الرئيسية / الآراء والمقالات / هالة أبو سليم تكتب : غسان كنفاني الحي الذي لن يموت

هالة أبو سليم تكتب : غسان كنفاني الحي الذي لن يموت

غسان كنفاني

غسان كنفاني الحي الذي لن يموت

بقلم: هالة أبو سليم -غزة
الفارس الذى ترجل عن صهوة جياده مبكرا و بفعل صهيوني حاقد متمرس فالقتل و الإجرام لم يسلم من تعطشه للدماء العربية وبالذات الفلسطينية إي أحد لم يتوانّ هذا العدو المجرم عن فعل إي جريمة اغتيال بحق رموز الشعب الفلسطيني التي في خياله المريض تُشكل تهديدا و تحدى لكل مؤامرات الغاء هذا الشعب و مسح هويته الوطنية و حقوقه الشرعية و القومية فإذا بك أيها الغسان تعيش في وجدان و قلوب و أذهان أبناء شعبك ، تمر و تمر ذكرى استشهاد الكثيرين فالقافلة كبيرة بعدد الأيام و السنين و الأسماء كثر و الأحبه الذين نفقدهم يوميا قد لا تكفى سجلات و سجلات ما بين السماوات السبع و الأرض و مازال الجرح ينزف من خاصرة كل واحد فينا فالموت لاحقنا وراء كل باب و فأي لحظه قد نفقد عزيز أو غالى لكن ليس سواك يستوطن القلب و الوجدان و العقل معاً ، لست مجرد كاتب عابر سبيل و لكنك كنت كالقنديل الذى بجسده النحيل الذى انهكه مرض السكرى أنار لنا الطريق الطويل و الصعب و المرير تُرى هل تصلك أخبارنا التعيسة ؟ هل تعرف عدد النكبات التي حلت على رؤوسنا؟ .
فما لذي يُملكه غسان كنفاني ليأخذ كل هذا الحيز في عقول وقلوب أبناء شعبه؟ فمهما تمر بنا من أزمات و عثرات و هموم واعمال يومية روتينية بغيضة تظل ذكراك بوهجها و قوتها و عنفوانها لا يمكننا تجاهلها أو نسيانها أو نلقى بها في رف مكتبة خشبية قديمة كورقة صفراء باهته يعلوها الغبار .
وحتى عندما نشرت غادة السمان رسائلك اليها ثار البعض و أنا منهم بالطبع رغم كونى قارئه نهمه لكتبها و لكن غيرتي غلبتنى فكانت روايتك تحت وسادتى و عوضا عن مراجعه محاضرات الجامعة كنت أهرب الى روايتك و ابتسم الان بينى و بين نفسى كم كنا طلبة أشقياء في تلك الأيام .
و نستفيق من الغيبوبة على واقع مرير و حلم وردى قد تناثر اشلاؤة كما تناثر ذاك الجسد النحيل المنُهك بعبء تنوء عن حمله الجبال و أعتقل داخل أروقة المستفيدين و أصحاب المصالح ، لروحك الطاهرة السلام و ستبقى دوما مهما مر من الزمن الحاضر الذى لا يموت .

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حرب الإبادة وانتهاكات الاحتلال بحق الأسرى

حرب الإبادة وانتهاكات الاحتلال بحق الأسرى بقلم  :  سري  القدوة السبت  27 نيسان / أبريل …