الرئيسية / الآراء والمقالات / خالد غنام يكتب : حزب العمال الاسترالي

خالد غنام يكتب : حزب العمال الاسترالي

خالد غنام

حزب العمال الاسترالي ومصطلحات ملونة لفلسطين 

بقلم خالد غنام – استراليا 

في ندوة عن الكارثة الفلسطينية في القاعة الكبرى في جامعة سدني الاسترالية مساء الثلاثاء ٢٠٢٣/٩/٥، حضرت فلسطين في أهم قاعة محاضرات في استراليا، حضرها العديد من السياسيين من حزب العمال وحزب الخضر والأحزاب اليسارية والهيئات الداعمة للحق الفلسطيني، وكذلك حضر أبناء الجالية العربية والاسلامية بكثافة، ليحتفلوا بفلسطين بنفس القاعة التي منعت فيها د حنان عشراوي من إلقاء كلمة بعد حصولها على جائزة السلام قبل عشرين عاما. 

تحدث وزير الخارجية الاسترالي الأسبق بوب كار عن مصطلحات يجب أن نقر بأنها حقيقةً علمية في وصف إسرائيل فهي قوى احتلال ونظام عنصري ووجودها بفلسطين غير شرعي. وقبل ذلك شرح أن ما حدث للفلسطينيين في عام ١٩٦٧ كان كارثة كبيرة، وأن الاعتراف بفلسطين أمرأ مفروغًا منه في أدبيات حزب العمال الاسترالي. 

إن تعريف المصطلحات الملونة يعني أنه يتم استخدام المصطلح بمعنى آخر، وكأن المتحدث لم يسمع من قبل بالمصطلح أو أنه يراوغ بثعلبية حول ذكر معنى مقارب للمصطلح دون أن يقر أنه يؤمن بالمصطلح السياسي كحقيقة علمية. وهذا ما فعله بوب كار بجدارة لذا أغضب الكثيرين من أنصاره. 

كانت كل إعلانات الدعوة للندوة تحمل عنوان الكارثة الفلسطينية وتعرفها بأنها نكبة حرب ١٩٤٨، وهذا هو الاستخدام الصحيح للمصطلح العلمي، إلا أن بوب كار تحدث عن الكارثة الفلسطينية بأنها نكسة حرب ١٩٦٧. هذه المرواغة جرحت الكثيرين؛ فالنكبة الفلسطينية تشكل الكارثة الكبرى للشعب الفلسطيني، ولا يمكن أن يقبل الجمهور الاسترالي الاستخفاف بعقولهم، فالدعوة للندوة كانت عن ذكرى النكبة وهذا ما لم يحصل، لكن حصلت ندوة أخرى عن فلسطين وهذا أمرا مهما. 

ذكر الكثير من قيادي حزب العمال الاسترالي مصطلح الاعتراف بفلسطين، وهذا لا يعني الاعتراف بالدولة المستقلة بل أنه اعتراف بوجود أراضي فلسطينية، أما مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة فهذا لن يحدث قبل إنهاء المفاوضات وحل كل القضايا بين الفلسطينيين وإسرائيل. هذا الاعتراف الرائع بجهود كافة الجهات الداعمة لفلسطين في حزب العمال الاسترالي لا تعني سوى أن فلسطين يمكن رؤيتها تحت المجهر. 

عندما يتحدث بوب كار وقيادات حزب العمال الاسترالي عن أن إسرائيل قوى احتلال للأراضي الفلسطينية؛ فيكون من طبيعي أن للفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال يكون لهم حق المقاومة، وهذا أحد أهم حقوق الانسان الفلسطيني، لكن بوب كار يرفض العنف الفلسطيني ويصر أن العنف الفلسطيني لن يحقق شيء، وأن استراليا لن تدعم العنف أبدأ، مشيرا إلى أن كل المنظمات الفلسطينية المسلحة ستبقى في قائمة المنظمات الإرهابية المحظور التعامل معها وفقا للقانون الاسترالي. وهنا بوب كار سحب حق المقاومة من الشعب الفلسطيني، ولم يعلق على عدم تجريم حزب العمال الاسترالي لمنظمات صهيونية استرالية مسلحة متهمة بقتل فلسطينيين في الضفة الغربية. 

تحدث بوب كار عن أن توسيع المستوطنات الاسرائيلية بأنه غير شرعي، لكنه بين أن بعض المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية هي مستوطنات قانونية وأن حل هذه القضية سيكون أحد أهم القضايا التي ستناقش في المفاوضات النهائية بين الفلسطينيين وإسرائيل. ولم يذكر بوب كار أي كلمة عن القدس، ولا عن حصار غزة، ولا عن حق العودة للاجئين الفلسطينين. 

تحدث في الندوة كل من الباحثة الصحافية صوفي ماكنيل والمحامية روان عراف وقدمتا تقارير حقيقية عن خطورة الوضع الراهن في فلسطين وضرورة ايجاد حلول جذرية وإنهاء الاحتلال وإنهاء معاناة الفلسطينيين. وقد أدار الندوة البرفيسور ستورات ريس بجدارة فقد حقق نجاحا ضبط الندوة رغم وجود بعض الأصوات التي كانت ترتفع استنكارا لكلمات بوب كار التي اعتبرها البعض مجحفة بالحق الفلسطيني وأن الندوة ثعلبية الأهداف. وأكثر ما كان مستفزًا هو إضافة متحدث لم يكن بإعلان الندوة وهو البرفيسور كاميليري الذي تحدث عن ضرورة تفعيل الحوار بين الجاليات العربية والإسرائيلية، وأن الاستماع للطرف الاخر سيجعلنا نرى الصورة كاملة ونبحث عن حلول حقيقية ودائمة.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الرحيم جاموس 
عضو المجلس الوطني الفلسطيني

د عبد الرحيم جاموس يكتب : لاتبيعُوهُ مواقفَ من بعيد ..!

لاتبيعُوهُ مواقفَ من بعيد ..! نص بقلم د. عبدالرحيم جاموس  لا تبيعوهُ مواقفَ من بِعيد …