الرئيسية / الآراء والمقالات / علي ابوحبله يكتب : حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة والمستوطنين يدفعون للحرب الدينية

علي ابوحبله يكتب : حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة والمستوطنين يدفعون للحرب الدينية

رئيس تحرير افاق الفلسطينيه
رئيس تحرير افاق الفلسطينيه

حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة والمستوطنين يدفعون للحرب الدينية

المحامي علي ابوحبله

تواصل دولة الاحتلال مساعيها الحثيثة لفرض واقع جديد في المسجد الأقصى من خلال تغيير معادلة الطقوس والشعائر الدينية المقامة بداخله، كإحدى الأدوات المستخدمة لطمس هويته المقدسة واستبدالها بأخرى ذات طابع يهودي صهيوني، غير معنية بمشاعر ملايين المسلمين والعرب المُستفزة من خلال تلك الممارسات.

فقد اقتحمت قوات الاحتلال بعد منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء، المسجد القبلي واعتدت على المصلّين المعتكفين في المسجد لإفراغه، وتم تسجيل مئات الإصابات بالرصاص المطاطي ، وقال شهود عيان ان حريقا اندلع داخل المسجد القبلي جراء إلقاء قوات الاحتلال القنابل الدخانية

في سياق متصل، أغلقت قوات الاحتلال طريق ألواد في البلدة القديمة، وكثفت من تواجدها في أحياء البلدة ، تزامنا مع بدء عيد الفصح اليهودي اعتبارا من غروب شمس غد الأربعاء ويستمر حتى 12 من شهر نيسان/أبريل الجاري.

وكانت جماعات الهيكل المزعوم قد دعت إلى اقتحام المسجد الأقصى بالتزامن مع بداية الفصح، وقد شهد هذا العام دعوات مكثفة لذبح قرابين العيد داخل باحات المسجد الأقصى ، ورصدت حركة “عائدون لجبل الهيكل” المتطرفة مكافأة قدرها 20 ألف شيقل للمستوطن الذي يتمكن من ذبح “قربان الفصح” داخل الحرم القدسي. كما رصدت الحركة مبلغ خمسة آلاف شيقل لأي مستوطن يتم اعتقاله أو منعه من إدخال القربان إلى الحرم القدسي.

ونشر الحاخام الإسرائيلي لليهود الشرقيين، يتسحاق يوسف، الثلاثاء، مذكرة تمنع المصلين من زيارة الأقصى، لأنه “انتهاك صارخ للقانون اليهودي”. ويتزامن عيد الفصح هذا العام مع شهر رمضان حيث يشهد الأقصى حشودًا غفيرة من المصلين للصلاة في المسجد الأقصى

وحشدت الجماعات المتطرفة لتنفيذ اقتحامات جماعية واسعة للمسجد الأقصى المبارك، اعتباراً من فجر يوم الأربعاء ، للاحتفاء بمناسبة ما يسمى “عيد الفصح اليهودي .

  إن قيام قوات الاحتلال الصهيوني التعدي على المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى و طردهم بالقوة لتمكين اليهود المتطرفين من اقتحام المسجد الأقصى وإقامة صلواتهم التلموديه في ساحات المسجد الأقصى المبارك خرق فاضح لكافة القوانين والمواثيق الدولية واعتداء على الحرمات ألمقدسه للمسلمين 

وعلى وقع تنديد العديد من الدول العربية والاسلاميه و الفصائل الفلسطينية بعملية الاعتداء على المرابطين والمرابطات واقتحام قوات الاحتلال للمسجد الأقصى الذي يعد تصعيد خطير يتهدد الأمن والسلم الدولي ؛ فقد كثفت ما يسمى “جماعات الهيكل”، المزعوم، حشد أنصارها المتطرفين لتنفيذ اقتحام واسع “للأقصى” على مدى الأيام القادمة ، بما ينذر بمزيد من الاقتحامات والانتهاكات الإسرائيلية خلال تلك الفترة العصيبة على المسجد، في إطار سياسة تهويده.

وتستغل حكومة الاحتلال، “الأعياد اليهودية” المزعومة للتصعيد في القدس المحتلة، عبر تبرير الاقتحامات وإغلاق منافذ المدينة وعزلها عن محيطها وتحويلها إلى ثكنة عسكرية، ومنع دخول أبناء الشعب الفلسطيني لها، وقمع المصلين والمرابطين والاعتداء عليهم، وتوفير الحماية الأمنية للمستوطنين لاستباحة المكان وأداء طقوسهم التلمودية، وفرض وجودهم داخل المسجد.

وبدأت الجماعات اليهودية المتطرفة، منذ الأسبوع الماضي، بالتحضير للاقتحامات والترويج لها من خلال حملات إعلانية واسعة النطاق وتنشط في العيد “منظمات الهيكل”، مثل “نساء لأجل الهيكل”، “طلاب لأجل الهيكل”، “برنامج هليبا التوراتي”، و”اتحاد منظمات الهيكل” بدعوة المستوطنين للمشاركة الواسعة في اقتحامات مكثفة ومستمرة للأقصى، بذريعة إقامة طقوس وشعائر تلمودية للاحتفال بما يسمى “عيد الفصح ”، الذي يعد، في منظورهم، من أكثر الأعياد والمواسم اليهودية المزعومة ارتباطًا “بالهيكل” المزعوم، من ناحية الرواية التوراتية المزيفة.

الجماعات المتطرفة تحاول توظيف المناخ السياسي والتوجهات المتطرفة للحكومة الإسرائيلية التي يرئسها نتنياهو بائتلافه اليميني الفاشي وتحالفاته مع المتطرف يتمار بن غفير وسومتيرش ، لتكريس برامجها ورؤيتها التهويدية لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى وفرض قواعد جديدة تمكنهم بصورة رسمية من أداء طقوس تلمودية بصورة علنية والدفع قدماً بمخطط التقسيم ألزماني والمكاني للمسجد الأقصى.

لا يمكن قراءة العجرفة الإسرائيلية بحق المقدسات الفلسطينية والت غول المستمر لقوات الاحتلال ومستوطنيه – الذي تفاقم خلال الآونة الأخيرة – على حقوق الشعب الفلسطيني ، وتشكل خرق فاضح للاتفاقات المعقودة مع الأردن بشأن الوصاية الهاشمية على المقدسات في مدينة القدس ، بمعزل عن شعور الطمأنة الذي تسلل إلى صانع القرار الإسرائيلي حيال أي رد فعل إقليمي ودولي إزاء تلك الانتهاكات، ومن باب “من أمن العقاب أساء الأدب” لا تشعر دولة الاحتلال بأي غضاضة في تصعيد انتهاكاتها بحق الفلسطينيين والمقدسات الاسلاميه فيها ، يقينًا منها أن رد الفعل لا يتعدى بيانات الشجب والإدانة

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : كرة ثلج الحراك الطلابي

نبض الحياة كرة ثلج الحراك الطلابي عمر حلمي الغول ما بين المكارثية الأميركية ونازية نتنياهو …