الصباح الفلسطينية
مقالات مشابهة
خطوات إسرائيلية لدعم وتعزيز السلطة الوطنية الفلسطينية
إليشا بن كيمون -صحيفة يديعوت أحرنوت
ترجمة: هالة أبو سليم -غزة -12/8/2023
يدرك مسؤولو الأمن الإسرائيليون أن منع انهيار السلطة الفلسطينية سيسهم أيضًا في الحد من التوترات في المنطقة، والمساعدة في القضايا العالمية، بما في ذلك التطبيع المحتمل مع المملكة العربية السعودية
من بين جميع التحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل، يمكن القول إن التحدي الفلسطيني هو الأكثر تعقيدًا وحساسية .
في مواجهة التخريب الذي قامت به السلطة الفلسطينية، والذي يقوض قدرة جيش الدفاع الإسرائيلي على التعامل مع تحديات كبيرة أخرى، كان الجهاز الأمني يستكشف مؤخرًا سلسلة من القرارات الاستراتيجية – قرارات يمكن أن تواجه موافقتها مقاومة سياسية .
لا يزال من غير الواضح حاليًا ما إذا كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بدعم من وزير الدفاع يوآف غالانت، ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، وكبار ضباط المؤسسة الأمنية، سينجحون في إقناع وزراء الحكومة بالموافقة على مثل هذه الخطة، مهما كانت حاسمة والمعارضون الأقوياء لهذه الخطوات، بمن فيهم الوزيران بيزاليل سموتريش وإيتامار بن غفير، يعترضون باستمرار على التدابير الرامية إلى تعزيز السلطة الفلسطينية وبالإضافة إلى استقرار الوضع الأمني في المنطقة المضطربة، يمكن لهذه الخطوات أن تعزز صفقة التطبيع مع المملكة العربية السعودية
في واشنطن والرياض، يتم إلقاء نظرة شديدة على قرارات الحكومة الإسرائيلية بشأن السلطة الفلسطينية، حيث يمكن أن تؤثر هذه القرارات بشكل كبير على العمليات الاستراتيجية الحاسمة التي قد تعيد تشكيل وجه الشرق الأوسط ،وفقا لتقارير واردة لصحيفة يديعوت أحرنوت (فأن الخطوات التي يتم دراستها و النظر فيها بموافقة الإدارة الأمريكية تشمل جميع جوانب الحياة بالنسبة للفلسطينيين كذلك التنسيق المباشر ما بين إسرائيل و الفلسطينيين سيشهد تغييرات كبيرة و ملموسة على أرض الواقع )
وفيما يلي الخطوات المطروحة حاليا:
الضمانات الأمنية :
وإحدى القضايا المحورية التي لا يزال الفلسطينيون يثيرونها مع الأمريكيين هي تقليص أنشطة العمليات العسكرية الإسرائيلية في المنطقة ألف، التي تخضع للسيطرة المدنية والعسكرية الفلسطينية.
وضمن الإطار الأمني، تم تحديد الأنشطة المستمرة للآليات الأمنية الفلسطينية في شمال الضفة الغربية، وهناك فهم لضرورة السماح لهذه الآليات بالعمل في المنطقة .
وعلى الرغم من هذا الطلب، توضح إسرائيل أنها ستعمل على إحباط أي خلية إرهابية تخطط لإيذاء المواطنين الإسرائيليين وقوات الأمن، بغض النظر عن الموقع
في اليوم الماضي فقط، ألقى جيش الدفاع الإسرائيلي القبض على 21 شخصًا مطلوبًا في الضفة الغربية، ومصادرة العبوات الناسفة والأسلحة النارية وأموال الإرهاب التي عثرت عليها القواتهذا هو الواقع اليومي المعقد لجهاز الأمن في أراضي الضفة الغربية – مكافحة الإرهاب كل ليلة في مخيمات اللاجئين وال ومن المسائل الخلافية الأخرى في صميم الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني النزاع على أراضي المنطقة جيم، التي تديرها إسرائيل
تولت الإدارة التي أنشأتها الحكومة الحالية، بقيادة سموتريتش، مسؤولية المنطقة ج بعد أن نقلت السلطة إليها السلطة التي كان يشغلها وزير الدفاع سابقًا
في الوقت الحالي، تقوم إدارة ، جنبًا إلى جنب مع موظفين من وزارة الدفاع وتنسيق الأنشطة الحكومية في وحدة الأقاليم، بصياغة تسلسل أولويات لإنفاذ حملة القمع على البناء غير القانوني في الأراضي
تتابع الإدارة الأمريكية هذه القضية عن كثب ، القضية الثالثة التي تهم الفلسطينيين، وكذلك الأمريكيين والأوروبيين، هي النضال ضد الجريمة القومية. في الأشهر الستة الماضية، تضاعف عدد حوادث الجريمة القومية مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي
إلى جانب الاشتباكات المتصاعدة التي وقعت في الخليل وترموس آية، تدور الاشتباكات بين اليهود والفلسطينيين كل أسبوع تقريبًا. في نهاية الأسبوع الماضي فقط، أودى هذا الصراع بحياة شاب فلسطيني من قرية برقة .
وفي إطار الجهاز الأمني، تم تحديد زيادة في عدد المواقع الأمامية الإسرائيلية غير القانونية المنشأة في الأراضي – بعضها حتى بموافقة الحكومة الرسمية.
وهذا التصعيد يسهم في التوترات ويعقد الواقع الأمني المعقد أصلا.
ويوجد داخل الجمهور الفلسطيني انتقاد شديد للآليات الأمنية، نظرا لانتشار حوادث الجريمة القومية
التسهيلات الاقتصادية:
داخل الجهاز الأمني، تم الاعتراف بأن إغلاق المعابر خلال فترات التوتر يؤثر بشكل كبير على الجمهور الفلسطيني، الذي أصبحت غالبيته غير مبالية إلى حد كبير بالاضطرابات الأمنية خلال العام الماضي.
ونتيجة لذلك، تُبذل جهود للتقليل إلى أدنى حد من إغلاق المعابر، والسماح بدخول وخروج شاحنات الشحن المحملة من إسرائيل إلى الأراضي الفلسطينية، وتعزيز الروابط التجارية بين المواطنين على جانبي المعابر، والأهم من ذلك، السماح لأكثر من000، 150 عامل فلسطيني بدخول إسرائيل للعمل اليومي.
وبالمثل، يجري النظر في الحد من إغلاق المعابر خلال العطلات والمهرجانات الإسرائيلية، حيث يؤثر استبعاد العمال الفلسطينيين بشكل كبير على الاقتصاد، الذي يعتمد بشكل كبير على هؤلاء العمال في قطاعات مثل البناء والزراعة والصناعة. وتشمل التدابير الإضافية التي يجري بحثها داخل الجهاز الأمني مواصلة البرنامج التجريبي للفلسطينيين المغادرين إلى الخارج عبر مطار رامون الجنوبي (بدأت في الصيف السابق)، وتطوير حقل الغاز البحري مقابل ساحل غزة بالتعاون مع مصر، ومعادلة الإيرادات التي تتلقاها السلطة الفلسطينية من الرسوم المفروضة على الفلسطينيين الذين يعبرون عند معبر اللنبي (حيث يذهب نصفهم إلى إسرائيل والنصف الآخر إلى السلطة الفلسطينية).
وتهدف جميع هذه التدابير إلى مساعدة السلطة الفلسطينية في معالجة أزمة الميزانية المستمرة التي تواجهها في السنوات الأخيرة .
بسبب هذه الأزمة، تلقى 80٪ فقط من أفراد الأمن الفلسطينيين رواتبهم، في حين تم تخفيض ميزانيات تطوير البنية التحتية داخل السلطة الفلسطينية إلى الصفر تقريبًا
الخطوات الدبلوماسية :
أكثر الجوانب تحديًا في المجال الدبلوماسي الذي يواجه نتنياهو هي الاجتماعات الإسرائيلية الفلسطينية العلنية، واستمرار العملية بوساطة مصر والأردن والولايات المتحدة، والإفراج عن جثث الشهداء المحتجزين في إسرائيل وكذلك إطلاق سراح السجناء الأمنيين ولا تعتزم إسرائيل إطلاق سراح معتقلين الملطخة أيديهم بالدماء، سواء كانوا أحياء أو أموات .
ومع ذلك، هناك موقف داخل جهاز الأمن يسمح بالإفراج عن السجناء البالغين والمرضى الذين من المقرر إطلاق سراحهم من السجن قريبًا على أي حال، وكذلك جثث الشهداء الذين لا ينتمون إلى منظمة فلسطينية محددة ويفتقرون إلى الأهمية بالنسبة لتبادل السجناء في المستقبل مع غزة.
