الرئيسية / الآراء والمقالات / فوزي علي السمهوري يكتب : إجتماع الأمناء العامين…تحديات وأهداف… المطلوب لنجاحه… والفشل ممنوع ؟

فوزي علي السمهوري يكتب : إجتماع الأمناء العامين…تحديات وأهداف… المطلوب لنجاحه… والفشل ممنوع ؟

فوزي علي السمهوري

إجتماع الأمناء العامين…تحديات وأهداف… المطلوب لنجاحه… والفشل ممنوع ؟ 

  د فوزي علي السمهوري

  يكتسب إجتماع أمناء عام الفصائل الفلسطينية تلك المنضوية تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية وخارجها أهمية خاصة في ظل مرحلة من أخطر المراحل التي تشهدها القضية الفلسطينية من حيث : 

  أولا : التوقيت والمكان 

 ثانيا : التحديات

 ثالثا : الأهداف

  التوقيت والمكان : 

  جاءت دعوة الرئيس محمود عباس لعقد إجتماع قادة الفصائل الفلسطينية بالقاهرة في 30 /7 /2023 لما لها من دور خاص بحكم الموقع الجيوسياسي مع القضية الفلسطينية تاريخيا وجوارها مع قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس إثر الحسم العسكري وفقا لوصفها منذ عام 2007 . 

  يأتي هذا اللقاء القيادي بخضم تصاعد الهجمات والإقتحامات والإعتداءات الإرهابية الإسرائيلية على المدن والقرى الفلسطينية ومن اشدها الهجوم الواسع والشامل الاخير على جنين ومخيمها الصامد الذي لقن العدو الإسرائيلي العنصري هزيمة نكراء :

  * بصمود الشعب الفلسطيني المناضل والمقاوم لقوات المستعمر الإسرائيلي من أجل الحرية والإستقلال منذ إنطلاقة الثورة الفلسطينية بقيادة حركة فتح بالأول من كانون الثاني لعام 1965.

  * وتجذره بالإنتماء إلى قريته ومدينته ووطنه التاريخي فلسطين وإرادته الراسخة بالبقاء الصمود في منزله وقريته ومدينته مهما بلغ شدة وحدة ووحشية العدوان الإسرائيلي الإرهابي ومهما بلغت التضحيات . 

   التحديات :

  تواجه القضية الفلسطينية مرحلة من أخطر مراحل مشروع الحركة الصهيونية التي تعمل وكيلا واداة لقوى الإستعمار العالمي بأشكاله وعناوينه المختلفة العسكرية والسياسية والإقتصادية والثقافية الهادف إلى تصفية القضية الفلسطينية بتابيد إحتلالها الإستعماري الإحلالي لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا ومن العمل على تقويض حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وتحويل عنوان الصراع من البعد الوطني والسياسي لشعب يعاني من إحتلال إستعماري اجنبي يناضل ويقاوم من أجل حريته وإستقلاله إلى بعد إنساني معيشي متبعا ومعتمدا سياسة ممنهجة بدعم أمريكي واوربي لتحقيق أهدافه ومخططاته الإستعمارية الإرهابية تتمثل في تحديات عديدة منها :

 أولا : المضي بعنجهية بتصعيد والتوسع بسياسة مصادرة الأراضي لبناء قواعد إنطلاق لميليشيات وعصابات إرهابية ” مستوطنات” دون إكتراث بل بإنتهاك صارخ لمبادئ وميثاق الأمم المتحدة وقراراتها وللقانون الدولي ولإتفاقيات جنيف التي تحظر إجراء اي تغيير جغرافي وديموغرافي وتشريعي في الأراضي الفلسطينية كونها أرض محتلة وفقا للشرعة الدولية وللقررات الدولية ولقرار محكمة لاهاي الصادر عام 2004 .

  ثانيا : دعم وحماية وتمكين عصابات المستوطنين الإرهابية من إقتحام وحرق للمنازل الآمنة وتدمير المزارع والاعتداء على المواطنين وإطلاق النار بتهديد لحق الحياة إضافة إلى تدمير سبل الحياة والمعيشة والاستيلاء على الأراضي وخاصة المرتفعات والخصبة منها والتي تندرج جميعها تحت عنوان رئيس حرب تطهير عرقي وحرب إبادة بحق الشعب الفلسطيني .

  ثالثا : إستهداف إرادة الشعب الفلسطيني بالصمود والنضال بكافة الوسائل المكفولة دوليا من أجل الحرية والإستقلال والتحرر من بطش وجرائم العدو الإسرائيلي الإستعماري الإحلالي عبر الإمعان في التوسع وتصعيد سياسة الإعتقالات الإدارية وتنفيذ عمليات مستمرة لإعدامات خارج القانون لأطفال ونساء وشباب وشيوخ بهدف دفعهم للهجرة خارج وطنهم التاريخي تجسيدا لمخططهم بتهويد فلسطين أرضا ومقدسات إسلامية ومسيحية .

  رابعا : فرض أمر واقع يتناقض كليا ليس مع القرارات الدولية ذات الصلة فحسب بل عبر الإنقلاب والتنصل نهائيا من الإلتزامات المترتبة على العدو الإسرائيلي وفق إتفاق اوسلو الذي إعترفت بموجبه ” إسرائيل ” ان الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة أرض محتلة وليس أرضا متنازعا عليها وإنقلابا على المادة الثالثة من المعاهدة الأردنية الإسرائيلية التي بينت الحدود الدائمة بين الأردن و ” إسرائيل ” دون المساس بوضع اي أراضي وقعت تحت سيطرة الحكم العسكري الإسرائيلي عام 1967 اي الضفة الغربية من نهر الأردن والتي كانت عند ذاك جزءا من المملكة الأردنية الهاشمية .

  خامسا : إستهداف الشرعية الفلسطينية الممثلة في منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بهدف تقويض دورها الوطني والسياسي كإطار ممثل للشعب الفلسطيني في الأمم المتحدة ومؤسساتها وعلى الصعيد الدولي ببعديه الرسمي والبرلماني والحزبي والشعبي والتي تودي لتعرية وفضح جرائمها بحق الشعب الفلسطيني وإيصال قضاياه إلى المحكمة الجنائية الدولية ولمحكمة لاهاي لمحاكمة قادة سلطات الإحتلال الإسرائيلي الإستعمارية أمام القضاء الدولي .

  الأهداف :

  بناءا على ما تقدم من توقيت وتحديات تواجه المشروع الوطني الفلسطيني يمكن للمتابع والمحلل السياسي إستخلاص الأهداف من وراء دعوة الرئيس الفلسطيني السيد محمود عباس لعقد إجتماع لامناء عام الفصائل الفلسطينية بهدف الإتفاق على رؤية وطنية شاملة ولتوحيد الصف الفلسطيني والمشاركة الفعلية في وضع إستراتيجية وطنية شاملة تعكس امال وطموح وأهداف الشعب الفلسطيني بكل مكوناته داخل الأرض المحتلة وخارجها بالحرية والإستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة عام 1948 وهذا يعني ويتطلب ويستدعي من قادة الفصائل الفلسطينية التصدي للمشروع الإستعماري الإسرائيلي المدعوم امريكيا واوربيا ومواجهته عبر : 

• تشكيل جبهة دولية عريضة داعمة لحقوق الشعب الفلسطيني بالنضال حتى نيل الحرية والإستقلال . 

• مواجهة المخطط الإستعماري الإسرائيلي الهادف إلى تابيد إحتلاله الإرهابي الإحلالي لاراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا وقطع الطريق على تطلعات الشعب الفلسطيني بالحرية وإقامة دولته المستقلة وهذا ما صرح به مؤخرا مجرم الحرب نتنياهو أمام لجنة الخارجية والأمن بالكنيست عبر تبني وإتباع الوسائل والآليات المتاحة والمكفولة دوليا أسوة بنضال باقي شعوب العالم التي تصدت وواجهت قوى الإحتلال الأجنبي لبلدانهم دون إستثناء بما في ذلك الشعب الأمريكي وشعوب دول أوربية .

المطلوب لنجاح إجتماع القاهرة :

  الشعب الفلسطيني يعول كثيرا على نجاح إجتماع القاهرة الذي يتطلب من قادة الفصائل :

  أولا : وضع نصب أعينهم تجسيد القرار الفلسطيني المستقل والتحرر من اي تاثيرات إقليمية او دولية وما يرافقها من ضغوطات فحرية فلسطين الأساس والأهم .

  ثانيا : الإجماع على عنوان الصراع المتمثل بالتخلص من نير المستعمر الإسرائيلي الإرهابي وهذا يعني التسلح بقوة الحق وقوة الشرعة الدولية وحق النضال مدعومين من أحرار العالم دولا وشعوبا من أجل الحرية والإستقلال .

  ثالثا : إجهاض مخطط سلطات الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي بإحداث فتنة ونزاع مسلح بين أبناء الشعب الفلسطيني تحت ذرائع مختلفة تهدف بكليتها إلى إجهاض وتقويض المشروع الوطني الفلسطيني بالحرية وهذا يتطلب موقفا جمعيا بتحريم الدم الفلسطيني من حيث المبدأ اولا وإلتزاما سياسيا وادبيا ووطنيا بالعديد من قرارات المجلس الوطني الفلسطيني بدوراته المتعاقبة .

  رابعا : ترجمة تحريم الدم الفلسطيني إلى تعبئة جماهيرية للكل الفلسطيني على المستويات كافة في البيت وفي التعليم وفي الإعلام بكافة أشكاله وبوسائل التواصل الاجتماعي وبكل مؤسسة حزبية ومجتمع مدني وإتخاذها إستراتيجية لتربية الأجيال المتعاقبة .

  خامسا : تجميد كافة الخلافات وتغليب تصعيد المقاومة الشعبية في مواجهة ومقاومة قوات المستعمر العدواني الإسرائيلي وميليشياته من عصابات المستوطنين في كافة مناطق الإحتكاك مع قوات المستعمر العدواني الإسرائيلي ودفاعا عن الشعب ومدنه وقراه . 

  سادسا : تعزيز التواصل مع الجاليات الفلسطينية والاقاليم الخارجية المنتشرة في دول العالم بهدف تفعيل دورها كجهة اتصال وتواصل مع مجتمعها ومع نظرائها من قوى واحزاب سياسية ومجتمعية لحشد دعم جماهيري وسياسي يكفل توجيه رأي عام ضاغط على حكوماتها للإنتقال بدعمها لحق الشعب الفلسطيني بالحرية والإستقلال من المربع النظري إلى المربع العملي وإتخاذ مواقف عملية عقابية على الكيان الإستعماري الإسرائيلي الذي يرفض تنفيذ أي من القرارات الدولية .

  الشعب الفلسطيني على ثقة بأن إجتماع القاهرة يوم الأحد القادم الموافق 30 تموز سيخرج بنتائج عملية وفق برنامج عمل نضالي وطني يلمس نتائجه على الأرض الشعب الفلسطيني الذي يئس من الكلام والبيانات والمناشدة ….

  مقاومة الشعب الفلسطيني بكافة الوسائل يجب أن لا تكن موسمية بل ترجمة لاليات مؤلمة للعدو الإسرائيلي الذي يمعن ويتمادى بإرتكاب جرائمه وتحديه لإرادة المجتمع الدولي وقرارات الداعية لإنهاء إحتلاله الإرهابي الإستعماري للدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا وعاصمتها القدس الشريف……

  دعم منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني واجب على كل تنظيم فلسطيني يلتقي او يختلف مع الإستراتيجية الرسمية التي أقرها المجلس الوطني الفلسطيني والمجلس المركزي بدوراته خاصة أن لا خلاف بين الفصائل المنضوية تحت لواء م ت ف ومع حماس من خارجها على الهدف المرحلي بإقامة دولة فلسطينية بعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 َ وهذا لا يعني تنازلا او إلغاءا لقرار التقسيم الظالم رقم 181 بحق الشعب الفلسطيني الذي ابقى 45 ٪ من مساحة فلسطين للدولة العربية الفلسطينية والصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة مما يتطلب من إجتماع القاهرة العمل على إستصدار قرار ملزم متبوع بالتنفيذ الفوري ينهي الإنقسام السياسي والجغرافي بين الضفة الفلسطينية وقطاع غزة الناجم عن لجوء حماس لما اسمته بالحسم العسكري منذ عام 2007 والذي الحق ضررا بالغا بالمشروع الوطني الفلسطيني وإتخذته أمريكا وربيبتها ” إسرائيل ” ذريعة لعدم إنهاء الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا…..؟ !

  أمناء عام الفصائل يتحملون المسؤولية النضالية كشركاء متضامنين موحدين نحو هدف واحد وشعار واحد في مواجهة التحديات والمؤامرات الإسروامريكية التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية

   ” فلنعمل معا تحت إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني حتى الحرية والإستقلال وإنهاء الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي العنصري لاراض الدولة الفلسطينية المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف بإذن الله تعالى ” …… ؟

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الرحيم جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
رئيس اللجنة الشعبية في الرياض

د عبد الرحيم جاموس يكتب : ثورة الطلاب العالمية فلسطين تنتصر

ثورة الطلاب العالمية فلسطين تنتصر… احتجاجات الطلاب : من جامعة كولمبيا في أمريكا إلى طلاب …