الرئيسية / الآراء والمقالات / عمر حلمي الغول يكتب : مجزرة الجوعى تفقأ العيون

عمر حلمي الغول يكتب : مجزرة الجوعى تفقأ العيون

عمر حلمي الغول

نبض الحياة

مجزرة الجوعى تفقأ العيون

عمر حلمي الغول

تتعاظم جرائم ومجازر حرب الإبادة الجماعية الصهيو أميركية يوما تلو الاخر على انقاض أجساد الأطفال والنساء والشيوخ والشباب الفلسطينيين المثخنين بويلات وفظائع وهمجية النازيين الصهاينة واسيادهم اليانكيين، والعالم من أقصاه الى أقصاه عاجز عن لجم هذا الانفلات المجنون لتل ابيب وواشنطن من عقال القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، الامر الذي يتطلب من الأقطاب الدولية المنافسة للولايات المتحدة الأميركية، وترفض تسيدها واختطافها للقرار الاممي، وتعمل على احداث تحول هام ونوعي في مركبات النظام العالمي، وفرض نظام دولي متعدد الأقطاب وبمعادلات جيوسياسية جديدة، ان يشمروا عن سواعدهم، ويستخدموا القوانين ومنظومة المعاهدات الدولية للجم الغطرسة الأميركية، ويفعلوا القوانين لتجميد عضويتها في الأمم المتحدة، وفرض العقوبات على دولة إسرائيل النازية لحماية الامن والسلم الدوليين، وتأمين حقوق واهداف الشعب العربي الفلسطيني في الحرية الاستقلال وتقرير المصير والعودة لدياره التي طرد منها عام النكبة 1948، والاعتراف بدولته من قبل الدول التي لم تعترف بها حتى الان.

لم يعد مقبولا، ولا مفهوما، ولا مستساغا بقاء إدارة بايدن تستبيح العالم وهيئة الأمم المتحدة وخاصة مجلس الامن، الذي حولته لرهينة نتاج استخدامها حق النقض الفيتو ضد وقف حرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني الأعزل والمنكوب بالنازية الإسرائيلية الاستعمارية. ان المسؤولية الدولية لحماية السلم والامن العالميين تحتم على دول العالم اجمع للارتقاء الى مستوى المسؤوليات الملقاة عليها دون استثناء. لان مواصلة حرب الإبادة والأرض المحروقة ضد أبناء الشعب الفلسطيني باعتراف قادة العالم اجمع بما في ذلك دول الاتحاد الأوروبي مرفوضة من قبل الغالبية الساحقة من العالم، وبالتالي لم تعد تكفي مواقف الاستنكار والشجب والتوصيف لحرب الإبادة للشعب الفلسطيني، لانها لا تغني ولا تسمن من جوع، ولا توقف جنون الحرب غير المسبوقة في التاريخ.

هل مطلوب إبادة كاملة للمليونين ونصف فلسطيني في قطاع غزة، ثم الانتقال لمواصلة الحرب على أبناء الشعب في الضفة الغربية وفي مقدمتها القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين المحتلة، التي لم تتوقف يوما، بل هي متواصلة بأساليب أخرى؟ والى متى يمكن ان يبقى العالم عاجزا عن اتخاذ المواقف الجادة لإنهاء المسرحية الدامية والمفجعة؟ الم يشاهد العالم بشاعة وسريالية الموت الأسود المعلن على الشعب الفلسطيني، وارتكاب إسرائيل وسادتها في واشنطن قرابة 3000 الاف مجزرة ومذبحة، وآخرها مجزرة دوار النابلسي على شارع الرشيد، التي ذهب ضحيتها 118 شهيدا و760 جريحا يوم الخميس الماضي 29 فبراير الماضي؟ وهل تكفي اداناتهم واستنكارهم للمجازر والمحارق اليومية، التي لا تحمل رصيدا، وبلا قيمة قانونية او سياسية؟ لماذا تتلكأ الدول قاطبة عن استخدام سلاح العقوبات على الدولة العبرية وقياداتها النازية؟ وما الذي يمنع الأقطاب الدولية من تمثل روح القانون الدولي لحماية الشعب العربي الفلسطيني؟

نعم مجزرة دوار النابلسي التي ارتكبتها قوات جيش الموت الإسرائيلي بدم بارد ضد أناس جوعى، جاؤوا بانتظار الحصول على مساعدات غذائية لسد رمقهم من الموت جوعا، وقتل وجرح قرابة الالف مواطن اعزل تفقأ عيون العالم اجمع، وتصرخ في وجهه: أوقفوا حرب الإبادة الجماعية، اننا بشر مثلكم، لنا الحق في الحياة والكرامة الإنسانية، ولنا الحق بالعيش الكريم على ارض دولتنا المستقلة وذات السيادة، ووفق ما اكدت محكمة العدل الولية ان الشعب الفلسطيني محمي بالقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، كفى موتا، وكفى نزيفا وجوعا وعطشا، وكفى بطشا واعتقالا واغتصابا للنساء واختطاف الأطفال، اعيدوا للإنسانية بعض روحها ونسقها، واحموا أنفسكم. لان حمايتكم للشعب الفلسطيني، هو حماية لشعوبكم وانسانيتكم وكرامتكم واستقلال دولكم.

يا شعوب العالم اتحدوا لرأب الصدع والانفجار النازي الصهيو أميركي، اغلقوا فوهة البركان اللا أخلاقي واللا قيمي قبل فوات الاوان، واكسروا تابوهات الانظمة المارقة والخارجة على القانون، وقدموهم للمحاكم الأممية، لا مجال للانتظار اكثر. لان حرب الإبادة الجماعية لن تستثني أحدا منكم لاحقا.

دفع الشعب الفلسطيني حتى اليوم 150 من حرب الإبادة قرابة ال31 الف شهيد و73 الف جريح و10 الاف مفقود ومعتقل من قطاع غزة فقط، ولم اضف عدد الشهداء والجرحى والمعتقلين من الضفة بما فيها القدس، الذين قدموا حتى الان ما يزيد عن 400 شهيد وعشرات ومئات الجرحى وما يزيد عن 7000 الاف معتقل منذ 7 أكتوبر 2023، ودورة الموت ونزيف الدم والتدمير المنهجي لمئات الالاف من الوحدات السكنية وإخراج 31 مستشفى عن الخدمة، وتدمير مئات المدارس والمساجد والكنائس، الا يكفى ذلك لوقف حرب الإبادة. آن الاوان للعالم ان يترجل عن المراوحة في دائرة الاستنكار والادانة والشجب. فهل يستيقظ؟

oalghoul@gmail.com

a.a.alrhman@gmail.com

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الرحيم جاموس 
عضو المجلس الوطني الفلسطيني

د عبد الرحيم جاموس يكتب : لاتبيعُوهُ مواقفَ من بعيد ..!

لاتبيعُوهُ مواقفَ من بعيد ..! نص بقلم د. عبدالرحيم جاموس  لا تبيعوهُ مواقفَ من بِعيد …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *