نهاية اكذوبة ايران
حسين ابو الهيجاء
لا نفتري ادعاءات ، و لا نُلقي بالكلام جِزافاً ، عندما نطلق على ايران الملالي وصف ( اسرائيل الشرقية ) !
فالوثائق التي افرجت عنها المخابرات البريطانية مؤخراً ، و الوثائق و المعلومات التي تم تسريبها من المخابرات الامريكية ، سواء تلك التي سربها المتعاقد مع الاستخبارات الامريكية ( ادوارد سنودن ) و لاذ بالفرار ، حتى انتهى به المطاف في موسكو ، التي منحته اللجوء ثم الجنسية ، او تلك التي سربها ترامب ، بما فيها رسائل هيلاري كلنتون ..
كل تلك الوثائق تم تضمينها في كتب غاية في الاهمية ، تناولتها معظم شعوب العالم بالقراءة و التداول ، باستثناء ( امة اقرأ ) ، التي يتم تلقينها الاعلام المضلِل في وجبات مُعلبة جاهزة و ( فاسدة ) .. !!
الباحث و المؤرخ الامريكي ( روبرت دورفيتوس Robert Dreyftoss ) ، رئيس وحدة الشؤون الاستخبارية للشرق الاوسط ، الخاصة بدراسة تاريخ و حاضر المخابرات الغربية ، قال في كتابه ( رهينة الخميني ) : بدأ شاه ايران محمد رضا بهلوي ، بالتمرد سراً، على امريكا و الغرب ، منذ بدايات السبعينات ، و بدأ بالتقارب سراً مع الاتحاد السوفيتي ، و وقع مع السوفيت معاهدة لتوريد النفط الايراني اليهم ، كما رفض تجديد اتفاقية احتكار بريطانيا للنفط الايراني ، ثم قام بدعم السادات في حرب اكتوبر ضد اسرائيل ، و قام بتزويد مصر ببعض قطع الغيار و المعدات العسكرية ، ،
من هنا ، بدات بريطانيا بدعم و تمويل المعارضة الايرانية للضغط على الشاه بهدف ردعه ..
لكن هذا الدعم ، ادى الى انطلاق مظاهرات قام بها الشباب الايراني ، و النخب الثقافية ، و سرعان ما دخل الشيوعيون على خط المظاهرات ، حتى بات نظام الشاه يتأرجح ومهدداً بالسقوط ، فكانت خشية الغرب و رعب الرأسمالية ، ان يصل الشيوعيون الى رأس الحكم ، ما يعني تمدد السوفيت في قلب اوروبا ..
و حسب وثائق كتاب ( رهينة الخميني ) ، فان الرئيس الامريكي وقتها ( جيمي كارتر ) ، كان يرى ان تسليم ايران للمسلمين الشيعة ، و اقصاء الشيوعيين ، يخدم المشروع الامريكي ، و يحقق نظرية حشو الجيوش العربية بين فكي كماشة اسرائيل و ايران ، ثم تفكيك تلك الجيوش ، فضلا عن اقصاء السوفيت عن الشرق الاوسط و اوروبا .. !
و لان عمائم ايران كانوا على اتصال مع بريطانيا ، منذ سنوات طويلة ، باعتبارهم الجناح الشيعي للتنظيم الدولي للاخوان المسلمين ، الذي انشأته و رعته بريطانيا الى يومنا هذا ، و لان مستشاري و اركان ايات الله ، كانوا على تواصل مع المخابرات الفرنسية بحكم اقامتهم في فرنسا ، كل ذلك ساعد ، بل و سرَع التفاهم الايراني الغربي ، الذي عُرف ( باتفاق باريس) ، و الذي افضى الى ان يهبط الخميني على مدرج مطار طهران ، على متن طائرة فرنسية ، و بحراسة و مرافقة المخابرات الامريكية و الفرنسية و البريطانية ، و تنصيبه على عرش ايران ، بعد هروب الشاه مباشرة .، و قبل ان يصعد الشيوعيون الى سدة الحكم .. !
و لاكتمال مسرحية الخداع ، كان اول ما اعلنته ايران الخميني ، هو مسرحية العداء للغرب ، عن طريق الصدح بشعارات الموت لامريكا / امريكا الشيطان الاكبر / الموت لاسرائيل .. ، و مسرحية رهائن السفارة الامريكية ، و طرد الدبلوماسيين الاسرائيليين و استبدالهم بفلسطينيين .. !
و حسب وثائق كتاب المؤرخ الايراني امير طاهري ( روح الله الخميني و الثورة الاسلامية ) ، اضافة الى كتاب ( رهينة الخميني ) ، و كذلك كتاب ( اتباع الشاه / انقلاب امريكا و بذور الارهاب في الشرق الاوسط ) ، فان اول قرار للخميني ، كان : اصدار فتوى بتحريم بيع النفط للملحدين الكفار ( السوفيت الشيوعيين ) ، و جواز بيعه لاوروبا و اسرائيل ، باعتبار انهم نصارى و يهود ( اهل كتاب ) ، ثم توقيع تجديد اتفاقية احتكار بريطانيا للنفط الايراني !!
و بذلك يكون الخميني رد الجميل للغرب ، و اثبت التزامه ، و استعداده ، لتنفيذ اتفاق باريس حتى آخر مهمة .. !!
و بحسب الكتب المذكورة ، كان ثاني اجراء قام به الخميني ، هو اعلان الحرب على العراق ، لاستنزاف الجيش العراقي الاقوى في المنطقة وقتها ، و الاكثر تهديدا للكيان الصهيوني .. ، ثم توالت مهمات تفكيك الجيوش العربية بفضل ( ثورات الربيع المليشياوي الصفوي ) تباعاً ، و اثبت نظام الملالي انه نجح بالمهمات التي عجزت عنها اسرائيل ، و اثبت انه اكثر اخلاصاً للغرب من اسرائيل الخبيثة ، و هذا وفق كتاب ( حقيقة كامب ديفيد ) للمؤرخ كلايتون سويشر ، الذي افرد وثائقاً كثيرة ، حول تسهيلات قدمتها ايران لتمكين امريكا من احتلال افغانستان و العراق ، و تعهد ايران باسكات الشيعة في تلكما الدولتان اثناء الغزو الامريكي لهما ، وفق محاضر جلسات جنيف بين الطرفين في حقبة جورج بوش الابن .. !
و من هنا ، فلا عجب عندما نسمع تسريباً لباراك اوباما ، و هو يصف نظام الملالي ب ( تنظيم جمهورية ايران الاسلامية ) ، و يدعم برنامجها النووي ، فهي حقاً تنظيما ارهابيا مليشياويا ، و ليست دولة اطلاقاً ، الاّ في نظر اتباعها من الاسلاماويين الارهابيين ، و بعض اليسار المضلَل او المموَل من الملالي، اضافة الى بعض الاشتراكيين القوميين ، و خاصة البعثيين السوريين .. !
و نجحت ايران حتى الامس القريب ، بما فشلت به اسرائيل ، و الشاهد نراه بام العين في العراق و سوريا و لبنان و اليمن ، و ايضا في ليبيا ” مع الاخذ بعين الاعتبار تبادل الادوار ” ، الذي شهدناه جلياً ،على المسرح السوري ، بين جناحي التنظيم الدولي للاخوان :
” الشيعي الايراني و السني التركي ” !
و لا عجب ايضاً ، غياب صوت منظمات حقوق الانسان ، و الصحافة الغربية ، و كل منابر الاعلام الغربي ، عن حقوق الانسان الايراني ، و اغماض العين عن المذابح المستمرة في ايران ، بينما تصدح ابواق دكاكين حقوق الانسان و الاعلام الغربي ،و لا يستكين ، اذا تم اعتقال ارهابياً في طريقه لتفجير مسجد او كنيسة في اي دولة عربية .. !!
و حسب كتاب ( دولة الحرس الثوري و اجهاض الثورة الخضراء ) للمؤرخ فنسان الغريب ، الذي اورد وثائقاً مرعبة ، عن اعتقال ايران لملايين المواطنين ، و القيام بتعذيبهم و اغتصابهم ذكورا و اناثاً ، و تصفيتهم داخل المعتقلات ، و وضع ملايين من النخب الايرانية في بيوتهم ، تحت الاقامة الجبرية ، و كل ذلك بتغطية من الغرب ، و تحت رعايته .. !
بقي ان نقول ، ان الثورة المشتعلة الآن في ايران ، منذ 16 سبتمبر 2022 ، هي الموجة الاكبر من موجات الثورة الايرانية ، الممتدة منذ هبة ديسمبر 2017 ، و هي الآن تهدد مصير نظام الملالي ” اسرائيل الشرقية ” ، اكثر من اي وقت مضى ، و يعود سبب تخوف امريكا و بريطانيا هذه المرة ، من هذه الثورة الايرانية العاصفة ، لكونها امتداداً فكرياً لثورة 30 يونيو 2013 في مصر العروبة ، و التي اطاحت ( بالجناح السني ) من الفكر الظلامي الارهابي ، للتنظيم الدولي للاخوان المسلمين ، و التي بدورها ستطيح بالجناح الشيعي للتنظيم الذي يرعاه الغرب !!