الرئيسية / الآراء والمقالات / عبد الرحيم جاموس يكتب : أيار يوم النكبة وليس يوم الصلاة المشتركة..!

عبد الرحيم جاموس يكتب : أيار يوم النكبة وليس يوم الصلاة المشتركة..!

عضو المجلس الوطني الفلسطيني  رئيس اللجنة الشعبية الفلسطينية في الرياض
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
رئيس اللجنة الشعبية الفلسطينية في الرياض

مقال من ارشيف الكاتب

14 أيار يوم النكبة وليس يوم الصلاة المشتركة..!

د.عبد الرحيم جاموس

فوجئتُ بدعوةِ قداسة بابا الفاتيكان للصلاة المشتركة بين الديانات المختلفة ومنها السماوية الثلاث (اليهودية/المسيحية/والإسلام) واعتبارها الديانات الإبراهيمية، وأن تقام هذه الصلاة في توقيت واحد في المعابد والكنس والكنائس والمساجد للدعاء لانقضاء جائحة الكرونا فايروس كوفيد19، وذلك يوم 14 ايار الجاري، وقد وجه الدعوة البابا لشيخ الأزهر الذي استجاب لها بالموافقة، ولم يَدُر بخلدِ بابا الفاتيكان أن هذا اليوم يمثلُ الذكرى 72 للنكبة الفلسطينية الكبرى التي لازال الغرب أجمع يغمضون عيونهم عنها ولم يدعو عبر الزمن الطويل الذي مرَّ عليها كنكبة للشعب الفلسطيني ومعه الأمة العربية بمسلميها ومسيحييها جراء هذه النكبة وهي بالفعلِ أخطر وأفتك من جائحة كورونا، والتي يراها الغرب أنها أهم انجاز لهم في الشرق العربي لأنها تعني صناعة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين ونكبة شعبها، الذي لازال يصرخ ويتألم لرفع هذا الظلم التاريخي الذي ألحقه به الغرب الاستعماري المتصهين دون جدوى…!

إن تحديد موعد 14 ايار لإقامة هذه الصلاة المشتركة يتوافق وذكرى إعلان قيام كيان الإغتصاب الصهيوني سنة 1948 م ويتوافق وتاريخ اعتبار القدس عاصمة له وضمها إليه ونقل سفارة ترامب إليها وإلغاء القنصلية الامريكية في القدس المعتمدة لدى الفلسطينيين.

إن الرمزية لاختيار هذا اليوم وهذا التاريخ يحمل رمزية كبيرة توظفها الصهيونية العالمية والماسونية العالمية في خدمة كيانهم الغاصب لفلسطين العربية، وقد تنبهت لخطورة هذا التوقيت والاختيار وما يعنيه وما يرمز إليه اضافة إلى الابعاد الدينية الدكتورة هبة جمال الدين أستاذة العلوم السياسية في المعهد القومي للسياسات الخارجية في القاهرة ووجهت رسالة إلى شيخ الأزهر ورجال الدين الإسلامي تحذر فيها من هذه الدعوة المسمومة وتطالبهم برفض هذه الدعوة .

ما نود أن نؤكد عليه هو أن يوم الرابع عشر من ايار من كل سنة ومنذ 72 سنة إلى اليوم هو يوم النكبة الفلسطينية العربية الكبرى ولن نقبل أن يتجاوزها أحد بسبب الجائحة أو غيرها فلا يوجد جائحة أخطر من الصهيونية والعنصرية، هنا نذكر العالم أجمع أنه يوم الرابع عشر من أيار لهذا العام يكون قد مرَّ إثنان وسبعون عاما على نكبة الشعب الفلسطيني وقيام كيان الاغتصاب (المستعمرة الاسرائيلية) فوق أرض فلسطين والتي تصادر الحق الطبيعي للشعب الفلسطيني في حق العودة وحق تقرير المصير، رغم سلسة القرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة والتي تؤكد سنويا على ثبات هذه الحقوق الطبيعية الثابتة للشعب الفلسطيني في وطنه فلسطين والتي تصفها بأنها غير قابلة للتصرف !

هكذا تمر الأيام والسنين والنكبة الفلسطينية تتجدد وتتناسخ في كل يوم وفي كل عام دون أن يتمكن الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه المشروعة في وطنه، وكيان الاغتصاب يحتفل اليوم بالذكرى الثانية والسبعين لاغتصابه لفلسطين ويعتبره يوم استقلال لما يدعيه بالشعب اليهودي.!

إنها الكذبة الكبرى التي وجدت الدعم والمساندة غير المشروطة واللامحدودة من قبل قوى الغرب الاستعماري ممثلا اليوم بالولايات المتحدة..

إن هذه القوى الإستعمارية قديما وحديثا هي المسؤولة المباشرة عن استمرار نكبة ومأساة الشعب الفلسطيني قانونيا واخلاقيا وسياسيا وعن تفاقم نتائجها دون وضع حد ونهاية لها….

إن الشعب الفلسطيني لن ينسى وطنه ولن يتخلى عن حقوقه الوطنية الثابتة فيه وسيستمر في مواصلة النضال والكفاح بكل الأشكال النضالية المتاحة والمشروعة، وبهذه المناسبة أدعو شيخ الأزهر الشريف أن يدعو أولا جميع المسلمين لإقامة الصلاة يوم 14 ايار الجاري لخلاص الشعب الفلسطيني من اللجوء والعذاب ومن الاستعمار الصهيوني وأن يوجه الدعوة لقداسة البابا للدعوة لإقامة الصلاة في كافة الكنائس لإنهاء عذابات شعب فلسطين، وأن يحيط قداسته أن المسلمين في صلواتهم الخمس اليومية يدعون الخالق عز وجل أن يرفع الوباء والبلاء عن العالمين.

في الوقت الذي يحتفي فيه كيان الاغتصاب في اليوم14 من ايار بالذكرى الثانية والسبعين لنشأته واغتصابه لفلسطين ويعتبره عيد الاستقلال، فإن الشعب الفلسطيني يحيي فيه ذكرى نكبته الثانية والسبعين ويؤكد للعالم أجمع تمسكه بحقوقه المشروعة في وطنه فلسطين وعدم تخليه عنها مهما طال الزمن ومهما استمر العدوان.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الرحيم جاموس 
عضو المجلس الوطني الفلسطيني

د عبد الرحيم جاموس يكتب : لاتبيعُوهُ مواقفَ من بعيد ..!

لاتبيعُوهُ مواقفَ من بعيد ..! نص بقلم د. عبدالرحيم جاموس  لا تبيعوهُ مواقفَ من بِعيد …