الرئيسية / الآراء والمقالات / ناجي أمهز يكتب : القوى السياسية مستغربة التحذيرات الدولية

ناجي أمهز يكتب : القوى السياسية مستغربة التحذيرات الدولية

ناجي أمهز

القوى السياسية مستغربة التحذيرات الدولية وهم لا يعلمون أن الحرب على الأبواب وحزب الله أمام خطر وجودي.

بقلم ناجي أمهز

تبدي غالبية القوى السياسية استغرابها من مواقف بعض الدول العربية والدولية من التحذير الذي وجهته لرعاياها من القدوم أو البقاء في لبنان.

وحق هذه الغالبية السياسية المتخمة بالمال، ولديها وفرة من الحرس الشخصي، ان لا تشعر بما يرسم للبنان، أصلا هذه الطبقة لم تكن يوما على علم إن كان يوجد شعب أو معاناة او وطن اسمه لبنان.

اصلا ما هذا الوطن المنقسم على نفسه بين موالي للغرب وموالي للشرق وبداخله الف طائفه وطائفة، ويوجد فيه اكثر من شعبه بين نازحين ولاجئين وعمال من جنسيات مختلفة.

كما ان اللبناني الذي يتبع الأمريكي، يقول، ماذا سيحصل إذا الأمريكي نشر 10 آلاف جندي من المارينز على الحدود العراقية السورية لقطع الإمداد الإيراني عن حزب الله وسوريا، بل يجب ان نرحب بمثل هذه الفعل

 وإذا الأمريكي وحلفائه العرب والغربيون، قاموا بالهجوم على حزب الله ودمروا الجنوب والضاحية والبقاع، “وخلصونا من حزب الله يلي عم بصادر قرار الدولة يجب ان نرحب بهذا الفعل” ولكن حتى لو تدمرت الضاحية وقتل وهجر الشيعة التابعين لحزب الله، لم يكن على هذه الدول ان تحذر رعاياها لأن المناطق الثانية لن تتعرض للقصف.

اذا من حق اتباع الامريكي ان يستغرب تحذير الدول لرعاياها كون يعتبر لبنانه غير لبنا الالجنوب والبقاع والضاحية.

والذي يتبع محور المقاومة، أيضا يقول لك: ” ليش هالدول عم تبالغ هلقد” نحن قاتلنا العدو الإسرائيلي والتكفيري وقادرين على مواجهة الأمريكي والغربي، ولا يجرؤ احد على الاقتراب منا، “ما كان لازم الدول تخاف على رعاياها، اصلا ما في حرب”.

وايضا من حق اتباع محور المقاومة الستغراب هذا التحذير، كونهم لا يتصورون ان احد قادر على محاربتهم.

والذي لا مع هودي ولا مع هودي، يقول والله حرام يفلوا الخليجية والاجانب كنا عم نسترزق كم دولار، والسياحة والسباحة والمطاعم ماشية/ ليش حذروهم والله جو لبنان حلو.

أما النخبة السياسية والاقتصادية ومنها الدينية بشقيها الإسلامي والمسيحي، تقول لك إن لبنان لم يعد بإمكانه الاستمرار كما هو، فقد تحللت الكثير من مؤسساته وفقد مقوماته الاقتصادية والسياسية وحتى الاجتماعية الوطنية، والتحالفات مهما طال تقاربها وتماسكها، فإنها تنهار بدقائق وعند أي منعطف تتحول إلى خصومة وربما عداوة، وغالبية الشعب مع الزعيم “شو ما قال”، لذلك لبنان بحاجة إلى صدمة كبرى، وهذه الصدمة لا يمكن أن تنتج عن الشعب اللبناني، فالشعب اللبناني سرقت ودائعه وحصل فيه اكبر تفجير عرفته البشرية انفجار 4 آب ولم يتحرك، اذا لن يحركه شيء، لذلك الدول تعلم أن لبنان بدا بالتلاشي ويجب وضع قواعد جديدة له ليس حشقا بلبنان انما من اجل التوازن العالمي فان تنهار وتنتهي دولة هناك مترتبات يجب القيام بها، وخاصة بظل تواجد ما يعادل الشعب اللبناني من نازحين ولاجئين وعمالة وافدة إضافة إلى أمم لا يعلم بها إلا الله.

والشعب اللبناني المنقسم على نفسه محور غربي ومحور المقاومة ، المحور الغربي يفعل المستحيل للقضاء على محور المقاومة في لبنان، ومحور المقاومة بسبب فائض القوة لديه والثقة أنها قادر على قلب المعادلات، لم يعد يلتفت إلى ما يحاك ضده بالداخل.

وكما الذين يتبعون المحور الغربي ومهما فعل بم المحور الغربي يبقون على ودهم له، كذلك محور المقاومة مهما فعل بهم الحلفاء يبقون على ودهم له.

فالشيعة وبالرغم مما فعله الوزير باسيل، عندما أفشل حزب الله ومنعه من إيصال الوزير فرنجية إلى الرئاسة، وأفشل العلاقات الفرنسية مع الحزب من خلال إظهار ضعف الحزب في السياسة، وإظهار أن الكتلة المارونية كلها ضد الحزب.

والشيعة لا يهتمون كيف ينظر النظام السوري إلى إدارتهم للسياسة، وعندما تتحدث مع بعض النخب السورية لا تخفي انزعاجها من أسلوب حزب الله السياسي، فما فعله الوزير جبران باسيل حليف حزب الله ليس هين أبدا في قاموس الحكم السوري، فقد نجح جبران باسيل بتوحيد الموارنة وهذا الأمر عقد الأمور الداخلية والدولية، وكشف الكثير من نقاط الضعف لدى محور المقاومة، أي بحال الأمريكي أراد أن يجمع الموارنة ويوحدهم ضد سوريا وحزب الله وحتى إيران أصبح الأمر أسهل بكثير.

ويقول بعض المطلعين على السياسة الغربية، ان ترسيم الحدود البحرية في لبنان، ساهم نوعا ما بالضغط على ايران، فالاوروبين لم يعودوا بحاجة الى الغاز الايراني طالما الغاز سيصلهم ارخص ودون ضغوط سياسية، واسهل عبر (الكيان الاسرائيلي مرورا بقبرص) وربما هذا الترسيم هو الذي خفف اندفاعة اوروبا للضغط على امريكا من اجل الاستعجال بتوقيع الاتفاق النووي.

وعلى الرغم من عدم وجود معارضة شيعية للحزب، لانه بحال وجود معارضة شيعية فان شعبية الحزب ستدخل بتجاذب رهيب لن ينفع معها كل التقديمات، اليوم وصلني من اكثر من شخص مقال بعنوان: “جريمة وادي الزينة وما لم يتعلمه بعد ح. ب الله- 7-” وهو مقال فيه انتقاد للحزب ويتناقله الكثير مما يعني بأن الامور ضمن الطائفة الشيعية بدات تغلي.

وهذا الغليان الشيعي بدا يتفاعل منذ بدء الحديث عن فرض عقوبات على الرئيس بري، والتي من وجهة نظر كثير ان الوزير باسيل سببها، لانه لو الوزير باسيل قبل بانتخاب الوزير فرنجية لما كان حصل كل الذي حصل وما كان تدخل الغربي ولا الامريكي ولا حتى العربي، وربما كان البلد اليوم امام حكومة جديدة وانطلاقة سياسية جديدة، وايضا لوأن الحزب لم يأت بالرئيس عون، وايد الرئيس بري بايصال الوزير فرنجية، لكان اليوم الموقف السني بقيادة الرئيس سعد الحريري المعتدل وشعبيته خففت الكثير من لاازمات، وايضا كان الموقف المسيحي وان لم يكن مع الحزب انما كان سينخرط بالعملية السياسية مما كان وفر على البلد الكثير من الازمات لاعاصفة، وبالختام الحزب لم يستفد لا من انتخاب الجنرال عون ولا دعم الوزير باسيل بل دفع الثمن غاليا.

وبالرغم مما نقل عن الرئيس بري، إن لودوريان تكلم معه نقلا عن الاجتماع الخماسي الأخير في الدوحة، طارحا الحوار الوطني وليس الحوارات المتفرقة، مما يعني أن الرئيس بري غير معني بحوار الحزب وباسيل وغير موافق عليه.

وبالختام هناك من يربط تنامي المشاكل والاختلافات المحلية والمناطقية في الجنوب وخاصة بين ابناء المكون الواحد هو بسبب التفاوت الطبقي الذي بدا يظهر مع تأزم الوضع الاقتصادي اكثر واكثر، مما ينذر بانفجار كبير وخاصة اذا تمدد هذا الامر نحو البقاع الذي بدات ترتفع صرخاته وان كان البعض يكتمها.

جميع الامور توحي بمتغير كبير، لا احد يملك توصيف دقيق له.

ولكن النتيجة الحتمية ان الخاسر الاكبر هم الشيعة.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الرحيم جاموس 
عضو المجلس الوطني الفلسطيني

د عبد الرحيم جاموس يكتب : لاتبيعُوهُ مواقفَ من بعيد ..!

لاتبيعُوهُ مواقفَ من بعيد ..! نص بقلم د. عبدالرحيم جاموس  لا تبيعوهُ مواقفَ من بِعيد …