الرئيسية / الآراء والمقالات / خالد ابو غنام يكتب : قراءة نقدية لكتاب: النضال الفلسطيني الخفي

خالد ابو غنام يكتب : قراءة نقدية لكتاب: النضال الفلسطيني الخفي

خالد غنام

قراءة نقدية لكتاب: النضال الفلسطيني الخفي: دراسة حوارية مع الفلسطينيين في تل ابيب للباحث الاسكتلندي اندرياس هاك

صدر الكتاب الصيف الماضي ٢٠٢٢

بقلم خالد غنام- استراليا 

الباحث اشتراكي ثوري من نوع خاص له اهتمام واسع بالقضية الفلسطينية وقد اصدر عدة ابحاث عن أثر الاحتلال الصهيوني على الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للفلسطينيين، وقام بعدة أبحاث عن فلسطيني الداخل ودرس مناطق محددة مثل قرى نابلس. 

في هذا الكتاب الرائع يجمع معاناة متنوعة للفلسطينيين في تل ابيب 

معاناة بسبب العنصرية المتصاعدة في مجتمع يركض نحو التطرف اليمني والانعزالية الدينية. مما يجعل حياة أكثر من ٤٠ ألف يافاوي (سكان الأصليين لمدينة يافا الفلسطينية) حياة صعبة وهي تزداد صعوبة مع مرور الوقت بسبب العنصرية المركبة من قوانين تمييز بينهم وبين الأكثرية اليهودية. وفي كتاب حوارات مع طلبة المدارس وأصحاب المحلات صغيرة وموظفون يعملون في شركات أصحابها يهود، ولكل منهم دمعة قهر لظلم المجتمع اليهودي والقوانين الإسرائيلية العنصرية. 

في كتاب هناك فصل كامل عن معاناة العمال الفلسطينيين (الذين يأتون من الضفة الغربية وقطاع غزة) بغض النظر ان كان وجودهم شرعي ام انهم دخلوا تهريب لتل ابيب ( الباحث يؤكد ان تهريب تقوم به مافيا يهودية معظمهم من يهود بولندا وينسقون مع الاجهزة الامنية الإسرائيلية) معاناة العمال الفلسطينيين في تل ابيب أساسها أنهم لا يمتعون بالحماية النقابية مما يفقدهم حقوق العمال ضمن القانون الاسرائيلي مما يعني أنهم يعملون ضمن منطق السوق السوداء بأجور متدنية وبدون طبابة او حق المطالبة بتعويضات اصابة العمل والاجازات؛ وهذا يجعل تضامن العمال اليهود معهم معدوم بسبب أنهم يوفروا بديل اقل اجر لأرباب العمل. 

وهناك أنواع أخرى من الفلسطينيين في تل ابيب منهم رجال اعمال فلسطينيين (الضفة الغربية وقطاع غزة) يحملون تصاريح الاقامة في تل ابيب وهو زبدة المجتمع الفلسطيني في تل ابيب ويعيشون حياة باذخة، وهم اكثر الفئات اندماج مع الإسرائيليين

وهناك نوع آخر من الفلسطينيين (الضفة الغربية وقطاع غزة) يحق لهم الإقامة في تل ابيب وهم فئة المتعاملين مع الاجهزة الامنية الاسرائيلية وحصلوا على حق الحماية في إسرائيل، بالغالب فأنهم عاطلين عن العمل ويعيشون على هامش المجتمع حيث انهم منبوذين من الفلسطينيين واليهود. وكذلك الأمر بأولئك الفلسطينيين (الضفة الغربية وقطاع غزة) الذين حصلوا على حق الحماية بسبب كونهم مثليين جنسيا، وهم بالغالب يعملون بالدعارة والملاهي الليلية وهم مندمجون في مجتمع المثليين اليهود. 

ويؤكد الباحث أن قانون الحماية الاسرائيلي يشمل على المتحولين دينيا إلا انه لم يصادف أي فلسطيني حاصل على حق الحماية الاسرائيلية بسبب تغيير دينه. 

ويعرض الباحث حياة مجموعة صغيرة من العائلات المختلطة التي حققت الزواج الكامل، الا ان الباحث يؤكد أن هناك نسبة من العمال الفلسطينيين (الضفة الغربية وقطاع غزة) لديهم صديقات اسرائيليات وأنهم يعيشون حياة غربية معهم رغم ان بعض الاسرائيليات أكدن بأنهن لا يرغبوا بالانجاب او اتمام الزواج. 

اما النوع الاخير من الفلسطينيين (الضفة الغربية وقطاع غزة) فهم المرضى الذين يتلقون العلاج بالمستشفيات، وبعضهم له حق ان يكون معه مرافق دائم، وهذه الفئة تجد الخدمات الطبية الاسرائيلية ممتازة وانه لا يوجد عنصرية داخل المستشفيات. 

ويخلص الباحث إلى أن مفهوم العنصرية المجتمعية يركز على حقوق المواطنين (أهل يافا) أكثر من تركيزه لحقوق المقيمين (الضفة الغربية وقطاع غزة) وأن القوانين والانظمة المعمول بها في إسرائيل تجعل المقيمين اعلى درجة من المواطنين بهدف فصل الانسان عن مدينته والحد من قوة ارتباطه بها، كما ان هناك تحويل جذري للنضال الخفي عند اهل يافا الذين يروا انهم يرفضوا عزل انفسهم عن المجتمع الاسرائيلي ويفرضوا وجودهم عليهم من خلال تمسكهم بهويتهم العربية اليافاوية، فعندما تسأل أحدهم عن تل ابيب يجيب اسمها يافا وسيبقى اسمها يافا. 

الكتاب عبارة عن بحث هام جدأ يتناول موضوع الاندماج الاجتماعي؛ وهو صرخة عالية في وجه دعاة التطبيع حيث ان المجتمع الاسرائيلي يرفض الاندماج الاجتماعي مع الفلسطينيين حتى مع أؤلئك الذين ساعدوا الاجهزة الامنية الاسرائيلية في القبض على فلسطينيين. 

https://www.amazon.com/Invisible-Palestinians-Struggle-Inclusion-Cultures/dp/0253060834

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الناصر شيخ العيد

عبدالناصر شيخ العيد يكتب : الفينو الأمريكى طعنه فى وجه الديمقراطية

الفينو الأمريكى طعنه فى وجه الديمقراطية بقلم عبدالناصر شيخ العيد لقد أصبح حق الفينو قمه …