الرئيسية / الآراء والمقالات / عائد زقوت يكتب : قبل أنْ يُقَرع الجرس

عائد زقوت يكتب : قبل أنْ يُقَرع الجرس

عائد زقوت

قبل أنْ يُقَرع الجرس

عائد زقوت

ليس بِدَعًا من القول أنّ قدرة الشعب الفلسطيني على المواجهة والصمود والتحدي فاقت ما قصّه القاصّون أوسطّرته الأساطير ولو كان البحر مِدادًا لها، و إنّ استمراره في هذا السبيل لن ينقطع، وليس بحاجة للتأكيد والبحث عن الأدلة لإثباته فهي واقع حال لا كلام فما قدمته الأجيال المتعاقبة من تضحيات على صعيد الأفراد والحركات والفصائل، خير شاهد على ذلك، فدماء الشهداء والجرحى أبرأت الأعمى إلا من أبى .

قدرة الشعب الفلسطيني على استيعاب الضربات القاسية البربرية الفاشية التي لا تميز بين المقاتلين والمدنيين، ولا بين الأطفال والكبار، ولا بين الألوان بأصفرها وأخضرها وأسودها وأحمرها.. الخ، ليست بحاجة إلى التمحيص ولا التحصيص فهي علامة فارقة يمتاز بها شعبنا العظيم وعنوانا يُعرف به في أصقاع المعمورة.

من نوافل الكلم الحديث عن سادية الاحتلال وجرائمه وسعيه الدائم لتصدير أزماته الداخلية في أحيان كثيرة، والخارحية في أحيان أخرى للساحة الفلسطينية بغض النظر عن طبيعة تلك الأزمات أو أهدافها بحثًا عن انتصار معنوي، أو استثمار انتخابي، أو رسالة للاقليم، لكنّ المهم الهام والأهم متى نصنع الحدث ونضع حدًا لمفهوم أنّ الضفة وغزة مكبًا للنفايات السياسية لهذه الدولة المارقة .

أتى العدوان على غزة في ظلال الذكرى الخامسة والسبعين لنكبة فلسطين وشعبها ليعبر الشعب مرة تلو الأخرى بتضحياته الجسام وبتشبته بأرضه رفضه ومقاومته للبطش والسلوك الإجرامي لدولة العصابات، وتمسكه بحقه في إقامة دولته المستقلة على تراب وطنه المغتصب .  

استمرار الشعب في تصديه للاحتلال وآلآته الغاشمة وصموده على هذا الطريق ليس غاية يبتغيها ولا يسعى لتجسيدها، إنما يُعَمِد بها قواعد وجسور دولته وعودته وانهاء شتاته.

نتائج هذه الجولة من التصعيد المنفلت في ظل التشكل العالمي الجديد يدعو الكل الفلسطيني وفي المقدمة منه مؤسساته الرسمية وفصائله الفاعلة إلى استدارة واعية لاستثمار تضحيات الشعب وتوجيهها في مسار الحرية والاستقلال، والكف عن سؤال الكفيف عن الألوان، قبل أن يُقرع الجرس وليس لنا يد فيه ويفوت الآوان، ونضحى جميعًا في خبر كان .

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الرحيم جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
رئيس اللجنة الشعبية في الرياض

د عبد الرحيم جاموس يكتب : تأمُلات…!

تأمُلات…! باتت المدينةُ تحتَ حكمِ ثلاثِ قِديسات .. هّنَّ: القديسةُ اضطِهاد… القديسةُ تَزَّمت… القديسةًاشمِئزاز.. (يشعرُ …