رئيس المجلس الإداري للإتحاد العام للحقوقيين الفلسطينيين
رئيس المجلس الإداري للإتحاد العام للحقوقيين الفلسطينيين
الرئيسية / الآراء والمقالات / د عبد الرحيم جاموس يكتب : فلسطين والجزائر توأمان لا ينفصلان

د عبد الرحيم جاموس يكتب : فلسطين والجزائر توأمان لا ينفصلان

عبد الرحيم جاموس عضو المجلس الوطني الفلسطيني رئيس اللجنة الشعبية في الرياض
عبد الرحيم جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
رئيس اللجنة الشعبية في الرياض

فلسطين والجزائر توأمان لا ينفصلان..

بقلم د. عبدالرحيم جاموس 

انا كاتب هذه السطور من الجيل الذي عاصر ثورة الجزائر العظيمة وكنت حينها في المرحلة الإبتدائية وكان معلمونا يحدثوننا يوميا عن بطولات الثوار والثائرات الجزائريين والجزائريات ،و يحدثوننا ايضا عن بشاعة الإستعمار الفرنسي الكلونيالي الإستيطاني الذي تواجهه الجزائر ، وكنا ننشد في طابور الصباح المدرسي النشيد الوطني للثورة الجزائرية في كل صباح في ساحة المدرسة .

 لذا من الطبيعي ان نحتفي اليوم وأن نشارك شعبنا الجزائري فرحته بإنتصاره على المستعمر واحياءه للذكرى الواحدة و الستين لانتصار الثورة وانتزاع الإستقلال في 5/7/1962.

 واليوم 5/7/2023 م حيث يكون قد مضى واحد وستون عاما على انتصار ثورة الشقيقة الجزائر على ابشع استعمار فرنسي شهدته القارة الإفريقية والبلاد العربية ، وقد كان لهذا الإنتصار الكبير اثره البالغ والمهم على مسار حركة التحرر العربي و العالمي ، ليفتح الباب واسعا امام حركات التحرر الوطني للنضال ضد المستعمر وضد حركة الإستعمار في كافة المستعمرات في أفريقيا وآسيا …

 فمثلت الجزائر المستقلة الحاضنة الرئيسيه والداعمة والنموذج لكافة حركات التحرر الوطني في العالم … وامدتها بكل عون ودعم ممكن سياسيا وماديا ومعنويا بلا حدود من اجل أن تحقق حركات التحرر العالمية أهدافها في الحرية والإستقلال عن المستعمر ، و قد فتح استقلال الجزائر باب التحرر والإستقلال لكافة الشعوب على مصراعيه و لكافة الدول الإفريقية المستعمرة ..

فإنتصار الثورة الجزائرية واستقلال الجزائر وهزيمة المستعمر الفرنسي فيها رغم جبروته وبطشه كان حدثاً تاريخيا مهما ليس في حياة الجزائر فقط التي قدمت التضحيات الجسام ، بل ايضا في حياة العرب وحياة دول افريقيا و حياة كل شعوب العالم الثالث أجمع التي كانت تعاني من ربقة الإستعمار وتناضل من اجل الحرية والإستقلال ..

لم تمضى سوى شهور قليلة على استقلال الجزائر ، حتى تستقبل الجزائر مئات الشباب الفلسطيني بل الآلاف من الذين قدموا إلى الجزائر للمشاركة والمساعدة للشعب الجزائري في اعادة بناء مادمره المستعمر معنويا وماديا وخاصة في مجالي التعليم والإعمار ، فقد فتحت الجزائر أبواب مدارسها للمعلمين الفلسطينيين كما فتحت أبواب جامعاتها للطلاب الفلسطينيين …

 وقبل كل هذا وذاك كانت تستقبل القيادة الفلسطينية قبل اشهارها واعلانها للعلن ، فقد استقبلت قيادة فتح ياسر عرفات ابو عمار وخليل الوزير ابو جهاد وآخرين من طلائع فتح وقوات العاصفة ، وفتحت الجزائر اول مكتب علني و رسمي لحركة فتح في عام ١٩٦٣ م تحت إشراف الأخ القائد خليل الوزير وفتحت كلياتها العسكرية ومعسكراتها لتدريب أعضاء فتح ، نواة قوات العاصفة التي انطلقت في ١/١/١٩٦٥ م ، فكانت التجربة النضالية للجزائر بقيادة جبهة التحرير الوطني الجزائرية ملهمة لحركة فتح ولثوار فلسطين ، فكان التدريب الأولي والسلاح الجزائري لثوار فلسطين على أيدي إخوانهم جنود وضباط الجيش الوطني الجزائري ، وواكبت الجزائر المستقلة دعم الشعب الفلسطيني ونضاله ماديا ومعنويا في كافة المراحل و على كافة الصعد الوطنية والقومية والدولية ، منذ يوم الإستقلال الجزائري قبل واحد وستين عاما و إلى اليوم في عهد فخامة الرئيس الدكتور عبد المجيد تبون حفظه الله ، فالجزائر تعتبر القضية الفلسطينية قضيتها الوطنية ،وتتبني الدفاع عنها في كل المحافل وعلى كل المستويات الجارية والدولية …دون هوادة او مراوغة وتسعى الى توحيد القوى والمنظمات الفلسطينية دائما ، ومثلت الجزائر الحاضنة الدافئة دائما للمؤتمرات الوطنية الفلسطينة والتي اخذت فيها القرارات والمواقف التاريخية والمصيرية وبرعاية القيادات التاريخية الجزائرية ، فشعب فلسطين والقياده الفلسطينية على الدوام يقدرون للجزائر دعمها ومواقفها الصلبة الداعمة للقضية الفلسطينية دائما ….

 الجزائر التي قال رئيسها الراحل الشهيد هواري ابو مدين (إننا مع فلسطين ظالمة او مظلومة ) ، هذا القول المعبر عن عمق العلاقة الفلسطينية الجزائرية وعن كل الجزائريين سابقا وحاضرا ومستقبلا حتى تتحرر فلسطين ويعود أهلها اللاجئين إلى ديارهم ومدنهم وحتى يتمكن الشعب الفلسطيني من الإنتصار على عدوه وانتزاع كافة حقوقه الوطنية وان يتمكن من تقرير مصيره بنفسه وان يقيم دولته الفلسطينية المستقلة على ترابه الوطني وعاصمته القدس .

الوشائج التي تربط فلسطين بالجزائر وشائج قوية ومتينة عبر التاريخ ..لا تهزها الأراجيف ولا الأعاصير فهي ترتكز على ركائز تاريخية وعقدية واجتماعية و قومية و وطنية وسياسية ، فلا نبالغ اذا قلنا ان الجزائر وفلسطين توأمان لا ينفصلان لمتانة هذة الوشائج والعلائق التي تربط بين القطريين والشعبين الشقيقين والقيادتين ، فلهما فلسطين والجزائر نفس الماضي الكفاحي ولهما نفس روح التضحية والجهاد ضد المستعمرين كانوا فرتسيين او صهاينة ، وستبقى تجربة الجزائر الكفاخية والجهادية في مواجهة الإستعمار .. نبراسا يضيء الطريق للشعب الفلسطيني في كفاحه وجهاده ونموذحا يقتدي لنيل حريته واستقلاله ، كما انتصرت الجزائر وطردت المستوطنين الفرنسيين وعساكرهم المحتلة ستنتصر فلسطين …

فهنيئا للجزائر رئيسا وحكومة وشعبا وجيشا وطنيا في يوم انتصاره على المستعمر وهم يحيون اليوم الذكرى الواحدة والستين لإستقلال وانتصار الجزائر ، والحديث عن الجزائر وانتصارها و عن فلسطين لاتتسع له الصحف والمجلدات، ولذا اختم بالقول : 

عاشت الجزائر وعاش شعبها المناضل والمجاهد والداعم دائما لفلسطين وشعبها وكفاحها وقضيتها ، واليوم نذكر بكل الشكر والعرفان والتقدير جميع مواقف الشقيقة الجزائر تجاه فلسطين حكومة وشعبا وجيشا ورئيسا ، وكل الشكر للجزائر ورئيسها دكتور عبدالمجيد تبون الذي أقر ووجه مؤخرا بالتبرع بملغ سخي ( مبلغ ثلاثين مليون دولار ) وذلك لإعمار مخيم جنين من الدمار والخراب الذي لحق به مؤخرا من قبل جيش الإحتلال الصهيوني الفاشي . .

فلتحيا الجزائر والتحيا فلسطين ومعا وسويا دائما حتى التحرير والنصر والبناء والتقدم .

هنيئا للجزائر عيد استقلالها ..

بقلم د. عبدالرحيم جاموس 

عضو المجلس الوطني الفلسطيني 

8/7/2023 م 

Pcommety@hotmail.com

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الرحيم جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
رئيس اللجنة الشعبية في الرياض

د عبد الرحيم جاموس يكتب : ثورة الطلاب العالمية فلسطين تنتصر

ثورة الطلاب العالمية فلسطين تنتصر… احتجاجات الطلاب : من جامعة كولمبيا في أمريكا إلى طلاب …