الرئيسية / متابعات اعلامية / تدافع أهالي غزة على المساعدات، القنبلة الموقوتة القابلة للانفجار!!

تدافع أهالي غزة على المساعدات، القنبلة الموقوتة القابلة للانفجار!!

تدافع أهالي غزة على المساعدات، القنبلة الموقوتة القابلة للانفجار!! 

صحيفة يديعوت أحرنوت: رون بن يشاي 

هالة ابو سليم

ترجمة: بتصرف هالة أبو سليم /غزة- 3/3/2024 

فيما يتعلق بالمعونة الإنسانية و نهبها ؛ وبمجرد بدء حوادث النهب، كان من الواضح أنه عندما تقع في منطقة تخضع لسيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي، فإن إسرائيل ستكون مسؤولة عن الأمن و الاستقرار فالمنطقة التي تخضع لسيطرتها هذا هو الحال دائمًا عندما تكون القوة القوية في المنطقة، سواء أحببت ذلك أم لا.

وتنبع مسؤولية إسرائيل من القانون الدولي ووسائل الإعلام الدولية، التي تحمل إسرائيل المسؤولية عما يحدث.

 لذلك، من الأفضل أن يقرر السياسيون الإسرائيليون أخيرًا خطة ما بعد الحرب، ومن ثم سيكون الجيش الإسرائيلي – أو كيانات أخرى نيابة عنه – مسؤولاً عن تأمين وتوزيع المساعدات بأنفسهم.

ثم سيتم تجهيز القوات المشرفة على دخول شاحنات الإغاثة بمعدات مكافحة الشغب، وستكون قادرة على تجنب الذخيرة الحية في حالة حدوث أعمال شغب يجب على إسرائيل ومجلس الوزراء الحربي تزويد جيش الاحتلال الإسرائيلي بالإطار السياسي والقانوني للتعامل مع السكان المدنيين في غزة في أقرب وقت ممكن، وإلا فقد لا يحقق أهدافه الحربية.

لم يتبق أمام حماس والسلطة الفلسطينية سوى طريقين لوقف تقدم عملية الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة وتفكيك القوة العسكرية لحماس.

الأول: هو صفقة إطلاق سراح الرهائن.

والثاني: الذي ظهر مرة أخرى يوم الخميس، هو الضغط الدولي لأسباب إنسانية، والذي سيجبر إسرائيل – بشكل أساسي نتيجة التدخل الأمريكي – على وقف القتال في غزة تمامًا

تدرك قيادة حماس بالفعل أن إسرائيل مستعدة لتقديم تنازلات بشأن صفقة الرهائن، لكنها لن تلتزم بإنهاء القتال تحت أي ظرف من الظروف.

لذلك، تحولت حماس إلى الضغط الدولي، على أمل إجبار جيش الاحتلال الإسرائيلي على وقف الحرب.

ولهذا السبب أيضا تحاول وزارة الصحة الفلسطينية – والمتحدثون باسم السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس – تحويل الحادث المأساوي الذي وقع في غزة أثناء تفريغ شاحنات المساعدات الإنسانية إلى «مذبحة» تتحمل إسرائيل وجيش الاحتلال الإسرائيلي مسؤوليتها.

وهكذا، حتى قبل توضيح جميع التفاصيل وأرقام الضحايا، كان الحادث قد اكتسب بالفعل اسمًا مؤثرا و محزن جدا: «مذبحة الرشيد” . 

يحاول الفلسطينيون إشعال قنبلة الرأي العام التي يأملون أن توقف أخيرًا العملية البرية لجيش الدفاع الإسرائيلي في قطاع غزة.

والوحدة التي تتصدر حاليا هذه المعركة من أجل الرأي العام هي وحدة المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي. يجب أن تظهر، وهي تقدم أدلة قوية، أن إسرائيل ليست مسؤولة عن التدافع وأنه حتى لو أطلق جنود ا الاحتلال الإسرائيلي النار على اللصوص، فإنهم لم يكونوا هم من تسبب في هذا العدد الكبير من الشهداء .

وواجهنا حالة مماثلة في بداية العملية البرية في القطاع، عندما سقط صاروخ من الجهاد الإسلامي في فناء مستشفى في شمال قطاع غزة وأستشهد عشرات الفلسطينيين.

استغرق الأمر ساعات حتى «فجر ” الرئيس الأمريكي جو بايدن قنبلة الرأي العام هذه عندما أعلن أن الأدلة الإسرائيلية أظهرت أنها لم تكن صاروخًا تابعًا لجيش الاحتلال الإسرائيلي، بل إطلاق صاروخ فلسطيني فاشل تسبب في هذه المجزرة .

الثلاث حوادث المنفصلة أثناء تسليم المساعدات :

ومزاعم جيش الاحتلال الإسرائيلي بشأن ما حدث يوم الخميس أكثر تعقيدا لإثباتها، حيث كانت هناك أساسا ثلاث حوادث مختلفة بدأت في الساعة الرابعة صباحا .

الآلاف من سكان غزة الذين اقتحموا وحاولوا نهب الطعام من الشاحنات – كما رأينا في اللقطات التي صورتها طائرة إسرائيلية بدون طيار – إما داسهم الحشد أو دهسهم السائقون الذين كانوا يحاولون الفرار.

كان هذا هو الحادث الأول، الذي ظهر بوضوح في لقطات الطائرة بدون طيار، والذي لم يشارك فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي، مباشرة بعد هذا الحدث، كانت هناك محاولة أخرى لنهب الشاحنات وخلال هذا الحادث، أطلق أفراد مسلحون – من المحتمل أن يكونوا إرهابيين تابعين لحماس أو أعضاء في منظمات إرهابية أخرى – النار على الحشد لردعهم أو لسرقة الشاحنات بأنفسهم.

والواقع أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يشارك مباشرة إلا في الحادث الثالث، حيث كان جزء من الحشد الغزي الذي حاول الاقتراب من الشاحنات على بعد عشرات الأمتار من جنود جيش الدفاع الإسرائيلي – ربما لأنهم فروا من الإرهابيين أو حاولوا الاقتراب من شاحنات الطعام من اتجاه آخر .

وفي هذه الحالة، ووفقا لضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي ” شعر جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي بالتهديد”، وأطلقوا طلقات تحذيرية في الهواء، ثم أطلقوا النار على أقدام الحشد المتقدم. 

لا توجد وثائق محددة لهذا الحدث يمكن لجيش الاحتلال الإسرائيلي الحصول عليها لدحض الادعاءات الفلسطينية. ومع ذلك، فإن ما يمكن أن يجادل به الجيش الإسرائيلي ويظهره من خلال اللقطات المأخوذة من الجو، هو أن معظم الضحايا وقعوا في حوادث لم يكن فيها الجيش متورطًا – (الراوية الإسرائيلية الكاذبة) .

مجازر ومذابح مشروعه من وجهة نظر الاحتلال :

ويجب أن نأمل أن تنجح إسرائيل في دحض الادعاءات الفلسطينية، التي من الواضح أنها مبالغ فيها وزائفة.

وما قد يساعد في هذا الصدد هو أن صحفيين من شبكة CNN وغيرها من وسائل الإعلام الدولية الذين أجروا مقابلات مع الفلسطينيين كانوا حاضرين هناك، حيث روى سكان غزة أن سائقي الشاحنات دهسوا جزءًا كبيرًا من اللصوص، وأن الحشد داس على كثيرين آخرين

ومع ذلك، فإن المعركة من أجل الرأي العام في هذه المسألة لا تزال مستمرة وقد يكون لها تداعيات على استمرار القتال والمفاوضات من أجل صفقة الرهائن.

أعلنت حماس بالفعل أنها قد تعلق أو تؤجل المفاوضات للتوصل إلى اتفاق بعد التدافع صباح الخميس، لكن من المعقول افتراض أن هذا جزء من روتين الحرب النفسية الذي أجرته حركة حماس منذ بدء الحرب.

وينطبق الشيء نفسه على وسائل الإعلام الأمريكية التي تزعم أن زعيم حماس يحيى السنوار راضٍ عن تقدم القتال في غزة ولا يشعر بأي ضغط في الوقت الحالي.

ومع ذلك، لا يزال هناك احتمال، كما في عملية عناقيد الغضب في التسعينيات أو خلال حرب لبنان الثانية، أن يضغط الرأي العام الأمريكي والدولي على إسرائيل لوقف القتال.

حتى بدون مثل هذه الأحداث المأساوية، فإن الشرعية الدولية التي يتعين على الحكومة الحالية الانخراط فيها للدفاع عن النفس في أدنى مستوياتها على الإطلاق

من الناحية الاستراتيجية والدبلوماسية، تحتاج إسرائيل إلى اتخاذ خطوات استباقية لتقليل عدد الحوادث التي من شأنها أن تسمح لحماس والسلطة الفلسطينية بجني مثل هذه الإنجازات في العلاقات العامة على الساحة الدولية قدر الإمكان، والتي قد تضر – بل وتلغي – شرعية في القتال حتى تكتمل جميع أهداف الحرب.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

20240420_143456

استهداف مخيم نور شمس يندرج ضمن مخطط التهجير ويتطلب تدخل دولي لحماية المخيمات

استهداف مخيم نور شمس يندرج ضمن مخطط التهجير ويتطلب تدخل دولي لحماية المخيمات    المحامي …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *