نتنياهو
الرئيسية / متابعات اعلامية / لماذا تمت دعوة نتنياهو أخيرًا إلى البيت الأبيض؟

لماذا تمت دعوة نتنياهو أخيرًا إلى البيت الأبيض؟

نتنياهو

لماذا تمت دعوة نتنياهو أخيرًا إلى البيت الأبيض؟

الدكتور: أفيغدور هاسيلكورن-صحيفة يديعوت أحرنوت 

هالة ابو سليم

ترجمة: هالة أبو سليم -غزة –7/8/2023 

منذ تشكيل حكومة جديدة في إسرائيل، اتبعت واشنطن سياسة ثنائية تجاه القدس من ناحية أخرى، لم تفوت إدارة بايدن أي فرصة لإظهار ازدرائها الصريح للحكومة الجديدة واستيائها من رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ومن ناحية أخرى، فقد بذلت قصارى جهدها للتعبير عن التزامها الثابت بأمن إسرائيل.

وهكذا أوقف بايدن دعوة نتنياهو إلى البيت الأبيض لأشهر متتالية للإشارة بلا شك إلى نفوره من رئيس الوزراء وحكومته، وقد عبر بايدن صراحه عن اشمئزازة من رئيس الحكومه الإسرائيلية نتنياهو عبر لقاء مع شبكة سى أن أن ” أن الحكومة الإسرائيلية الحالية هي أكثر الجكومات الإسرائيلية تطرفا و تذكرنى بعهد جولدا مائير . وفقًا لبيان صحفي للبنتاغون، «أوضح الوزير أوستن أن التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل ثابت وثابت، وأكد أن وزارة الدفاع تركز على المبادرات التي تعمق التعاون العسكري تشير واشنطن مجتمعة إلى رفضها الشامل لنتنياهو وحكومته، لكنها سئمت من إثارة حسابات خاطئة من جانب أعداء إسرائيل بشأن عمق الخلاف بين الطرفين .  

وهي تدرك بالتأكيد العواقب الاستراتيجية المحتملة للاضطرابات في إسرائيل، ومن المرجح أن يركز توقيفها على ثلاثة سيناريوهات محتملة على وجه الخصوص:

أولا وقبل كل شيء التصور المتزايد في المنطقة بأن إسرائيل قد ضعفت بشكل كبير.

إن قعقعة إيران ووكيلها اللبناني حزب الله حول عدم الاستقرار السياسي في إسرائيل باعتباره بشرًا بزوال «الكيان الصهيوني» لم تفلت من انتباه واشنطن.

المعادلة العسكرية:

  في الواقع، ارتفعت استفزازات حزب الله على طول الحدود المشتركة بشكل حاد في الأسابيع القليلة الماضية.  

زاد النقد اللاذع المتصاعد والتوترات المتصاعدة على طول الحدود من القلق في القدس وواشنطن من أن أعداء إسرائيل قد يقعون فريسة لدعايتهم الخاصة وهجومهم ربما من عدة جبهات في وقت واحد.

تدرك الولايات المتحدة تمامًا أن عواقب الانتكاسة العسكرية التي عانى منها الجيش الإسرائيلي لن تتحملها إسرائيل فحسب، بل من المرجح أن يتردد صداها إلى حلفائها الإقليميين الآخرين بما في ذلك الأردن ودول الخليج

السيناريو الثاني هو في بعض النواحي عكس السيناريو الأول.

قد تشعر واشنطن بالقلق من أن نتنياهو قد يشعر بالعزلة والمحاصرة محليًا وفي مواجهة حلفاء إسرائيل التقليديين وتشتبه في أن البلاد ستتعرض للهجوم من قبل أعدائها الذين يسعون للاستفادة من الصعوبات التي تواجهها قد يكتشف أن الهجوم الوقائي أمر بالغ الأهمية.

ومع ذلك، فإن الهجوم الإسرائيلي المدمر الذي سيسحق حزب الله ولكنه يهلك لبنان على سبيل المثال سيسبب الكثير من الاستياء في العالم العربي ويجهد التحالفات الإقليمية الأمريكية.

أعلن تعزيز القوات الجوية والبحرية والبرية الأمريكية في المنطقة في يونيو ويوليو بينما كان يهدف ظاهريًا إلى حماية المرور في مياه الخليج العربي وردع المزيد من الجهود الروسية للتدخل في مهام المراقبة الأمريكية فوق سوريا، يهدف بلا شك إلى التقليل إلى أدنى حد من احتمالات تحقيق أي من هذين السيناريوهين

تشير واشنطن إلى أن انشغالها بالحرب في أوكرانيا والسياسة الصينية العدوانية المتزايدة في شرق آسيا لن يصرفها عن ضمان السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

كما لو كان للتأكيد على هذه الرسالة، بدأت البحرية الإسرائيلية والأسطول الخامس للولايات المتحدة في أواخر الشهر الماضي مناورتهما البحرية المشتركة السنوية 

قال نائب الأدميرال براد كوبر، قائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية، والأسطول الخامس الأمريكي، والقوات البحرية المشتركة في هذه المناسبة “إسرائيل هي واحدة من أكثر شركائنا البحريين قدرة، وهذه التدريبات تؤكد بشكل أكبر التعاون العسكري التاريخي الذي تم تحقيقه في السنوات الأخيرة التدريب والعمل معا يعززان الأمن والاستقرار البحريين الإقليميين “.

ومع ذلك، فإن هذا يترك سيناريو مرعبًا آخر متجذرًا محليًا تشعر واشنطن أنه ليس لديها علاج فعال له باستثناء دعوة نتنياهو أخيرًا إلى البيت الأبيض لتقديم توضيحات وتأكيدات

استنساخ الحرب الأهلية:

من المرجح أن تفقد إدارة بايدن نومها بسبب كابوس اندلاع حرب أهلية في إسرائيل 

سواء كان هذا هو الادعاء الهستيري لرئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت الذي قال للقناة البريطانية 4 نيوز إن «إسرائيل تدخل في حرب أهلية الآن» أو استطلاع حديث يظهر أن 58% السكان قلقون بشأن احتمال اشتعال واحد، هذا السيناريو بالتأكيد في أذهان الأمريكيين

لا عجب في أن القادة الأمريكيين بمن فيهم بايدن وأوستن ووزير الخارجية أنتوني بلينكين أصروا على أن «التغييرات الرئيسية في الديمقراطية التي يجب أن تدوم يجب أن يكون لها إجماع واسع قدر الإمكان تشعر واشنطن بالقلق من أن الحرب الأهلية في إسرائيل ستدعو على الأرجح أعدائها للانقضاض لكنه منزعج أكثر من مسألة القيادة والسيطرة على ما أسماه يائير لابيد، خلال فترة رئاسته للوزراء التي لم تدم طويلاً. «قدرات إسرائيل الأخرى

يجب أن ترى التسييس المتزايد لجيش الدفاع الإسرائيلي في شكل انتشار «رفض الخدمة» بين بعض الجماعات الاحتياطية الرئيسية للاحتجاج على الإصلاح القضائي لنتنياهو، على أنه دليل على كابوسه 

أثار لبيد الدهشة بالفعل عندما أعلن بمناسبة تنصيب رئيس جديد للجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية، في أغسطس الماضي، «هذه القدرات الأخرى تبقينا على قيد الحياة وستبقينا على قيد الحياة طالما أننا وأطفالنا هنا». ومضى يقول «مصير شعب إسرائيل في الأيدي الصحيحة

ربما كان يود أن يثني ببساطة على الحاضرين (وغيرهم) لجهودهم اليومية للحفاظ على “القدرات الأخرى وحمايتها

ومع ذلك، من الطبيعي أن ينشأ سؤال حول من كان «يديه» يلمح إلى حماية مصير إسرائيل وما هي مسؤولياتهم وسلطتهم ؟

لا ينبغي أن يكون هناك شك في إسرائيل في أن الدعوة (المتأخرة) لنتنياهو إلى البيت الأبيض تهدف، من بين أمور أخرى، إلى مناقشة هذه الطوارئ المروعة ربما خلال مباراة فردية، غير رسمية، في المكتب البيضاوي. وإلا فلن تكون هناك دعوة

ومع ذلك، يبدو أن نتنياهو غافل عن مخاوف واشنطن. استغل رئيس الوزراء جهود بايدن لدعم الموقف الرادع للولايات المتحدة في المنطقة، من بين أمور أخرى، لحماية إسرائيل في وقت الأزمة، لدفع أجندته

بالنظر إلى أن المظلة الاستراتيجية الأمريكية قد انتشرت بشكل ملحوظ لتحذير أعداء إسرائيل من محاولة استغلال “ضعفها “يمكن لنتنياهو الآن المضي قدمًا في إصلاحه القضائي من أجل ترسيخ قبضته على السلطة وتهدئة أعضاء ائتلافه المتطرفين دون قلق من أنه بذلك سيؤدي إلى تفاقم الأزمة داخل إسرائيل وهذا يُصب لصالح أعداء إسرائيل.

الكاتب : أفيغدور هاسيلكورن محلل استراتيجي ومؤلف كتب ومقالات حول قضايا الأمن القومي.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

20240420_143456

استهداف مخيم نور شمس يندرج ضمن مخطط التهجير ويتطلب تدخل دولي لحماية المخيمات

استهداف مخيم نور شمس يندرج ضمن مخطط التهجير ويتطلب تدخل دولي لحماية المخيمات    المحامي …