الرئيسية / الآراء والمقالات / محمد البوجي يكتب : قصة اعترافات حرق دوابشة

محمد البوجي يكتب : قصة اعترافات حرق دوابشة

محمد بكر البوجي

قصة
اعترافات حرق دوابشة
محمد البوجي
وصلنا مطار تل أبيب ، إنها أرضنا ، من هنا أعلن تحولي إلى اليهودية ولن أعود إلى أمريكا ، راتبي الشهري الأمريكي يكفيني للحياة هنا برفاهية ، كما أعلن أيضا تغيير اسمي إلى : شارون بن غوريون ، بدلا من جاك بلفور، عشنا في كيبوتس وتعلمت العبرية جيدا وقرأت كتبا عن اليهودية ، سمعنا محاضرات كثيرة عن أهمية إسرائيل لأمن أوربة وأمريكا ورفاهية شعوبها ، إسرائيل هي وطن الأجداد منذ ثلاثة ألآف عام ، هنا أيضا سأبحث عن عظام أجدادي من الإنجليز الذين جاؤوا إلى هذه الأرض قبل ألف عام وطردهم صلاح الدين ، سأبحث عن عظامهم وأحاول إعادتها إلى بريطانيا ، آن الأوان أن أنتقم من صلاح الدين وأحفاده . بعد الانتهاء من دورات عسكرية مكثفة
عرض علينا الانتقال إلى مستوطنة كبيرة حيث هدوء الحياة وأمانها لكننا رفضنا نحن مجموعة من الشبان القادمين من أمريكا لدعم إسرائيل لا بد من عمل مستوطنة جديدة خاصة بنا ، سمح لنا الضابط العسكري بعمل خيمة في أرض على راس جبل بجوار قرية دوما في نابلس ، استلمنا مبلغا كبيرا من ضابط ركن المنطقة ، بعد أيام أقمنا ثلاثة خيام على المكان المحدد لنا حسب قرار الجيش وأقمنا برجا حديديا لخزانات المياه وممرا مكشوفا للمياه العادمة إلى قرية دوما وصممناه على هيئة شلال يتدفق من رأس الجبل ، مكثنا شهورا ونحن نفكر في كيفية توسيع قريتنا الجديدة ، تعاطينا الحشيش والكحول وكل أنواع المخدرات ، نحن بحاجة إلى مال كثير ، إذن لا بد من الهجوم على بيوت الفلسطينيين وأخذ ما نجده عندهم من مال .
جهزنا أنفسنا بالسلاح والسولار المخلوط بالبنزين لإخفاء ما نقوم به ، مع فجر أحد أيام اغسطس عام 2015 قمنا نحن الشبان الخمسة بسكب السولار حول البيت وعلى جدرانه،أطلقنا الرصاص في الهواء كسرنا الباب الحديدي بقنبلة خاصة ، دخلنا البيت ، دفعنا بالأسرة كلها في المطبخ وأغلقنا الباب عليهم ، قمنا بتفتيش البيت ، عثرنا على شنطة صغيرة مغلقة ، فتحناها بطلق من المسدس ، وجدنا مبلغا من المال بالدينار الأردني والشيكل وكمية صغيرة من قطع الذهب البسيطة سلاسل وخواتم زواج مكتوب عليها تاريخ واسماء ، فرحنا ، ورقصنا ، خرجنا من البيت وأطلقنا النار على الجدران ثم أشعلنا النار في الأبواب والشبابيك الخشبية والجدران ،
. غادرنا المكان إلى خيامنا ولا أعرف كيف تطورت الأحداث
القاضي : ألا تعلم أن العائلة كلها ماتت ، طفل رضيع وأطفال صغار والزوج والزوجة ، كلهم ماتوا حرقا .
. شارون : سمعت بذلك
. القاضي : هل تألمت أو وخزك ضميرك الإنساني
شارون : ابتسم ، رفع صدره ، التفت يمنة ويسرة وهو يبتسم ، سيدي القاضي لا زال في خطتنا الكثير مثل هذا الفعل لحماية دولتنا إسرائيل من هؤلاء الفلسطينيين الغرباء .
القاضي : حكمت المحكمة على المدعو شارون بن غوريون صاحب الاسم الأصلي ، جاك بلفور ، بالحبس مدة أسبوعين وغرامة مالية قدرها عشرون شيكلا ، ثم الترحيل إلى موطنه الأصلي أمريكا أو بريطانيا حسب رغبة المتهم ، بعد انتهاء فترة الحكم .
أعلنت الصحافة عن : استأنف شارون ضد قرار المحكمة واستطاع الحصول على قرار جديد من المحكمة العليا في تل ابيب ، وهو الانتقال إلى مستوطنة أخرى بعيدة عن نابلس ولتكن شمالي الخليل .

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الرحيم جاموس 
عضو المجلس الوطني الفلسطيني

د عبد الرحيم جاموس يكتب : لاتبيعُوهُ مواقفَ من بعيد ..!

لاتبيعُوهُ مواقفَ من بعيد ..! نص بقلم د. عبدالرحيم جاموس  لا تبيعوهُ مواقفَ من بِعيد …