الرئيسية / الآراء والمقالات / علي ابو حبلة يكتب : الأردن وفلسطين في خندق واحد

علي ابو حبلة يكتب : الأردن وفلسطين في خندق واحد

رئيس تحرير افاق الفلسطينيه
رئيس تحرير افاق الفلسطينيه

الأردن وفلسطين في خندق واحد

علي ابو حبلة

قدر فلسطين والأردن إنهما في رباط إلى يوم الدين وهم في خندق واحد للدفاع عن الحقوق الوطنية والتاريخية عن المقدسات الاسلاميه في القدس ، فقد ارتبط الهاشميون تاريخياً بعقد شرعي وأخلاقي مع مكة المكرمة والمقدسات الإسلامية، فحفظوا لها مكانتها، ونأوا بها عن خصومات السياسة، وكذلك كان حالهم مع القدس الشريف، أولى القبلتين، متلازماً مع تأكيد تبنيهم لرسالتهم التي ناضلوا من أجلها، وهي حرية الشعوب والحفاظ على كرامة الأمة.

ومع قيام الدولة الأردنية، استكملت في ظل الولاية الهاشمية مسيرة الحفاظ على المقدسات في مدينة القدس الشريف. وكانت رعاية المقدسات في القدس أولوية هاشمية أردنية

في اتفاق تاريخي وقعه جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان في شهر آذار/مارس 2013م، أعيد فيه التأكيد على الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة، وأن جلالة الملك هو صاحب الوصاية على الأماكن المقدسة في القدس الشريف، وله الحق في بذل جميع الجهود القانونية للحفاظ عليها، خصوصا المسجد الأقصى، المعرف في الاتفاقية على أنه كامل الحرم القدسي الشريف.

وللقدس عند الهاشميين مكانة كبيرة ارتبطت باحتوائها أهم المقدسات الإسلامية وأَجلُّها قدراً. ففيها الحرم القدسي الشريف الذي يحوي مسجدين وأضرحة كثيرة للأنبياء والأولياء والصالحين، وتراثاً معمارياً إسلامياً من المدارس والسبل والزوايا والأسواق والمكتبات.

أما الركن الآخر من أركان الحرم الشريف، فهو المسجد الأقصى الذي أسس في أيام الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب، وأقيمت بعد ذلك قبة الصخرة إلى جانبه، والتي أتمّ بناءها الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان سنة 691م، فمنها عرج النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، إلى السماوات العلى، وتعد أحد أبرز معالم المعجزة الخالدة للرسول في رحلة الإسراء والمعراج.

الموقف الأردني الرسمي والشعبي على الدوام مطابقا ومساندا وداعما لجهود القيادة الفلسطينية على المستوى الدولي والإقليمي في فضح ممارسات الاحتلال وبذل المستطاع للحفاظ على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني حتى نيل الشعب الفلسطيني حقوقه بالحرية والاستقلال .

والمواقف المشرفة لجلالة الملك عبدالله الثاني لصالح القضية الفلسطينية ولدعوته الدائمة بالمحافظة على القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية، والتنسيق المستمر بين القيادتين الأردنية والفلسطينية متمثلة بجلالة الملك والرئيس محمود عباس، بشأن القدس لطالما وجدت الترحيب والتقدير من الفلسطينيين والعرب والمسلمين ، المواقف المساندة والداعمة للقيادة الأردنية خاصة فيما يتعلق بمعركة الرواية التاريخية والدينية للوجود الفلسطيني في مدينة القدس كونها تراث فلسطيني عربي إسلامي لا حق لغير المسلمين فيه والذي أكدته المنظمات الدولية خاصة منظمة التربية والثقافة والعلوم « اليونسكو « .

الاعتداءات الاخيره على المسجد الأقصى ومحاولات التقسيم ألزماني والمكاني والتي أشغلت الساحة المحلية والإقليمية وحتى الدولية بما يجري في القدس كانت الدافع للتحرك الأردني ليكون المدافع الأول عن المقدسات الاسلاميه ، وحدّد جلالة الملك عبدالله الثاني منذ اللحظة الاولى للاعتداء على المسجد الاقصى، اولوية الاردن وهي حماية الاقصى، وبدأ باجراء اتصالات مع قادة عرب ودوليين من اجل وقف الهجمة الصهيونية على المسجد الاقصى ومنع المتطرفين الصهاينة من تنفيذ مؤامرتهم بتقسيم الاقصى زمانيا ومكانيا، كما أعطى جلالة الملك توجيهاته السامية الى الحكومة بجعل حماية القدس والمقدسات اولوية اردنية

وشرعت الحكومة عبر رئيس الوزراء ووزير الخارجية بتحركات من اجل وقف العدوان الصهيوني على المسجد الاقصى، وهنا كان لافتا الموقف القوي الذي قدمه رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة تحت قبة البرلمان والذي عبر فيه عن ضمير كل اردني وعن تاريخ الاردن في الدفاع عن القدس والمسجد الاقصى، وأكد ان الاردن يتصدى بكل قوة لمحاولات المحتلين تقسيم الحرم القدسي زمانيا ومكانيا، قائلا «لن نسمح به ونتصدى له بكل ما أوتينا من إمكانية».

قدر الأردن وفلسطين إنهما في خندق الدفاع عن القدس وفلسطين والمقدسات والتفاعل الأردني كان حاضرا دائما بقوة رسميا وشعبيا لنصرة اهل القدس سواء نصرة المقدسات وحمايتها او تعزيز صمود اهل القدس وتثبيتهم على ارضهم لمواجهة سياسة التهويد والجميع والملك دائما ينتصر لفلسطين ويقف مع الشعب الفلسطيني في مواجهة الأزمات، علاوة على متابعة جلالته الدائمة لاوضاع اهل القدس الشريف، اذ يحرص على تعزيز صمودهم وثباتهم في مواجهة سياسات الاحتلال بتهويد المدينة المقدسة.

وجدد الملك عبد الله الثاني في اتصال هاتفي مع الرئيس بايدن التأكيد على «ضرورة تكثيف المساعي لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني على أساس حل الدولتين، بما يفضي إلى قيام دولتهم المستقلة على خطوط الرابع من يونيو/حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية». و»ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم بالحرم القدسي الشريف، المسجد الأقصى المبارك»، مشيرا إلى أن «الأردن يواصل بذل كل الجهود لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس، من منطلق الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات».

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الناصر شيخ العيد

عبدالناصر شيخ العيد يكتب : الفينو الأمريكى طعنه فى وجه الديمقراطية

الفينو الأمريكى طعنه فى وجه الديمقراطية بقلم عبدالناصر شيخ العيد لقد أصبح حق الفينو قمه …