الرئيسية / الآراء والمقالات / عمر حلمي الغول يكتب : خارطة نتنياهو تعريه

عمر حلمي الغول يكتب : خارطة نتنياهو تعريه

عمر حلمي الغول

خارطة نتنياهو تعريه

عمر حلمي الغول

كانت قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة عندما صعد بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل لالقاء كلمته امام الدورة ال78 يوم اول امس الجمعة (22/9/2023) شبه خالية من مندوبي الدول الأعضاء، وحضور هزيل من المؤيدين، او مشاركة بعض المندوبين لتدوين الكلمة، ومراقبة المتحدث والقاعة اثناء القاء كلمته، بالإضافة لمجموعة من أنصاره حملهم معه ليصفقوا له، كنوع من المواساة لشخصه الفاسد والفاشي والكاذب.

من المسائل المثيرة للانتباه، التي حملها خطابه، وتؤكد حقيقة شخصية رئيس حكومة الترويكا الفاشية ك”مزور كبير” للحقائق؛ ومحرض ومضلل في آن على الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية؛ ومتنكر كليا لخيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران / يونيو 1967، حيث لم يظهر أي وجود للدولة الفلسطينية ولو رمزيا، اثناء عرضه لخارطة التطبيع الاستسلامي والشرق الأوسط الحزين والمنكوب به وبدولته وبالولايات المتحدة الأميركية، التي تقود بشكل حثيث ومجنون عربة التطبيع باستخدامها سلاحي العصا والجزرة مع الدول الشقيقة؛ وجزمه بان الفيتو الفلسطيني لم يعد قائما، ولا سيفا على رقاب الدول العربية؛ وادعائه بان التطبيع مع السعودية سينهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث سيحصل الفلسطينيون على بعض الفتات؛ وافترائه على الرئيس أبو مازن بانه يدعم “الإرهاب”، ويصرف رواتب لاسرى الحرب والحرية باعتبارهم “سجناء امنيين” من وجهة النظر الإسرائيلية الإرهابية. ويعلم بيبي انهم رموز الوطنية الفلسطينية، واسرى حرب ابطال، دافعوا وسيدافعون وغيرهم من الأجيال الجديدة عن روايتهم واهدافهم الوطنية.

وباختصار شديد، ودون استحضار او اقتباس ما جاء في خطاب رئيس الحكومة السادسة، أؤكد أن، ما حمله خطابه مناف للحقيقة، ولا يمت لاي جانب من جوانب المصداقية بصلة. فمن يقوم بالإرهاب والتحريض وعمليات القتل والمصادرة والتهويد، هي حكومته ودولته الاجلائية الاحلالية وجيش موتها، وأجهزتها الأمنية وقطعان مستعمريها، والشعب العربي الفلسطيني بكل مكوناته يخضع وعلى مدار الساعة لابشع اشكال الإرهاب والجريمة الصهيونية المنظمة على مدار خمسة وسبعين عاما بهدف إفراغ الأرض الفلسطينية من أهلها عبر عملية التطهير العرقي والتمييز العنصري والترانسفر .

كما ان العالم يعلم،ان الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية هم وحدهم المتمسكون بخيار السلام على أساس خيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران / يونيو 1967، وضمان عودة اللاجئين لديارهم وفق القرار الدولي 194، والمساواة الكاملة لابناء الشعب الفلسطيني في الجليل والمثلث والنقب والمدن المختلطة، وتقرير الصمير للشعب كل الشعب الفلسطيني. وبالتالي الذي رفض ويرفض السلام، هو نتنياهو وزمرته الفاشية خصوصا، وكل النخب القيادية الصهيونية التي لم يمتلك أي من أدعياء “يسارها” الشجاعة ليكون ندا وشريكا للقيادة الفلسطينية لصناعة سلام الشجعان.

ومن يعود لتصريحات نتنياهو سموتريش وبن غفير وغانتس ولبيد وليبرمان وغيرهم ممن سبقوهم، سيجد مقولاتهم ومواقفهم التي ترفض من حيث المبدأ وجود دولة فلسطينية ما بين النهر والبحر، وقالها زعيم الليكود قبل شهر ونصف عندما كرر رفضه لقيام الدولة الفلسطينية الى جانب إسرائيل، ومع تأكيده، انه “لن يوافق على أي شيء يهدد أمن إسرائيل” في مقابلة مع وكالة “بلومبرغ” الأميركية، نشرتها وسائل الاعلام الإسرائيلية يوم الاثنين الموافق 7/8/2023. وفي الثلث الأخير من شهر حزيران / يونيو 2023 اعلن بصراحه كاملة، انه سيجتث فكرة إقامة الدولة الفلسطينية، وهذا ما بثته فضائية “الجزيرة” القطرية يوم 26/6/ 2023 في برنامج “ما وراء الخبر”. وعليه فإن نتنياهو واقرانه هم الإرهابيون والفاشيون، ومن رفض، ويرفض السلام بالحد الأدنى الممكن، ويريد من الفلسطينيين ان يكونوا مجرد عبيد، و”اداة امنية مأجورة”، كما حلفائه من الانقلابيين في غزة. وهذا لن يكون ابدا، كما لن يكون لإسرائيل وجود، ان لم تقم الدولة الفلسطينية، ويعود الفلسطينيون لديارهم حتى لو طبع كل العرب من اقصاهم الى اقصاهم، ومعهم الدول الإسلامية، فالسلام يبدأ من فلسطين، والحرب تبدأ من فلسطين، وتنتهي بانتصار الشعب العربي الفلسطيني.

ويكفي شاهد الاثبات الذي عرضه نتنياهو اثناء القاء كلمته، عندما عرض خارطة الشرق الأوسط المنكوب دون وجود اثر للدولة الفلسطينية، ليؤكد ان رئيس الحكومة وأركان الائتلاف الفاشي يرفضون مجرد تقديم تنازلات للشعب الفلسطيني وقيادته السياسية، وليس استقلال دولتهم الموجودة وعاصمتها القدس الشرقية، التي اقرتها قرارات الشرعية الدولية والاتفاقات المبرمة مع إسرائيل، ودفنها (بيبي) مع توليه اول حكومة في العام 1996. وهذا فضيحة للأمم المتحدة، وتعدي صارخ على قراراتها ومنبرها ومواثيقها ومعاهداتها، وكان الاجدر برئاسة الجمعية العامة إيقافه عن اكمال خطابه، والقاء خارطته في سلة المهملات. ولكن خانت الشجاعة رئاسة المنبر الاممي الأهم.

باختصار رئيس حكومة إسرائيل قلب الحقائق، وجال في عالم الكذب والتضليل لتبرئة الذات، ولكن خانته ذاكرته. لان العالم بات يعرفه جيدا، ومن يعتقد من العرب ان نتنياهو سيمنح الفلسطينيين الحرية في إقامة دولتهم فهو واهم، والقبول بتجزأة الحقوق الفلسطينية مجددا، نوع من الاستسلام للمنطق الصهيو أميركي. ولا يجوز للقيادة الفلسطينية التساوق مع منطق الحلول المؤقتة، وتأجيل ملفات الصراع الأساسية. اجزم ان الوقت أزف لولوج دائرة الحسم والحل.  

oalghoul@gmail.com

a.a.alrhman@gmail.com

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الرحيم جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
رئيس اللجنة الشعبية في الرياض

د عبد الرحيم جاموس يكتب : ثورة الطلاب العالمية فلسطين تنتصر

ثورة الطلاب العالمية فلسطين تنتصر… احتجاجات الطلاب : من جامعة كولمبيا في أمريكا إلى طلاب …