الرئيسية / الآراء والمقالات / احمد المالكي يكتب : هل هناك أمل في منطقة شرق أوسط هادئة بعد حرب غزة ؟

احمد المالكي يكتب : هل هناك أمل في منطقة شرق أوسط هادئة بعد حرب غزة ؟

كاتب متخصص بالعلاقات الدولية
كاتب متخصص بالعلاقات الدولية

هل هناك أمل في منطقة شرق أوسط هادئة بعد حرب غزة ؟

بقلم :أحمد المالكي

رئيس مركز شئون دولية باللغة العربية للدراسات السياسية و الإعلامية

اليوم التالي بعد توقف الحرب في غزة موضوع مطروح في الآونة الاخيرة ورغم غياب أفق حل حقيقي للصراع حتى الآن إلا أن الجميع مازال يتحدث عن اليوم التالي بعد حرب غزة وهذا السؤال يشغل أيضا الإسرائيليون الذين لايعرفون مصير المحتجزين في قطاع غزة ولا يعرفون متى سوف تتوقف هذه الحرب ؟.

الجميع ينظر إلى الأمام بعد الحرب ونسينا أن ننظر اليوم إلى أين سوف يتجه هذا الصراع الذي اتسع وأصبحت لبنان وسوريا والعراق واليمن طرفاً في الحرب ورغم المزاعم الإسرائيلية أن إسرائيل لاتسعى إلى توسيع الصراع إلا أن أفعالها وأفعال الولايات المتحدة تقول الواقع صعب ومرير وأن القادم لايبدو سيئا فقط ربما أسوأ وأصبح عدد الشهداء في غزة مجرد ارقام في نشرات الأخبار وأصبح الوضع عاديا ولا احد يتحرك تحركات حقيقية للضغط على إسرائيل لإيقاف الحرب وإيقاف آلة القتل الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وكل يوم تهدد إسرائيل بأنها مستمرة في الحرب ولن تقبل بأي حلول مع حماس بل تعلن أنها سوف تمضي إلى رفح لكي ترتكب المزيد من الجرائم بعد أن هدمت المدارس والمساجد وقتلت الأبرياء والمرضى والمصابين داخل المستشفيات وشجعها العالم اللانساني على قتل المزيد من الفلسطينيين بعد أن أعلنوا وقفهم تقديم المساعدات إلى الأونروا .

الحرب في غزة من أصعب الحروب في تاريخ البشرية والجرائم التي ارتكبتها إسرائيل تفوق كل الحدود والاعداد الكبيرة من الشهداء تؤكد أن الكيان الصهيوني لايريد السلام ولا يريد دولة فلسطينية ولايريد الشعب الفلسطيني لكن كل ما فعله الكيان الصهيوني من جرائم في غزة والضفة الغربية والقدس جعل الإسرائيليين يشعرون بالخطر وخرجت أعدادا كبيرة من إسرائيل للبحث عن الأمان الذي فشلت إسرائيل في توفيره وهذا نتيجة السياسة الصهيونية الفاشلة التي انتهجها الكيان الإرهابي في السنوات الماضية .

الولايات المتحدة تحاول إصلاح ما أفسدته إسرائيل وتحاول توفير الأمن للصهاينة الذين يرفضون العودة إلى المستعمرات التي كانوا يسكنون فيها في غلاف غزة وفي شمال إسرائيل في الحدود مع لبنان وتحاول الولايات المتحدة من خلال مبعوثها إلى لبنان آموس هوكستين ايجاد حل مع حزب الله من أجل إعادة المستوطنين الإسرائيليين إلى شمال إسرائيل ورغم الترويج أن إسرائيل سوف تقدم تنازلات وتوافق على رسم الحدود مع لبنان لكن هذا الأمر مطروح طوال الوقت وما يشغل إسرائيل اليوم الحل مع حزب الله دبلوماسيا لإخراج حزب الله من المعادلة وإعادة انتشار الجيش اللبناني وقوات اليونيفل على الحدود اللبنانية مع إسرائيل من أجل الاستقرار والهدوء على حدود العدو وإعادة الأمن للمستوطنين الذين يرفضون العودة .

ما يحدث أيضا في البحر الأحمر ومحاولات أمريكية بريطانية لمواجهة هذا التوتر جاء بسبب الحرب في غزة وأثر كثيرا على الملاحة وحركة التجارة في البحر الاحمر وباب المندب وتأثرت قناة السويس في ظل الأزمة التي تمر بها مصر اقتصاديا وتحتاج إلى العملة الصعبة وأدت هجمات الحوثيين على السفن في البحر الاحمر وباب المندب إلى تراجع كبير في اعداد السفن التي تمر وهذا ما استدعى الولايات المتحدة وبريطانيا للتحرك ورغم أن هذا التحرك جاء متأخراً إلا أن هذا التحرك هو من أجل إسرائيل وليس من أجل قطع يد الحوثيين أو اليد الإيرانية في اليمن وايضا الهجمات التي قامت بها الولايات المتحدة في سوريا والعراق على مليشيات إيران ردا على قتل أمريكيين في البرج ٢٢في الاردن تساهم في مزيد من التوتر والفوضى والسياسة الأمريكية الخاطئة هي التي أدت إلى ما تعاني منه اليوم عدد كبير من دول الشرق الأوسط من حالة عدم الاستقرار وجعلت إيران تتدخل وأصبحت المليشيات الإيرانية تتحكم في مصير دول المنطقة .

الشرق الأوسط بحاجة إلى إعادة ترتيب من جديد والتطبيع مع إسرائيل ليس حلا لكل مشاكل المنطقة والحل في الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وحقه في العودة وإقامته دولته المستقلة على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية وعلى إسرائيل أن تعرف أن مستقبلها في المنطقة غير مضمون وغير مرحب بها والحل في سلام شامل وعادل ودائم يحقق كل تطلعات شعوب المنطقة التي تحلم بالسلام والاستقرار .

الدعم الأمريكي سياسيا وعسكريا لإسرائيل سوف يزيد من الأمور تعقيداً وامريكا قدمت ومازالت تقدم كل ما يجعل إسرائيل ترتكب المزيد من الدماء وتهدد أمن واستقرار دول المنطقة ولابد أن تتغير السياسة الأمريكية التي لم تعد مناسبة لأحد بما فيها الإسرائيليين الذين يرون هذه السياسة الأمريكية ترسخ إلى الحروب ونهاية إسرائيل بسبب الفوضى التي أصبحت تعم الشرق الأوسط وتهدد بمستقبل أكثر إرهابا وظلام لسنوات قادمة وتقتل حلم الأجيال الجديدة في مستقبل أفضل لمنطقتهم .

الإرهاب والاستيطان والتهجير القسري واحتلال الدول بالقوة العسكرية مرفوض ولايوجد حل من أجل السلم والأمن الدولي إلا بالتنمية والبناء واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها واحترام حقوق الشعوب في صنع مستقبل أفضل لهم ولأبناىهم .

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الرحيم جاموس 
عضو المجلس الوطني الفلسطيني

د عبد الرحيم جاموس يكتب : لاتبيعُوهُ مواقفَ من بعيد ..!

لاتبيعُوهُ مواقفَ من بعيد ..! نص بقلم د. عبدالرحيم جاموس  لا تبيعوهُ مواقفَ من بِعيد …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *