الرئيسية / الآراء والمقالات / محمد بكر البوجي يكتب : لصوص الأعضاء

محمد بكر البوجي يكتب : لصوص الأعضاء

محمد بكر البوجي

قصة : بقلم محمد البوجي 

لصوص الأعضاء                                       

إطلاق نار كثيف في المدرسة الابتدائية القريبة من مخيم الشاطئ ، خرج أهالي المخيم لمعرفة ما يجري ، بعد ساعات من تبادل لإطلاق النار شاهدنا طائرة مروحية عسكرية احتلالية تحوم في المنطقة ، نزلت فترة وجيزة في ساحة المدرسة ثم حلقت واختفت شمالا ، ذهب بعض سكان المخيم إلى مكان الحادث وجدوا دماء في بيت صغير بجوار المدرسة وبقايا طعام وملابس ورصاص ، فقط عرفنا أن المروحية أخذت جثثا ، لا أحد يعرف أصحابها ، لكن حتما هناك مقاتلون فلسطينيون في المكان ، بعد ساعات بدأت الأمور تتكشف وأن الشهداء الثلاثة هم من أبناء مخيم الشاطئ ، لكن أين الجثث ؟ ذهب أهالي المخيم إلى مستشفى الشفاء في غزة ، لكن لا علم لهم ولم تصلهم حالات ، بعد ثلاثة أيام جاءت سيارات جيش الاحتلال وألقت أمام المستشفى ثلاث جثث ، انتشر الخبر في المخيم ، تدفق الناس لوداع الشهداء ، وضعتهم إدارة المستشفى في غرفة خاصة قريبة من الباب الكبير حتى يتسنى للجميع وداعهم كما قال أحد الموظفين ، ونحن نودعهم وجدنا أجسادا مخيطة في الصدر والجهة اليمنى وخيوطا في الرأس وفي محاجر العيون تساءلنا لماذا ؟ لا أحد يجيب ! لكن الإشاعة في المخيم وهي مجهولة المصدر تقول : أن مستشفى حيفا في الكيان يسرق أعضاء داخلية من جثث الشهداء ويرسلونها إلى أمريكا بألاف الدولارات ، لم نصدق هذه الإشاعة ، كيف يمكن لإنسان أن يقتل الإنسان ويبيع أعضاءه ! طالب وجهاء المخيم بفحص الطب الشرعي للتأكد من صحة الإشاعات أو كذبها ، رفض ضابط ركن الاحتلال المسؤول عن دائرة الصحة في غزة هذا الاقتراح قائلا : الرقع في أجسادهم نتيجة الإصابات بالرصاص أثناء الاشتباك المسلح وقام طبيب جيش الدفاع بخياطتها لإنسانية الإنسان ، طبعا لم يصدق الوجهاء كلامه المحشو بالكذب كعادته . خرجت مسيرة صغيرة إلى باب وكالة الغوث الأونروا بصفتها المسؤولة عن حياة اللاجئين الفلسطينيين ، بعد يومين من التظاهرات جاء المسؤول الأجنبي وهو أمريكي الجنسية من أصول إنجليزية وسلمناه طلبنا مطبوعا بالإنجليزية نطالب بإجراء فحص على جثث الشهداء الثلاثة من لجنة دولية محايدة ، لم يستجب هذا المسؤول الأجنبي بأمر أو اتفاق من ضابط جيش الاحتلال . تم دفن الشهداء ليلا بحضور ثلاثة أشخاص من عائلة كل شهيد ، همس طبيب من أبناء المخيم في أذن أحد الوجهاء : إنهم يسرقون أجزاء من أعضاء الشهداء والأسرى حين إعدامهم بالرصاص خاصة الأطفال منهم ، وقد تردد الوجهاء في تصديقه هل يعقل أن يسرقوا أعضاء الأطفال !  

أبو السعيد ابن المخيم يعمل مزارعا في حديقة عائلة يهودية قادمة من بولندا وتقيم في بيت فخم مع حديقته الواسعة يعود لعائلة فلسطينية تم تشريدها في حرب 48 ، أبو السعيد يجيد العبرية وقد حدتنا في جلسة مع الوجهاء أن ابن جيران العائلة التي يعمل عندها قد أصيب بحادث طرق وهو ابن الخمسة عشر عاما وقد اقترب من الموت عدة مرات ، زرعوا له في مستشفى حيفا أعضاء جديدة ، دماغ وقلب وعيون ، هكذا يقولون ، يكمل أبو السعيد سرده : المهم أن هذا الصبي عندما استيقظ واستعاد وعيه أخذ يتكلم العربية بطلاقة ولا يتفاعل مع أمه البولندية ولا أبيه صار يتكلم عن أسماء جيران فلسطينية في غزة وعن أماكن يراها بعينيه في غزة، دفعهم هذا تحويله إلى مستشفى خاص لإعادة التأهيل . 

 صرح ناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنهم وبدوافع إنسانية قد أطلقوا سراح مجموعة من الأسرى الفلسطينيين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمسة عشر عاما . 

 .

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الرحيم جاموس 
عضو المجلس الوطني الفلسطيني

د عبد الرحيم جاموس يكتب : لاتبيعُوهُ مواقفَ من بعيد ..!

لاتبيعُوهُ مواقفَ من بعيد ..! نص بقلم د. عبدالرحيم جاموس  لا تبيعوهُ مواقفَ من بِعيد …