عبد الرحيم جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
رئيس اللجنة الشعبية في الرياض
عبد الرحيم جاموس عضو المجلس الوطني الفلسطيني رئيس اللجنة الشعبية في الرياض
الرئيسية / الآراء والمقالات / د عبد الرحيم جاموس يكتب : اي سلام مع هؤلاء…

د عبد الرحيم جاموس يكتب : اي سلام مع هؤلاء…

عبد الرحيم جاموس عضو المجلس الوطني الفلسطيني رئيس اللجنة الشعبية في الرياض
عبد الرحيم جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
رئيس اللجنة الشعبية في الرياض

اي سلام مع هؤلاء…

بقلم د. عبدالرحيم جاموس 

كلام فاضي تضليلي امريكي اسرائيلي مخادع عن السلام ومستقبل المنطقة لا قيمة له…

نحن اليوم أمام حالة سلام مستحيل فارغ من اي مضمون ومستوى للسلام الحقيقي الذي يرتكز على اسس الشرعية الدولية وقواعد القانون الدولي وفي مقدمتها عدم جواز ضم أراضي الغير بالقوة واحترام حق الشعوب في تقرير مصيرها والتزام مبادئ حقوق الإنسان دون تمييز .. المنطقة العربية والشرق اوسطية تقف امام جملة من التحولات والتغيرات اقليمية ودولية ستقود لا محالة إلى شرق أوسط جديد بدون اسرائيل الدور والوظيفه والبلطجة المعتاده عبرة خمسة وسبعون عاما من الصراع .. 

لذا تجد الامريكان اليوم في عجلة من الأمر لدمج اسرائيل في المنطقة بما هي عليه من عنجهية وفاشية وانكار للحقوق الفلسطينية بواسطة ما يسمى اتفاقات التطبيع العربية الإسرائيلية تجميل عبئها وتكاليف لشعوب المنطقة ، والتي قد حققت نجاحات جزئيه بموجب توقيعها اتفاقات تطبيعية مع كل من دولة الإمارات العربية والبحرين والمغرب والسودان والتي هي محل رفض شعبي جارف لن تقود الى سلام حقيقي مع شعوب هذة الدول ، وقد اصطدمت هذة السياسة التضليلية الأمريكية الإسرائيلية بالموقف الواضح الثابت والصلب من جانب المملكة العربية السعودية التي واجهتها بثبات موقفها المستند الى الشرعية الدولية والى مبادرة السلام العربية والاي هي في الأصل مبادرة سعودية بإمتياز ، فالمملكة العربية السعودية التي تشهد تحولات اقتصادية وثقافية واجتماعية عميقة كما تشهد تطورات هامة في علاقاتها الدولية مع مختلف الدول والقوى على اسس رؤيوية واضحة ترتكز على قاعدة تحقيق مصالحها الوطنية والقومية وتحقيق الأمن والإستقرار في المنطقة وفي العالم ، كما تدرك اهمية مكانتها العربية والإسلامية والدولية ، وان تمسكها بإحترام قواعد القانون الدولي وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية هو السبيل الوحيد لضمان الأمن والإستقرار في المنطقة العربية والشرق اوسطية وفي العالم ، وهذ ما يجب أن يطبق على الصراع العربي الإسرائيلي وعلى اساسه يتم حل القضية الفلسطينية وفقا لمبادرة السلام العربية التي اخرتها القمم العربية والإسلامية المتابعة منذ قمة بيروت في العام 2002 م ….

الولايات المتحدة وإسرائيل هما المحتاجتان لتحقيق إنجاز سياسي وديبلوماسي في مسار الإتفاقات التطبيعية الإبراهيمية المزعومة ، طبعا لكل منهم اهدافه واسبابه الخاصة ..

الولايات المتحدة تسعى لدمج الكيان الصهيوني في المنطقة والتخلص من أعباء تكاليفها وتحميلها لدول المنطقة ، لأجل التفرغ لمواجهة تمدد العملاق الصين وحصاره شرقا الذي بات يمثل التحدي الأكبر لسياسات الهيمنة الأمريكية والغربية عامة اضافة إلى الإتحاد الروسي ومجموعة دول البريكس تزداد اهمية مع تزايد الدول الرغبة بالانضمام اليها والاي ستحدث تغيرات سياسية اقتصادية هامة في نظم الإقتصادي الدولي والتي من شأنها انهاء التفرد الأمريكي في الهيمنة على نظم الإقتصاد والتجارة الدولية … 

والكيان الصهيوني كان يظن ان بإمكانه ان يقيم التطبيع والسلام مع العرب وخاصة مع المملكة العربية السعودية دون حل للقضية الفلسطينية واقرار بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في اقامة دولته وعاصمتها القدس وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ، وفي ظل ما نشر في الإعلام الأمريكي والإسرائيلي عن قرب التوصل إلى إتفاق سلام وتطبيق للعلاقات بين اسرائيل والمملكة العربية السعودية ، جاءت الخطوة الديبلوماسية التاريخية والجريئة والشجاعه القاضية بتعيين السفير نايف السديري سفيرا فوق العادة لدى دولة فلسطين وقنصلا عاما للمملكة العربية السعودية في القدس التي يسعى الكيان الصهيوني جاهدا الى السيطرة عليها وتهويدها وضمها ، لتمثل صفعة سياسية قوية للسياسة الأمريكية الإسرائيلية في هذا الشأن لما لهذة الخطوة من دلالات قانونية وتاريخية وسياسية وديبلوماسية…

وفي ظل الانشغال الغربي الأمريكي بالحرب الروسية الأوكرانية ومآلاتها وتماليفها وما سيترتب عليها ، اضافة إلى تراجع الدور الأمريكي في المنطقة وفي العالم اقتصاديا وسياسيا..

لذلك اسرائيل ستفقد الكثير من اهميتها الإستراتيجية وستفقد دورها و وظيفتها في المنطقة …

وهذا ما لم يريد الامريكان والإسرائيليون الإفصاح عنه… وسيتم كل ذلك دون حصول مواجهة عسكرية مباشرة مع إيران ولا حتى مع اذرعها …التي يواصل الإعلام الإسرائيلي النفخ فيها وفي إمكانية تهديدها لوجود وأمن اسرائيل لأجل تبرير استمرار الدور والوظيفة الإستراتيجية التي قاربت ان تتلاشى وان تصبح وظيفة وهمية بعد التفاهم السعودي الإيراني وتوقيع الإتفاق السعودي الإيراني بالرعاية الصينية وليست الأمريكية، والذي لايعني رضوخا سعوديا لإيران كما يصوره الإعلام الصهيوني ، حيث يسير تطور العلاقات السعودية الإيرانية على مسارين متوازيين وهما المسار الثنائي لعودة العلاقات الى طبيعتها ونموها وتطورها … والمسار الإقليمي ولكن بطريقة تدريجية .. يضاف إلى ذلك الفشل الأمريكي في التوصل لإحياء الأتفاق النووي مع إيران … وعدم اظهار معارضتهافعليا للإتفاق السعودي الإيراني وإن مزعجا لها كونه بالرعاية والضمانة الصينية ، وأكثر من ذلك يأتي الإفراج عن ست مليارات من الدولارات من الأموال الإيرانية المحتجزة والمجمدة في كوريا الجنوبيه و هذة العملية هي اشبه بهبة أمريكية للإقتصاد الإيراني المدني والسلمي في مقابل افراج إيران عن خمس او ست سجناء أمريكان ومعظمهم من أصول إيرانية…

يضاف إلى ذلك ضمن التغيرات التي يشهدها الإقليم عودة العلاقات التركية المصرية إلى طبيعتها ، ونهاية وسقوط احتضان المشروع الإخواني من قبل تركيا والذي حاولت تركيا اوردغان تبنيه وركوب موجته في مصر والمنطقة …وهذا يقرب ايضا نهاية الإنقلاب الإخواني في قطاع غزة وما نتج عنه وما احدثه من انقسام ظاهره فلسطيني فلسطيني وحقيقته كان جزءا من عبث المشروع الاخواني في المنطقة وفي فلسطين ، وجزء من مشروع بات الآن في الأرشيف حيث لم يكتب له النجاح رغم الرعاية الكبيرة التي توفرت له على كافة الصعد ايرانيا وتركيا وقطريا واسرائيليا وامريكا عبر ما يعرف بنظرية سياسة التخادم بين الأضاد كما يبدو المشهد في حالة الإنقلاب وما نتج عنه من قتل وخراب ودمار وانقسام واضعاف لفلسطين وقضيتها ولنظامها ، كان الكيان الصهيوني على رأس المستفيدين منه والخاسر الوحيد الشعب الفلسطيني ومشروعه الوطني ..

على اية حال دون ان نغرق بالتفاصيل الكثيرة نستطيع القول ان المرحلة القائمة والمقبلة ستتعمق فيها الازمات الداخلية الإسرائيلية أكثر فأكثر وتزداد فيها قبضة اليمين الصهيوني الديني على الحكم و على مفاصل الدولة أكثر فأكثر وهي التي ستؤدي إلى فقد ثقة الجمهور العلماني بديمومة هذا الكيان الصهيوني والدفع بتيار الهجرة المعاكسة للخارج ليتزايد ويتواصل ويتعاظم ، لاثقة لهم بمستقبل العيش في هذا الكيان الذي تسوده القوى اليمينية الفاشية ، اضافة إلى أمور اخرى …

اذا في ظل لا دور ولا وظيفة للكيان الصهيوني ولا هو قادر على صنع سلام حقيقي مع الفلسطينيين وفي ظل عجزه عن كسر ارادة الشعب الفلسطيني في الصمود والثبات والمقاومة بكل اشكالها في وطنه ومواصلة المعركة السياسية والقانونية والديبلوماسية معه في الساحة الدولية .. كل ذلك سيضعه اي سيضع الكيان الصهيوني في الزاوية الحرجة … لنقول بالفم الملآن الشعب الفلسطيني باق في وطنه حتى نيله لحقوقه الوطنية الثابته وغير القابلة للتصرف تمثل حجر الأساس في أمن واستقرار وبناء المنطقة العربية الشرق اوسطية ، 

  لذا نقول باي باي اسرائيل الدور والوظيفة والبلطجة المعهودة في المنطقة .  

د. عبدالرحيم جاموس

21/8/2023 م

Pcommety@hotmail.com

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الرحيم جاموس 
عضو المجلس الوطني الفلسطيني

د عبد الرحيم جاموس يكتب : لاتبيعُوهُ مواقفَ من بعيد ..!

لاتبيعُوهُ مواقفَ من بعيد ..! نص بقلم د. عبدالرحيم جاموس  لا تبيعوهُ مواقفَ من بِعيد …