عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين
عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين
الرئيسية / الآراء والمقالات / د جمال ابو نحل يكتب : جريمة حرق المصحف الشريف بالسويد في عيد الأضحى المبارك

د جمال ابو نحل يكتب : جريمة حرق المصحف الشريف بالسويد في عيد الأضحى المبارك

عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين
عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين

جريمة حرق المصحف الشريف بالسويد في عيد الأضحى المبارك

” استأسد الحمل ، لما استنوق الجمل..! 

كنا أمُة عزيزه بالإسلام، يُحَسب لها ألف حساب؛ فلما ابتغينا العزة بغير الإسلام أذلنا الله!؛ مما جعل خنازير الأرض الأنجاس، وشذاذ الأفاق، وكلاب النار، من أبناء السفاح لا النكاح، من بعض الكُفار الفُجار بالاعتداء على أعظم، وأقدس مُقدسات المسلمين، كتابُ ربنا الحق الظاهِر المبين، المنزل من فوق سبع سماوات من الله رب العالمين “القرآن الكريم”، كتاب الله جل جلاله.

 صُدِّم العرب، والمسلمين في أول أيام عيد الأضحى المبارك بما فَعلهُ دَعِّيٌ فاجر كافر مُجرم، مدعوم بحماية رسمية من الحكومة، والشرطة السويدية الكافرة الفاجرة العاهرة!؛ فقام ِذلك: الزنديق عُتِل زَنِّيِمْ جواظ مُسَتَكْبِر بِتدنيس المصحف الشريف، وإهانته، وحرقهِ، وتمزيقه!!؛ وإن مثل هذا الفِّعِل المُشين المُهين إن فعله حتى لو كان مُسلم فقد كَفر، كُفَر أكبر مُخرج من الملة، ويجب إقامه الحد عليه من الحاكم المُسلم؛ فكيف إن فعل ذلك الفعل الإجرامي جَعَسُوسْ زنديق فاجر كافر هو أحقر حتي من شعره نَجِسة في مُؤخرةِ خنزير قَذِر!!. يقول الخطيب الشربيني رحمه الله: “يجب استتابة المرتد، والمرتدة قبل قتلهما؛ ومن أهان المصحف؛ فقد وقع في الردة باتفاق الفقهاء؛ لقوله تعالى: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ”. يقول الإمام النووي رحمه الله: “وأجمعت الأمة على وجوب تعظيم القرآن على الإطلاق وتنزيهه، وصيانته وأجمعوا على أن من استخف بالقرآن الكريم، أو بشيء منه، أو بالمصحف، أو ألقاه في قاذورة، أو كذَّب بشيء مما جاء به من حكم أو خبر، أو نفى ما أثبته، أو أثبت ما نفاه، أو شك في شيء من ذلك، وهو عالم به فقد كفر”!. أين كنُا؟، وأين صِرنا؟، من القمة إلى ذيل القافلة يا أمُة فيها من الحُكَام النيام، اللئام؛ من الذين صمتوا لأكثر من مرة على جريمة تدنيس كتاب الله جل جلاله، ولم يحركوا ساكنًا، ولم يتم سحب السفراء العرب والمسلمين فورًا من السويد أو فرنسا، وطرد السفراء السويديين من البلاد العربية والإسلامية، وتهديد تلك الدول الكافرة. وللأسف فإن حال أغلب الشعوب العربية الإسلامية ليست أحسن حالاً من الحكام!؛ لأنهم شاهدوا الفعل المشين بتدنيس كتاب رب العالمين، ولم يغضب لأجل دينه، ونرى البعض يغضب لكُرة القدم أكثر من غضبه لتدنيس كتاب ربه ومولاه؛ ورحم الله زمانًا كانت فيه الغَلبَة، والعِزة، والكرامة للإسلام والمسلمين، ونكتفي بمثال واحد من ذلك الزمان الماضي العاطر، وبالخيرِ ماطر: “في العام 782 عقدت هدنة بين الطرفين أقرت مَلِكة الروم إيرين – التي سبقت نقفُور- بموجبها دفع جزية سنوية للعباسيين، وظلت تدفع الجزية إلى أن ماتت؛ وحين خلفها نقفور في عام 802، أرسل رسالةً إلى هارون الرشيد الخليفة العباسي يطالبه برد الجزية التي دفعتها إيرين، فبعث له يقول “من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب، أمَّا بَعْدُ؛ فإنَّ الملكة التي كانت قبلي أقامتك مقام الرُّخِّ، وأقامت نفسها مكان البيدق، فحملت إليك من أموالها ما كنتَ حقيقاً بحمل أضعافها إليها، لكنَّ ذلك ضعفُ النساء وحمقهن، فإذا قرأت كتابي هذا فأردُد ما حصل لك من أموالها، وَافْتَدِ نفسك بما تقع به المصادرة لك، وإلا فالسيف بيننا، وبينك”.!!؛ فلما قرأ الخليفة هارون الرشيد رحمه الله الكتاب استشاط غضباً، فأرسل رسالته الشهيرة التي خلدها التاريخ الإسلامي، إذ كُتِبَ على ظهر رسالة نقفور: “بسم الله الرحمن الرحيم، من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم؛ قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة، والجواب ما تراه دون ما تسمعه والسلام”.. وفي العام 803 خرج هارون على رأس جيش قوامه 135 ألف مقاتل، حتى وصل إلى هرقلة –محافظة قونية التركية حالياً-، وهناك دارت معركة “نيكوبلوس” التي انهزم فيها نقفور واضطر لدفع الجزية تماماً مثلما كانت تفعل الملكة التي سبقتهُ في الحُكم. 

إن حادثة حرق المصحف الشريف من متطرف خنزير سويدي نجس نسخة من المصحف الشريف في العاصمة ستوكهولم، يوم الأربعاء الماضي في عيد الأضحى المبارك؛؛ حيث مزّق الزنديق المتطرف سلوان موميكا (37 عاما) ذو الأصول العراقية نسخة من المصحف، وأضرم النار فيها عند مسجد ستوكهولم المركزي، بعد أن منحته الشرطة السويدية الكافرة تصريحا بتنظيم الاحتجاج إثر قرار قضائي، وحشي!!؛؛ يعتبر جريمة نكراء لا تغتفر. ويجب أن لا يمُر إحراق المصحف مرور الكرام؛ لأن ذلك الفعل المشين هو جريمة بشعة عنصرية، وليست حرية، وهو توحش فردي مدعوم من الجهات الرسمية الفاجرة العنصرية، ولا ينبغي السكوت عنهُ أبدًا؛ وذلك يعتبر عدوان شامل على كُل أبناء الأمة العربية، والإسلامية، وانتهاك فاضح لحرية الدين، والمعتقد!؛ وللعلم فإن تلك الواقعة الإجرامية ليست الأولى من نوعها في بلد الكفر السويد، والتي توحشت فصارت تسلِب، وتنهب الأطفال من أبناء اللاجئين العرب، والمسلمين في السويد عنوة؛ ولذلك يتوجب على كل الحكام العرب. والمسلمين أن يهبوا هبة رجل واحد، وينتفضوا انتفاضة الأسد الهصُور ويعيدوا للأمة العربية، والإسلامية مجدها، وسؤددها وكرامتها، وأن ينصروا دين الله، وكتابه العظيم القرآن الكريم، وعلينا جميعًا أن نفيق للخروج من هذا النفق المُظلِم فلا عزة، ولا كرامة للأمة العربية والإسلامية إلا بتطبيق شرع ربها، وسنة نبيهِ صلى الله عليه وسلم، والتَوحَد، ونبذ الخلاف، ورص الصفوف؛ يقول سبحانه، وتعالى: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً)وصدق الشاعر حينما قال: ” تأبى الرِّماحُ إذا اجتمعنَّ تكسُّراً … وإذا افتــــرقَنّ تكــسّرتْ آحادا “.

الباحث، والكاتب، والمحاضر الجامعي، المفكر العربي، والمحلل السياسي

الكاتب الأديب الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل

عضو نقابة اتحاد كُتاب وأدباء مصر، رئيس المركز القومي لعلماء فلسـطين

رئيس مجلس إدارة الهيئة الفلسطينية للاجئين، عضو مؤسس في اتحاد المدربين العرب

عضو الاتحاد الدولي للصحافة الإلكترونية

dr.jamalnahel@gmail.com

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : اجتياح رفح واستمرار المجازر وسفك الدم الفلسطيني

  اجتياح رفح واستمرار المجازر وسفك الدم الفلسطيني بقلم  :  سري  القدوة الثلاثاء  30 نيسان …