الرئيسية / الآراء والمقالات / محمود أبو بكر يكتب : الاحتلال الناعم

محمود أبو بكر يكتب : الاحتلال الناعم

محمود أبوبكر

الاحتلال الناعم ..ومدرسة ابليس

بقلم محمود أبو بكر 

ان الاحتلال الناعم الذي يستهدف الشعوب والأمم لتفكيكها وتمزيقها وخلق من بين اظهرها أناس يكرهون أوطانهم بل ويصبحون مدافعين بطرق مباشرة وغير مباشرة عن جهل أو عمد عن خطط العدو الذي يستهدف أرضنا وبلادنا وثرواتنا واحلامنا ويغتالون كل شيء نمتلكه فقد تصبح عدو لنفسك وأنت لا تشعر تمنحهم فرصة الاغارة عليك وتنفيذ مخططات التفكيك الداخلية بوطنك وامتك بيدك لا بيد أحد غيرك وهو أشر احتلال .

فهل تصبح يهوديا وتنفذ مخططهم وأنت لا تشعر فاليهود دائما ما يلجؤون دائما الي التقنع والتغلغل داخل الديانات الاخري ويعرفون كيف يستخدمونها في التفكيك الداخلي وتحقيق مصالحهم خاصة في خضم المعارك التي تجري معهم حتي لا يثيروا الأمم ضدهم والتقنع بالاديان هي طريقة موروثة تاريخه لديهم تحقق مصالحهم فنجد أن اليهود البريطانيين كانوا يخفون ديانتهم اذا ارادو الوصول الي المناصب العليا للتحكم في البلاد لأن القوانين الانجليزية كانت لا تسمح لهم بذلك ليصل رئيس الوزراء بينجامين درزاءيلي الي هذا المنصب بهذه الطريقة بل أن منهم من كان يتردد علي الكنيسة بالرغم من ديانته من أجل مصلحة اليهود .

فطريقة التقنع عزيزي القاريء لم تكن مع المسيحية فقط بل مع الاسلام وداخل الطوائف والفرق التي خرجت تمزق أوصال المجتماعات المسلمة لأنهم يعرفون ان اكثر الاسلحة فاعلية وأشدهم فتكا هو الفتن والتمزيق الداخلي فتجد أنهم أسقطوا العراق ومزقت اربا وتفرق اهلها وتقاتلوا وقسمت بهذه الطريقة وبأيدهم وسوريا ايضا واليمن وليبيا والسودان وجميع دول المنطقة التي لديهم هدف بداخلها فلقد حارب اليهود الصهاينة الاسلام منذ البداية عن طريق التقنع منذ البداية كما حاربوا المسيحية واخفوا كل تاريخ يثبت التوحيد وتوحيد الأمم السابقة وانبياءهم وديانتهم للاسلام فنجد في البحث في اعماق التاريخ ان المصريين القدماء كانوا علي ديانة التوحيد وهي ديانة دعا اليها نبي الله وجد المصريين سيدنا ادريس عليه السلام ثم انتقلت من مصر ونشرت في بابل ثم باقي البقاع العربي الذي أثبت هذا القرآن الكريم حيث يقول الله في محكم التنزيل في سورة الحج آية “78” “ملة أبيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول عليكم شهيدا وتكونوا شهداء علي الناس فأقيموا الصلاة وأتوا الذكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولي ونعم النصير” وهي ايضا امنية جميع الرسل والانبياء فدعوة سيدنا يوسف “رب قد اتيتني من الملك وعلمتني من تاويل الأحاديث فاطر السموات والأرض توفني مسلما وألحقني بالصالحين ” سورة يوسف آية “101” فكان من أمنوا برسالة رسولنا محمد السابقين والأخرين وكان طمس التاريخ العظيم والعريق للمنطقة هو الهدف الأسمي للصهاينة فهي مدرسة ابليس اللعين .

فلعلك تلاحظ عزيزي القاريء أن المنطقة لم تشهد تنافسيا حضاريا وتاريخيا وثقافيا الي عندما بدأ اليهود يخططون لاحتلال المنطقة بأكملها وطمس هويتها ووحدتها وتكاتفها وتكاملها الديني والثقافي والعلمي والاقتصادي والعسكري عن طريق التقنع الداخلي الخفي واذا فشلوا في جولة ارتدوا يسالمون سلاما اشر من الحرب الظاهره فهل نكون نحن من يساعدهم في هذا بنشرنا الفتن والوقيعة والتفرقة والطائفية والكيل لجميع المخالفين وتشويههم وهدم قلاعنا الدينية كالأزهر والكنسية المصرية أم أننا نهزمهم بوحدتنا والحفاظ علي اوطاننا والنظر بداخلنا لأصلاح انفسنا وتركنا الأخرين لتهذبهم اخلاقنا قبل فتوانا المبنية علي تمزيق كل شيء والتضييق علي الناس في كل شيء متخذين تشدد اليهود الذي عشناه في سورة البقرة وكثير من المواضع .

فنجد مدرسة ابليس في عهد الخلفاء الراشدين كعب الأحبار الذي كان يهوديا المقنع بالاسلام يفسر القرآن الكريم ليخرج علينا بالاسراءليات لتنوء بفكره كواهل عشرات الجماعات التي تخرج علينا الآن تكفر وتمزق وتقسم وتفتت المجتماعات بظاهر اصلاحها ثم ان كعب كان يشترك في مؤامرة قتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ويخبره بذلك مكرا قبل الحاثة بثلاثة ايام ليبرر ذلك بانه رأي ذلك في التوارة فلما دهش عمر من ذكر اسمه فيها قال له كعب ان ما ذكر هو وصفه لا اسمه ويوصيه بأن يستخلف غيره قبل موته لطمعه هو في الخلافة ثم يقتل أمير المؤمنين كما حدد كعب ليسير الكثير من اليهود الصهاينة علي نهجه ويصبحون يشككون لك في كل شيء فلقد أفلحت الدعاية اليهودية في تزييف معتقدات ونحلها بما يحقق لهم مصلحتهم فستري روح الولاء والتهليل لبني إسرائيل ومقدساتهم يهيمن علي المقدسات المسيحية الغربية وليست الشرقية فتجد مسيحي الغرب يقدمون لهم كل غالي ونفيس من أجل خدمة مشروعهم الاستدماري في أوطاننا المسلمة العربية والافريقية وكيف تحكموا في الحركات المتأسلمه بجوسيسهم عن طريق همفر وبريجنسكي والصفقة الكبري بين الحركات المتخفية في ثوب الإسلام .

ولكن اختلفت مدرسة ابليس في العصر الحديث بقيادة الصهاينة والماسونية وأدواتهم المتغلغلة داخل المجتمع العربي والمسلم والافريقي وتعددت أدواتها في العصر الحديث مما جعلتك تري ما نحن عليه مليار ونصف مسلم في تمزق وتشتت لا يعرف اي منهم واجبه اتجاه اسرته ومجتمعه ووطنه وامته ويتنكر كلا منا للحقيقية الواقعة علي الفرد ذاته بأن الاسرة متمثلة في الاب والام والابناء وصلاحهم هو سبب رئيسي في بناء مجد أمة وقد يكون السبب وراء هزيمتها قبل ان يهزمنا عدونا رغم قلة عدده وكثرتنا .

ان مدرسة ابليس الصهيونية وتاريخ التقنع بداخلها استطاعت السيطرة الكاملة علي كافة الحركات المتأسلمة في العصر الحديث مما جعلت قانون ذاتية التفكك الذي يعتمده الصهاينة أخطر الاسلحة فتكا وأكثرها فاعلية علي الأمة وتتمثل فصول هذه المدرسة من واهبية برفوعها واخوان ومقنعي السوشيال التي أصبح الكثير منا مشترك في نشر ما تروجه هذه المدرسة بقناعها الصهيوني الشيطاني لتفكيك اوطاننا وتمزيقها واضعافها لمصلحة العدو وبلورة العداء من العدو الحقيقي الذي يقتل وينكل ويرتكب المحازر في حق اشقاونا الي عداؤنا لأنفسنا وتنفيذ مخطط العدو دون أن نشعر وهو قائم علي مشروع هيرتسوغ رئيس المنطمة الصهيونية في سبيعنيات القرن الماضي عندما علق علي كامبديفيد قائلا “ان أمن اسراءيل لا يتحقق بفك الأرتباط مع الجيوش العربية او بمعاهدات السلام ولكنه يتحقق عندما تصبح كراهية العربي للعربي والمسلم للمسلم أقوي من كراهية العربي والمسلم للاسراءيلين “فإذا استطاعنا تحقق مشروع التفكيك الداخلي للدول العربية لن يبقي أمامنا عائق لإقامة اسراءيل الكبري من الفرات للنيل وهو ما تحقق هذه الأيام عندما شاهدنا الهجوم الأكثر فتكا بحصن الأمة مصر من خلال ابناء مدرسة الشيطان متقنعين بثوب العربي الذي يدافع عن الأقصي وقضايا الامة وهو نفس الشخص الذين اسقطوا العراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان ولبنان وجميع الدول المحيطة بالعدو الصهيونية واستبدالها بعصابات تتحكم فيها هذه المدرسة سواء بثوب قوي اقليمية او دولية ولكن النتيجة دائما ماتكون عكسية واوهموا القاريء والمتلقي أن في تمزيق البلدان العربية واسقاط مؤسساتها هو جزء من قتال العدو ولكنه في الحقيقية هو انتصار للعدو .

فهيا بنا نخوص سويا عزيزي القاريء في أعماق هذه المدرسة التي اوهمت الكثيريين بصلاحها وانها تقود حركة اصلاحية ولكنه في الواقع اكبر حركة تمزيق داخلي في تاريخ العالم ليخرج الينا الامير محمد بن سلمان يحذر العالم الاسلامي من مغبة هذه الحركات الفكرية المتطرفة والتي أسست بناء علي صفقة ابرمت مع مدرسة الشيطان الصهيونية فبداية القصة عندما كشفت وثائق في القرن الثامن عشر من خلال مذكرات جاسوس بريطاني يدعي همفر ودوره في تكوين حركات اسلامية سميت بالواهابية لتظهر اول نسخة منها في عام 1888م باللغة التركية علي خمسة اجزاء ووصفت بأنها وثائق غاية في السرية خلال عام 2002م وبعد نجاح هذه التجربة وسرعة انتشارها بدأت المرحلة الثانية منها في السابع والعشرين من ديسمبر لعام 1979م عندما أقر مجلس الامن القومي الامريكي خطة بعنوان الجهاد في افغانستان ضد الإلحاد كتبها “زبغنيو بريجنسكي ” مستشار الرئيس الامريكي لشؤون الأمن القومي جيمي كارتر وبدأت جولته بزيارة سرية للقاهرة في يناير 1980 م ومقابلة الرئيس المصري الراحل أنور السادات ثم الي المملكة العربية السعودية ومقابلة الملك خالد في الرابع من يناير وفي اليوم التالي تم مقابلة الرئيس ضياء الحق في إسلام أباد بباكستان ليقول لنا الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل في كتابه “الحروب غير المقدسة “ص31 أن بريجنسكي دعا هذه الدول للقيام بدور قيادي في الحرب ضد السوفييت الملحد حاملا خطة تفصيلة تحدد بدقة دور كل دولة وكأنه احد صحابة رسول الله الغيورين علي الاسلام بالرغم من صهيونيته ونجح في اقناع الزعماء العرب بالموافقة علي مشروعه والتحمس له دون قيد أو شرط بمعاونة الاخوان والواهبية وبعض من خريجي الازهر المنتميين لتلك الجماعات المتطرفة فكرا وانتماء .

وكان دور جماعة الاخوان فاعلا جدا خاصة لما تربط قادة الجماعة ببريطانيا وامريكا تاريخا من العمل السري المشترك ضد جميع الدول الاسلامية والعربية ولما لهم من انتشار واسع علي مستوي العالم الاسلامي وخاصة قيادات افغانستان الذين ينتمون لجماعة الإخوان مثل القيادي الشهير عبدالله عزام واشعل الاخوان بأوامر من بريجنسكي الجامعات واستقطبوا الطلاب ونظموا حملات لجمع التبرعات والدماء بتكليف من مرشد الاخوان حامد أبو النصر ليمكث الاخواني كمال الهلباوي وعبدالمنعم أبوالفتوح ستة سنوات بين باكستان وافغانستان لمتابعة تنفيذ اوامر اليهود والحرب بالوكالة نيابة عن البريطانيين والامريكان لسرقة وسلب أكثر بلاد العالم ثراء باليورانيم والنفط والثروات ليسقطوا دولة اسلامية الي يومنا هذا تحت اكذوبة طرد الاتحاد السوفيتي .

ليكشف لنا عزيزي القاريء كتاب “النوم مع الشيطان “لضابط المخابرات الامريكية CIA روبرت باير ان الاخوان كانوا المورد الأكبر للمقاتلين في افغانستان ويسرد تفاصيل كيف استخدمت أمريكا الإخوان الارهابية وابناؤهم للقيام بأعمال قذرة لا تمت للاسلام بصلة في دول عديدة منها أفغانستان ليكتب محمد حسنين هيكل في مجلة وجهات نظر عدد فبراير أن السعودية ومصر نقالوا 35 ألف مقاتل من 43 دولة الي افغانستان تحت قيادة اليهود الصهاينة واتباعهم من اخوان وواهبية وحركات متطرفة وفي كتاب العلاقات الخفية بين امريكا والدول العربية للكاتب “جون روبرت ” يقول المؤلف أنه المملكة العربية السعودية أصدرت أكثر من 300 فتوي من رجال دين رسميين مثل “عبدالعزيز بن باز ومحمد بن عثيمين ” وشيوخ مستقلين وأكاديميين ودعاة ووعاظ اتفقت كلها علي فرضية الجهاد بالمال والنفس في افغانستان في حين أن فلسطين محتلة ولكن الامر متعلق بما تمليه بريطانيا وامريكا علي متطرفي الإسلام وادواتهم وانتماءهم لمدرسة ابليس التي تستهدف تمزيق كل بيت مسلم وعربي داخليا وتكريث العداء من العدو الحقيقي لعداؤنا لأوطاننا وأنفسنا وتمزيق اوطاننا بانفسنا واضعافها ليسهل علي العدو سرقتها والتنكيل بابناؤها وسفك دماؤهم .

ليخرج علينا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في تصريحات خطيرة في الثاني والعشرين من مارس 2018 م لصحيفة “واشنطن بوست” بأن تصدير السلفية السعودية ودعمها المادي كان بطلب من الحلفاء منذ الحرب الباردة وبناء عليه دعم النظام السعودي المؤسسات الدعوية والمنظمات الإسلامية العالمية ليكشف لنا أكذوبة ما أسماه الوهابيون السلفيون “الصحوة الإسلامية ” وان نشر الواهبية السلفية لم يكن خالصا لوجه الله وانما كان استجابة لمطالب امريكية بريطانية وتوظيف الاسلام لخدمة المصالح الامريكية الصهيونية وتمزيق اواصل المجتمعات المسلمة ومحاربة مؤسساتها الوسطية كالأزهر ليقول الأمير محمد “ان هذا كان نتيجة صفقة سياسية ابرمتها أمريكا مع المملكة وأن تسويق هذا الفكر المتشدد كان لخدمة المعركة ضد السوفيتي وليس نصرة للاسلام والملسمين واصلاح للمجتمعات المسلمة من المتأسلمين ولكنه فكر مدرسة ابليس وهو تغيير ديمغوغرافية الفكر الاسلامي المعتدل وطمس جميع الادوات والمؤسسات التي تجمع المجتمع علي كلمة واحدة .

لتعلق الواشنطن بوست بالقول ” لقد تأكد الآن أن نشر الواهبية لم يكن سوي أداة من أدوات الحرب الباردة بين امريكا والاتحاد السوفيتي وأن كل هذه المظاهر وتغطية الرؤوس والذقون والجلاليب القصيرة …الخ كل هذا لم يكن في الحقيقية سوي ميكياج وازياء تنكرية واكسسوارات لتأدية الدور المطلوب تمثيله في فيلم الحرب الباردة !!وأن الشعوب الاسلامية كانت ألعوبة ساجة في لعبة سياسية قذرة ليس لها علاقة بالإسلام ! فهل فهمت عزيزي القاريء كيف ان لجميع هذه الجماعات الدور الكبير في هزيمة الاسلام وتفكيكه وأن كل هذه الدعاية والخطابات الرنانة والحديث بإسم رسول الله وتوزيع صكوك الجنة وتشويه الاخرين وحربهم الضارية والمستمرة علي المؤسسات الدينية الوسطية العريقية كالأزهر ماهي الا خطة تمليها عليهم مدرسة ابليس لتسهل احتلال بلاد المسلمين ولم ولن يكن يوما هؤلاء مدافعين عن الدين .

ان اخطر ما تقوم به مدرسة ابليس ومعاونة هؤلاء المتأسلمين هو تفكيك أي مرجعية دينية عقاءدية فتجد انهم يفتشون في جميع احاديث الرسول الكريم ليضعفوا ما شاؤوا ويقون ما يحلو لهم ثم الهجوم علي الاءمة وعلماء الأمة الذين لا ينتمون لمدرستهم ولا يخدم مشروعهم واستخدام الايات في غير موضعهم ووصف بلاد التوحيد ومؤساتها باوصاف تجعل من اي شخص عادي يتراجع عن انتماءه ويهرول الي شباكهم التي وقع في فخها الكثير من الشباب العربي المسلم تحت دعاية التشويه والتقليل واستخدام تقنيات حديثة كالقص واللصق واستخدام عناوين يستشف بعض القراء الذين لا يتعمقون في الحديث كاملا ان عليه وليس له دراية بأهداف هؤلاء الحقيقية ان عليه اللجوء اليهم ليأخذ منهم منهج التوحيد والدعوة بالرغم من أن معظم هؤلاء لا ينتمون حتي لأبيهم وامهم بل لتنظيماتهم التي تغدق عليهم الاموال .

ولعلنا نتعمق اكثر في كيفية تحول الواهبية السلفية من “مدرسة علمية”ال ” ايدلوجية سياسية ناعمة للسيطرة علي الحركات الاصلاحية وفي القلب منها جماعة الاخوان الارهابية لتعصف بالمجتمعات العربية والمسلمة وتمزقها وتفرقها وتفتت مرجعيتها وتضمن تبعيتها لدول اقليمية ومن ثم التبعية الأكبر للامريكا وبريطانيا والحركات اليهودية المتطرفة 

نبدأ بنظرية “المركز والاطراف” وتصدير الواهبية لجميع البلدان المسلمة والتي تقوم علي وجود مركز قوي يهمن علي باقي الأطراف الضعيفة ويكون له القدرة علي القيادة السياسية والاقتصادية والثقافية للأطراف والتي بدورها لا تتمتع بالاستقلالية واستحالية انتماءها لاوطانها ومؤسساتها نظرا لإحتواءها علي مهارات ناقصة وغير مؤهلة علمية وفكريا للخروج من هذه التبعية والمدرسة ولقد عملت المملكة العربية السعودية منذ البداية نظرا لثقلها في العالم الاسلام اقتصاديا علي انشاء الجامعات والمدارس الشرعية وكونت شبكة قوية من العماء الشرعيين كالشيخ ابن باز والعثيمين والفوزان وغيرهم ودعمت الاعمال الخيرية والبعثات الطلابية وفي نفس الوقت دعمت الاطراف لنشر فكرة أيديولوجية ذات اطوار ثلاثة متعاركة حركيا تقوم دعايها علي نبذ المذاهب الاربعة وهدم الثوابت ورصد لذلك تمويلات مالية ضخمة مما ادي الي انتاج تيارات سلفية انشطارية متعاركة فيما بينها وفي صراع دائم مع المؤسسات الوسطية العريقية كالازهر وعلماؤه لتمزق هذه المرجعية وتأثر علي الوحدة الوطنية للمجتماعات المستهدفة خاصة واذا كانت لهذه المجتماعات الثقل والوزن في العالم الاسلامي كمصر .

لتمر هذه المدرسة الخطيرة الواهبية بثلاث مراحل فكرية متخبطة تنتتج هؤلاء المتشددين وتمزق وحدة المجتمع وتشكك في تدينه تبدأ مع تأسيس المملكة الي مرحلة ما بعد حرب الخليج عام 1991م نتج عنها ثلاثة اطوار متناحرة داخل الفكرة الواهبية السلفية وهي الجهادية والعلمية والمدخلية فأينما يدخل هذا الفكر اي دولة مستهدفة ينتج تيارات تابعة لهؤلاء لتكون الايدلوجية وجود الانواع الثلاث بنسب متفاوته ليحدث انشطار وتنافر دائم بينهم واتفاقهم علي هدم اي مرجعية لا تؤول الي مدرستهم بما يحقق استمرار التبعية الفكرية للمركز عن طريق فرق تسد لتضمن عدم استقرار ووحدة المجتمعات وخروج اجيال متتالية لا تعترف بشيء سوي لتبعيتها لهذا الفكر ولا تعرف معني الوطن ومؤسساته .

ولعلك تندهش عزيزي القاريء عندما تعلم ان الهدف الثاني هو نبذ المذاهب الاربعة واضعاف المحتوي بالرغم من ان المذاهب الاربعة تكتسب مدرستها العلمية من اجماع الأمة علي صحتها منذ القرن الثالث الهجري ليكون طريقة تعامل الواهبية السلفية مع قوة حجة هذه المدرسة عن طريق فكرة اتباع الدليل دون التقيد به اطلقوا عليه فقه الدليل لتجعل من كل شيخ واهبي سلفي الحق في استنباط الدليل الشرعي كما يحلو له بغير التقيد بمسلك علمي معين أقره علماء الأصول الفقهية ! والذي قاد هذه الطريقة الشيخ الالباني والذي جمع أقواله في كتابه “الحديث حجة بنفسه في العقائد والاحكام ” وسمي فيه اتباع المذاهب المقلدة ويري أن جمهور المسلمين يأخذون بمذاهب يراها بدعة عظيمة بالرغم من اجماع الأمة علي صحة والاخذ بالمذاهب الاربعة ولكن نتيجة لهذا الفراغ العلمي والجهل بمسالك الاستنباط الشرعي نشأ جيل اخواني واهبي متطرف مثل ربيع المدخلي ابو محمد المقدسي وأحمد الحازمي صاحب التيار الفكري الأكثر تطرفا داعش وجميعهم تتلمذوا في هذه المدرسة وتبعية هذه الاجيال المطلقة لتجد فتواهم عبارة عن قص ولصق لفتاوي هؤلاء لينجحوا في تمزيق العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا والسودان واستمرار صراعهم مع المدارس المذهبية الاصيلة مثل الأزهر الشريف الوسطي وسط تغنيهم بأدواتهم الاعلامية وعلي مواقع السوشيال ميديا بقضايا الأمة وتخوين جميع من لا ينتمي لمدرسة ابليي رغم تمزيقهم لوحدتها وانهاك الشباب في صراعات فكرية داخلية واستخدام منصات اللوبي الصهيوني وهو ما سنكشف عنه في مقال قادم عن كيف يعمل هؤلاء عبر ما أشرت وخطورة ان يصدق الشباب كل الدعايا الكاذبة علي المنصات المختلفة .

ويكشف مارك كورتيس عزيزي القاريء من واقع وثائق المخابرات البريطانية في كتابه “التاريخ السري” عن الصفقة السرية السياسية التي تمت لنشر هذه الأفكار ليستمر مسلسل كشف مدرسة ابليس الاخوانية الواهبية وتابعيتها لامريكا وبريطانيا في العام 2016 حيث نشر موقع فر بيكون وثائق تكشف عن خطة واشنطن لتفكيك مؤسسات الدولة المصرية في عهد الإخوان ونشر مراسلات سرية واتفاقات جرت بين هيلاري كلينتون وقادة الاخوان وغيرها من الاسرار التي لم يكشف عنها النقاب ليخرج  

مرشح الرئاسة الامريكية روبورت كيندي نجل الرئيس الامريكي جون كينيدي في تصريحات متلفزة مطلع شهر مارس لهذا العام قائلا أنفقنا ثمانية تيليرونات دولار منذ 2001 علي حروب عبثية واسسنا داعش وهجرنا اكثر من مليوني لاجيء الي اوروبا فقط وبعد كل هذا السرد لخطورة الاحتلال الناعم والتفكيك الداخلي للقوي الداخلية وللشباب الذين هم عصب الأمة هل اكتشفت عزيزي القاريء ان التغني بقضايا الأمة هو قناع صهيوني يلبسه هؤلاء وان في اسقاط وتمزيق وحدة الامة هدف اسمي هؤلاء لان هناك تحدي من هذه المدرسة لوصية الله تعالي للمؤمنين في سورة آل عمران الاية 103 قوله “واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوان وكنتم علي شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم أياته لعلكم تهتدون ” .

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : كرة ثلج الحراك الطلابي

نبض الحياة كرة ثلج الحراك الطلابي عمر حلمي الغول ما بين المكارثية الأميركية ونازية نتنياهو …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *