الرئيسية / الآراء والمقالات / لواء مستشار مأمون هارون رشيد يكتب : ألم يحن لنا أن نفهم

لواء مستشار مأمون هارون رشيد يكتب : ألم يحن لنا أن نفهم

لواء/ مستشار مأمون هارون رشيد متخصص في الشؤون الاستراتجية والامنية
لواء/ مستشار مأمون هارون رشيد
متخصص في الشؤون الاستراتجية والامنية

ألم يحن لنا أن نفهم

لواء مستشار

مأمون هارون رشيد

القصف الأمريكي البريطاني لجماعة الحوثي في اليمن يعيد لنا الحديث عن ما تقوم به إيران من دور مشبوه ، ويؤكد أن إيران ماضية في استخدم ادواتها في المنطقة إلى أبعد الحدود خدمة لمصالحها ، وذلك على حساب شعبنا العربي ،وعلى حساب ارضنا وسمائنا وبحارنا ، إيران تعمل أن تثبت للامريكي أنها الاحرص والأقوى على حفظ مصالحه في المنطقة ، ان تنافسها مع الكيان الغاصب في فلسطين ليس خلاف على الهدف ، إنما هو خلاف على من يقدم أكثر لسيدة الأمريكي ، ومن هو الاكثر ثقة عند سيدة ، وللأسف كل ذلك على حساب مصالح الأمة العربية وثرواتها ومقدراتها وسيادتها ، أن ما يبدو من صراع بين النظامين الإيراني والصهيوني ليس إلا ذرا للرماد في العيون ، إنهما في الحقيقة يأتمران من سيدهما في البيت الأبيض ، ويتنفسان من سيكون له الحظوة الأكبر عند سيدة .

أن ما تدعيه إيران من عداء مع إسرائيل ، وسعيها لتدمير الكيان الاسرائيلي وتحرير القدس ، ما هى إلا شعارات لدغدة مشاعر الشعوب العربية التواقة إلى تحرير القدس والاقصى ، وما يمثل ذلك من قيمة كبيرة لدى الشعوب العربية التي هدتها الهزائم والتخاذل والانبطاح من هذه الأنظمة المتخاذلة ، أن وجود إيران وهى تمارس هذى السياسة يخدم الوجود الأمريكي في المنطقة ، وذلك بحجة حماية الأنظمة المنبطحة المستسلمة من هذا التهديد الإيراني المزعوم ، وتشريع وجود الكيان الصهيوني في المنطقة تحت مظلة عدو عدوي صديقي ، أن عداء إيران لإسرائيل كذبة كبرى انطلت على الشعب العربي ، وها هو نتيجة تدخل إيران في العراق وسوريا ولبنان واليمن واضحة أمامنا وضوح الشمس ، صراعات وانقسامات ونهب للثروات وهجرة وفشل لمؤسسات هذة الدول ، كل ذلك ببصمات إيرانية واضحة ، ولايجب أن ننسى هنا طبعاً احتلال الأحواز العربية منذ ما يقارب من مائة عام من النظام الفارسي في طهران ، وكذلك احتلال الجزر الإماراتية ، ابو موسى وطنب الصغرى وطنب الكبرى .

لقد استطاعت إيران اختراق الساحة الفلسطينية عبر تنظيم حماس ، الفرع الفلسطيني للإخوان المسلمين ، دعموهم في أحداث الانقسام والانقلاب على السلطة الفلسطينية ، ثم السيطرة على قطاع غزة وإقامة امارتهم التي حكموها بالنار والدم ، إلى أن وصلت غزة الى ما وصلت إليه اليوم ، كل ذلك تحت مسمى تحرير القدس والاقصى ، في الوقت الذي لم نسمع أو نرى عن إيراني واحد قتل في الطريق لتحرير القدس ، لقد قتلوا كل الشعوب ولم يقتل منهم أحد ، احتلوا كل العواصم ولم يصلوا بعد للقدس ، لأنهم لم يطلقوا طلقة واحدة لتحرير القدس ، قطاع غزة أصبح وكأن زلزال قد ضربة ، سويت مبانيه بالأرض ، عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى ، أكثر من مليونين نازح من بيوتهم ، يلتهم الجوع والبرد والمرض بالإضافة للقتل الإسرائيلي ، كل ذلك جراء مغامرة غير محسوبة دفعت بها إيران مواليها في غزة للقيام بها ، فكانت هذة هى النتيجة ، دمار وقتل ونزوح ، وتهديد بالتهجير ، ومحاولة لشطب القضية الفلسطينية برمتها ، ليخرج علينا بعض قادة الملالي ليقول إن ما سمي طوقان الأقصى كان رداً على اغتيال قاسم سليماني ، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الذي اغتالتة الولايات المتحدة في قصف لسيارتة في بغداد ، أي أن هذا الطوفان لم يكن أصلا للأقصى ، بل كان لعيون سليماني ، كل هذا القتل والدمار كان لعيون سليماني ، حتى أنة لم يقتل إيراني واحد انتقاماً لسليماني ، تلك هى إيران ، إيران اين تطأ أقدام كلابها يعم الخراب ،

يقصف اليمن الآن ، لأن إيران زجت به للمعركة عبر مواليها ، لتبقى لها كلمة ، و لتبقى وجودها وحضورها في أي ترتيبات قادمة ، ورغم ادانتنا ورفضاً القاطع لاي اعتداء على أرض عربية ، ومع علمنا ومعرفتنا بأصالة الشعب العربي في اليمن ، الذي يحمل مخلصاً القضية الفلسطينية في صدرة ووجدانة ، وأنه مستعد لتقديم الغالي والنفيس لتحرير فلسطين ، إلا أن هذا الشعب الكريم الاصيل قد غرر به كما غرر ببعض الشرفاء في غزة ، فركبوا موجة الشعارات البراقة التي تنادي بالتحرير والخلاص ولم يدركوا نوايا من يقف وراء هذا الدعوات وتلك الشعارات .

اليمن اليوم كما المنطقة تقف عند مفترق طرق ، كيف سيكون الرد ، وهل ستتوسع المعركة ، هل سيؤدي ذلك إلى احتلال غربي لباب المندب والمرات المائية في المنطقة بحجة تأمين الملاحه الدولية ، ثم هل سيدفع ذلك إيران بأن تأمر حزب الله في لبنان بتغير قواعد الاشتباك وبذلك تتوسع الحرب وتدخل أطراف أخرى ، أم أن إيران ستكتفي بهذا المنسوب من الصراع وتقطف ثمارة في أي ترتيبات قادمة ، الأيام القادمة حبلى بالمفاجأت فلننتظر ونراقب .

فلسطين

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الرحيم جاموس 
عضو المجلس الوطني الفلسطيني

د عبد الرحيم جاموس يكتب : لاتبيعُوهُ مواقفَ من بعيد ..!

لاتبيعُوهُ مواقفَ من بعيد ..! نص بقلم د. عبدالرحيم جاموس  لا تبيعوهُ مواقفَ من بِعيد …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *