الصباح الفلسطينية
مقالات مشابهة
لماذا دعا فلاديمير بوتين قادة الشرق الأوسط بعد ثورة فاغنر ؟ – تحليل:
صحيفة الجيروزاليم بوست -سيث فيرنتزمان
ترجمة: هالة أبو سليم /غزة. 29-6-2023
قد تحدث الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس إيران ورئيس الإمارات في أعقاب تمرد فاغنر نهاية الأسبوع الماضي. تمثل هذه المكالمات مع رؤساء دول الشرق الأوسط رسالة واضحة على مواصلة فلاديمير بوتين النظر إلى الشرق الأوسط على أنه لاعب رئيسي في أهداف السياسة الروسية.
قرار الزعيم الروسي بالاتصال بالقادة في الشرق الأوسط يوضح مدى أهمية المنطقة، ليس فقط لروسيا، ولكن للعالم بشكل عام، هذا على النقيض من بعض تحليلات السياسة التي تشير إلى أن الشرق الأوسط لم يعد مهتمًا بالغرب وأن الولايات المتحدة وغيرها تتحول بعيدًا عن المنطقة بعد عقود من المشاركة.
في حين أنه قد يكون صحيحًا أن بعض مراكز الأبحاث و الدراسات و صانعي القرار في الولايات المتحدة أو المعلقين لم يعودوا يرون الشرق الأوسط كمجال رئيسي للتركيز عليه، فإن الواقع يوضح سبب أهميته .
لماذا اتصل بوتين بالإيرانيين بعد التمرد بين قوات فاغنر ؟
لأن روسيا تحصل على تكنولوجيا الطائرات بدون طيار من إيران وتستخدم طائرات إيرانية بدون طيار لاستهداف أوكرانيا. كما تعمل روسيا أيضًا مع إيران في قضايا أخرى، مثل التدخل أحيانًا لطهران في محادثات مع الغرب بشأن ملف القضايا النووية من الجدير بالذكر أنه منذ أكثر من عقد خلال سنوات إدارة أوباما، كانت هناك رؤية واضحة لكيفية ارتباط روسيا وإيران.
بالعودة إلى تلك السنوات، كانت هناك رغبة في تقليل التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا لاستخدام موسكو كإداة للوصول إلى إيران. كان هناك أيضًا منظرون في واشنطن يعتقدون أن روسيا والولايات المتحدة يمكنهما العمل معًا لتحقيق التوازن مع الصين.
في الوقت نفسه، دعا آخرون إلى استخدام تركيا لتحقيق التوازن بين إيران وروسيا
وغني عن القول، لم تنجح أي من هذه المحاولات جميعها.
أدى خيال التعاون مع روسيا إلى أول غزو لأوكرانيا عام 2014 من قبل روسيا،
مناقشة حديثة بين بوتين ورايسي :
بالنسبة لموسكو، إيران ذات أهمية كبيرة. تحدث بوتين إلى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بعد التمرد وناقش القضايا المتعلقة بالقوقاز وكذلك عملية أستانا فيما يتعلق بسوريا. وقالت وسائل الإعلام الإيرانية الموالية للنظام: «أثناء تهنئة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقدوم عيد الأضحى، قدم تقريرًا عن التمرد المسلح الأخير في هذا البلد وقال: لقد تصرفت روسيا بقوة ضد هذا التمرد».
كما شجع روسيا على التدخل في سوريا كما ناقش القادة كيفية أنشاء ممرًا تجاريًا بين الشمال والجنوب وناقشوا أيضًا التجارة الثنائية وسوريا.
كما تحدث بوتين مع الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد، حسبما أفاد الكرملين يوم الاثنين.
وقال الكرملين في بيان مقتضب «بعد تلقي معلومات شاملة، أعلن الزعيم الإماراتي دعمه الكامل لأفعال القيادة الروسية». كانت العلاقات التجارية وغيرها على جدول أعمال المحادثات
تمثل المكالمتان كيف تواصل موسكو النظر إلى الشرق الأوسط على أنه لاعب رئيسي في أهداف سياستها. بالإضافة إلى ذلك، فإن انتقاد أوكرانيا لإسرائيل خلال الأسبوع الماضي لعدم تقديم المزيد من الدعم التكنولوجي الدفاعي لكييف يوضح أيضًا مدى أهمية المنطقة لم تنتقد أوكرانيا البرازيل أو جنوب إفريقيا أو العديد من الدول الأخرى في العالم فيما يتعلق بالحاجة إلى الدفاعات الجوية والدعم.
هذا لأنه في حين أن العديد من البلدان في العالم قد يكون لديها اقتصادات كبيرة، فإن العديد منها لا يصنع أحدث الرادارات والدفاعات الجوية أو غيرها من التقنيات التي ستكون مفيدة في الصراع كما ترتبط أهمية الشرق الأوسط بقضايا التجارة والدفاع أيضًا.
هذا لأن الشرق الأوسط كان ساحة اختبار لتكنولوجيا الدفاع الجديدة منذ الأيام الأولى للحرب الباردة. حيث ثبت أن الدفاعات الجوية والدبابات والصواريخ والطائرات بدون طيار وغيرها من التقنيات القتالية في المنطقة.
كما طورت إيران طائرات بدون طيار في المنطقة لاستهداف المملكة العربية السعودية وإسرائيل وغيرها؛ ثم أرسلتهم إلى روسيا.
تم تطوير القبة الحديدية لوقف إطلاق الصواريخ المدعومة من إيران من لبنان وغزة.
فأوكرانيا تريد الآن القبة الحديدية. كما تسارع الدول الأوروبية للحصول على تكنولوجيا دفاعية جديدة وتتطلع إلى الشرق الأوسط لمعرفة ما يناسب المنطقة من اسلحه المتطورة،
كما طورت تركيا طائرات بدون طيار مسلحة رخيصة واستخدمت سوريا والعراق كمجال للممارسة كل هذا دليل على أنه في حين أن بعض صانعي السياسة يريدون الانتهاء من الشرق الأوسط، فإن المنطقة لا تزال مثل مشهد في المسلسل الشهير العراب الجزء الثالث، فالشرق الأوسط أصبح ميدان خصب لتصفية الحسابات بين الدول العظمى و ساحه تجارب “خصبة ” لأسلحتهم الفتاكة المستهدفة لزيادة المبيعات.
