا يقف عند “استعادة التهدئة” بقدر ما سيسعى لمعالجة “مشكلة الأمن الإسرائيلية” خصوصا عشية شهر رمضان المبارك. والتأسيس لخطوة “دبلوماسية” تتبع “التفاهمات الأمنية” مما يبرر وجود المستشار الدبلوماسي للرئيس محمود عباس وطاقم أردني وآخر فلسطيني وإسرائيلي يتبعون جميعا وزارات الخارجية حيث رغبت عمان في أن لا يُضفى على التشاور فقط “طابع أمني”. هناك شكوك كبيره من قبل الأطراف العربية بنجاح قمة العقبة وهناك مجازفة من إقرار خطة أمنيه شامله لا تكتسب غطاء شعبي ، وتحبطها حكومة الائتلاف اليمينية الاسرائيليه والأكثر تطرفا وتتآمر عليها وهذا ما دفع إدارة بإيدن لتقديم الضمانات للأطراف العربية والفلسطينية في أنها ستراقب الإسرائيليين تفصيليا .

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

أنتوني بلينكن

زيارة بلينكن السادسة للمنطقة هل تحمل جديد في المواقف ؟

زيارة بلينكن السادسة للمنطقة هل تحمل جديد في المواقف ؟؟؟؟ المحامي علي ابوحبله لا زالت …