الرئيسية / الآراء والمقالات / علي ابوحبله يكتب : الرجال المناسب في المكان المناسب

علي ابوحبله يكتب : الرجال المناسب في المكان المناسب

رئيس تحرير افاق الفلسطينيه
رئيس تحرير افاق الفلسطينيه

الرجل المناسب في المكان المناسب

المحامي علي ابوحبله

مقولة قديمة ومتداولة كثيراً على الألسن وفي الإعلام وفي الغرف المغلقه وهذه المقوله من أهم المقولات في تاريخ البشرية قاطبة، وهي كلمة السر في نجاح الدوله ومؤسساتها بشكل عام ومؤسسات المجتمع المدني على وجه التخصيصى دولة ومعاناة ما يعاني منه مجتمعنا واسباب تأخرنا وانحدارنا الحضاري يرجع إلى نظرتنا السطحية لهذه المقولة، ولم تتقدم الدول الحضارية إلا عندما طبقت حرفياً هذه المقولة.

عدم تطبيق هذه المقولة يؤدي إلى فقدان أصحاب الموهبة والكفاءة مكانتهم، ويؤدي إلى تبذير في الوقت والمال، وإهدار الإمكانيات والخبرات وسوء استغلال الطاقات وفقدان القدرة على النهوض بالمؤسسات التي تزداد سوءا ، وهذا يأتي نتيجة المحاباة والعلاقات الشخصية التي تتسبب في اختيار بعض الأشخاص ليشغلوا مناصب ومسؤوليات أكبر من قدراتهم وهم بالاساس غير اهل لهذه المهام والمناصب الموكولة لهم 

لقد سادت كثيرا من مواقع العمل وخصوصا الحكومية في معظم بلداننا هذه الظاهرة فأدت إلى تحطيم بطيء وتبديد لثروات وضياع لكفاءات كثيرة يمكن أن تكون سببا في التقدم والتطور خلال مدة أقصر بكثير من سنوات تضييع الإمكانيات بواسطة الأشخاص غير المناسبين في الأمكنة غير المناسبة.

لو أخذنا دولة متقدمة وحللنا أسباب تقدمها سنخرج بأسباب كثيرة، وكان تطبيق مقولة الرجل المناسب جزءا مهما وجوهريا في تقدمهم والعكس صحيح، لأن الحقيقة أن الفجوة الحضارية والتكنولوجية والفارق الهائل بين الدول المتقدمة والدول المتخلفة يعود في جزء منه إلى تطبيق هذه المقولة.

ان التطبيق العادل لمقولة “الرجل المناسب في المكان المناسب”، لهذا أجمع العلماء على أن قضية عدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب هي من أهم عوامل تخلف المؤسسات وانحدارها وتحولها لبؤر وحواضن للفساد بسبب جهل القائمين عليها وضعفهم ، وهنا لا بد من الاهتمام وانقاذ ما يمكن انقاذه البدء بتطبيق مبدأ الرجل المناسب على ذاتها أولا، والحرص على تطبيقه في عالم السياسة والإدارة، تحقيقاً للعدالة، وتلبية لطموحات الإنسان العربي.

ففي بلدان العالم الثالث تظل الجهة والقبيلة والفئويه والمكاسب والمغانم من الحقائق التي يتعامل معها ولاة الأمور، حيث إن المناصب تتوزع حسب مصالح آنية ومصالح فئويه لتحقيق المكاسب والمغانم الذي يسعى البعض لتحقيقها على حساب الصالح العام 

لقد حث الرسول -عليه الصلاة والسلام- في العديد من الأحاديث النبوية على ضرورة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب لدرء الكثير من المفاسد عن الأمة والمجتمع الإسلامي، مستشهداً في قوله -صلوات الله وسلامه عليه- “إذا ضُيّعت الأمانة فانتظر الساعة، قال: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: إذا أسند الأمر إلى غير أهله”.

قال الشاعر:

وراعي الشاة يحمي الذئب عنها

فكيف إذا الرعاة لها هم الذئاب وسلامتكم

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الرحيم جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
رئيس اللجنة الشعبية في الرياض

د عبد الرحيم جاموس يكتب : ثورة الطلاب العالمية فلسطين تنتصر

ثورة الطلاب العالمية فلسطين تنتصر… احتجاجات الطلاب : من جامعة كولمبيا في أمريكا إلى طلاب …