الرئيسية / الآراء والمقالات / ناهض زقوت يكتب : الحياة .. ولعبة الخيوط

ناهض زقوت يكتب : الحياة .. ولعبة الخيوط

ناهض زقوت

الحياة .. ولعبة الخيوط
ناهض زقوت

الحياة ادوار .. كل يؤدي دوره حسب ما هو مخطط له .. وحين ينتهي دوره يختفي .. ليظهر آخر في نفس مكانه يؤدي دوره لفترة قد تطول أم تقصر .. وله الحق أن يفعل ما يشاء في نعم المنصب .. دون حسيب أو رقيب، لانه محمي من صاحب الخيوط، فكلهم ضمن الخيوط يؤدون دورهم .. فمن سيحاسب من؟ .. ولكن حين تحاول ان تتجاوز الخيوط .. عندها يظهر من يحاسبك .. وتتلقى تهم شتى، تقذف بك إلى السجن.
هم يدركون لعبة الخيوط .. ويدركون جيدا ما دورهم .. ويعلمون جيدا حدودهم .. فلا تغضبوا على أي مسؤول، فهم مجرد أدوات لمن يحرك الخيوط.
اتذكرون ترامب وعائلته مثلا، ومجدهم، وعلاقاتهم، وسفرياتهم، واموالهم، وزباراتهم، وتصريحاتهم، ومقابلاتهم، وتهديداتهم، وخداعهم، وكذبهم، ودعمهم.
أين هم اليوم؟ .. في خبر كان .. لم تعد واجهات الاعلام تسلط عليهم، لم تعد لهم تصريحات، لماذا؟ لأن دورهم انتهى، قدموا مهمتهم على أكمل وجه، وذهبوا. وجاء بعدهم، لكي يكمل المهمة .. أو يأخذ مهمة جديدة.
تلك هي لعبة الادوار .. وجميعهم معلقون في الخيوط.
اما في العالم العربي، معلقون في الخيوط .. ويؤدون دورهم بكل اقتدار وأمانة، فهم يدركون أن الخيط إذا سقط، فهذا يعني سقوطهم فورا دون رجعة، لأن البديل جاهز ومعلق في الخيوط، لذلك لا يحيدون عما هو مرسوم منذ أن جاء حاكما أو مسؤولا .. لك الحق أن تصرح ما تشاء، ولكن كن حذرا فأنت ضمن الخيوط، والكلمة بميزان .. والتصريح عليه سلطان .. لا تذكر الكيان بسوء أو تطالب بهدم الكيان .. ولك الحق أن تغضب ممن تشاء، وتلعن يوم مولده، وتكشف عوراته .. فهو مثلك معلق في الخيوط .. يذهب ويأتي غيره .. أما الكيان فباقي وعليك أن تحافظ عليك، وتبذل الغالي والنفيس من أجل رقيه ورفاهيته ووجوده.
وإذا أخذتك الحمية، وحاولت بنصف كلمة ان تخالف سياسية الخيوط، ستجد نفسك قابعا في سجن أو قبر، فأنت لست حرا حينما قبلت لعبة الخيوط.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الناصر شيخ العيد

عبدالناصر شيخ العيد يكتب : الفينو الأمريكى طعنه فى وجه الديمقراطية

الفينو الأمريكى طعنه فى وجه الديمقراطية بقلم عبدالناصر شيخ العيد لقد أصبح حق الفينو قمه …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *