الرئيسية / متابعات اعلامية / هل تستطيع العشائر والعائلات إدارة غزة بعد انتهاء الحرب؟

هل تستطيع العشائر والعائلات إدارة غزة بعد انتهاء الحرب؟

received_1636692933800325

هل تستطيع العشائر والعائلات إدارة غزة بعد انتهاء الحرب؟

صحيفة الجروزولوم بوست : تحليل سيث -جي- فيرنتزمان . 

هالة ابو سليم

ترجمة: بتصرف -هالة أبو سليم 5/3/2024 -غزة 

خلال الشهرين الماضيين، أشارت عدة تقارير إلى أن عشائر غزة، وهي في الأساس عائلات كبيرة لها نفوذ في مناطق معينة، يمكن أن تلعب دورًا مهما وسياسيا في غزة بعد الانتهاء من الحرب. 

هذه إحدى القصص التي ظهرت بسبب عدم وجود سلطة مدنية للسيطرة على أجزاء من غزة. فضلت إسرائيل عدم جعل السلطة الفلسطينية تنتقل إلى مناطق في غزة حيث حماس ضعيفة الآن، وليس من الواضح ما إذا كانت السلطة الفلسطينية ستوافق على العمل مع إسرائيل في هذا الصدد ام انها سترفض العرض الإسرائيلي عل كل الأحوال . 

وهذا لا يترك سوى القليل من الخيارات في غزة فيما يتعلق بالسيطرة على المناطق المدنية، حيث فضل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدم إدارة الشؤون المدنية في غزة.

وهذا يعني أنه في حالة وجود مدنيين، يتم فصلهم بشكل عام عن جيش الاحتلال الإسرائيلي، ولا يسعى جيش الاحتلال الإسرائيلي للسيطرة على المجتمعات على المدى الطويل.

إذن، من سيسيطر على هذه المناطق؟ في شمال غزة، يوجد حوالي 30،000  

من سكان غزة وبينما تُهزم حماس عسكريا على السطح، فإنها لا تزال تضم عناصرها بين السكان يخشى الكثير من الناس إيجاد بديل لحماس لأنهم يعتقدون أن حماس ستعود وتنتقم

الجماعات القوية الوحيدة التي قد توفر درعًا ضد فظائع حماس في المستقبل هي العشائر الكبيرة، لأنه حتى حماس تخشى إغضاب العائلات الكبيرة التي لديها نفوذ وسلطة، وربما تمتلك أسلحة أيضًا .  

أفادنا أمس أن الجيش الإسرائيلي بدأ في اتخاذ خطوات لاختبار حكم عشائر غزة المحلية في قطاع غزة بعد تدمير حماس، وفقًا لتقرير صادر عن صحيفة الشرق الأوسط العربية ومقرها لندن يوم السبت الماضي . 

هل الشراكة ما بين العائلات والعشائر والاحتلال الإسرائيلي في غزة ممكنا؟

لعبت العشائر والقبائل دورًا رئيسيًا في العراق بعد أن أطاحت الولايات المتحدة بنظام صدام كما ساعدوا في بعض الحالات على هزيمة التمرد المتطرف الذي ظهر بين عامي 2005 و 2008.

وحدثت حركة «الصحوة السنية» هذه في غرب العراق في محافظة الأنبار دون الخوض في كل التفاصيل، من الواضح أنه كان بديلاً قابلاً للتطبيق، لكنه لا يعمل على المدى الطويل. 

عندما ظهر داعش في العراق في عام 2014، دفع بسهولة المزيد من العشائر والقبائل السنية جانبًا، صمد البعض، مثل قبيلة الجغيفة في حديثة وقبيلة شمر الكبيرة في العراق وسوريا.

بشكل عام، القبائل والعشائر مهمة، لكنها ليست بديلاً عن دولة أو حتى هياكل شبيهة بالدولة. كما أنهم لا يتصدون للعاصفة ، إنهم يميلون إلى الاهتمام بمصالحهم المالية و العائلية عندما يكون هناك فراغ شديد في السلطة ويتجه الناس إلى الاعتماد على الروابط العائلية والعائلات للبقاء على قيد الحياة .

لكن في نهاية المطاف، تنتصر الحركات السياسية والعسكرية والإرهابية المنظمة بشكل عام عندما تواجه العشائر والقبائل في المنطقة.

لإسرائيل تاريخ طويل في العمل مع العشائر والجماعات أو القبائل المحلية بصفات مختلفة على سبيل المثال، تمتع القادة الإسرائيليون الأوائل بعلاقات جيدة مع بعض قبائل البدو في النقب وكذلك في الجليل خلال الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي في إسرائيل، كان للعديد من القادة العرب التقليديين المحليين علاقات لائقة نسبيًا مع السلطات، على عكس بعض النخب الحضرية المتعلمة التي تأثرت بالقومية العربية والشيوعية عندما أدارت إسرائيل سيناء في السبعينيات، تمتعت إسرائيل أيضًا بعلاقات ودية نسبيًا مع بعض القبائل البدوية هناك.

تغيرت غزة من الخمسينيات أو الثمانينيات هناك عشائر في غزة، وهناك الكثير من الناس الذين يستاءون من حكم حماس ومع ذلك، فإن هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول يظهر أن الجماعة مستعدة لارتكاب مذابح شديدة وأنها تتمتع بالقدرة على الإفلات من العقاب للقيام بذلك. 

من المهم في هذا السياق النظر في حقيقة أن حماس مدعومة من تركيا، العضو في الناتو، وتستضيفها قطر، الحليف الرئيسي للغرب من خارج الناتو.

وهذا يعني أنه، على عكس مختلف العشائر في غزة، تحظى بدعم دولي واسع النطاق.

وقد دخلت في شراكة في كثير من الأحيان مع المنظمات غير الحكومية الدولية ومنظمات الأمم المتحدة، سواء بشكل علني أو سري، من خلال تزويد شرطتها بـ «حراسة» قوافل المساعدة على سبيل المثال على عكس العراق أو سوريا، حيث قد تتمتع عناصر قبلية مختلفة بالقوة التي يمكنهم من خلالها الجلوس في القاعة مع قادة الدول، فإن العشائر في غزة لا تتمتع بالنفوذ الإقليمي، على الأقل ليس بشكل واضح.

التحدي المتمثل في فراغ السلطة في غزة هو التحدي الذي يجب حله يبقى أن نرى ما إذا كانت العشائر والقبائل المختلفة يمكن أن تلعب دورًا أم لا كما أظهرت حماس، مثل داعش، أنها مستعدة لاستخدام أي وسيلة لمواصلة السيطرة على الأمور كما ذبح داعش القبائل عندما وصل إلى السلطة في أماكن مثل وادي الفرات في سوريا.

يمكن للقبائل والعشائر المساعدة في الحكم المحلي، لكنهم يقدرون حياتهم أيضًا، وقد أمضوا مئات السنين في قراءة الطريقة التي تهب بها الرياح في المنطقة واتخاذ الخيارات المعقدة التي يتعين على السكان المحليين اتخاذها في هذه المنطقة، حيث السكان المحليون غالبًا ما يتم التخلي عنهم لأهواء الأنظمة والجماعات المختلفة.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

20240420_143456

استهداف مخيم نور شمس يندرج ضمن مخطط التهجير ويتطلب تدخل دولي لحماية المخيمات

استهداف مخيم نور شمس يندرج ضمن مخطط التهجير ويتطلب تدخل دولي لحماية المخيمات    المحامي …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *