الرئيسية / الآراء والمقالات / د.مروان محمد مشتهى يكتب : لا تتنازل عن مبادئك

د.مروان محمد مشتهى يكتب : لا تتنازل عن مبادئك

مروان محمد مشتهى

لا تتنازل عن مبادئك
د.مروان محمد مشتهى
تتكون الشخصية من خليط متجانس من مجموعة كبيرة من المبادئ والقيم والمثل والعادات والتقاليد والأخلاق تكتسبها من ثقافة المجتمع وتوجهاته ، ويصعب عليك التخلي عن تلك القيم والمبادئ لأنها ببساطة تعبر تعبيراً دقيقاً عن شخصيتك ، فحالك في هذه الحالة كالشجرة قد تتساقط أوراقها ولكنها لن تتخلى عن أغصانها.

وقد تتنازل عن بعض الروتوش من تلك العادات والتقاليد من مبدأ المرونة والانحناء للعاصفةولكن عندما يتسنى لك النهوض يجب أن تكتسي بالأوراق المستمدة من الغصون التي تمثل المبادئ التي لا يمكن التنازل عنها مطلقاً .

وتحضرني قصة الديك الذي طلب منه صاحبه أن لا يصيح أسبوعاً لأن صياحه يوقظ الجيران ؛فوافق على مضض، ثم طلب منه بعد ذلك بأن يبقبق كما تبقبق باقي الدجاجات فوافق أيضاً على ذلك على أمل أن يتغير الحال ؛ ثم جاءت الطامة الكبري حيث طلب منه صاحبه أن يبيض كما تبيض الدجاجات .

فالعبرة أن التنازل يبدأ رويداً رويداً إلى أن تصل إلى نقطة حاسمة وحرجة لا تستطيع تقديم مزيداً من التازلات لأنها ببساطة تعني نهايتك الحتمية .

وكما لا يمكنك تنازلك عن حقوقك ، فتنازلك عن حقوقك تجعل الآخرين يتهاونون بك ولا يعيرونك اهتماماً فلن يعتبروا تنازلك عن بعض حقوقك أنك تحترم العلاقة مع الآخرين ، يقول الشاعر : سأنزع من بين شدق الأفاعي حقوقي التي ضيعوها سدى ،فالحقوق تنتزع انتزاعاً ولا توهب فلا تتنازل عن حقوقك بأي حال من الأحوال .

كما لا يجب التنازل عن أهدافك وما أقصده تحديداً الأهداف الاستراتيجية الكبرى التي رسمتها لحياتك التي تتضمن رؤيتك ورسالتك وما تريد الوصول إليه ؛ولكن قد يتم تعديل الأهداف التكتيكية والمرحلية خاصة إذا كانت غير واقعية أو لا تتطابق مع خطتتك وأهدافك المركزية .

كما لا يمكنك التنازل عن أخلاقك وعاداتك وتقاليدك السليمة منها؛ وفي هذا السياق لا أعمم فما أعنيه تحديداً الأخلاق والعادات والتقاليد الإيجابية البناءة؛ أما السلبية منها فلا بأس بل من الضرورة التخلي عنها ومحاربتها فهي عادات وتقاليد مرفوضة دينياً وعشائرياً على سبيل المثال لا الحصر  الثأر وعادات زواج البدل وغيرها فالوقوف على قدميك يمنحك مساحة صغيرة من العالم لكن الوقوف على مبادئك يمنحك العالم كله .

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : لا ادلة على أكاذيب إسرائيل

نبض الحياة لا ادلة على أكاذيب إسرائيل عمر حلمي الغول دولة إسرائيل اللقيطة قامت على …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *