الرئيسية / الآراء والمقالات / لواء/ مستشار مأمون هارون رشيد يكتب : ألمانيا تعيد التاريخ عبر أوكرانيا

لواء/ مستشار مأمون هارون رشيد يكتب : ألمانيا تعيد التاريخ عبر أوكرانيا

لواء/ مستشار مأمون هارون رشيد متخصص في الشؤون الاستراتجية والامنية
لواء/ مستشار مأمون هارون رشيد
متخصص في الشؤون الاستراتجية والامنية


ألمانيا تعيد التاريخ عبر أوكرانيا
 
لواء/ مستشار مأمون هارون رشيد
 
في صيف العام 1945 وبعد هزيمة ألمانيا وإعلانها الاستسلام ، عقد ثلاث من زعماء الحلفاء ، الدول المنتصرة في الحرب ، الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين ، الرئيس الأمريكي هاري ترومان ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل ، عقدوا اجتماعات في بوتسدام المدينة الالمانية قرب العاصمة برلين، أفضت تلك الاجتماعات عن توقيع اتفاق عرف باتفاق توتسدام تم فيه اقتسام الغنائم والنفوذ وتحديد ملامح النظام العالمي مابعد الحرب العالمية الثانية ، كذلك تم اقتسام المانيا ونزع سلاحها والقضاء على النازية وتحديد شكل نظامها السياسي لمرحلة ما بعد الحرب .
بقيت المانيا مقيدة بهذا الإتفاق حتى إنهيار الاتحاد السوفيتي وإعادة توحيد ألمانيا ، إلا أن ذلك لم يحرر ألمانيا من كل ما تضمنة إتفاق بوتسدام ، حيث بقت ألمانيا مقيدة في إعادة بناء جيشها وتسليحة وتحديثة ، ولم تحاول حكوماتها طول تلك المدة العمل على استفزاز أطراف الإتفاق والالتفاف على الإتفاق في إعادة بناء جيشها ، واكتفت أنها عضو في حلف الناتو وأنها لا تحتاج إلى تضخيم قوتها في ظل حماية الحلف والتفاهمات الدولية ، إلا أن ذلك لم يمنع أن تبقى أحلام البعض من القوميين بإعادة المانيا إلى عصر قوتها العسكرية والانتقام لكرامتها الوطنية وامجادها السابقة ، فظهرت كثير من منظمات النازية الجديدة التي مارست الكثير من الممارسات التي كانت تبث الروح الوطنية وتدعو لإعادة ألمانيا إلى سابق عهدها النازي ، ورغم أن الحكومة كانت تمنع تلك النزعات والقائمين عليها ، الا أنها كانت موجودة وتمدد شيئا فشيئا .
الحرب الروسية الأوكرانية أوجدت فرصة لتسلل أصحاب هذة النزعة عبرها ، ففي ظل الاندفاع الدولي لمساعدة اوكرانيا للوقوف ضد الهجوم الروسي ، وانشغال العالم بهذة الحرب وكل لاسبابة ، استغلت المانيا هذا الوضع وحالة التعاطف مع أوكرانيا ، لتخرج عن سياساتها والتزاماتها و مواقفها المعتادة في عدم الانجرار والتورط في أي صراعات وخاصة حين تكون روسيا طرفا فيها ، لارتباطها بمصالح اقتصادية ضخمة مع روسيا وخاصة في ملف الطاقة ، حادت ألمانيا عن هذه السياسة لتعلن أنها ستزود الجيش الأوكراني بمعدات عسكرية، لكن عن طريق طرف ثالث في محاولة للتحايل على العالم بأنها تساند أوكرانيا عسكرياً ضد روسيا وبشكل مباشر ، ليعقب ذلك خطاب المستشار الألماني في البوندستاغ البرلمان الألماني والذي أعلن فيه إقرار حكومته عن اعتماد زيادة مائة مليون دولاراً لتحديث وتسليح الجيش الألماني لهذا العام .
بعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى عقدت معاهدة فرساي التي تم فيها تحديد عدد الجيش الألماني وتسليحة ، وقد بقيت المعاهدة تحكم السياسة الألمانية بعد الحرب حتى تسلل هتلر لسدة المستشارية فأعاد بث الروح الوطنية وتسليح الجيش إلى أن وصل إلى إشعال الحرب العالمية الثانية وما نتج عنها من مآسي ودمار شمل معظم خارطة العالم ، اليوم تستغل المانيا الظروف الدولية القائمة لتقر إعادة تسليح جيشها في لحظة انشغال دولي ، وكأن الزمان يعيد نفسة ، فهل سيبكي العالم للمرة الثالثة .

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الناصر شيخ العيد

عبدالناصر شيخ العيد يكتب : الفينو الأمريكى طعنه فى وجه الديمقراطية

الفينو الأمريكى طعنه فى وجه الديمقراطية بقلم عبدالناصر شيخ العيد لقد أصبح حق الفينو قمه …